مقالات

حرب غزة تُظهر الوجه الحقيقي لساسة العالم !


بقلم : محمد كامل العيادي

أُكلتُ يوم أُكل الثور الأبيض، قصة مُعبرة و يا ليت قومي يعلمون، كان هناك ثلاثة ثيران في الغابة ، ثور أبيض، وثور أسود، وثور أحمر، ومعهم أسد الغابة، وكان الأسد كلما أراد أن يجهز على أحدهم فلا يستطيع ، فأراد أن يُفرق بينهم حتى يستطيع أن ينال مراده، فاجتمع بالثور الأحمر، والأسود، وبدأ يبث سمومه في أدمغتهم ويطمس على أعينهم وقلوبهم، فقال الأسد للثور الأحمر، والأسود، أنه لا يدل علينا في أجمتنا إلا الثور الأبيض، ولونه غير لوننا ، فلو تركتماني آكله خلت لكما الأجمة وصفت، فقالا له دونك وإياه فكله، فأكله ، وبعد فترة ليست ببعيدة، جاء الأسد وقال للثور الأحمر لوني على لونك فدعني آكل الثور الأسود، فقال له شأنك به، فأكله، ثم جاء الدور على الثور الأحمر بعد أن أصبح بمفرده ضعيفاً، فقال له الأسد إني آكلك لا محالة، فرد عليه الثور الأحمر والحسرة في قلبه، والندم ينتابه، افعل ما شئت ثم نادى وقال ” إنما أُكلت يوم اُكل الثور الأبيض” قالها ثلاثاً ، فأخشى أن تكون حماس كالثور الأبيض، وتُترك ليأكلها الغرب، كما تُركت العراق، وليبيا، وسوريا، واليمن، فحماس هي خط الدفاع الأخير عن هذه الأمة، والإنفراد بمصر، والتي وصفوها أنها الجائزة الكبرى وذلك لتنفيذ مخطط “برنارد لويس” في الشرق الأوسط، وإعلان دولة اليهود الكبرى من النيل للفرات، فاليهود وراء كل مصيبة في العالم سواء انقلاب أو ثورة، من أجل تنفيذ تعاليم التوراة والتلمود كما يزعمون للقضاء على غير اليهود، مستخدمين كل السبل للوصول إلى أهدافهم البعيدة وهي حكم العالم، فسيطروا على الإقتصاد الذي به سيطروا على كبار الشخصيات العالمية التي تلعب دوراً رئيسياً في زج بلادها في حروب يكون نتاجها لصالح اليهود.
والعالم الآن تحت السيطرة اليهودية، فمن يعول علي أية دولة من الدول الغربية وينتظر منهم النصرة، والوقوف مع أهل غزة فهو خاطئ ويجب أن يراجع نفسه، فاليهود لديهم القدرة على خداع العالم بالأكاذيب عبر إعلام مأجور، نجحوا في إغرائهم بإستخدام سلاح الإغراءات معهم ومع السياسيين وصانعي القرارات في العالم، وهذا كان واضحاً جداً في تصريحات ” جو بايدن” الرئيس الأمريكي عندما قال يجب القضاء على حماس، ووزير خارجيته ” بلينكن” الذي صرح بقوله أنني لم آت إلى اسرائيل بصفتي وزيراً للخارجية فحسب، بل بصفتي يهودياً، ولقد توافق رأي العالم الغربي مع أراء ساسة الغرب بعد أن تم توصيل الصورة المزيفة لهم عبر إعلام مضلل مُكبل بالإغراءات المالية، والجنسية، وغيرها من وسائل اليهود القذرة، حتى يتم تشريع إرسال البوارج والسفن الحربية، والسلاح والعتاد والطائرات الحربية لإسرائيل، وهذا في ظاهره مخطط للقضاء على حماس، ولكن باطن هذا المخطط المقصود به هو مصر التي هي هدفهم الرئيسي بعد أن تم وضعها على أولويات أهدافهم لدرجة وصفها بالجائزة الكبرى التي بالنيل منها يتم إعلان دولتهم المزعومة، ولكن سيزول مكرهم بإذن الله بالرجوع إلى الله.
وموقف الدول العربية تجاه القضية الفلسطينية كان مخذلاً وعاراً في جبين الأمة، فكل مواقفهم لا تتعدى الشجب والإستنكار، والتصريحات بالمساعدات المالية التي معظمها ” فنكوش” ، كم كنت أحلم منذ نعومة أظافري بأن يكون هناك إتحاد الدول العربية، ذات عملة واحدة، دون حدود كما كانت قبل سايكس بيكو ، والثورة العربية، وكامب ديفيد، ولكن يبدو أن اليهود نجحوا في الوصول لأهدافهم بإعلان دولتهم منذ أن وضعوا وثيقة ” كامبل” عام 1907م، ولكن صمود حماس عطل هذا المخطط الشيطاني، وهذا سيعيد الأمة مرة أخرى إلى مجدها ، وهذا ظهر جلياً بتضافر الشعوب وخروجهم لنصرة أهل غزة، فلو تم القضاء على حماس لسهل العبور إلى مصر وهذا بإذن الله من الصعب لأن حماس ومن معهم في خط الدفاع اعتمدوا على الله وتوكلوا عليه واستعانوا به، كما أن خطتهم في التهجير فشلت بإذن الله لأنهم وجدوا أن ضمير الأمة باقي حي ينبض قلبه، وهذا بفضل الله ثم بفضل ما أظهرته حماس من تقنية متقدمة في سلاح الطيران التي صنعته رغم الحصار، وكذلك قذف الرعب في قلوب الجيش الاسرائيلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى