اقتصاد

هل يمكن أن تحصل مصر على حصتها العادلة من السياحة العلاجية؟

كتبت- هبة عوض:

ساهم انتشار اللجوء للطرق الاستشفائية الطبيعية في بروز أهمية المناطق الاستشفائية والتي تحظي مصر بمكانة متفردة منها من حيث أعدادها وتأثيرها العلاجي، إذ تعد تلك المناطق واعدة لجذب السياح من مختلف أنحاء العالم الراغبين في الاستشفاء، الأمر الذي تدعمه الحكومة عبر توسيع عمليات تطوير البنية التحتية لتشمل مناطق كانت حتي وقت قريب خارج خريطة السياحة الاستشفائية رغم مقدراتها الثمينة.

تتعدد المناطق الاستشفائية في مصر بداية من واحة سيوة والتي تعد قلب العلاج الطبيعي في مصر، لاسيما وأن مياهها تحتوي على معادن يمكن امتصاصها من خلال الجلد تساعد في علاج عدة أمراض أبرزها التهاب المفاصل، ارتفاع ضغط الدم، وتخفيف الالتهاب، فضلاً عن أنها تساعد على الاسترخاء.

اجتذبت سيوة منذ قرون ملوك مصر القديمة الباحثين عن الاستشفاء، ومن الملكة كليوباترا جاءت أشهر الأعين داخل سيوة والتي سميت باسمها – عين كليوباترا- إذ يعُتقد أن الملكة كليوباترا كانت تمارس الاستشفاء داخل واحة سيوة وخصيصاً في عين كليوباترا، ورغم أن واحة سيوة مليئة بالينابيع الساخنة التي تصل إلى 200 إلا أن عين كليوباترا تحظي بمكانة خاصة بينهم، إذ يعتقد البعض أن لها خصائص تميزها عن غيرها، رغم مزايا المنطقة بشكل عام نظراً لما تتمتع به من كثبان رملية وبحيرات مالحة.

واحة سيوة لا تقتصر على العيون فحسب، بل يمارس مرتاديها الغطس داخل البحيرات المالحة، والذي يتميز بخصائص علاجية للأمراض الجلدية وأمراض «الجيوب الأنفية»، فضلاً عن تقديم برامج علاجية على يد أطباء متخصصين على مدار عدة أيام تختلف من حالة لأخري للتخفيف من آلام الظهر والمفاصل والعضلات عن طريق الغمر في الرمال لساعات.

ويشدد  عمرو صدقى، خبير السياحة العلاجية، على ضرورة التوسع في برامج السياحة الاستشفائية، لاسيما الموجهة للدول العربية، منوهاً بأن العرب ينفقون أكثر من 30 مليار دولار سنوياً على السياحة الاستشفائية، مطالباً بضرورة النظر في تطوير البنية التحتية باقصي سرعة ممكنة للاستفادة من الميزانية الضخمة من العملة الصعبة التي يمكن أن تدرها فرع واحد من السياحة.

وأضاف أن السياحة الاستشفائية يمكن أن تكون جزء من برنامج سياحي أكبر  ربما يتضمن أفرع أخري من السياحة سواء ثقافية أو شاطئية، بما يضمن تشغيل أكبر قدر من العاملين ومزيد من ضخ العملة الصعبة المباشرة، لاسيما وأن مصر مؤهلة بقوة لمنافسة نظرائها نظراً لتعدد أماكن وخصائص المناطق الاستشفائية لديها. 

ولا تقف المناطق الاستشفائية في مصر عند واحة سيوة، إذ يعد حمام موسي مقصد استشفائي وديني في الوقت ذاته، إذ يعتقد أن النبي موسي مر عليه خلال رحلته في سيناء، فضلاً عن أنه يحتوي على ينابيع ساخنة تساعد في تخفيف الام الروماتيزم والعضلات.

ووفق لورقة بحثية صادرة عن المكتبة الوطنية الأمريكية في الطب فإن الينابيع الكبريتية الساخنة تساعد في تخفيف الآلام وتعزز صحة الجلد والجهاز التنفسي، لذا فإن حمام فرعون والذي تصل درجة حرارة المياه داخله إلى 92 درجة مئوية، يعد مقصد استشفائي ليس لسياح الخارج فحسب بل لسياح الداخل أيضاً نظراً لقربه من العاصمة، ما يجعله مقصد مناسب للباحثين عن علاج أمراض الجلد والكلي والجهاز الهضمي.

يأتي وادي العسل بالقرب من رأس سدر  في المركز الثاني من حيث قربه للقاهرة لذا فإنه يعد مقصد أخر للسياحة الداخلية، ويشتهر بحمام الطين الذي يحتوي على خصائص علاجية مضادة للالتهابات، إذ عادة ما يرتاده المصطافون لتغطية كامل أجسامهم بالطين خلال مدة تتراوح بين 20 و30 دقيقة للتخفيف من التهابات وآلام المفاصل. 

ومن جانبه قال تامر نبيل أمين عام جمعية مستثمرى البحر الأحمر، إن مصر لم تأخد نصيبها المستحق من السياحة الاستشفائية رغم قدراتها الهائلة، مشدداً على ضرورة استحداث برامج تناسب كافة المستويات والترويج لها عبر وسائل ترويجية حديثة، مطالباً بإعادة النظر في الطرق الأساليب الترويجية المستخدمة لمثل تلك البرامج.

وأشار إلى وجود نية لدي كافة العاملين بالقطاع السياحي للنهوض بالسياحة الاستشفائية بما يضعها كمنتج سياحي عالمي، منوهاً إلى ضرورة استغلال تجربة مصر في القضاء على فيروس سي خلال وقت قياسي والبناء عليه في خطتنا الترويجية. 

وأوضح أن مياه البحر داخل المنتجعات الصحية على طول ساحل البحر الأحمر عادة معروفة منذ منتصف القرن 19، إذ استخدمها السياح على مدار أعوام لتخفيف أمراض الجلد والجهاز التنفسي وتحسين الاداء البدني بشكل عام.

إلى ذلك، تشتهر محافظة البحر الأحمر بالعديد من المنتجعات السياحية، غير أنها تعد وجهة مهمة للاستشفاء، لاسيما داخل منطقة سفاجا والتي تعد مصدر غني بالرمال السوداء التي تتميز بخصائص علاجية تسهم في التخفيف من آلام المفاصل والجلد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى