اقتصاد

تمويل الشركات الناشئة ينعكس بالسلب على العمالة 

كتبت- هبة عوض: 

واجهت الشركات الناشئة حول العالم عام ملئ بالاضطرابات نتيجة خروج الأموال الساخنة، إلا أن الأمر اختلف داخل مصر، إذ حطمت الشركات الناشئة رقم قياسي في التمويلات، واحتلت شركات التكنولوجيا المالية المركز الأول من حيث عدد العمليات، غير أن تلك التمويلات صاحبها عمليات دمج وتسريح للعمالة.

وفي الوقت الذي فضلت 22 شركة عدم الإفصاح عن حجم التمويلات التي تلقتها، أعلنت 3 شركات ناشئة أخري عن إتمام جولات تمويلية من 6 أو 7 أرقام، فيما ارتفعت الاستثمارات داخل الشركات الناشئة المصرية بنسبة 24% خلال العام الجاري، وبلغت ذروة الاستثمارات خلال أشهر فبراير، مارس، وأكتوبر، إذ أغلقت 18 جولة استثمارية في فبراير، و 13 جولة خلال فبراير، و 12 جولة في أكتوبر، فيما لم يسجل شهر يوليو سوي جولة واحدة من 6 أرقام.

مسرعات الأعمال لم تحظي بالوتيرة ذاتها للشركات الناشئة، إذ نفذت إلى جانب الجولات الاستثمارية للأخيرة جولة تمويلية واحدة لـ «مسرعة الأعمال» التابعة للمجموعة المالية هيرمس خلال العام الماضي، 

في سياق متصل، استثمرت شركة «فلك ستارت أبس» ما يقرب من مليون دولار داخل 9 شركات بداية من عام 2021، فيما ضخت استثمارات تعدت 416 ألف دولار داخل 8 صفقات خلال العام ذاته، فضلاً عن استثمارات في شركتين قائمتين بقيمة 136 ألف دولار.

ورغم زيادة نسبة التمويلات إلا أن حجم جولات التمويل ظل منخفضاً عن العام الماضي، إذ بلغ متوسط الجولة خلال العام الجاري 5.4 مليون دولار مقارنة بـ 6.09 مليون دولار خلال عام 2021، لاسيما وأن العام الجاري لم يكن باستطاعة الشركات استبعاد عمليات التمويل الكبيرة لكي لا تتسبب في اضطراب البيانات، عكس العام الماضي.

وكانت الجولة التمويلية الأضخم خلال العام الجاري من نصيب باي موب، منصة التقنية المالية، إذ جمعت 50 مليون دولار خلال جولة تمويل ثانوية، تليها شركة مكسب للتجارة الإلكترونية بـ 40 مليون دولار في جولة ما قبل التمويل الثانوي، فيما جاءت شركة بلنك لتكنولوجيا الخدمات المالية في المركز الثالث، وأتمت جولة تمويلية قيمتها 32 مليون دولار من عدة مصادر استثمارية،  بينما جمعت شركة ماني فيللوز، لحلول الجمعيات المالية أون لاين، 31 مليون دولار خلال جولة تمويلية من الفئة “ب”، واحتلت شركة عربي آدز،  المرتبة الخامسة بجولة ما قبل التمويل الثانوي جمعت خلالها 30 مليون دولار.

وتفاوتت نسبة مشاركة المصريين والأجانب خلال صفات التمويل، إذ تم تنفيذ 22 جولة تمويلية عبر مستثمرين أجانب، و25 جولة بمشاركة مستثمرين مصريين، فيما تم تنفيذ 47 جولة عبر مستثمرين أجانب ومصريين معاً، أي ما يعادل %50 من إجمالي الجولات، واحتدمت المنافسة بين شركات التكنولوجيا المالية والتجارة الإلكترونية في اجتذاب التمويلات خلال العام الجاري، غير أن شركات التكنولوجيا المالية حسمت الأمر عقب أن نفذت 18 جولة تمويلية مقابل 15 جولة لصالح شركات التجارة الإلكترونية.

في السياق ذاته، بدأت شركات تكنولوجيا التعليم والصحة تحظي بمزيد من التمويلات، إذ نفذت شركات التكنولوجيا الصحية 10 جولات تمويلية واحتلت بذلك المركز الثالث باستثمارات بلغت الضعف عن العام الماضي، فيما جاءت شركات تكنولجيا التعليم في المركز لرابع بإجمالي صفقات تمويل بلغت 9 جولات، رغم أنها لم تدخل المجال إلا منذ العام الماضي فحسب.

اللافت أن جولات التمويل اقتحمت مجالات لم تحظي بأي اهتمام مسبق، لاسيما مجالات الألعاب، خدمات تنظيم الجنازة، والموضة، وشهد العام الجاري جولات تمويلية معتادة من شكات عاملة داخل قطاعات تكنولوجيا العقارات والبرمجيات والخدمات اللوجستية، فيما احتلت الجولات التأسيسية وما قبل التأسيسية الصدارة من حيث عدد الجولات إذ نفذت كل منهما على حدا  28 جولة خلال العام الجاري. 

تساهم التمويلات بصورة رئيسية في تطوير منتجات الشركات الناشئة، غير أن هناك بعض الشركات تتطلع نحو تنمية موظفيها للتوسع مستقبلاً في خدماتها، إلى جانب شركات أخري تهتم بالتوسع في استثماراتها عبر عمليات التمويل سواء المحلية أو الأجنبية مع تزايد فرص التوسع للدول الخارجية، لاسيما دول الخليج وشمال  أفريقيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى