أخبار

عمرو خالد: يوم عرفة أفضل أيام السنة وأحبها إلى الله


وجه الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، رسالة إلى جموع المسلمين حول العالم، قبيل استقبال أحب الأيام إلى الله يوم عرفة، قائلًا: «غدًا يوم عرفة أفضل يوم في أيام السنة كلها، وأحب يوم إلى الله طوال العام؛ غدًا أكثر يوم تعتق فيه الرقاب من النار، غدًا أكثر يوم يستجاب فيه الدعاء، وخير يوم طلعت عليه الشمس، وأحب يوم إلى الله لابد أن تعرفوا قيمة يوم غد حيث قال بعض العلماء إن يوم عرفة أفضل من ليلة القدر؛ لأن ليلة القدر تكون مخفية غير معلومة في العشر الأواخر من رمضان، أما يوم عرفة فهو معلوم في العشر الأوائل من ذي الحجة ومشهود».
يوم تحقيق الدعوات الكبيرة
وأضاف خالد في ثامن حلقات برنامجه لموسم الحج «منازل ومناسك»: «كل الدعوات الكبيرة في حياتي كنت أدعوها في هذا اليوم، يوم عرفة، سواء كنت في الحج أو لا سيستجيب الله دعاءك ويرزقك كل ما تتمنى وزيادة».

وأوضح أن «اليوم الثامن من ذي الحجة هو يوم التروية؛ حيث يتجهز الحجاج بالمياه والمؤن استعدادًا للوقوف بصعيد عرفات يوم غد، فالنبي صلى الله صلى الله عليه وسلم أمر بالذهاب إلى مِنى قبل الصعود إلى عرفات، وكأنها حضّانة ليستعد فيها الحجيج للوقوف بعرفة، وتهيئة نفوسهم لهذا اليوم المشهود، الذي تغسل فيه كل ذنوب الحجيج، ويعودون كما ولدتهم أمهاتهم بعد الوقوف بعرفة، ثم بعد الوقوف بعرفة يعود الحجيج إلى منى ويمكثون بمنى ثلاث ليال، وهذه أيضًا كأنها حاضنة تفكر تخطط لمستقبلك كيف ستعيش بعد هذه الرحلة وقد غفرت كل ذنوبك فالمبيت بمنى فرصة لتخطيط المستقبل».
يوم التروية
وتابع خالد متحدثا عن يوم التروية: «اليوم الثامن من ذي الحجة نزل قول الله تعالى (واسألوا الله من فضله)، ومعنى الفضل في اللغة هو العطاء بلا سبب وبلا استحقاق وبلا أولوية، وكأن الآية الكريمة تخبرنا أن نسأل الله كل ما نتمنى في يوم عرفة؛ قال تعالى (قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم) فهذه الأيام أيام عطاء بلا حدود».
أعجب ما يحدث يوم عرفة!
وتطرق خالد إلى مشاهد الحجيج يوم عرفة، قائلًا: «هناك موقف يحدث معي كل حج واكتشفت أنه يحدث مع كثيرين غيري؛ وهو أننا عندما نصعد إلى عرفات في الساعة العاشرة والنصف صباحا، أو الحادية عشرة، أتلعثم في الدعاء وكأني أفتقده، وأظل على هذه الحال حتى بعد العصر وعندها، وكأن الله يأذن للحجيج ويفتح عليهم بالدعاء فأجد انطلاقة لساني، وسلاسة في الدعاء، وتجد الحجيج يبكون ويضرعون ويناجون الله ويدعونه وقلوبهم تفيض بالحب والرجاء واللهفة والبكاء، وهذه هي ساعات الإجابة ومغفرة الذنوب».
يوم التوبة والمغفرة والعتق
وأردف خالد في سياق حديثه عن فضل يوم عرفة، قائلاً: «يوم عرفة يوم إجابة الدعاء، والعتق من النار، والقبول، ومحبه الله للجميع في الحج أو في غيره، ولكن الحج يتميز بأن من يحج يعود كما ولدته أمه، والله يتوب ويغفر ويعتق من النيران في يوم عرفة لأننا خلقه، وهو يحبنا؛ قال تعالى: (يحبهم ويحبونه)، ومعنى الآية أن الله أحبنا أولًا ثم أتت محبتنا له ثانيًا، فهو غفور تواب رحيم، كريم. وكيف لا يحبنا وهو بعدما خلقنا أمر الملائكة بالسجود لآدم عليه السلام، قال تعالى (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية)، ومعنى الآية أن من يعملون الصالحات هم أحب وأفضل الخلق عند الله، وهو وعد من الله بأن أفضل المخلوقات هو الإنسان المؤمن الذي يعمل الصالحات، وكأن الله سبحانه وتعالى يتيح لنا كل سبل المغفرة ويقدمها لنا ميسورة سهلة؛ حتى يدخلنا الجنة قال تعالى: (والله يدعو إلى دار السلام)، ودار السلام هي الجنة».
نصائح غالية
ونصح خالد متابعيه، بأن يعاهدوا الله أن يبدأوا حياة جديدة منذ اليوم الثامن من ذي الحجة، حتي يأتي يوم عرفة فيدعونه أن يكرمهم، ويعتقهم من النار، ويستجيب دعائهم، قائلًا: «أنا عندما أذهب للحج لدي عهدان مع الله أحدهما عند الحجر الأسود، وهناك تجد الناس يتسابقون لمس الحجر الأسود، ولكني أرى رمزية الحجر الأسود في فعل الرسول صلى الله عليه وسلم عندما كان يشير إليه بكف يده؛ وكأنه يعاهد الله أن يزيد من الطاعات، ويعمل الصالحات، وهذا هو العهد الذي أعاهد الله به في الحج عند الحجر الأسود، ولا أستطيع أن أذهب إلى الحجر الأسود إلا عندما أكون مستطيعًا أن أعاهد الله هذا العهد».

ومضى قائلاً: «أما العهد الثاني فيكون عندما أذهب إلى المسجد النبوي في آخر يوم بعد مناسك الحج وأعاهد النبي صلى الله وسلم، وأقول: السلام عليك يا رسول الله أنا على العهد بأن أظل على الطاعات وأكثر منها، وأجتنب السيئات قدر استطاعتي؛ ولهذا هل تستطيعون أن تعاهدوا الله معي بهذا العهد؟ عاهدوا الله هذا العهد؛ حتى وإن لم تكونوا في الحج هذا العام فيرى الله صدق نيتكم، فيغفر لكم ذنوبكم ويرزقكم كل الخير، ويستجيب دعائكم ويرحمكم ويعتقكم من النار؛ قال تعالى: (والله ذو الفضل العظيم)، أريدكم أن تقولوا أنا أحبك يا رب، فأنا أتعجب لمن يقول لعدد من البشر أنا أحبك، ولا يقولها لله! فهذه الليلة ليلة الثامن من ذي الحجة هي ليله حب، وفرحة بيوم عرفه غدًا، ولمن يرغب في حب الله عليك أن تطيعه، وتذكره، وتطلب رحمته، بصدق ويقين وحسن ظن فيه؛ وهو كريم سيجيبك حتما لا محالة».

شاهد الحلقة:
https://www.youtube.com/watch?v=0wcjzctnE-I

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى