اقتصاد

عقب ازدهارها عالمياً.. مصر تسعي للحصول على حصة من السياحة البيئية 

كتبت- هبة عوض: 

تسعي مصر لوضع موطيء قدم على خريطة السياحة البيئية العالمية، لاسيما وأنها تمتلك 30  محمية طبيعية تشكل موطناً ما يقرب من 150 نوعا من الحيوانات المهددة بالانقراض، بما يعد ثروة بيولوجية، إضافة إلى المكانة التي تتمتع بها سانت كاترين ووادي الريان كونهما مدرجان على قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي. 

تشكل المحميات الطبيعية %15 من مساحة اليابس، وما يقرب من %9 من المناطق الشاطئية، والتي تعد مناطق جذب سياحي، ووفق عمرو صدقى، خبير السياحة،  فإن الاستثمار في مجال السياحة البيئية يمكن أن يؤدي بثمار لا حصر لها، مشيراً إلى أن دولار واحد من الاستثمار يمكن أن يدر عوائد تصل إلى 50 دولار على الاقتصاد، بالنظر إلى عائدات مناطق الشعاب المرجانية في رأس محمد والتي تصل لما يقرب من 200 مليون دولار في 2012 وفق جهاز شؤون البيئة.

وحذر من مخاطر تطوير المحميات والتي يجب أن تسير بحذر ووفق شروط بيئية محددة، منوهاً بأن المحميات لا تخلو من تهديدات طبيعية مثل التلوث والتغير المناخي وخلافه، الأمر الذي يتطلب إيجاد توازن بين تحقيق النمو من السياحة البيئية والتهديد الذي يمكن أن تشكله عملية التطوير على البيئة الطبيعية والتنوع البيولوجي الموجود داخل تلك المحميات.

وأشار على عقدة، خبير السياحة، إلى  ضرورة نشر ثقافة السياحة البيئية، لاسيما وأنها تتطلب سلوكيات أكثر مراعاة من قبل السائحين، منوهاً بأن ازدهار السياحة البيئية مدعوماً بالتسويق من قبل «السوشيال ميديا» ساهم في رفع أعداد الزائرين، غير أنهم في حاجة إلى فهم طبيعة الأماكن البيئية والتحلي بالوعي البيئي الكافي.

وأتفق مع سابقه فيما يخص مخاطر تطوير المحميات، منوهاً بأنه يشكل خطر عليها، بالنظر إلى الطريق الاسفلتي الذي يتم تنفيذه وفقاً لخطة تطوير سانت كاترين، والذي برغم أهميته الملحة لسكان المنطقة إلا أنه يمكن أن يضر المنطقة بيئياً، لافتاً في الوقت ذاته إلى أهمية الطرق الجديدة في جذب السياح.

ويري تامر نبيل، الأمين العام لجمعية مستثمرى البحر الاحمر، أن صناعة السياحة البيئية تعمل على تغيير المكون الثقافي، إذ يسهم الرواج لأحد الأماكن في اجتذاب العاملين من خارج نطاق سكنهم، الأمر الذي يؤثر بدوره على تجربة السائح ذاتها، نظراً لأن العمالة الوافدة لا تتمتع بالثقافة ذاتها، لذا فإن الحفاظ على المكون الثقافي يعطي تجربة أكثر واقعية.

ويشير إلى أن هناك بعض التأثيرات التي تطال سكان المناطق السياحية ذاتهم نتيجة الاختلاط بجنسيات متعددة، منوهاً بأن تلك التغييرات ليست بالضرورة سيئة أو تؤثر على طبيعة المكان، وتابع: “ بعض البدو أصبحوا يرتدون أحذية لتصل الجبال ويحملون حقائب خفيفة للضهر” ، مثنياً على الدور الذي تلعبه السياحة على طرفي العملية السياحية سواء الزائر أو المواطن

وشدد على ضرورة إيجاد صيغة لتوفير الدعم لتلك المناطق بما يضمن تطويرها بالتوازي مع الحفاظ عليها، منوهاً إلى ضرورة توفير الحماية القانونية للمخيمات المحلية والتي يتخوف أصحابها من الإطاحة بهم ليحل محلهم أصحاب الاستثمارات فيقوموا بتحويل مخيماتهم إلى فنادق ويطمس الهوية الثقافية للمكان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى