مقالات

محمد كامل العيادي يكتب: مجرد رأي في مونديال قطر

لحظة النصر تُنسي الألم، وتطير مع الفائز أينما رحل وقلبه سعيداً بما حقق، وفي المقابل لا ينسى معه المُعدم ألم الفقر، وذي الحاجة إلى مأوى وطعام، فالدموع تنهمر من أعين الجميع، سواء كان منتصراً أو مهزوماً، غنياً كان أو فقيراً، ولكن شتان بين هذه الدموع وتلك، فدموع تذرف ليقينها بهجر الفرحة من داخلها، ويعود الحزن مخيماً على حياته، وهو يبحث عن غده الذي تاه بين ركام اليأس، والألم ينخر في عظام حياته، ومن تذرف دموعه من كثرة الفرحة التي تمتلك قلبه، وليس هناك ما يستطيع نزعها منه، لذلك تدوم البسمة والفرحة على وجهه وداخله، كيف لا وكل شيء متاح لفرحه، فهو بني آدم يشعر بآدميته، إذا سأل يُعطى، وإذا نادى يُجاب، وإذا مرض يُداوى، لا يفكر في اليوم ولا كيف تخرج شمس الصباح.

سجلت قطر رقماً قياسياً فيما أنفق في تنظيم المونديال 2022م، لكرة القدم، والذي بلغ 220 مليار دولار، وقُدر عائد الفيفا 6 مليار و400 مليون دولار، وكان استهداف العائد لدولة قطر من كأس العالم المقام على أرضه 17 مليار دولار، من حق دولة قطر أن تفكر بالطريقة التي تراها ترفع أسهمها ومكانتها بين الدول العالم، وتغيير الصورة التي رسمها الإعلام في أذهان الشعوب، وإرسال رسالة سلام للعالم أجمع أن قطر والعالم العربي والإسلامي دعاة سلام لا دعاة حرب ودمار.

لا شك أن دولة قطر أسعدت العالم العربي والعالم أجمع بهذا التنظيم الرائع والحفاوة البالغة التي لقيها مشجعي المنتخبات، ونجاحهم في تحويل الصورة السلبية إلى الصورة الإيجابية في أذهان الغرب عن العالم العربي الذي بث إعلامه في عقولهم السم بأن العرب إرهابيين وقتلة، هذا كله شيء جيد ولا ننكره ولكن كانت تكلفة المونديال في التنظيم مبالغ فيها لدرجة كبيرة، وقد فاق الإنفاق عن نسخة 2018م، والتي أقيمت في روسيا،  وكانت تكلفة المونديال في هذه النسخة 11.6 مليار دولار .

من الأشياء الجميلة هي توضيح وشرح العقيدة الإسلامية عن طريق دعاة كانوا يحاورون الشباب أمام الملاعب، دعاة لهم ثقل دعوي كبير، أمثال الداعية الهندي “ذاكر نايك” وهو داعية معروف لدى العالم وذو شأن عظيم وصاحب طريقة بارعة في الدعوة، كما كان من ضمن الدعاة الداعية الأمريكي “عبد الرحيم المكارثي” وفي الحقيقة قد نجحت قطر في هذا، ولكن التكلفة كان مبالغاً فيها جداً، ولو اقتسمت الدولة نصف المبلغ للشعوب الفقيرة والتي تنام في العراء لكان أجمل وأفضل، عموماً مبارك للأرجنتين فوزها التاريخي على فرنسا التي كان الجميع يدعو لهزيمتها لمساندتها المثليين، ومبارك لقطر نجاح المونديال، ومبارك للعرب جميعاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى