فن ومنوعات

الناقد أشرف توفيق لـ”اليوم”: تقديم أجزاء ثانية من أفلام ناجحة إفلاس فكري

تحدث الناقد أشرف توفيق فى حواره مع “اليوم” عن أسباب تقديم أجزاء ثانية من أفلام سينمائية حققت نجاح كبير منذ أكثر من عقدين منها فيلم “الناظر صلاح الدين” و”صعيدي فى الجامعة الأمريكية”وقد أعلن صناع هذه الأعمال وغيرها تقديم أجزاء ثانية منها.

حيث قال: ظاهرة لجوء سينمائيين مرة أخرى لعمل جزء ثاني من الأفلام السينمائية  هى ظاهرة جديدة على السينما المصرية، رأينا ذلك فى مسلسلات تليفزيونية عند نجاحها بالرغم من طول الحلقات الممتدة 30 حلقة مثل مسلسل “سلسال الدم” و”ليالى الحلمية” خمس أجزاء وهذا ليس بسبب نجاحها ولكنه مشروع موجود بالفعل لدى كاتب السيناريو فالاصل والقاعدة الصلبة والاساس فى الأمر هو كاتب السيناريو بدليل أن كل أعمال أسامة أنور عكاشة هى إنتاج قطاع التلفزيون إذن هى ليست شركة خاصة أو منتج لديه شهوة التطويل والمط ولكن كاتب كبير مثل  أسامة أنور عكاشة لديه تكمله وحقب على غرار ثلاثية نجيب محفوظ حتى وصل بنا إلى العصر الحديث أو المعاصر وهذا أمر مقبول ومفهوم فى الأعمال الدرامية.

كذلك مسلسل سلسال الدم قدم فى أربع أجزاء لان كاتب المسلسل مجدي صابر كاتب جيد كان لديه اهتمامات خاصة بصعيد مصر ولا أظن أنه كان فى المسألة استمراء ولكنه كان لديه مايستطيع أن يكمل به.

لكن ظاهرة السينما هذا هو الجديد وأنا اعتقد أنه بالدرجة الأولي إفلاس ليس إفلاس من جانب المخرجين والمنتجين كما يقال ولكنه يبدو أن بعض كتاب السيناريو أصبح ليس لديهم جديد واقول بعض لأن مصر ولادة ومليانة مواهب اعطوهم الفرصة وخرجوهم للنور وهناك طابور طويل من خريجي معهد السينما يستطيعوا ومشتاقين وطواقين لكن يبدو أن المعين نضب عند بعض الكتاب القدامى حتى إذا كانوا شباب.

 والجمهور يعرف أن الكثير من الأفلام فى العشر سنوات الأخيرة منقولة بالكامل من أفلام أمريكية بما فيها الإخراج وهو شئ غريب جدًا وعندما اشاهد واتابع باعتبارى مهتم أو نوع من دراستى عن الأفلام الأكشن لايمكن أن يكون مثل الأمريكي ولكن المنتج والمخرج متصور وهمًا أن المتفرج المصري يذهب إلى الأفلام الأمريكية فيحاول تقدم له أعمال على هذا المنوال ولكن ويقدمون عصابات تضرب نار فى الشوارع وسيارات تنفجر ومعيب ذلك عندنا فى عالم النقد أن هناك فى الفن مايسمى القابلية للتصديق أى عند تقديم فن فى سياق مجتمعي وزمني يجب أن يكون مصدق من قبل المتفرج الذى يتابع الأعمال المصرية والامريكية والهندية أيضا والتركية.

ويتم تقديم أعمال سينمائية منقولة لاتتماشي مع واقع المجتمع المصري من وجهة نظري أنه ليس فن ولكنه صنعه جيدة وأعمال تجارية ضخمة وأنا شخصيًا لم يستهويني هذا النوع من الإنتاج المصري.

موضحًا: يبدو أن الكتاب لم يعد لديهم مايقدموه والوهم المسيطر لدى بعض المنتجين مع توارى دور الدولة والشركات العامة حيث لم يعد هناك قطاع إنتاج أو مدينة الإنتاج الإعلامى وغيرها لتقديم أعمال فليمية ذات قيمة هولاء “المنتجين الجدد” وسوف أطلق عليهم هذا الاسم حتى لو كانوا قدامى متصورين أن بما أنه هناك ذكرى طيبة جماهيريًا وفنيًا لبعض الأعمال مثل فيلم “الناظر” للفنان الراحل علاء ولى الدين سوف يقدم له جزء ثاني يجب أن نعرف أن هذا العمل لم ينجح إلا بخفة ظل وكاريزما علاء ولى الدين الذى استطاع شريف عرفة أن يخرج أفضل ماعنده فيه فالمخرج شريف هو علامة مسجلة من يقع عليه هواه يدفعه للنجاح ولنا فى أفلام عادل إمام القديمة لما بدأ تعاونه مع وحيد حامد أسوة حسنة، وأنا أشك أن يشارك شريف عرفة فى تقديم جزء ثاني من فيلم الناظر.

كذلك تقديم جزء ثانى من فيلم “حريم كريم” فيلم ظريف ولطيف فى وقته كان هناك يبيع بلغة الشباك أى هناك جمهور يذهب لمشاهدة أغانى مصطفى قمر وهو له كل الأحترام والتقدير ولكن هناك نجوم جدد فى الغناء فلا نستطيع الرهان على نجاح جزء ثانى من الفيلم ولماذا لايقدم عمل جديد.

وتابع: أرى أن هذا مؤشر خطير جدًا وغير مفضل وعندما يقدم جزء ثانى للأفلام فى السينما العالمية هناك حدث يدفع لتقديمه مثل فيلم الأب الروحي لأنه فيه فعل يستدعى ذلك ولكن تقديم أجزاء من هذا الأفلام  المصرية بعد أن حُلت العقدة وانتهت الأحداث  يعتبر إفلاس فكرى.

وعن تقديم جزء ثانى من فيلم صعيدي فى الجامعة الأمريكية قال: نلاحظ أن الأبطال الذين ذكروا ومنهم محمد هنيدى يبحثون عن عمل يعلي من نجوميتهم وهنيدي لايحقق حاليًا نجاح كبير بافلامه فى الفترة الأخيرة ولم يستطع حتى تحقيق المركز الثانى.

وعن تحقيق محمد هنيدي إيرادات مرتفعة من خلال فيلمه الأخير وخاصتًا البيع خارج مصر قال: لاأملك معلومات مالية عن قيمة الارتفاع فى البيع الخارجي أو الطفرة التى حدثت خاصتًا بعد فتح أبواب السعودية بعد افتتاح سينمات وإنتاج أفلام تشارك فى المهرجانات.

فالأصل بعد أن استقام الوضع فى السينما المصرية ولم يصبح المتحكمين به بضعة موزعين لبنانيين وارتفاع سعر التذكرة ورفع جزء من الضريبة أصبح المردود الأول هو الإيرادات الداخلية فأصبح هناك منافسة بين الفنانين فى مصر وهل ارتفاع الإيرادات الخارجية ترضي رغبة فنان مصري مثل محمد هنيدي فى نجاحه داخل بلده ولكن من يحسب هذه الحسبة رغم لومي عليه شركات الأنتاج.

مرثا مرجان

رئيس قسم الفن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى