حوار

محمد أبو سمرة: قرار تاريخي لمحكمة العدل الدولية في لاهاي ضد الاحتلال

تصريحات ومواقف أدلى بها القيادي والمفكر والمؤرخ الفلسطيني ورئيس تيار الاستقلال الفلسطيني، اللواء الدكتور محمد أبو سمره، وذلك حول القرار التاريخي لمحكمة العدل الدولية في لاهاي ضد الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك إيزاء العدوان المتواصل ضد غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة ولبنان وسوريا.

في البداية كيف تنظرون إلى قرارات محكمة العدل الدولية التي أصدرتها اليوم في لاهاي ضد الدولة العبرية؟
بدون شك فإنَّ يوم الجمعة ٢٦يناير٢٠٢٤، هو يوم تاريخي ومحطة هامة في سياق صراعنا التاريخي الحضاري المصيري الممتد والمتواصل مع العدو والمشروع الصهيوني منذ نشأة وتشكُّل هذا المشروع الاستيطاني الشيطاني الاستعماري ” الاستئصالي الاحلالي” قبل مائة وخمسين عامين، وكذلك منذ ٧٧ عاماً، عقب النكبة الفلسطينية والعربية الكبرى عام ١٩٤٨ وإقامة الكيان الصهيوني السرطاني فوق الجزء الأكبر من أراضي فلسطين التاريخية.

وإننا في تيار الاستقلال الفلسطيني نحن عن تأييدنا واشادتنا بالقرارات التي اتخذتها محكمة العدل الدولية ضد الكيان الصهيوني، رغم أننا كنا نأمل أن تصدر المحكمة قراراها المنتظر والمأمول بالطلب من الكيان الصهيوني وقف الحرب الوحشية والعدوان واطلاق النار، والتوقف عن ارتكاب كافة الجرائم بالتطهير العرقي والإبادة الجماعية وجرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني، ولكن ما تم ــ دون شك ــ هو محطة وخطوة هامة جداً على طريق احقاق العدالة والانتصار لمظلومية الشعب الفلسطيني، وخطوة أولى على صعيد المحاكمة الدولية والعالمية للعدو والكيان الصهيوني المجرم على كافة جرائمه ومجازره الوحشية وعمليات التطهير العرقي والإبادة المنهجية التي ارتكبها ومازال يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني المظلوم.

وإن رفض محكمة العدل الدولية طلب العدو الصهيوني لعدم النظر في القضية، وإعلان المحكمة قبولها لطلب الدعوى المقدم من دولة جنوب أفريقيا بالموافقة على النظر في التهم الموجهة للكيان الصهيوني بارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية والتطهير العرقي والإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، وهذا القرار من المحكمة الدولية هو بحد ذاته انجاز كبير وتاريخي، وهو بمثابة إنذار كبير وعالي المستوي للكيان الصهيوني من أكبر هيئة قانونية وقضائية دولية وأممية علي مرأى ومسمع من العالم أجمع، وإن كنا نأمل ألا يتم منح العدو فرصة لمدة شهر لتنفيذ قرارات المحكمة الدولية، وألا تتجاوز المدة الممنوحة له أسبوع، ونأمل أن تنجح المجموعة العربية بالتعاون مع دولة جنوب أفريقيا والتي تسعى عبر الجزائر الشقيقة لتقديم طلب إلى مجلس الأمن الدولي لإلزام الكيان الصهيوني بتنفيذ كافة قرارات محكمة العدل الدولية.

ونأمل أن تتخذ المحكمة في جلستها المقبلة التي ستنعقد يوم السادس عشر من فبراير/ شباط المقبل، اصدار قرارها بإلزام العدو الصهيوني بوقف إطلاق النار ووقف العدوان بشكل كامل وفوري، إضافة لتوقفه عن ارتكاب كافة الجرائم اليت ذكرتها المحكمة في قراراتها لهذا اليوم وتوقفه عن منع إدخال المساعدات للشعب الفلسطيني ورفعه للحصار الكامل الذي يفرضه ضد قطاع غزة.

وأننا نتوجه بالشكر الجزيل إلى الأشقاء في دولة جنوب أفريقيا التي أخذت على عاتقها مشكورة خوض هذه المعركة التاريخية انتصاراً لعدالة القضية الفلسطينية ولمظلومية ومأساة وحقوق الشعب الفلسطيني، وكذلك نتوجه بالشكر إلى جميع الأشقاء العرب والمسلمين وجميع دول العالم التي ساندت الحق الفلسطيني ودعمت وأيدت الجهد التاريخي الذي قامت به دولة جنوب أفريقيا، ونختص بالشكر الشقيقة الكبرى مصر، والتي هي بحق قائدة وزعيمة وعاصمة الديبلوماسية العربية والإقليمية والإسلامية، وهي كانت على الدوام ومازالت وستبقى الداعم الأكبر والرئيس للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني وكفاحه ونضاله المشروع لاستعادة كافة الحقوق الفلسطينية المسلوبة والمشروعة وإعلان حق تقرير المصير إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة علي كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين والمهجرين والمبعدين واطلاق سراح جميع الأسرى من سجون العدو.

وقد وقفت مصر ورئيسها الشهم البطل فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي وقيادتها وحكومتها وجيشها وكافة أجهرتها السيادية، بمنتهى الصلابة والعناد والبسالة والشجاعة والقوة بالتعاون مع القيادتين الفلسطينية والأردنية في مواجهة العدوان الصهيوني الوحشي ضد قطاع غزة والشعب الفلسطيني وضد كافة المخططات والمؤامرات الصهيونية وفي مقدمتها مخطط تهجير وطرد الفلسطينيين من قطاع غزة نحو مصر ومن الضفة الغربية والقدس المحتلة نحو الأردن، وهو ما أربك حسابات قادة العدو وأميركيا والغرب، وأفشل جميع مخططاتهم ومؤامراتهم التي كانت تعتمد على استمرار العدوان وطرد الفلسطينيين من القدس وغزة والضفة الغربية لتصفية القضية الفلسطينية بالضربة القاضية وبشكل نهائي.

ــ بتقديركم، هل هناك رابط بين العدوان الصهيوني المتواصل ضد قطاع غزة والاعتداءات التي يشنها العدو ضد لبنان وسوريا؟
بالتأكيد أنَّ العدوان الصهيوني الوحشي البربري الاجرامي المتواصل ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة والقدس والضفة الغربية المحتلة منذ يوم السابع من أكتوبر/تشرين أول الماضي، وكذلك ما تشهده الأراضي اللبنانية والسورية من اعتداءات صهيونية متكررة، فإنَّ كل ذلك يحدث في سياق الصراع العربي ــ الإسرائيلي المستمر والمتواصل، ويمس جميع دول الجوار العربي وخاصة (دول الطوق) وكذلك الجوار والمحيط العربي والإسلامي والإقليمي، ويشكل الخطر الحقيقي على جميع الدول العربية والإسلامية، بنفس القدر الذي يشكله ضد فلسطين المحتلة والشعب الفلسطيني المظلوم.

وانطلاقاً من ارتباط جميع الاعتداءات الصهيونية التي ينفذها العدو الصهيوني ضد لبنان الشقيق وضد سورية الشقيقة بالعدوان وحرب التدمير والتخريب والتطهير العرقي والإبادة المنهجية التي يواصل العدو الصهيوني تنفيذها ضد شعبنا الفلسطيني المظلوم في قطاع غزة بالتزامن مع جرائمه التي لا تتوقف ضد شعبنا في القدس المحتلة والضفة الغربية المحتلة، ولا يمكن فصل ما يحدث من اعتداءات صهيونية ضد لبنان وسورية عن العدوان الصهيوني المتواصل ضد شعبنا الفلسطيني الصامد المرابط في قطاع غزة والقدس والضفة الغربية المحتلة، وتلعب العمليات العسكرية الدفاعية التي تنفذها المقاومة الإسلامية في لبنان، دوراً هاماً لاستنزاف جيش العدو وتشتيت جهوده وقواته وقدراته واضعاف امكانياته وارباكه، وأيضاً للرد والانتقام لشهداء وضحايا فلسطين وقطاع غزة ولبنان وسورية المظلومين وعلى درب تحرير القدس وفلسطين.

ورغم كافة المساعي والمحاولات التي يبذلها المجرم نتنياهو وحكومته اليمينية الصهيونية المتطرفة المجرمة، لإشعال جبهة المواجهة الشاملة مع لبنان وسورية، ليتمكن من إطالة أمد العدوان الاجرامي الوحشي المتواصل ضد قطاع غزة واستكمال عمليات الإبادة والتطهير العرقي والطرد والتهجير القسري للفلسطينيين في قطاع غزة والقدس والضفة الغربية، وتدمير قطاع غزة بشكل كامل وهدم جميع معالمه التاريخية والحضارية وجامعاته ومدارسه ومستشفياته ومساجده ومؤسساته ومبانيه وبنيته التحتية، بل القضاء على كافة معالم ومقومات وأسس الحياة ومحاولة محو وطمس كل شيء في قطاع غزة عن الوجود، وجعله بقعة جغرافية غير صالحة للحياة لسنواتٍ طويلة ومكاناً طارداً للحياة، وتحويله من أكبر سجن مفتوح في العالم والتاريخ، إلى أكبر مقبرة جماعية في العالم والتاريخ.

وتصب مخططات المجرم نتنياهو لإشعال جبهة المواجهة مع لبنان الشقيق والشقيقة سورية في سياق مؤامراته ومحاولاته المجنونة لإشعال “حرب إقليمية واسعة” يستدرج إليها إلى جانب لبنان وسورية، إيران والعراق واليمن وغيرها من الدول العربية والإسلامية الشقيقة، وتوريط الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية والأوروبية في هذه الحرب الإقليمية الشاملة، وذلك لضمان بقاء واستمرار بقائه وحكومته الاجرامية اليمينية الفاشية المتطرفة في قيادة كيان العدو، لكي يواصل هروبه مع مجموعة الإرهابين المتطرفين من أركان حكومته المجرمة من المحاكمة لدى محاكم الكيان الصهيوني بتهم الفساد التي تلاحقه وكذلك بتهم الفشل الذريع في يوم السابع من أكتوبر/ تشرين أول ٢٠٢٣
ــ ماهي أبرز الأحداث في فلسطين خلال عام 2023 بداية من العدوان المستمر حتى عملية طوفان الأقصى 7 أكتوبر والانتهاكات المتواصلة في القدس والضفة.

لم تتوقف طيلة العام 2023 الاعتداءات الصهيونية ضد شعبنا وأرضنا ووطننا ومقدساتنا وبيوتنا ومدارسنا وجامعاتنا ومساجدنا وكنائسنا ومستشفياتنا وكافة مؤسساتنا بكافة الأشكال والطرق والوسائل والأساليب في القدس المحتلة والضفة الغربية وقطاع غزة، وعلى وجه الخصوص ضد المسجد الٍأقصى المبارك والحرم الإبراهيمي الشريف، وتواصلت وتكثفت وازدادت كثيراً اقتحامات قطعان المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك مع سعي صهيوني شيطاني محموم لتهويد المسجد الأقصى المبارك وفرض التقسيم الزماني والمكاني ضده كما حدث من قبل مع الحرم الإبراهيمي الشريف بالخليل، بالتزامن مع استمرار وتصاعد وتوسع وزيادة عمليات مصادرة الأراضي والاستيطان في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة وضواحي وبلدات وقرى وأحياء القدس المحتلة.

وواصلت حكومة العدو كافة عمليات الاستيطان والتهويد بالقدس المحتلة وضواحيها وبلداتها وقراها وتوسعة وتكثيف وتشييد الحزامي الاستيطاني التهويدي الذي يحيط بالقدس المحتلة وضواحيها ومحيطها وبلداتها وقراها من كافة الاتجاهات والجوانب من أجل تغيير الهوية العربية الإسلامية التاريخية والحضارية للقدس المحتلة وتغيير تركيبتها الديمغرافية وفرض عمليات “الترانسفير” والتهجير القسري والتمييز العنصري والتطهير العرقي ضد أهلنا وشعبنا بالقدس المحتلة.
كما واصل جيش العدو شن اقتحاماته اليومية ضد مدن وقرب ومخيمات الضفة الغربية المحتلة مع استمراره يومياً بارتكاب عمليات الإعدام الاجرامي العلني والقتل المتعمد المنهجي ضد أبناء وبنات شعبنا في القدس والضفة الغربية بحجج ومزاعم ومبررات واهية وكاذبة، في حين لم يتوقف عن شن حملات الاعتقال في القدس المحتلة وكافة مدن وبلدات وقرى ومخيمات الضفة الغربية.

وضرب العدو خلال العام ٢٠٢٣ الرقم القياسي في أعداد جرائم القتل والاعدام الميداني التي نفذها ضد شعبنا، وكذلك في عمليات الاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك والمدن والبلدات والقرى والمخيمات والبيوت وفي عمليات الاعتقال والمداهمات وتفتيش وتخريب المنازل وأعداد المعتقلين، ووصل كذلك مستوى توحشه وعنفه واستبداده وقمعه لجماهير شعبنا إلى مستويات غير مسبوقة، وتجاوز وانتهك جنود العدو في اقتحاماتهم واعتداءاتهم الوحشية ضد الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة كافة الخطوط الحمراء، بينما استمر الحصار الصهيوني المكثف المتواصل البري والبحري والجوي ضد قطاع غزة للعام الثالث والعشرين على التوالي مع مواصلة وتكرار عمليات القصف والاعتداءات العسكرية والتدمير.

وكان العام الماضي هو الأكثر دموية ووحشية وعنفاً واجراماً في اعتداءات العدو وجرائمه المتواصلة ضد قطاع غزة، وخاصة الحرب الهمجية وعمليات التطهير العرقي والابادة التي يواصلها العدو المجرم منذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول الماضي، حيث زاد عدد الشهداء والجرحى والأسرى والمفقودين حتى اليوم عن ربع مليون إنسان فلسطيني من كافة الأعمار، بينما كان غالبية الشهداء والجرحى من بين الأطفال، وتم تدمير أكثر من ٨٠٪ من بيوت ومساكن وعمارات ومباني قطاع غزة، ومازال العدوان مستمرا حتى اللحظة.

ــ لم يترك الاحتلال الصهيوني فرصة إلا وشن الاعتداءات الممنهجة ضد الفلسطينيين ما المختلف هذه المرة؟
العدوان الصهيوني الحالي المتواصل، لم يشهد له العالم والتاريخ الحديث والمعاصر مثيلاً، بل ربما لم يشهد العالم والتاريخ ككل له مثيلاً من حيث مستوي الوحشية والاجرام والتعطش للقتل والتدمير والتخريب، وتجاوز فيه جيش الاجرام الصهيوني والكيان الصهيوني بقيادته السياسية وكافة أجهزته الأمنية والعسكرية واللوجستية كافة الحدود التي يمكن للعقل البشري أن يتخيلها أو يتصورها، وفاق مستوي الاجرام والعلو والافساد والتوحش الصهيوني كل حد ووصف وتصور، وألقى جيش العدو على قطاع غزة منذ بدء العدوان وحتى اليوم أكثر من ١٠٠ ألف طن من المتفجرات أي ما يعادل ٧قنابل نووية كالتي ألقيت على هيروشيما، وما يعادل ٤ قنابل نووية كالتي ألقيت على ناجازاكي، وقد تم تدمير أكثر من ٨٠٪ من مباني وعمائر ومساكن قطاع غزة، وزادت الوحدات السكنية التي تعرضت للتدمير الكلي أو الجزئي عن نصف مليون وحدة سكنية، وبلغ عدد النازحين أكثير من مليوني نازح، بينما زاد عدد الشهداء عن ٦٠ الف شهيد، وزاد عدد الجرحى عن ١٥٠ الف جريح ومعاق ومصاب، وزاد عدد الأسرى والمختطفين والمفقودين عن ٥٠ ألف إنسان فلسطيني، وكان ٧٠٪ من الشهداء والجرحى هم من بين الأطفال والنساء، وبلغ مستوي التدمير ضد قطاع غزة عشرات أضعاف ما تعرضت له ألمانيا اخلال الحرب العالمية الثانية، وكذلك أضعاف عشرات المرات ما تعرضت له أفغانستان والعراق والصومال نتيجة العدوان والاحتلال الأميركي ضدها.

وما تعرض له قطاع غزة في الأسبوع الأول منه فقط، فاق ما تعرضت له أوكرانيا منذ بدء الحرب وحتى اليوم.
ولم يعد خافيا على أحد أن قطاع غزة يتعرض لأقذر وأوسخ وألعن وأشرس وأبشع حرب تطهير عرقي وإبادة عنصرية جماعية تشهدها البشرية منذ بدء التاريخ وحتى اليوم، ويعمل العدو الصهيوني النازي المتوحش المجرم على جعل قطاع غزة بؤرة ومنطقة غير صالحة للحياة تماماً بكافة أشكالها حتى مئات السنين المقبلة، ومحوه من الجغرافيا وكي ومحو وعي وذاكرة وتفكير وعقول وتاريخ وماضي وحاضر ومستقبل الفلسطينيين ومعهم العرب والمسلمين جميعاً.

وهي حرب أميركية غربية إجرامية حاقدة وقذرة ينفذها العدو الصهيوني، ولا تستهدف هذه الحرب الأميركية الغربية الإسرائيلية فقط الفلسطينيين وحدهم، بل تستهدف كل المنطقة وجميع العرب والمسلمين، وكل من يقف ليرفع رأسه في المنطقة والعالم محتجاً أو رافضاً ومعارضاً للهيمنة الأميركية والغربية والمخططات العدوانية الشيطانية التي تحيكها وتديرها الولايات والغرب للعالم وفلسطين والمنطقة العربية والإسلامية، وهي رسالة واضحة وملموسة توجهها الإدارة الأميركية والغرب على أشلاء ودماء وعذابات ومعاناة ومصائب ومآسي الضحايا الفلسطينيين المظلومين، ولذلك فلقد أصبح قطاع غزة أكثر منطقة منكوبة ومأساوية وكارثية على العالم والتاريخ.

ونحن ندرك جيداً أنَّ الصراع مع العدو الصهيوني والمشروع الاستعماري الغربي الداعم له، هو صراع حضاري ومصيري مفتوح، وكل ما قدمناه وسنقدمه نحن وشعبنا الفلسطيني الصابر المرابط المظلوم وأمتنا العربية والإسلامية من تضحيات ومعاناة وعذابات، فهو جزء من ضريبة الانتماء لمنهج الحق والعدل والعدالة وقيادة مشروع التحرير والمقاومة ضد الاحتلال الصهيوني النازي، وفي سياق العمل لنصرة ومساندة ودعم الشعب الفلسطيني المظلوم وقضيته الفلسطينية العادلة.


ونرجو من الله تعالى أن يكون العام الحالي 2024 هو (عام فلسطين)، و(عام الوحدة الوطنية الفلسطينية وانهاء الانقسام الفلسطيني الأسود وتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية)، و(عام الحرية لأجل القدس وفلسطين والفلسطينيين)، و(عام إقامة الدولة الفلسطينية في الضفة والقطاع والقدس وعاصمتها القدس)، وكذلك (عام عودة اللاجئين واطلاق سراح جميع الأسرى من سجون الاحتلال، وعودة المبعدين والمفقودين ونيل واسترداد الشعب الفلسطيني المظلوم لكافة حقوقه المسلوبة وكافة حقوقه التاريخية الثابتة)، وأيضا عام انتصار ونصرة كافة شعوب ودول العالم الحر لفلسطين المظلومة وغزة الذبيحة الشهيدة والفلسطينيين المنكوبين المظلومين، وعام محاكمة جميع قادة ومسؤولي وجنرالات العدو أمام محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية على كافة الجرائم الوحشية التي ارتكبوها ضد أمتنا العربية والإسلامية وشعبنا الفلسطيني المظلوم.

محمود عرفات

محرر ديسك، محرر في قسم الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى