فن ومنوعات

دراما رمضان في الميزان تحت الوصاية يتحدى جعفر العمدة والامام يغرد خارج السرب


تحقيق / يارا أشرف
انتهى الموسم الدرامي الرمضاني للعام ٢٠٢٣ ، والذي شهد اكثر من ٣٠ عملا دراميا تنوعت مابين التاريخي والاجتماعي والكوميدي ، تنافست على رضا الجمهور الذي التفت حولها وتباينت ردود افعاله نحوها
وحدثت حالة جدال كبيرة لدي المشاهدين الذين انقسموا حول الاعمال الدرامية لمنهم من رأى مسلسل جعفر العمدة الاكثر جماهيرية ومنهم من توقف امام تحت الوصاية ، وهناك من تبنوا اعمالا اخرى وجدوا فيها مضمونا جيدا
وشهد الموسم الرمضاني عودة المسلسلات الى ماكانت عليه في السابق من حيث عدد الحلقات ( ١٥ حلقة ) ورأوا في ذلك تسريع للايقاع الدرامي ومنعا للاطالة غير المبررة والتركيز في المضمون
وفي هذا التحقيق تضع (اليوم ) دراما رمضان في الميزان
في البداية هناك اعمال درامية حققت نجاحا بمجرد طرح (الافيش ) الخاص بها استنادا الى مضمونها وتمثل ذلك في مسلسل رسالة الامام للنجم خالد النبوي والمخرج الليث حجو ، فالعمل من عنوانه يتحدث عن حياة الامام الشافعي في مصر ، وتناول اكبر قدر من الرسائل الفقهية والشعرية التي تميز بها الامام الشافعي واستقطب المسلسل قطاعا كبيرا من الجماهير المتعطشين الاعمال الدينية التي غابت عن الشاشة منذ عرض مسلسل امام الدعاة الذي قدمه الفنان حسن يوسف عن قصة حياة الشيخ الشعراوي ، وقبله كان الموسم الرمضاني له مسلسل ديني منذ مسلسل محمد رسول الله ذو الاجزاء المتعددة والذي تناول سيرة الانبياء جميعا ، وبعد مسلسلات عن عمرو بن العاص وهارون الرشيد وعمر بن عبد العزيز وابو حنيفة النعمان واحمد بن حنبل والشافعي والغزالي والمراغي والشعراوي وغيرها من الاعمال التي لعبت دورا في تثقيف المشاهدين بأمور دينهم
وحسنا فعلت الشركة المتحدة عندما اعلنت عن مسلسل رمضان المقبل والذي يقوم ببطولته الفنان كريم عبد العزيز ويحمل اسم الحشاشين ، عن تلك الطائفة التي ظهرت وتوغلت في اواخر الدولة العباسية وكتبه الاديب عبد الرحيم كمال وهذا يكفي لضمان تميزه ، وكان هذا العمل سببا في غياب عبد الرحيم كمال عن دراما العام الجاري
وشهد مسلسل رسالة الامام تألق عدد من النجوم منهم حمزة العيلي ونضال الشافعي وخالد انور وسماح السعيد الذين قدموا اداء متميزا لفت الانظار
والى جانب مسلسل رسالة الامام يأتي مسلسل (ستهم ) للنجمة روجينا والذي قدمت فيه وجها جديدا لها بعد ان ارتدت ملابس الرجال وتخلت عن شعرها وابدعت في كل المشاهد وتمكنت من جذب الاهتمام رغم زحمة الاعمال بمضمون العمل الذي تناول ارث الفتاة في الصعيد وهي القضية التي لم تجد حلا الى الان ، فألقى المسلسل الضوء عليها ، كما هو حال مسلسل عملة نادرة للنجوم نيللي كريم وجمال سليمان واحمد عيد وكمال ابو رية واحمد فهيم وجومانا مراد ، والذي تناول قضية الارث ايضا ولكن للطفل اليتيم الذي يرفض اهله منحه ارضا لكي لا تتفتت ملكيتهم التي هي سبب عزوتهم في القرية ، وتطرق المسلسل لتجارة الاثار ، وجاء مسلسل جعفر العمدة ليتصدر الاهتمام الجماهيري والاعلامي اذ احتفت عدة قنوات بابطاله رغم ان المسلسل الذي اعتمد على الاثارة والتشويق من خلال تيمة العمل وهي بحث جعفر العمدة عن ابنه طيلة ٢٩ حلقة ، والصراع الوهمي مع عائلة فتح الله ، حتى مهنة جعفر العمدة ومصدر ثروته لم يظهر الا في الحلقة الاخيرة انه يقرض الناس (بالفايظ ) الى جانب اصرار المؤلف محمد سامي وهو ذاته المخرج على منح هالة لبطل العمل محمد رمضان واظهاره في صورة خارقة قادرة على فعل اي شئ في اي وقت مع اي احد ، وهذه المواصفات لم تعد موجودة في عالمنا الان ، لكن وجود زخم من النجوم امثال هالة صدقي وزينة ومي كساب وايمان العاصي ومنة فضالي واحمد فهيم ومنذر الرياحنة وعصام السقا وطارق النهري واحمد عبد الله الى جانب توقيت عرض المسلسل عقب اذان المغرب مباشرة منح العمل النجاح الجماهيري لكن الجميع توقف عند غياب المضمون ، وكعادة مسلسلات محمد سامي لا احد يعرف الرسالة التي يسعى لتقديمها كما هو الحال في كل مسلسلاته واخرها نسل الاغراب ،
وتوقف الجمهور امام مسلسل علاقة مشروعة بدءا من اسمه ووصولا الى نهايته وهو جاء في ١٥ حلقة وكان القاعة سريعا وفيه جرعة رومانسية ، لكنه ناقش قضية الزواج الثاني وكيف وقع ياسر جلال بطل العمل في فخه وتزوج طليقة صديقه وصديقة زوجته مي عمر ولما استفاق كان قد خسر حياته وبيته ، فاضطر الى تحمل جريمة لم يرتكبها ودفع الثمن بدلا من زوجته داليا مصطفى ، ومثل مسلسل سوق الكانتو نقطة مضيئة في دراما هذا العام من خلال نجومه الذين قدموا ادوارا جسدية عليهم مثل ثلاثي البطولة امير كرارة وفتحي عبد الوهاب ومي عز الدين الى جانب احمد صلاح حسني ومحمود البزاوي وضياء عبد الخالق ، وتناول العمل عدة محاور منها محاربة الاحتلال الانجليزي والتجارة الحرام الى جانب السعي للحصول على الحق المسلوب
ويأتي مسلسل مذكرات زوج لطارق لطفي وعائشة بنت احمد ليقدم وجبة خفيفة في اطار كوميدي اجتماعي وهو لون جديد على طارق لطفي ، ونال مسلسل رشيد لمحمد ممدوح ومسلسل سره الباتع لاحمد صلاح السعدني وحنان مطاوع والمداح ٣ للمطرب حمادة هلال وحضرة العمدة لروبي اهتماما جماهيريا ايضا ، لكن مسلسل الكتيبة ١٠١ كان له وهج خاص كونه يتناول احداث واقعية حدثت في سيناء من خلال بطولات الجيش المصري ممثلا في الكتيبة ١٠١ في محاربة الارهاب وتألق فيه آسر ياسين وعمرو يوسف وفتحي عبد الوهاب وعدد من النجوم الذين شاركوا في حلقات منه
ويمكن القول ان نجوم دراما رمضان هذا العام من حيث المسلسلات اذا ما استثنينا رسالة الامام والكتيبة ١٠١ لخصوصيتهما جاء على النحو التالي حسب الترتيب من حيث المضمون والتصوير والايقاع والاداء والاخراج ، فكان تحت الوصاية اولا ، وسره الباتع ثانيا وستهم ثالثا وسوق الكانتو رابعا ورشيد خامسا ، ومذكرات زوج سادسا اما مسلسل جعفر العمدة فنجح جماهيريا لكنه لم يقدم مضمونا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى