غير مصنف

الطيب: الحفاظِ على الوحدة والتماسك الاجتماعي من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية


قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف إن قاعدة “لا ضرر ولا ضرار” تتغلغلَ في نسيجِ “التشريعِ الإسلاميِّ” وأنَّها لا تقتصِر على حدودِ التكاليفِ الشرعيةِ الفرديةِ فحسب، بل تمتدُّ لتشمل أهمَّ مقاصد الشريعة في حياةِ الناس، وهو استقرارِ المجتمعِ، وحفظِه من التعرُّضِ للهِزَّاتِ، والتضحيةِ ببعضِ التكاليفِ الشرعيَّةِ من أجلِ الحفاظِ على الوَحدةِ والنظامِ والتماسكِ الاجتماعيِّ.

أوضح فضيلة الإمام الأكبر خلال حلقته اليوم فى برنامج الإمام الطيب أن ذلك يتضحُ  في أصلٍ من أخطرِ أصولِ الإسلامِ؛ وهو: “وجوبُ الأمرِ بالمعروفِ والنَّهيِ عن المنكَرِ”، وهو  الأصلُ الذي عليه مدارُ خيريَّةِ هذه الأُمَّةِ وعدالتُها وشهادتُها على الأُمَم في قوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}

وأشار فضيلته أن الفقهاءُ استَنْبَطَوا هذه الرخصة من تصرُّفاتِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وســيرتِه طُوالَ سِــنِين بعثتِه الشــريفة؛ فقد عاشَ في مكَّةَ ثلاثة عشـر عامًا، عانى فيهـــا -هو وأصحابُه- ما لا يُطاق ولا يُحتمل من منكراتِ الوثنيِّين والمشركين؛ سواء في الاعتقادِ أو في القولِ أو العملِ، وقد صبَرَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم على هذه المنكراتِ، وصبَرَ على قريشٍ، ولم يحملِ السلاحَ على أهلِها، ولم يُواجِههم بأيَّةِ خُطَّةٍ من خُطَطِ الإيذاءِ أو التضييقِ أو المناوشاتِ الحربيةِ، وظَلَّ صابرًا، بل مأمورًا بالصبر من الله تعالى، حتى هاجَرَ إلى المدينةِ المنوَّرة، وأُذِنَ له في القتال، موضحا أنه لم يؤمر بحَملِ السِّلاحِ إلا بعد أنِ استفرَغَ كلَّ طاقاتِه وطاقاتِ أصحابِه في الحوارِ بالحُجَّةِ والبُرهانِ والترغيبِ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى