اقتصاد

«رياح غير مواتية» .. «المركزي السويسري» يستحوذ على «كريدي سويس» بقيمة 3.3 مليار دولار

كتبت- هبة عوض: 

وافق بنك «يو بي إس» السويسري على الاستحواذ على بنك «كريدي سويس» عقب الأزمة المصرفية التي ضربت الولايات المتحدة الأمريكية، والتي وضعت الأخير على شفا الانهيار نتيجة بيع الأسهم وموجة سحب الودائع.

جاء قرار الاستحواذ رغم محاولات عدة لإنقاذ البنك من الانهيار، أخرها أن حصل على مبلغ بقيمة 54 مليار دولار، الأربعاء الماضي ممن المركزي السويسري، إلا أن كافة محاولات الإنقاذ فشلت في وقف نزيف الخسائر.

واستحوذ المركزي السويسري على كريدي سويس في صفقة بلغت 3.3 مليار دولار، فيما سيحصل الأخير على سيولة بقيمة  100 مليار فرنك سويسري من قبل البنك المركزي 

في المقابل، يترقب المستثمرون قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، في اجتماعه المقرر الأربعاء المقبل، فضلاً عن أداء البنوك الأمريكية خلال المرحلة المقبلة، فيما يسعى حاملو السندات لإلغاء السندات غير القابلة للتحويل الصادرة عن البنك المنهار. 

في السياق ذاته، يسعي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بجانب 5 بنوك مركزية إلى إنشاء خطوط جديدة لضمان إمداد الأسواق المالية العالمية بالدولار في محاولة لتهدئة الأسواق عقب موجه الانهيارات المصرفية.

ويعد إجراء الاحتياطي الفيدرالي الأول من نوعه منذ جائحة كوفيد 19 ، غير أنه ليس الأوحد إذ قدم الفيدرالي ما يزيد عن 300 مليون دولار لتعزيز عملية الإقراض لدي البنوك المتعثرة، في محاولة لاستعادة استقرار النظام المصرفي.

الإجراءات الأمريكية انعكست على الأسواق ووضعت الجميع في حالة من الترقب، إلا أنها دفت العقود الآجلة الأمريكية والأوروبية نحو مكاسب طفيفة، في وقت تراجعت غالبية الأسواق الآسيوية، فيما استقر سعر صرف الدولار وسجلت العقود الآجلة للنفط إلى نحو 0.4%.

وقال الدكتور وليد جاب الله، الخبير الاقتصادي، إن عملية الاستحواذ لم تكن اختيارية، معتبره ضروري للاستقرار المالي والحفاظ على بنك كريدي سويس من الانهيار ومواجهة مزيد من الصعوبات المصرفية، لافتاً إلى أن الأمر نفسه وضع بنوك أخري داخل الولايات المتحدة الأمريكية في مرمي تساؤل حول آدائها في ظل انتشار المخاوف حيال القطاع المصرفي داخل الولايات المتحدة الأمريكية.

وأضاف أن الاضطرابات الراهنة ربما تدفع البنوك إلى العزوف عن المخاطرة، الأمر الذي يدفع إلى تراجع الائتمان، لافتاً إلى أن الاقتصاد العالمي بات يوجه رياح غير مواتية يختلف بدرجة كبيرة عن الأزمة الاقتصادية العالمية في 2008. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى