تقارير و تحقيقات

الظاهر بيبرس.. الأسطورة التى ظلمها التاريخ

محمد الطوخى

تحل اليوم الأربعاء 1 يوليو  1277م  ذكرى وفاة القائد العظيم الظاهر بيبرس ، رابع سلاطين دولة المماليك ، التي حكمت مصر والشام ، حيث رحل في مثل هذا اليوم ، بعد حياة حافلة بالأحداث والانتصارات ، كما يعتبره البعض المؤسس الفعلي لدولة المماليك.

رجل الدولة والإصلاح

الظاهر بيبرس .. حاكم عشقه شعبه نظرا للإصلاحات العظيمة التى نفذها حيث ضرب أروع الأمثال فى إعمار وبناء الدولة إقتصاديا وعسكريا .. لقب بقاهر الصليبين والمغول.. وأعاد فتح الجامع الأزهر الشريف وترميمه وتشييده من جديد بعد إغلاق دام 100 عام .

نشأته

هو الملك الظاهر ركن الدين بيبرس العلائى البندقدارى الصالحى النجمى سلطان مصر وسوريا ، لقب با أبو الفتوح  نظرا لكم الفتوحات الإسلامية العظيمة  التى كانت فى عهده ،  وهو رابع سلاطين الدولة المملوكية ،  ومؤسسها الحقيقي لقبه الملك الصالح نجم الدين أيوب فى دمشق بركن الدين وبعد وصوله إلى الحكم لقب نفسه بالملك الظاهر .

يُعتقد أنه من أصل تركي من منطقة كازاخستان الحالية، ولد سنة 1223ميلادي ، وقد كان عبدًا منذ طفولته ، إشتراه الأمير علاء الدين البندقداري ولهذا ينسب له ، ثم انتقل للقاهرة ليعمل في خدمة الملك صالح نجم الدين أيوب ، فأعتقه الملك وولاه منصب أمير في الجيش وذلك لما رآه من تميز في شخصيته وحنكته ،

معركة عين جالوت
معركة عين جالوت

معركة المنصورة وعين جالوت  

حقق الظاهر بيبرس العديد من الانتصارات على الصليبين والمغول ابتداءا من معركة المنصورة وعين جالوت وقد قضى على إمارة أنطاكية الصليبية أثناء فترات حكمه .

أنشأ نظما إدراية فى الدولة

حكم مصر بعد رجوعه من معركة عين جالوت واغتيال السلطان سيف الدين قطز وبعدها أنشأ نظما إدارية جديدة فى الدولة واشتهر بزكائه الدبلوماسى والعسكرى وكان له دور كبير فى تغيير الخريطة السياسية  والعسكرية فى منطقة البحر المتوسط .

الملك لويس التاسع
الملك لويس التاسع

أسر الملك الفرنسى لويس التاسع

حكم 17 عاما  وقاد جيش المماليك البحرية فى معركة المنصورة ضد الصليبين فى رمضان 1249 م وتمكن من الانتصار عليهم فى المنصورة وتم أسر الملك الفرنسي لويس التاسع وحبسه فى دار ابن لقمان .

نهضة معمارية وتعليمية

شهد عهد الظاهر بيبرس نهضة معمارية وتعليمية كبيرة حيث إهتم بتجديد الجامع الأزهر وأعاد خطبة الجمعة والدراسة إلى الجامع الازهر الشريف بعد أن هجر طويلا ، ونصب أربعة قضاة شرعيين واحدا من كل مذهب من مذاهب أهل السنة والجماعة بعد أن كان القضاء مقتصرا على قاضى القضاه الإمام الشافعى رضى الله عنه .

عمل على إنشاء العديد من المؤسسات التعليمية فأنشأ المدارس بمصر ودمشق كما أنشأ جامعا عرف بإسمه إلى اليوم فى مدينة القاهرة وهو جامع الظاهر بيبرس

إصلاحاته الإقتصادية

كما إنشاء الجسور والقناطر والأسوار وحفر الترع وأنشأ مقياسا للنيل ونظم البريد وخصص له الخيل وكافح الخمر والمفاسد .

إصلاحات الحرم النبوى

وفى خارج مصر قام بعدد من الإصلاحات فى الحرم النبوى فى المدينة المنورة وقام بتجديد مسجد ابراهيم عليه السلام فى الخليل كما قام بتجديد قبة الصخرة وبيت المقدس وعمل على إقامة دار للعدل للفصل فى القضايا والنظر فى المظالم .

وفاته

توفى الظاهر بيبرس يوم الخميس 27 من شهر الله المحرم 676 هجرية عن عمر 54 عاما ودفن فى المكتبة الظاهرية فى دمشق بعد حكم 17 عاما ، 1 يوليو 1277م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى