غير مصنف

عائد من أوكرانيا يكشف لـ”اليوم” تفاصيل مثيرة في رحلة عودته للوطن

رحلة طالب من قلب الحرب إلى أرض الوطن

رحلة مثيرة عاشها محمد ناجح ابن مركز القوصية بمحافظة أسيوط أثناء عودته من أوكرانيا إلى مصر عقب إطلاق روسيا عملية عسكرية في إقليم دونباس.

موقع “اليوم” التقى محمد ليروي لنا قصة رحلته المثيرة للخروج من أوكرانيا إلى بولندا تحت نيران القصف الروسي.

بداية الرحلة

بهدوء واطمئنان شديدين يروى لنا محمد ناجح صديق، ٢٣ عاما، الفرقة الخامسة بكلية الطب بأوكرانيا ، ابن قرية بوق التابعة لمركز القوصية بمحافظة أسيوط، رحلة عودته إلى أرض الوطن.

وقال فى صباح يوم ٢٤ فبراير الماضى أيقظني صديقى ليخبرنى بنشوب الحرب بين روسيا وأوكرانيا ، شعرت أننى فى كابوس هرعت إلى التلفاز ثم إلى التليفون لأطالع الأخبار وتمنيت أن يكون ما أراه كذب ولكنها الحقيقة المرة فقد نشبت الحرب وضربت بضلوعها على البلاد، مكثنا فى أماكننا تنتابنا الحيرة ما بين الخروج والبحث عن طريق للعودة أو البقاء فى هذا المكان، انتصر الاختيار الأول ، قمنا بحزم أمتعتنا بسرعة فائقة لم نعلم وقتها ما نفعل، وفى برهة من الزمن خرجنا إلى الشارع لنجد بعض الأتوبيسات المتجه الحدود البولندية استقلينا أحدهم ، ظللنا به ٢٧ ساعة، نتيجة للازدحام الشديد ولما لا وجميع، المواطنين يفرون من هول الحرب، بعد تلك المدة الطويلة لم نصل إلى الحدود بل كان علينا أن نسير على أقدامنا ثلاثة كيلو مترات أخرى.

ازدحام المواطنين

يسرد ناجح رحلته قائلا بعد تلك المسافة الطويلة وصلنا الحدود الأوكرانية للحصول على ختم الخروج توقعنا أن تكون تلك نهاية الألم لكن للأسف هى مرحلة ثانية من المشقة والعناء، وجدنا ازدحاماً شديد من المواطنين الهاربين من ويلات الحرب، احتشدت تلك الأعداد وانتظمت فى عدد كبير من الطوابير، ظننا أن يكون الموضوع سهلا وبسيطا لكن الحقيقة مؤلمة فبعد حوار مع بعض الأشخاص وجدنا أنهم فى الانتظار منذ يومين أو ثلاثة أيام أو أكثر ، كان الوضع مؤسف جدا بقينا هكذا حتى صباح اليوم الثانى، وقد انتابنا اليأس ، وفضلنا الصبر والمحاولة،بعد أن دخلنا الحدود قمنا بالسير على الأقدام ثلاثة كيلو مترات أخرى ظننا أننا هكذا نجونا، لم نعلم أن هناك مرحلة أخرى من المشقة وجدنا حشدا كبيرا من البشر بمكتب الجوازات، ووجدنا أن الوضع يزداد سوءاً ، مكثنا فى هذا المكان يوميين كاملين دون طعام أو شراب أو نوم، حتى جاء دورنا في الطابور وقد خارت قوانا وفقدنا كل طاقتنا، وقدمنا الأوراق وتم الختم والسماح لنا بالدخول إلى الحدود البولندية، ظننا أن كل شئ انتهى وكيف ذلك وهناك طابور آخر من الأوراق فى الحدود المجاورة.

بداية الانفراجة
يكمل محمد حديثه بعد دخول الحدود البولندية، وجدنا طابورا آخر ولكنه ضئيل بالنسبة للأعداد السابقة بعد عناء جاء دورنا فى ختم الورق، لم نكن نستطيع الحركة إلا ببطء شديد، وصلنا إلى مكان به مخيمات، تحوى الطعام والشراب والملابس وكل ما يلزم لنواصل الرحلة صعدنا إلى الأتوبيسات مرة أخرى لتنقلنا إلى المدينة، تحركنا حتى وصلنا مدينة”شيفشت” وجدنا معاملة جيدة وحسن استقبال من المسؤولين البولنديين، لجميع اللاجئين، ثم استقلينا القطار إلى العاصمة وبه تواصلنا مع السفارة المصرية، التي قدمت لنا الإرشادات اللازمة للوصول إلى بر الأمان، أخبرتنا السفارة أنه تم تجهيز فندق كامل لإقامة المصريين حتى تجهيز طائرة الإخلاء، هنا بدأت الراحة الملموسة، ظللنا بالفندق ثلاثة أيام، حتى جاء وقت الطائرة.

العودة بسلام

وأوضح ناجح قام أتوبيس تابع للسفارة بنقلنا إلى المطار وجدنا سفير مصر فى بولندا فى انتظارنا وظل معنا حتى قيام الطائرة وهو يحاول مساعدة الجميع والاطمئنان عليهم وتقديم أى شىء يحتاجونه، وأخيرا هبطت الطائرة وعدنا إلى أرض الوطن ، يختتم حديثه كانت رحلة طويلة ومؤلمة لكن الحمد لله انتهت نهاية رائعة وجميلة وها أنا فى حضن أسرتى بأمان وسلام .

قلق وأمان

وقال ناجح صديق مدير المدرسة الإعدادية بقرية بوق ، والد الطالب فى بداية الحرب كنا على تواصل بمحمد، فقدنا بعد ثلاثة أيام أى وسيلة اتصال به انتابنا القلق ولكن لم أظهر خوفا على والدته وعندما تسالنى هل اتصلت به ؟ أجيب نعم بابتسامة بسيطة لأطمئنها ، وقد كنت هموت من القلق حتى تذكرت وجود أحد أبناء القرية فى بولندا تواصلت معه وأخبرته على ما حدث مع ابني وأعطيته رقم محمد راسله على الواتساب وقد عثر عليه بعد مرور ست ساعات اتصل بى ابن قريتى ليطمئنني عليه ويخبرنى بأنه وجده لكن هناك مشكلة فى الشبكة بعد وقت قليل اتصل محمد وزال القلق .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى