فن ومنوعات

الركن الثالث في الاسلام..الزكاة طهارة للمال وحق للفقير وطهر للغني


تحقيق / يارا أشرف
يتفرد شهر رمضان من بين كل شهور العام بأنه شهر الخير والرحمة والعطاء ، فهو الى جانب المظاهر الاجتماعية التي تسود فيه دون غيره ، من اقامة موئد الرحمن التي تتميز بها مصر بين الدول منذ ايام الامام الليث بن سعد الذي كان اول من اقام مأدبة لافطار الصائمين في رمضان ، واستمرت هذه العادة المصرية الى الان في كل ربوع مصر ، فهناك الصدقات والزكاة التي تعد ثالثا اركان الاسلام التي حددها الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه بني الاسلام على خمس شهادة الا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وحج البيت لمن استطاع اليه سبيلا وصوم رمضان ، ومن هنا تكتسب الزكاة اهميتها انها سبقت الصوم في الترتيب ، واقترن تنفيذها به ،
وفي كل عام ينتظر المسلمون اعلان دار الافتاء عن قيمة الزكاة التي لاتتجاوز الثلاثين جنيها في عهدنا الحالي ، لكن كثيرون يتمسكون باخراج زكاة الفطر من الحبوب ، ما يثير جدلا كل عام
(اليوم ) تبحث في هذا التحقيق عن مكانة الزكاة والفرق بينها وبين الصدقة وزكاة الفطر وزكاة المال ، ومن هم الاولى بها ، بداية نتوقف امام تعريف الزكاة ووجوبها على كل مسلم قادر ، فالزكاة كما قال اهل العلم هي الزيادة في المال ، وبذلك وجبت على الاغنياء لانها حق للفقير من جهة وطهرة لمال الغني من جهة اخرى مصدقا لقول الله عز وجل :(خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ) فهي كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم تؤخذ من اغنياءهم وترد على فقراءهم ، ولان الزكاة فرض على كل مسلم قادر ، فأن منعها يعد انكارا لاحد اركان الاسلام ، ولذلك قرر سيدنا ابا بكر الصديق محاربة اهل الردة عندما منعوا عنه الزكاة بحجة ان الرسول انتقل الى الرفيق الاعلى ولن يعطوا ابي بكر الزكاة ، فقال الصديق قولته الخالدة والله لومنعوني عقال بعير كانوا يعطونه لرسول الله لقاتلتهم عليه ، وذلك بعد ان سأله سيدنا عمر بن الخطاب عن سبب قراراه بقتال اهل الردة ، مستندا على قول الرسول : امرت أن اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله محمد رسول الله ومن قالها فقد عصم من ماله ونفسه الا بالحق ، لكن السؤال الذي يفرض نفسه على من تجب الزكاة ، وهنا اختلف العلماء فالامام الشافعي والامام مالك والامام احمد بن حنبل اكدوا على انها واجبة على كل مسلم حت الاطفال واصحاب الامراض العقلية ، اما الامام ابو حنيفة النعمان فرأى انها واجبة على كل مسلم بالغ عاقل يمتلك قدرا من الثروة ، واتفق العلماء على أن الزكاة لاتجب الا على المسلم وان يكون من حر ماله وان يكون مالا حلالا ، وبلغ النصاب واكتمل عليه الحول وان يكون من الفائض عن الحاجة وليس على المال دين ، كما اتفق العلماء على المستحقين للزكاة وهم الفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم والغارمين والمجاهدين وابن السبيل ، وذلك مصداقا لقول الله عز وجل في سورة التوبة : انما الصدقات للفققراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم ) وبذلك حدد الاسلام ثمانية ابواب لمصارف الزكاة وحددوا الفوارق مابين الفقراء وهم المحتاجون بتعفف او الجالسون في بيوتهم من لامال لهم والمسكين المحتاج السائل ، اوالطوافون ،وابن السبيل الذي هو غريب عن بلده ، اما بقية الذين اختصهم الله بالحق في الزكاة فمعروف دورهم ،
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل الصدقة زكاة ، والاجابة ان كل زكاة صدقة ولكن ليس كل صدقة زكاة ، فالزكاة تتقيد بتوقيت وشروط ، وهي من مال مخصوص ووفق شروط مخصوصة لكن الصدقات مجالها مفتوح في اي وقت وبلا سقف محدد ، واجاز العلماء ان تمنح الزوجة من زكاة مالها لشقيقها او زوجها المحتاج بينما لايجوز لهما اعطاءها الزكاة ، وهناك من العلماء من اقر ان تكون الزكاة على مدار العام ولاتركز في رمضان فقط ، وأن تكون الزكاة للمحتاجين الاقرب في الرحم والسكن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى