أخبارتقارير و تحقيقات

زراعة اللحوم بين الواقع والخيال.. هل تساهم “اللحوم المستزرعة” في حل أزمة الغذاء؟

خبراء: من المتوقع أن تنتشر في المتاجر عام 2030

أستاذ بمعهد بحوث الحيوان: تقلل من استخدام المدخلات التي تستهلكها المواشي والطيور بحوالي 95%

استشاري خلايا جذعية: خالية من الأدوية والهرمونات المضافة للأعلاف

أستاذ فقه مقارن: اذا كانت من حيوان ميت لا يجوز أكلها

كتب- مصطفى كمال:

مع تفاقم الأزمات العالمية وارتفاع الأسعار وزيادة الضغط على الموارد الغذائية، وخاصة البروتين الحيواني بسبب الزيادة السكانية، قام العلماء والباحثين على العمل لايجاد طرق غير تقليدية للحصول على الغذاء، ونجح العلماء في اكتشاف طرق بديلة لزراعة النباتات عن طريق تقنية زراعة الأنسجة، ثم قاموا بتطوير أبحاث “اللحوم المستزرعة” والتي بدأت منذ عام 1931 وتطورت الى أن نجحو في انتاج أول “برغر” تم استزراعة عام 2013، من قبل فريق هولندي وتم عقد مؤتمر صحفي بلندن للإعلان عن هذا الحدث، وبرغم تكلفته الباهظة والتي وصلت لـ 250 الف جنية استرليني، الا أن هناك العديد من الشركات الناشئة والدول قامت بالإنفاق على مشاريع بحثية متعلقة بتلك الفكرة والعمل على تطويرها وتقليل النفقات خلال السنوات القليلة الماضية، خاصة وأن استهلاك اللحوم ارتفع من 45 مليون طن يوميًا عام 1950 الى 300 مليون طن يومياً، ومن المتوقع أن يتضاعف بحلول عام 2050، فشرعت بعض الدول امكانية الحصول على هذه اللحوم المستزرعة من خلال تقنيتان، تقنية الخلايا الجذعية والثانية هي الطباعة ثلاثية الأبعاد الحيوية والحبر الحيوي، وبرزت دول عدة في ذلك المجال مثل اليابان وهولندا وسنغافورة والولايات المتحدة الأمريكية. فكيف يتم انتاج تلك اللحوم؟ وهل ستساهم في حل أزمة الغذاء؟ وما الفرق بينا وبين اللحوم الطبيعية؟ وهل لها تأثير على الصحة العامة؟ ورأي الشرع في أكل تلك اللحوم؟.

استزراع اللحوم يتم عن طريق الخلايا الجذعية

وفي هذا السياق أوضح الدكتور عبدالمنعم صدقي، الأستاذ بمعهد بحوث الحيوان التابع لمركز البحوث بوزارة الزراعة، أن عملية “استزراع اللحوم” يتم عن طريق الخلايا الجذعية، من خلال أخذ خلية حية من الحيوان ووضعها في “المفاعل الحيوي”، حيث تتوفر فيه البيئة المناسبة لنمو وتكاثر الخلية، وكأنها داخل الحيوان نفسه ويتم تغذيتها بالفيتامينات والأحماض الأمينية والبروتينات، حتى تنمو وتتكاثر لملايين ومليارات الخلايا، وتصل للمنتج نهائي، ومن الدول المتطورة في ذلك المجال، أمريكا وسنغافورة وإسرائيل وقطر واليابان وتستخدم تقنية الطباعة الثلاثية، الغير مقتصرة على اللحوم بل والأسماك والجمبري بأنواعه.

معدل نمو متسارع

 وأضاف صدقي، في تصريح خاص لـ” اليـوم”، أن من أسباب تطور أبحاث “اللحوم المستزرعة” هو توفيرها للمياه حيث يستهلك كيلوا اللحم ما يقرب من 15 الف لتر مياه، واللحوم المستورعة تقلل من استهلاك المياه، وأيضاً استخدام تلك التقنية يقلل من استخدام المدخلات التي تستهلكها المواشي والطيور بحوالي 95%، ومعدل نمو اللحوم المستزرعة سريع جدًا حيث تتكون اللحوم في “المفاعل الحيوي” فى اقل من 3 أسابيع، مشيراً الى أنها تعمل على تقليلل الإنبعاثات التي تخرج من تربية المواشي فالإنتاج الحيواني يتسبب في 18% من انبعاثات القطاع الزراعي من ثاني أكسيد الكربون، وكيلوا اللحم من الجاموس يتسبب في انبعاثات قدرها 400 كيلو جرام مكافئ لثاني اكسيد الكربون، وكيلوا اللحم من الأبقار يتسبب في 295 كيلوا من ثاني اكسيد الكربون، وكيلوا اللحم من الدواجن يتسبب في 36 كيلوا من ثاني اكسيد الكربون وخاصةً وأن أعداد الدواجن تزيد من كم الانبعاثات من ثاني أكسيد.

مخاوف غذائية

وعن تخوف البعض من تلك اللحوم وأنها غير صحية، لفت الأستاذ بمعهد بحوث الحيوان، الى أن هذا التخوف طبيعي لأي تجربة في طور بدايتها، الى ان يثبت العكس، وهناك معايير صحية وضعتها منظمة الفاو والإتحاد الأوروبي لضمان سلامة تلك اللحوم، وأنها آمنه على المستهلكين، ففي 16 نوفمبر لعام 2022، أجازت إدارة الغذاء والدواء الامريكية (FDA) بتناول اللحوم المستزرعة وأنها آمنة وصالحة للإستهلاك الأدمي، كما أقرت منظمة الأغذية والزراعة الأمريكية (FAO) استخدام تلك اللحوم لأن العالم يلزمة زيادة اللحوم بحلول عام 2050 الى 50% نظراً لزيادة السكانية والتي من المتوقع أن تصل الى 9.7 مليار نسمة.

2030 عام الانتشار بالأسواق

وعن تكلفة الإنتاج أوضح صدقي، أن تكلفة أى مشروع بحثي في بدايته وخلال التجارب الأولى تكون مرتفعة؛ لكن مع الوقت وتطور البحث العلمي ستنخفض التكلفة الى أن تكون تلك اللحوم في متناول المستهليكن، مؤكداً أنه لا مفر من التفكير خارج الصندوق؛ لزيادة إنتاج الغذاء وخاصة البروتين لارتفاع أعداد السكان مع الحفاظ على معايير السلامة، وأنه من المتوقع أن تنتشر اللحوم المستزرعة خلال عام 2030 في المتاجر والسوبر ماركت.

تزايد الطلب على البروتين الحيواني

 وفى السياق ذاته قال الدكتور سيد بكاري، استشاري بحوث الخلايا الجذعية والميتوكوندريا بجامعة الأزهر، أن العلماء بدأو في التفكير واجراء الأبحاث لإنتاج اللحوم المستزرعة منذ عام 1931، بسبب تزايد الطلب على البروتين الحيواني، وتتم تلك العمليه من خلال الحصول على خلايا اوليه من الماشية ووضعها في المفاعل الحيوي الذي يهيئ لها المناخ والبيئة حتى تتكاثر وتم اجراء تجربة ناجحة في عام 2013.

انتشار بكتيري أقلوأوضح بكري، أن من مميزات تلك اللحوم أن نسبة الجراثيم المعدية بها قليلة بالمقارنة باللحوم الطبيعية التي تنتج عن ذبح الحيوان وكذلك خلوها من الادوية والهرمونات المضافة للأعلاف، ويمكن التحكم في نسبة الدهون بها واستبدالها بفيتامينات واضافات صحية.

ما بين الصحة والشرع

وعن الرأي الشرعي قال الدكتور محمد صبحي، مدرس الفقة المقارن بجامعة الأزهر الشريف، في تصريح خاص لـ” اليوم”، أن رأي الشرع في “اللحوم المستزرعة” لا يتم الا بعد أن تتم تجربة كاملة حتى ويعلم منها هل الخليه التي يتم سحبها من حيوان حي ام ميت؟ فاذا كانت من حيوات ميت فلا يجوز أكلها لأنها ستأخذ حكم الميتة ولا يجوز أكلها، ولكن في حالة اذا تم أخذ خليه من حيوان حي حلال ولم يضف عليها أي مواد نجسة وانتجت في بيئة ليس بها محاذير شرعية تكون جائزة وتأخذ حكم النباتات المعدلة وراثياَ، ولكن لم يتم البت بشكل قطعي وما نتحدث فيه اجتهادات، لأننا لم نرى عملية الاستزراع كامله منذ بدايتها لحين الإنتاج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى