أيام قليلة تفصلنا عن حلول شهر رمضان الكريم واحتفالات قدوم هذا الشهر فى مصر لها طابع خاص ارتبط الكثير من هذه الاحتفالات بالدولة الفاطمية منها ياميش رمضان والفانوس ونتعرف فى هذا التقرير على بداية ياميش رمضان والعادات المختلفة للاحتفال بالشهر الفضيل فى بعض الدول منها تركيا والكويت وتونس والمغرب والجزائر حسب الثقافات المختلفة لكل شعب.
أصل كلمة”ياميش”
فكلمة “ياميش” ظهرت وانتشرت منذ أيام الدولة الفاطمية ومعناها مكسرات وحلويات وفواكه مجففة، وحرص الفاطميون على عادة شراء الياميش كل رمضان وكان الخلفاء الفاطميون يقومون بتوزيع الياميش على الفقراء والمحتاجين طوال الشهر لإضفاء البهجة وكسر قيود الحاجة للبائسين.
ولذلك أصبحت عادة متوارثة بين الأجيال، واستمر ذلك ايضا فى أيام الدولة العثمانية حتى أصبحت من عادات شهر رمضان حتى يومنا هذا.
وبحسب كتاب “شهر رمضان فى الجاهلية والإسلام” للكاتب أحمد المنزلاوى، فإن كلمة “ياميش” خلت منها القواميس العربية، وقيل إنها كلمة تركية تعني الثمار الجافة، كالتين والبلح وغيرهما، واستخدمت فى مصر للدلالة على الجوز واللوز والبندق والتمر والزبيب وقمر الدين وغيرها من أطعمة شهر رمضان.
أشهر أسواق الياميش
وكالة قوصون بشارع باب النصر تعد هى أشهر أسواق بيع الياميش فى مصر، فى القرن الثامن الهجرى، الرابع عشر الميلادى، وكان يأتى إليها التجار من الشام ومعهم بضاعتهم لبيعها قبل حلول الشهر الكريم، ثم انتقلت سوق الياميش فى القرن التاسع الهجرى إلى الجمالية ثم وكالة البلح ببولاق أبو العلا، وساحل روض الفرج.
المسحراتي وفانوس رمضان فى مصر
أهم الأشياء التي تبعث على البهجة والسرور، لتعلن عن قدوم شهر رمضان هى الزينة فيصنعها الكبار والصغار فى القري والمناطق الشعبية من بعض الأوراق الملونة أو باستخدام بعض أوراق المجلات لتزيين الشوارع مابين المنازل ووضع فانوس رمضان ويتبادل المصريين التهنئة بكلمات مثل”رمضان كريم “،”صوما مقبولا” ومن أكثر مايقدم فى شهر رمضان الكنافة.
القرقيعان فى الكويت
تعيش الكويت خلال شهر رمضان المبارك أجواء خاصة، مع زيارات اجتماعية كثيرة، وتطغى مشاعر المحبة والود والإخاء والتراحم ويقوم أهل الكويت بطقوس مختلفة لا تجدها في الشهور الأخرى، إذ يعد أهل الكويت رمضان فرصة لإحياء العادات والتقاليد الأصيلة واستعادة القيم التي تعزز التآلف بين أفراد المجتمع يتميز رمضان ” بالديوانيات “.
وهى مجالس تجمع الكويتيين وتكون عامرة بالزائرين وتقام فيها حفلات الإفطار الجماعي الذي يقدم فيه الأرز واللحم والسمك وهريس القمح والتشريب واللحم والمجبوس، وغيرها من الأكلات الكويتية كما تقام موائد الرحمن في كثير من المساجد للفقراء والمحتاجين، وهي منتشرة بشكل كبير في أرجاء البلاد، وفيها يتم تقديم الطعام والشراب للصائمين.
وفي منتصف الشهر، يجري الاحتفال بأيام “القرقيعان”، وهو عبارة عن خليط من المكسرات والملبس والحلاوة والشوكولاته يتم توزيعه على الأطفال الذين يدقون أبواب الأهل والأقارب والجيران بعد الإفطار ووقت السحور، فيعطيهم أصحاب البيوت خلطة “القرقيعان” في الأكياس التي يحملونها ليجمعوا أكبر مقدار من الحلوى ويرتدي الأطفال خلال ذلك الملابس الكويتية التقليدية ويرددون الأغاني الوطنية وأناشيد مرتبطة بشهر رمضان.
احتفالات شهر رمضان فى تركيا
في تركيا يتم نثر العطور والمسك والعنبر وماء الورد على أبواب المنازل والحدائق طيلة الشهر المبارك وهناك ظاهرة “المَحْيا” و هى احتفالية كبيرة تقام في منطقة “السلطان أحمد” حيث يضاء 77 ألف مسجد منذ المغرب وحتى صلاة الفجر .
طبق البريك فى تونس
“صحة شريبتكم “هو لفظ تونسي معناها بالصحة والعافية، يتبادل التونسيون بها التهنئة في أول يوم رمضان ويعتبر”طبق البريك “من أشهر الأكلات الرمضانية في وجبة الافطار لأهل تونس وهو عبارة عن فطائر كبيرة الحجم يتم حشوها بالدجاج أو اللحم مع اضافة البقدونس والبصل والبطاطا ويتم قليها بالزيت.
وايضا من الأكلات المرتبطة بشهر رمضان هو حساء الفريك بالدجاج أو اللحم، مع الطواجن،ويقدمون مجموعة متنوعة من الحلويات منها”بقلاوة اللوز”، “كعك الورقة”، “تارت العنب واللوز”، “الزلابية والمخارق”، “البوظة التونسية”، “حلوى اليويو”.
سيبانة رمضان فى لبنان
أهم العادات المتداولة في لبنان هي تلك التي تسمى”سيبانة رمضان “حيث تقوم العائلات والأصدقاء فى نهاية شهر شعبان وقبل بداية شهر رمضان بالتجمع والذهاب للتنزه فى المتنزهات أو الذهاب إلى الأنهار أو إلى القرى وتقديم كل ما لذ وطاب من الأطعمة والمشروبات.
مازالت ظاهرة “المسحراتي” الذي يجوب طرقات البلدة أو القرية موجودة حتى الآن في لبنان، اذ يقوم شخص بالتجول فى القرى والبلدات والضواحي والقرع على طبلة صغيرة بقضيب من الخيزران، لإيقاظ الناس وقت السحور ودعوتهم للتهيؤ لصلاة الصبح، إضافة إلى ضرب المدفع عند المغرب إيذانا ببدء وقت الإفطار للصائمين.
دهان البيوت فى الجزائر
فى الجزائر يتم طلاء البيوت بدهان جديد قبيل قدوم الشهر الكريم ويتم شراء أدوات مطبخ وأغطية جديدة وتطهير البيوت بالكامل استعداداً لاستقبال شهر رمضان.
شعبانة فى المغرب
عرفت المغرب عادة باسم “شعبانة” وهى ظاهرة التنزّه قبل حلول شهر رمضان سميت بهذا الاسم ، لأنها كانت تقام في الأيام العشرة الأخيرة من شهر شعبان.
يقوم المغاربة بالتهئنة لبعضهم البعض بالقول “عواشر مبروكة” وهي تهنئة تعني أيام مباركة أما عن عادات شهر رمضان في المغرب فمن أبرزها ضرب النفير 7 مرات عند السحور أول يوم في الشهر الفضيل.
