كتب : محمود عبدالهادي
عقد الجامع الأزهر الشريف، اليوم الخميس 15رمضان 1444هـ ، الملتقى الفقهي للسيدات “رمضانيات نسائية” تحت عنوان “خلق الرحمة”، وذلك في إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، ومتابعة محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف.وحاضر بالملتقى كل من نعمة عبد الباقي، الواعظة بمنطقة وعظ الأسكندرية ، ود. زينب على فريد، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، وأدارت الحوار د. هبة النجار، الباحثة بالجامع الأزهر .وتحدثت الواعظة نعمة عبد الباقي، عن مظاهر رحمة الله بعباده في تشريع الصيام وتخفيف أوقات الصيام ، أن بداية فرض الصوم كان إذا نام الصائم بعد غروب الشمس، ولم يفطر حرم عليه الأكل والشرب والجماع إلى الليلة التالية، ثم نسخ هذا الحكم، فشرع للصائم أن يأكل ويشرب، ويجامع أهله في الليل، في أي ساعة شاء، قبل نومه أو بعده.وأوضحت واعظة مجمع البحوث، أن من مظاهر الرحمة كذلك في تشريع الصيام: أن الله سبحانه ذكر لعباده الحكمة أو الغاية من فرضيته، حيث بيَّن سبحانه ما يعود على المكلَّف من النفع من وراء هذه العبادة، ألَا وهو تحقيق التقوى التي هي مفتاح كلِّ خير، ومطلب كلّ مؤمن وسبب الرفعة والنجاة في الدنيا والآخرة، وذلك ليكون العبد أكثر إقبالًا على هذه العبادة وأكثر حرصًا على تحقيق مقاصدها، فقد قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”.وأضافت أن من مظاهر رحمة الله بالنساء في شهر رمضان رفع الحرج عنها ووجوب إفطارها إن كانت من أصحاب الأعذار كالحائض والمرضع والحامل والنفساء، كما رفع الحرج سبحانه وتعالى عن المريض والمسافر بأن أباح لهما ترك الصيام خلال مدة المرض أو السفر رفعًا للمشقة عنهما، وأمَرهما بقضاء هذه الأيام في أيام أُخر لتتم عدّة الصيام ويحصِّل العبد مقاصده.من جهتها ، قالت زينب على ، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية ، إن الرحمة صفة من صفات الله تعالى اشتق منه اسم الله الرحمن ، والرحمة صفة كمال وجلال لله تعالى ، ومن آثار رحمة الله بعباده أنه تكفل برزق جميع عباده قال تعالى “وَكَأَيِّن مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ”.وأضافت عضو مركز الفتوى، أن من رحمته عز وجل بعثه رسوله محمد صلى الله عليه وسلم الذي أرسله رحمة للعالمين، مؤكدة أن الإسلام حث على رحمة الصغير والكبير والضعيف ، وذكرت نماذج من سيرته صلى الله عليه وسلم، الذي تجسدت فيها رحمته بكل شئ الإنسان والحيوان حتى الجمادات. من جهتها ، أوصت د. هبة النجار ، الحضور من النساء باتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم، والتمسك بتعاليم الدين الحنيف وأن نتراحم فيما بيننا ومع أولادنا وآبائنا وأمهاتنا.تأتي دروس الوعظ للنساء بالجامع الأزهر، الذي يعقد عقب صلاة الظهر يوميا، برعاية كريمة شيخ الأزهر -حيث يولي فضيلته اهتمامًا كبيرًا بنشر القيم الإسلامية بين فئات المجتمع كافة.
