فن ومنوعات

مخرج “زائر الفجر” مات قهرا بسبب حظر فيلمه

حوار– صفاء عبدالرازق

مخرج له بصمة إبداعية رغم أن تاريخه لا يتعدي سوى ثلاثة أفلام سينمائية، ولكن أعماله أثرت فى أجيال مختلفة رغم محاولات منعها ومصادرتها فى أدراج السلطة آنذاك.. كان شخصا عطوفا يميل إلى الواقعية السحرية رغم حرمانه من عائلته وهو صغير السن، هو صاحب أول فيلم سينمائي سياسي  مصري وضحية مصادرة فيلمه.. إنه ممدوح شكري مخرج فيلم”زئر الفجر” .

التقينا بالمخرج عواد شكري الذي فتح لنا كنوز أسرار عمه “ممدوح” الذي مات وهو فى أوائل الثلاثينات من عمره بعد منع فيلمه “زائر الفجر” من العرض، لتنفجر رأسه ويصبح من سكان مقابر الصعيد حيث ولد، وإلى نص الحوار:

بداية حدثنا عن كيفية دخول ممدوح شكري معهد السينما؟

كان السبب الرئيسي فى دخول عمى معهد السينما، هو اأخوه الكبير عدلي شكري، كان يعمل مترجما لكتب الجيب من الإنجليزية إلى العربية.. تخرج “عمى” فى عام 1963 وكانت هى أول دفعة فى المعهد التى بدأت عام 1959، وكان بصحيته المخرج الشهير أشرف فهمي، ثم عمل مساعد مخرج مع عدة مخرجين عظام، أبرزهم يوسف شاهين، حسين كمال، وأيضا المنتج عباس حلمي، كما شارك في إخراج فيلم “تفاحة آدم” بطولة هند رستم وفريد الأطرش.

اعتقل لأنه شيوعيا

وماذا عن كواليس منع السادات لفيلمه “زائر الفجر”؟

فيلم زائر الفجر كان يعتبر من التجارب الهامة وشديدة الجدية في هذا الوقت، حيث كانت السينما حينها تعرض أفلاما عن “الراقصات” وأفلام المقاولات، بحسب تعبيره، لكن “زائر الفجر” كان له طابعا آخر لأنه يحكي عن انتشار الفساد في تلك الحقبة وعن الأسباب التي أدت إلى هزيمة 67، بما في ذلك انتشار المحسوبية والدعارة وما إلى ذلك من انحلال أخلاقي فى المجتمع.. وهذا هو السبب الذى أدى لمنع الفيلم من قبل السلطات الحاكمة فى عصر السادات، والفيلم تحدث بشكل مباشر عن الفترة من67 إلى ما قبل اندلاع حرب 73 

الفيلم انتهى تصويره عام 1971، وعُرض فى نادي السينما وسط عدد كبير من السينمائيين والنقاد، وصل عددهم إلى 1000 شخص تقريبا، من بينهم أبطال الفيلم، عزت العلايلي وماجدة الخطيب وشكري سرحان، كما حضرته فاتن حمامة وغيرها من المهتمين بشان السينمائي.

إذا لماذا ألقت السلطات القبض عليه؟

قبضوا عليه بعد عرض الفيلم فى نادي السينما، واتهم بالشيوعية لجرأة الفيلم من الناحية السياسية، وبعدها توجه الفنان صلاح ذو الفقار إلى  قسم مصر الجديدة لضمان شكري وساعده فى الخروج من الحبس. 

لماذا اتهم ممدوح شكري بالشيوعية؟

كان عمى اشتراكيا ناصريا وليس شيوعيا كما أطلق عليه السادات والسلطة الحاكمة حينها، كان مهموما بالوطن والفقراء والمحتاجين، شديد التأثر بحال الوطن، وما حدث حينها من التردي الفكرى والثقافي والاخلاقي عقب الهزيمة وما أحدثته في نفسية المصريين.

كيف سمحت السطات بعرض الفيلم؟

سمحت الرقابة بعرضه في عام 1975 أي بعد أكثر من ثلاث سنوات من إنتاجه بعد أن استبعدت ما يقرب من 15 دقيقة من أحداث الفيلم وهذا أدى إلي خلل فى البناء الدرامي، إلا أنه ظل يعرض فى سينما ميامي الشهيرة في شارع طلعت حرب بوسط البلد لمدة 7 أسابيع، إلا إن الفيلم لايزال ممنوعا من العرض في التليفزيون المصري حتى يومنا هذا.

في رأيك ما هي أسباب اختيار ممدوح لهذا النوعية من الأفلام الجادة؟

أعتقد أن نشأته في قرية ملاوى فى المنيا هى التى حكمت رؤيته الفنية حيث إن حياة القرية معروفة بانتشار الفقر والظلم من قبل الأسياد، فمجتمع الأسياد والعبيد يتجلى بوضوح في البنية الاجتماعية للقرية المصرية، حيث نرى سطوة العمدة وإرث الإقطاع من الأزمان الغابرة فى هذا الزمن، 

ومن هنا أعتقد أن عمى تأثر كثيرا بهذه النشأة بالرغم من أن أبوه كان”شيخ بلد” لكنه قتل في صغر ممدوح، كما ماتت أمه وهو لم يتجاوز خمس سنوات.

كم كان أجر ممدوح شكري في فيلم  “زائر الفجر”؟

يقولها بسرعة: 900 جنيه أتذكر جيدا هذا المبلغ، وكان سعيدا به،

أخذ التصوير مدة 6 أسابيع للفيلم كله، فى استديو الأهرام.

ما هي الاعمال التى لم تظهر للنور؟

فيلم”الحصار” سيناريو يوسف شريف رزق الله ورفيق الصبان، فيلم “طيور الخريف” فيلم”جاء يوم الانتقام”،”رحلة العجائب” وكان من المفترض أن تقومببطولته ماجدة الخطيب .. وأيضا فيلم “النمل الابيض” بالاشتراك مع رفيق الصبان عن قصة النمل الذي يأكل شبابيك الخشب”.

هل كرمت الدولة ممدوح شكري؟

نعم تم تكريمه فى مهرجان جمعية الفيلم العام الماضي.

صفاء عبد الرازق

صحافية حاصلة على بكالوريوس إعلام وحاصلة على دبلومة من إكاديمية الفنون قسم "تذوق"، حصلت على تدريب من وان أيفر برنامج النساء فى الاخبار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى