مقالات

ويبقى سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام ومعركة كربلاء تاريخاً خالداً ونبراساً يضيء درب البطولة والفداء

الكاتب والمؤرخ الإسلامي

قلم وصوت ومحام آل البيت

الشريف عبدالرحيم أبوالمكارم حماد

في التأمل مع الذات تكتسب النفس أبعاداً معنوية تتخطى الزمن الحاضر إلى آفاق التاريخ ليشرق الماضي بأروع صفحاته وتنكشف العلاقة بين الماضي والحاضر لتؤكد إستمرار القيم السامية التي ضحّى من أجلها الشهداء لينيروا بدمائهم طريق الأجيال ، فتجديد ذكرى هؤلاء العظماء هو تجديد للمواقف العظيمة التي رسمت للأمة تاريخها الحافل بالتضحيات. ومما لاشك فيه إن من أعظم المواقف التي حفظت للأمة كيانها وبثت فيها روح الإسلام من جديد بعد أن كاد يمحى هو موقف سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) يوم الطف ورغم مضي أكثر من أربعة عشر قرناً على ذكرى عاشوراء إلّا أنها متجدَّدة دائماً روحاً وفكراً وعطاءً.

وظلت السيرة العطرة لبطلة كربلاء الصابرة المحتسبة عقيله بني هاشم «السيدة زينب عليها السلام» في ذهن ابنائها ومحبيها بل البشرية جمعاء إلى يوم القيامة ، فهي إبنه أمير المؤمنين الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه والسيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيدة نساء العالمين ، أنها السيدة زينب رضي الله عنها وأرضاها كريمة آل البيت وأم العواجيز والأيتام والأرامل تواجه المصائب واحدة تلو الأخرى بالصبر والاحتساب وقيام الليل ، وظلت تواجه هذا الظلام بالتفائل فكانت تقول «كم لله من لطف خفى/ يدق خفاه عن فهم الذكى/ وكم يسر أتى من بعد عسر/ وفرج كربة القلب الشقى/ إذا ضاقت بك الأحوال يوما/ فثق فى الواحد الفرد العلى/ ولا تجزع إذا ما ناب خطب فكم لله من لطف خفى»،

وقامت معركة كربلاء بتحرك الإمام الحسين بن علي عليهما السلام مع عدد قليل من أقاربه وأصحابه، للجهاد ضد يزيد لعنه الله، فقد رافقته شقيقته السيدة زينب عليها السلام إلى أرض كربلاء المقدسة، ووقفت إلى جانبه وأخواته وأهله أبناء بني هاشم وأصحابهم وتابعيهم ، وشهدت كربلاء بكل مصائبها ومآسيها، فرأت بعينيها يوم عاشوراء كل أحبتها يسيرون إلى المعركة ويستشهدون، حيث قُتل أبناؤها وأخوتها وبنى هاشم أمام عينيها، وبعد إنتهاء المعركة رأت أجسادهم بدون رؤوس وأجسامهم ممزقة بالسيوف ، وكانت النساء الأرامل من حولها وهن يندبن قتلاهن وقد تعلق بهن الأطفال من الذعر والعطش ، وكان جيش العدو يحيط بهم من كل جانب وقاموا بحرق الخيم ، واعتدوا على حرمات النساء والأطفال وبقيت صابرة محتسبة عند الله ما جرى عليها من المصائب ، وقابلت هذه المصائب العظام بشجاعة فائقة، كما شهدت المعركة كربلاء استشهاد أخيها الإمام الحسين وابنها عون ومحمد وثلاث وسبعين من آل البيت والصحابة وأبناء الصحابة، فما كان منها إلا الصبر والاحتساب والقوة، وذكرت بعض الروايات إن السيدة زينب عليها السلام بعد المعركة شقت صفوف الأمويين ودخلت أرض المعركة وأخذت رأس أخيها الإمام الحسين وأخذت تمسح الدماء المتجلطة من عليها وهى تقول «اللهم تقبل منا هذا القربان، ففى سبيل دينك ضحى بنفسه، وأهل بيته وأصحابه»، وهى نفس المعركة التى فقدت فيها زينب ابنيها،

كان لعقيله بني هاشم السيدة زينب عليها السلام دور بطولى وأساسى فيها لا يقل عن دور أخيها سيد الشهداء الإمام الحسين بن على وأهله وأصحابه عليهما السلام صعوبة وتأثيرًا فى نصرة الدين، فقد قادت مسيرة الثورة بعد استشهاد أخيها وكان لها دور كبير، حيث عملت على توضيح حقيقة هذه الثورة، وأبعادها وأهدافها للعالم.

بعد مقتل قرة العين سبط رسول الله الإمام الحسين دخلت قافلة السبايا إلى الكوفة بأمر من عبيد الله بن زياد لعنة الله الذى كان واليا على الكوفة آنذاك ، فخرج أهل الكوفة للنظر إليهم، فصارت النساء يبكين وينشدن، فوقفت زينب بكل قوة وخطبت خطبتها الشهيرة قبل دخولها إلى مجلس ابن زياد، فقالت لهم «أتبكون فلا سكنت العبرة ولا هدأت الرنة، ويلكم أتدرون أى كبد لرسول الله فريتم؟ وأى عهد نكثتم؟»، فكانت خطبة فى غاية الفصاحة وكلامها يفيض بحرارة الإيمان فضج الناس بالبكاء والعويل، وعندما أدخلت نساء الحسين وأولاده إلى قصر الكوفةحاول ابن زياد التهجّم على أهل بيت، والشماتة بما حصل لهم فى كربلاء، فكان رد عقيله بني هاشم السيدة زينب قوياً وعنيفا ولم تأبه بحالة الأسر والمعاناة التى كانت عليها حين سألها ابن زياد فى سؤال يملأه الحقد والكراهية والتشفى «كيفَ رأيتِ فعلَ اللهِ بأهلِ بيتكِ ؟!» فقالت: «ما رأيت إلاّ جميلا ، هؤلاء قوم كتب اللّه عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم»، وكان كلامها معبرًا عن حالة الرضا والتسليم المطلق للّه عزّ وجلّ، وانتهى موقفها فى الكوفة إلى فضح القتلة، واستمرت فى ثورتها على الأمويين والمطالبة بقتل القتلة.

شعر الأمويين بالخوف من الثورة التى تتزعمها زينب، فأمر يزيد بن معاوية بخروجها من المدينة هى وباقى أهل محمد، وتم نفيها، فاختارت مصر ملجأ لها

تلك الأيام المباركة هانحن إذ يعود إلينا محرمٌ الحرام مرة أخرى.. عاماً تلو عام.. تتجدد في قلوبنا مشاعر الحزن العميق، لفقد من هو ليس بمفقود .. للمأساة.. للمكان الذي يضمّ الأجساد الطاهرة.. للأرض التي ارتوت بدم سُفك ظلماً.. والتي تبقى شاهداً على قصة الفداء.

استشهد الإمام الحسين عليه السلام وجميع أنصاره بنهاية معركة يوم العاشر من المحرم، ولكنه هل مات فعلاً؟؟ يموت من يموت ذكره وذكر محاسنه وأفضاله، أما من يقتل من أجل مبدأ حق أو دفاعا عن دين أو معتقد فلا يمكن أن يموت ، وتمكنت قضيته من الصمود أكثر 14 قرناً من الزمان، ولما كان أثرها وتأثيرها كما لو كانت قد وقعت بالأمس فقط! فالذين استباحوا دم سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم الإمام الحسين عليه السلام وأهله وأصحابه في كربلاء وظلموه واتباعهم على نهجهم الآن ظنا منهم إنهم قادرين على إنهاء عاشوراء الحسين وكربلاء الحسين وتاريخ الحسين ولكنهم اصطدموا بصدور لاتلين وقلوب مليئة بحب الحسين وما زادهم ذالك إلا سموا وشموخا وتحديا ، بينما كل الظن فينا أننا من نحيي ذكرى الحسين نجد أن ذكراه هي من تحيينا وتظهر كل بذور الخير التي كادت أن تعدم فينا ، وكأن ما حدث لم يكن من سنين طوال بل كان الأمس فتتجلى كل صورهم أمام أعيننا وترتفع الأصوات في إحيائهم من جديد فيظهر الحزن في كل ذريته واعقابه ومحبيه وإتباع آل البيت ومريدينهم

رسم الإمام الحسين عليه السلام بثورته حدًا فاصلاً، حيث لا يطلب الحق بالباطل، ولا يطلب الباطل بالحق، إنما الحق لا يُنال إلا بالحق، وإذا كان ثمن ذلك الدماء، فلتكن. هذا هو جوهر الإحياء، جوهر الاستذكار، وجوهر الإصرار على حمل القضية بمثل هذا الحمل، لترفع راية تبقى تذكرنا دائمًا وأبدًا: إنّ عزاء الحسين عليه السلام هو إحياء لمصيبته، واستعبار لرزيته، وإبقاءُ لما نادى به، «ينهض الثائر ثم يموت .. فيثير بموته ثوارًا آخرين. وبهذا تتلاحق قافلة الثائرين جيلاً بعد جيل، وهم في كل مرة يضيفون إلى شعلة النور لهيبًا جديدًا»

هـل الـمحرم فاستهلت أدمعي – وورى زناد الحزن بين الأضلع

مـذ أبصرت عيني بزوغ هلاله – ملأ الشجا جسمي ففارق مضجعي

وتـنغصت فـيه عليَّ مطاعمي – و مـشاربي وازداد فيه توجعي

الله يـا شـهر المحرم ما جرى – فـيه عـلى آل الوصي الأنزع

الله مـن شهر أطل على الورى – بـمصائب شـيّبن حتى الرّضع

شـهر لـقد فـجع النبي محمد – فـيه وأيُّ مـوحد لـم يفجعِ

شـهر بـه نزل الحسين بكربلا – فـي خير صحب كالبدور اللمّعِ

فـتلألات تـلك الـربوع بنوره – و علت على هام السماء الأرفعِ.

فبالمواقف التي تجلت في كربلاء كانت دروسا وثقت في عمق الزمن من صمود ووفاء، فحين يخطب الإمام الحسين (عليه السلام) محمصاً أصحابه «ألا وأني أذنت لكم فانطلقوا جميعاً في حل ليس عليكم مني ذمام.. هذا الليل قد غشيكم فاتخذوا جملاً.. فإن القوم إنما يطلبوني ولو قد أصابوني لهوا عن طلب غيري».

ولا يكون جواب الأصحاب موقف الخذلان كجواب بني إسرائيل {قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبداً ما داموا فيها فأذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون} أو المنافقين {ما وعدنا الله ورسوله إلا غروراً}، {إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فراراً}.

بل كان جواب أهل الرسالة «لما تفعل ذلك؟ لانبقى بعدك؟! لا أراد الله ذلك أبداً».

«أنحن نتخلى عنك.. أما والله حتى أكسر في صدورهم رمحي وأضربهم بسيفي ولا أفارقك حتى أموت دونك».

«والله لو علمت أني أقتل ثم أحيا ثم أحرق حياً ثم أذري ويفعل ذلك بي سبعين مرة ما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك وكيف لا أفعل ذلك وإنما هي قتلة واحدة ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبداً».

“والله وددت أني قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتى أقتل هكذا ألف قتلة وأن الله عز وجل يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتيان من اهل بيتك”.

إنها القمة في الوفاء والصدق والصمود ولذلك قال عنهم الحسين عليه السلام: «فإني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي.. فجزاكم الله عني خيراً».

سَطَتْ ورَحَى الهيجـاءِ تَطحَنُ شُوسَها ووجـهُ الضـحى فـي نَقِعـها مُتنقِّبُ

تَهلَّلُ بِشْـراً بــالقِـراعِ وجـوهُـها وكم وَجـهُ ضـرغـامٍ هنـاك مُقطِّبُ..

من كلماتهم صواعق تحرق تبريرات المتراجعين وفلسفات المتخاذلين وشعارات الخائرين ووساوس المثبطين والمتخاذلين وهذا مانفتقده اليوم فلدى الكثيرين دين ظاهر وباطن كافر، يدعون انهم على خطوات الحسين ولكن على وجه كل منهم شمر يبتسم حيث بدلوا النهج والمنهج خلافا للصدق والرسالات، وبدل ان تسيطر عليهم الاستقامة امتدت منهم جذور اللئامة ولم يكونوا ابدا كما عاهدوا الله بل شاعوا في الأرض فسادا حتى انزلوا دمعة يتيم ورملوا شابة في العشرين واثكلوا قلب أم وراحوا بنظر عجوز مسكين، هدروا الدماء وقتلوا الأبرياء فكانوا بشرا تجسد فيهم الشمر.

نحن في موعدٍ سنوي في أيام الله هذه مع الحزن، مع الألم، وفي موعدٍ لمراجعة الحسابات والأمنيات أيضاً، هو موعدٌ لتذكر المبادئ الأسمى للحياة، والتفكّر في رقيّ الهدفِ وعظيم الرسالة عندما يكونان الدافع كي يخطط الإنسان لمقتله، ويحل إحرامه، ويخرج لييتم عياله، ويثكل النساء.. فيسطّر بذلك ملحمة خالدة تتوارثها الأجيال.

في مدرسة الحسين (عليه السلام) نتوقف لنعيد بلورة مفاهيمنا حول الحب، وكُنه الوجود، والموت والبقاء، وجوهر النصر والهزيمة. أوليس الفناء إلا فيما اقترف يزيد، وهل البقاء إلا فيما استشهد لأجله الحسين؟ وليس أدلّ على ذلك من بقاء ذكراه (عليه السلام) وملحمته ورقة نورانية في صفحات التاريخ، يعود لها الناس أفواجاً كل عام قارئين، معزين، نادبين، ومحيّين.. فشتان بين الموت الذي يراه الحسين سعادة ويقبل عليه إقبال المشتاق للقاء محبوبه، وبين بقاء يزيد الذليل وجلوسه على عرشه، وبين معنى النصر الذي خطه الحسين بدمه وفناء جسده، وهزيمة يزيد الذي قالت فيه السيدة زينب بنت أمير المؤمنين الإمام علي (عليهما السلام) وهي الصادقة العارفة العالمة: (وهل رأيك إلا فند وأيامك إلا عدد، وجمعك إلا بدد، يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين).

وإنه لمحزن أن لا تستوعب الأمة الإسلامية القضية بعد كل هذه السنين، وألا تعي أن سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام ليس مذهباً ولا طائفة.. بل ثورة مبادئ استوعبها أحرار العالم فانتصروا وارتقت أممهم ، في حين بقيت أمتنا خائرة الإرادة، مكبلة بقيود الجهل والتفرقة.

لننطلق من أحزاننا لتغيير العالم إلى عالم آخر أكثر عدالة وعزة، لنتحرك مسترشدين بهدي مدرسة الإمام الحسين (عليه السلام) نستشعر ألم كل محزون ، وغضب كل مظلوم ، وظلامة كل مسلوب حقٍ ، منتصرين لقيم السماء ، ومتسلّحين بالحب الخالد لله وللعدل والحق والإنسانية هذا الحب الذي من أجله خرج الحسين (عليه السلام) ليقدم أغلى ما يملك فداءً وبكل شوق.. وهو يقول:

تركت الخلق طراً في هواك .. وأيتمت العيال لكي أراك
فلو قطعتني فـي الحب إربـاً .. لما مـال الفؤاد إلى سواك
يموت أحبتي وجميع قومي .. ويبقى الدين يرفل في هداك

هذا الحزن الذي نعيشه في أيام عاشوراء الحسين (عليه السلام) وتنتعش فيه أمنيات (يا ليتنا كنـا معكم) هو حزنٌ من نوعٍ آخر، هذا الألم العميق الذي يسكن أرواحنا ويحرك أحاسيسنا والدموع، لا ييئّس القلوب ولا يبدّد العواطف، بل هو الحزن الذي يحيينا، والذي ينبهنا أن لعمرنا القصير لابد من غاية .. فالقضية لم تنته بعد.

الإمام الحسين عليه السلام خالداً لا يغيره الزمان هكذا يبقى على مر العصور والأيام ويبقى إسم الحسين عليه السلام نبراساً يضيء درب البطولة والفداء ودرب الخير والوفاء ويبقى العباس عليه السلام مدرسة لتعلّم التضحية وتبقى السيّدة زينب عليها السلام شامخة بصبرها على الأحزان وتحملها لمئات الآلام هكذا كانت وما تزال عاشوراء مدرسة للمؤمنين ودرس موعظة للمتقين وتبقى تزحف لك

الإمام الحسين ذروة الإنسانيّة في الدعوة إلى الحرّية والعدالة ومقاومة المساوئ والقبائح، ومكافحة الجهل والذلّ والمهانة.

إن الإمام الحسين عليه السلام قد علّم التاريخ الإسلامي درساً عمليّاً عظيماً، وضمن بقاء الإسلام في عصره وسائر الأعصار.

لقد أدّى الإمام الحسين عليه السلام رسالته في أحلك الظروف كي لا يبقى لأحد عذر إن قست عليه الظروف.

رسم الحسين عليه السلام بثورته حدًا فاصلاً، حيث لا يطلب الحق بالباطل، ولا يطلب الباطل بالحق، إنما الحق لا يُنال إلا بالحق، وإذا كان ثمن ذلك الدماء، فلتكن. هذا هو جوهر الإحياء، جوهر الاستذكار، وجوهر الإصرار على حمل القضية بمثل هذا الحمل، لترفع راية تبقى تذكرنا دائمًا وأبدًا: إنّ عزاء الحسين عليه السلام هو إحياء لمصيبته، واستعبار لرزيته، وإبقاءُ لما نادى به، «ينهض الثائر ثم يموت .. فيثير بموته ثوارًا آخرين. وبهذا تتلاحق قافلة الثائرين جيلاً بعد جيل، وهم في كل مرة يضيفون إلى شعلة النور لهيبًا جديدًا

يا سيّد الشهداء آلاف الأرجل وتكتب لك آلاف الأنامل لا يتجسد حبّنا لك بفرشاة رسام أو قلم الشاعر أو صوت رادود بل بقلوبنا العاشقة لك ، وأرواحنا التي نقدمها فداء لك نعم هي عاشوراء تتجدد في كلّ عام من جيل إلى جيل من الأب إلى الابن فالحسين ثورة علمتنا الصبر على الأحزان والثورة على الطغيان فهو ضحى بنفسه وأهل بيته وكلّ ما يملك من أجل أن يستقيم الدين والإسلام.

وقد خاطب السيوف بكلّ شجاعة وقال لها: “إن كان دين محمّد لم يستقم إلّا بقتلي فيا سيوف خذيني”
، تثيرني هذا الكلمات تعزف لحن الشجاعة والثقة والتضحية في قلبي لا يقول هذه الكلمات إلّا من خصه الله تعالى بمكرمة من عنده حاول الكثيرون من حكام بني أمية الطواغيت أن يُنسونا الإمام الحسين عليه السلام لكنّهم اندثروا وبقي اسمه عنواناً وفخراً لنا ولكِ يا كربلاء

ونحن خدام الإمام الحسين عليه السلام نضحي بكلّ شي لأجله كما قال الشاعر:

الشعب شعبك يا حسين وإن يكن
والقوم قومك يا حسين وإن يكن

فيه العتاة الظالمون تحكّموا
عن نهج شرعتك القويمة قد عموا

عدّت إلينا يا شهر محرّم من جديد ليتجدّد البكاء على هذا المصاب الأليم سلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا،

وهكذا يبقى الحسين وكلّ يوم إليه يزداد الحنين.

بعد ان اكمل رسولنا عليه افضل الصلاة والسلام رسالته العظيمة كان وجوبا على كل المسلمين ان يستمروا على نهج طريق هذه الرسالة الخالدة وفي نفس الوقت كان هناك اتباع للشيطان أرادوا لهذه الرسالة ان تخرج عن خط الله تعالى الذي رسمه ومن هذا المنطلق كان لابد من الوقوف ضد أتباع الشيطان واحقاق الحق فكان الإمام الحسين عليه السلام حفيد رسول الله ليقوم بدوره العظيم في إعادة الأمور إلى نصابها حيث قام بهذا الامر العظيم هو واهل بيت النبوة وصفوة مختارة من أصحابه.

لا زلنا نستلهم من كربلاء الإمام الحسين (عليه السلام) الدروس والعِبر التي نستضيء بهديها ؛ لنرسم لنا من وحيها خارطة طريق تصل بنا إلى ساحل النجاة. وكما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): “كلنا سفن النجاة ولكن سفينة جدي الحسين أوسع وفي لجج البحار أسرع”. لذا لا نزال نجد من يبذل الغالي والنفيس لكي يكون من الراكبين في سفينة الحسين (عليه السلام)، ليفوز فوزًا عظيمًا.

سيبقى الحسين (عليه السلام) خالداً ما دامت الحياة تنبض وما دام الخلق باقي إلى قيام الساعة. ذلك لأن المبادىء التي أرساها سيد الشهداء الحسين عليه السلام لن يستطيع أحد أن يغيرها ، ولن يجروء أحد على تحريفها ، لذا سيبقى الإمام الحسين خالداً وعطاءه متجدد.

ها نحن نعاود الذكرى لنجدد البيعة والولاء للرسول (صلى الله عليه وسلم) وأهل بيته عليهم السلام ، نستذكر إن الإمام الحسين عليه السلام لم يقوم بما قام به إلا لأجل صلاح الأمة ، فهو لم يكن يريد الحكم ولا تابعا له ولا أي منصب دنيوي ، وكذلك أهل بيته والأنصار ، إنما خرجوا لأجل إعادة الدين الإسلامي إلى قواعده التي أسسها النبي محمد(صلى الله عليه وسلم).

أن واقعة كربلاء عظيمة “والأعظم أن تسري روح البسالة ورفض الاستبداد لتحريك كيان الأمة”، وهذه هي العِبرة التي نستقيها من كربلاء الحسين (عليه السلام)، فنحن لا نبكي فاجعة عظيمة! ولا حادثة تاريخية قديمة فحسب! بل، نحيي قيمًا عظيمة تحتاجها الأمة وتستفيد من دروسها المتجددة والعظيمة، فالحدث الكربلائي يتجاوز حدود المكان والزمان، لمن يقرأه بوعي ويقتبس من نوره، فالحسين (عليه السلام) من {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}[الأنعام: 90].

أحداث كربلاء واستشهاد عتره المصطفى صلى الله عليه وسلم الإمام الحسين وبني هاشم وأصحابه وسبي آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم هي نصوص مختزلة، لكنها تحلّق بأرواحنا لنعيش مع الحدث الكربلائي الذي حاول الطغاة أن يمحوا معالمه بقتل الحسين (عليه السلام) وقتل قضيته؛ إلاّ أن الإمام الحسين (عليه السلام) بقي شامخًا وقد خذل الله أعداءه إذ حسبوا أنهم بحزّ الرأس ورفعه فوق رمح طويل، سيميتون قضيته! وما علموا أن هذا الصنيع قد ساهم في ارتفاع “المبادئ والقيم بارتفاع الرأس الشريف” –

خاض سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام واهله وأصحابه تلك المعركة الهائمة مندفعا بضمير الهي يملأ ذات نفسه وبيده مشعل الحياة والنور، ولكن شاء صانعوا الموت للشعوب الذين لا يمكن أن يقيموا عروشهم الجائرة إلا في ظلام أن يطفؤا ذلك المشعل، ويقضوا على ذلك النور.

ولم يكتف الامام الحسين عليه السلام بذلك بل استغاث في ذلك الموقف العظيم بالانسانية كلها، ودوى صوته الالهي طالباً المعونة والنصر، ففاض تاريخ الإسلام بالتضحيات الكريمة، والاريحيات الخيرة، والحركات التحررية الجبارة، وسوف يبقى هذا الصوت يرن في مسمع الانسانية، ويدفعها إلى الموت ليخلق لها الحياة، وإلى التضحية ليهبها الكرامة، يعلمها كيف يهب الفرد حياته للأمة فيكون شيئاً من حياة الأمة كلها.

لقد ترك لنا سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام منهج الإصلاح والتغيير فلم يكن هدفه إصلاح الأمة إصلاحا مؤقتا بل أراد قلع شجرة التسلط والظلم والعدوان والفساد وغرز شجرة النبوة ، كان يريد بناء أجيال المستقبل لذا لم يتهاون ويقبل بالذل فصاح مدويا (( هيهات منا الذلة)).

الإمام الحسين (عليه السلام) مدرسة الاجيال على مر العصور منه نتعلم الصبر والشجاعة للوقوف بوجه الطغاة وان نرتقي بمفهوم المظلومية من خنوع الإنكسار الى زهو الإنتصار وان ندافع عن الدين الاسلامي بالنفس والمال والاولاد ؛ لرفع شهادة لا إله الا الله محمد رسول الله وعلى الرغم من خسران المعركة عسكرياً إلا انه انتصر الدم على السيف دم الحق ، دم العدالة الالهية لينال مرتبة عظيمة عند الله، حتى اصبح مناراً للأحرار وقائداً للأمة الاسلامية جمعاء ، ليس هذا فحسب بل وصلت إنعكاسات تضحيته واستشهاده الى أرجاء العالم حتى تأثرت شعوب العالم قاطبة ببطولاته التي سطرها في كربلاء ، وتَمنوا لو كان عندهم لدعوا العالم الى دياناتهم باسمه لوقوفه ضد أكبر طاغية في زمانه يزيد لعنة الله عليه لا لغرض او منفعة دنيوية وإنما خرج لطلب الإصلاح في أمة جده رسول الله (صلى الله عليه واله) يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ولم يخضع لغير الله سبحانه فالخضوع لغير الله ذل.

لكي يبقى عطاء الإمام الحسين عليه السلام متجدد في ذاكرتنا فلنتذكر منهج الحسين في التغيير الشامل ومن أراد النجاة فليلتحق بالحسين (( إن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة)).

البعض اختصر الطريق ورضي بالحلول المؤقتة فغرته المناصب الدنيوية فاختصر الطريق, ولكن الكثير لازال يتحرك وفق مبادىء الحسين فلم تستطع الإغراءات أن تسحبه إلى بساطها.

إن الإمام الحسين قد انتصر حين أدى ما عليه (( شاء الله أن يراني قتيلا)) وإن الإمام علي قد فاز فوزا عظيما رغم أنه لم يستطع القضاء على معاوية وحزبه (( فزت ورب الكعبة)).

إن “السرّ في عظمة الحسين (عليه السلام) وتجدد قضيته.. ذوبانه وفناؤه في خالقه”، وفي هذه العبارة درس عظيم لنا، إذ ينبغي أن نعيش هذا التجلي؛ لنقتبس شيئًا من عظمة الحسين (عليه السلام)، فـ”الحسين أقرب طريق لله”.

لن يحجبَ الشمسَ غربالٌ إذا وُضِعا *** نورُ النـبـوَّةِ في كفيكَ قد جُمعا

لولا سموُّكَ لا شـمسٌ بـمـشـرقِـهـا *** ولا اسـتـقامَ عمادُ الدينِ أو رفعا

ولا أفـاءَ عـلـيـنـا ظـلُّ رايـتـكـمْ *** وأطـبـق الجور في الآفـاق واتسعا

لولاكَ ما رُفـعـتْ للدينِ رايتُه *** يا ابنَ الوصيينَ أو صـوتٌ لنا ارتفعا

ولا أفـاقَ صـبـاحـاً وحـيُ مـئـذنـةٍ *** ولا بـظـلـمـةِ لـيلٍ نجـمُـنا سطعا

حـبـيبُ أحـمـدَ هـلْ تـرثيكَ قـافـية *** يا من بقتلكَ مالَ الدينُ وانصدعا

وأشـهـرَ الـظـلـمُ والـطغيانُ رايـته *** لـيعلنَ البغيُ أن الدينَ قد صُرعا

تفاخرَ القومُ إن الرأسَ قد رفعوا * فوقَ الرماحِ وهل يدرونَ من رُفعا ؟

سـبـط الـنـبـيِّ حـسينٌ وابنُ بضعتِهِ *** فـوقَ الأسـنَّةِ رأس نورُه شرعا

كم عاهدوكَ وخانوا العهدَ زاد بغيهمُ ** من بعدِ قتلكَ لا صبحٌ لهم طلعا

حتى القيامة يبقى صوتُ صرختِنا صوتُ الحسينِ بقولِ الحقِّ قد صَدَعا

أمسى طريق الهدى في كربلاء ندىً وحـبـكمْ في شغافِ القلبِ قد زُرعا

قال غاندي بحق سيد الشهداء : علمني الحسين كيف أكون مظلوما فأنتصر. فالأحرى بنا أن ننظر إلى قضية الحسين (عليه السلام) وأسبابها وأهدافها ونتائجها، ومن الظالم ومن المظلوم ،وكيف تكالبوا على ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه واله) وقتلوه شر قتلة، وقتلوا أولاده وأهل بيته وأصحابه، وسبوا ذريته وطافوا بها البلاد، ورأسه الشريف ورؤوس أصحابه على الرماح.

كان الحسين (عليه السلام) مثالا للتضحية في سبيل الإسلام، إذ قدّم في هذا الطريق دمه وماله وولده وأهله وصحبه فتأثّر بحركته المسلمون وغيرهم .
وقد قالوا في الإمام الحسين (عليه السلام):
◘ برسي سايكوس ــ مستشرق انكليزي :
(إن الإمام الحسين وعصبته القليلة المؤمنة عزموا على الكفاح حتى الموت، وقاتلوا ببطولة وبسالة ظلت تتحدى إعجابنا وإكبارنا عبر القرون حتى يومنا هذا..).
وقال وهو يصف أبطال معركة كربلاء: (حقا إن الشجاعة والبطولة التي أبدتها هذه الفئة القليلة، كانت على درجة بحيث دفعت كل من سمعها إلى إطرائها والثناء عليها لا إرادياً، هذه الفئة الشجاعة الشريفة جعلت لنفسها صيتاً عالياً وخالدا لا زوال له إلى الأبد).

◘ ماربين ــ مستشرق ألماني :
قال: (قدم الحسين للعالم درسا في التضحية والفداء من خلال التضحية بأعز الناس لديه ومن خلال إثبات مظلوميته وأحقيته، وأدخل الإسلام والمسلمين سجل التاريخ ورفع صيتهما، لقد أثبت هذا الجندي الباسل في العالم الإسلامي لجميع البشر أن الظلم والجور لا دوام له، وإن صرح الظلم مهما بدا راسخاً وهائلاً في الظاهر إلاّ أنه لا يعدو أن يكون أمام الحق والحقيقة إلاّ كريشة في مهب الريح).

◘ جارلس ديكنز ــ الكاتب والمؤرخ الانجليزي المعروف:
قال: (إن كان الإمام الحسين قد حارب من أجل أهداف دنيوية، فإنني لا أدرك لماذا اصطحب معه النساء والصبية والأطفال؟ إذن فالعقل يحكم أنه ضحى فقط لأجل الإسلام).

◘ الدلاي لاما زعيم البوذ في التبت :
إذا كانت لدينا نحن البوذ شخصيات مثل الإمام علي والإمام الحسين، وإذا كان لنا نهج البلاغة وكربلاء فإنه لن يبقى في العالم أحد إلا ويعتنق العقيدة البوذية، نحن نفتخر ونعتز بهاتين الشخصيتين الإسلاميتين.

يجب القول أن نور الحسين بن علي عليه السلام يسطع كالشمس على كلّ‏ِ عالم الوجود

يمكن القول بأن سيد الشهداء وسبط الرسول صلى الله عليه وسلم الإمام الحسين هو البوصلة، التي يهتدي بها من أراد ان يبقى على نهج النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وآله الاطهار ، فرغم كل الحرب النفسية التي يتعرض لها أتباع أهل البيت عليهم السلام وبشكل مكثف، لاخراجه عن النهج القويم، نهج محمد وآل محمد، يكفي حلول ذكرى إستشهاد الحسين، حتى يبطل سحر الساحرين، ويعود من ضل وتاه من اتباع اهل البيت عليهم السلام، الى نهج الائمة الاطهار.

فلولا ذكرى الإمام الحسين عليه السلام، لما بقي من أثر للاسلام المحمدي الأصيل ، فالحسين هو الذي يعطي للحياة معنى، ومن معاني الحياة هي ان تعيش كريما عزيزا رافضا للظلم والظالمين، داعيا للخير والصلاح، كل هذه المعاني جسدها الحسين(عليه السلام)، وكلما ذكرنا سيد الشهداء الإمام الحسين نفخ فينا من كل معاني الحياة هذه.

وعلى مر الأزمنة أراد الطغاة أن لايبقى للحسين ذكرا لكن خابت آمالهم و بقيت تلك الذكرى مدوية وتيار لايموت وثورة ملتهبة لاتنطفىء أبدا ، فالحسين تعدى مكان الحادث وتمرد صوته على التراب وانطلق وتألق وأصبح معلم من المعالم الواضحة في ألامه ولواء لمن يريد أن يسلك طريق العزه والتضحية في سبيل الله.

نقول لهؤلاء الذين تغلغلت النزعة الأموية في نفوسهم إن الأمويين استطاعوا سفك دم الإمام الحسين وأهله وأصحابه ولكنهم لم ولن يستطيعوا إسكات صوته ولن يستطيع أحفادهم إسكات الأصوات التي تهتف باسمه ، فاسم الإمام الحسين عليه السلام أصبح رمزاً للثورة والجهاد ضد كل أنواع التعسّف والظلم والاضطهاد وعنواناً للتضحية والفداء كما أصبح إسمه مصدر قلق وخطر على كل دعاة الظلم من الطغاة والمستكبرين في كل زمان ومكان. وأصبح الهتاف بإسم الإمام الحسين عليه السلام ينمو من عصر إلى عصر ويربو من جيل إلى جيل.

إن صوت الإمام الحسين عليه السلام مستمد من صوت جده النبي محمد (صلى الله عليه وآله) ليبث الروح في الجسد الإسلامي بدمه الطاهر (فالإسلام محمدي الوجود حسيني البقاء) ومثلما حطم صوت الرسول أصنام الجاهلية وحطم العنجهية القبلية وحرَّر الإنسان من العبودية ودعاه إلى عبادة الواحد الأحد ليرتفع شعار (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) ، فقد حطم صوت الإمام الحسين عليه السلام الأصنام الأموية التي عاثت في الأرض فساداً وجعلت (مال الله دولاً وعباده خولاً) وقد عكف بنو أمية على عجلهم يزيد الذي ارتفع خواره: لعبت هاشم بالملكِ فلا *** خبرٌ جاءَ ولا وحيٌ نزلْ وأصبحت سامرية شريح القاضي تصيح في البلاد: لا مناص عن عبادته.. فكان لابد من صوت ، لابد من موقف ، فجاء صوت الإمام الحسين وكان موقفه الخالد فكان الأمل الذي تألقت به شمس الإسلام من جديد بعد أن رام بنو أمية طمسها.

لقد علّم الحسين البشرية معنى التضحية والكرامة والإباء وبقيت كلماته مشعلاً تنير طريق الأحرار: (لا والله لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر إقرار العبيد).

أجل لقد سجل الحسين بدمائه سفراً أزلياً يحكي أروع ملحمة في تاريخ الوجود تمتد من الأزل إلى الأزل فغمر آفاق البشرية بالنور والعدل والنبل وجسد في نهضته ضمير الإسلام ومعدن الوحي وروح النبوة وقيم السماء ومثّل أهداف الرسالات السماوية في الدعوة إلى الاصلاح ومحاربة الكفر والانحراف وبقي يوم عاشوراء يروي للأجيال عظمة الثائر وعظمة الثورة ومعطياتها وسيبقى عَبرةٌ وعِبرة مهما تعاقبت الدهور والأيام واستفحلت أمواجها وعربدت ريحها ومهما تطاولت معاول الحاقدين ومدافع الظالمين وقذائف الكافرين ،ومن أتباع بني أميه الذين جعلوا من سب أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام سنه وعلى منابرهم لأكثر من ثمانين عاما .متوهمين هؤلاء أصحاب العقول العفنة والضمائر الميتة إنهم بأفعالهم الهمجية وفتاويهم الهزيلة أن يمحو إسم الإمام الحسين من ذاكرة الأجيال لان الإمام الحسين في ضمائر وقلوب ووجدان كل الأحرار في العالم وهو يمثل الانسانيه جمعاء فهو يمثل المسلمين سواء منهم من كان شيعه أو سنه أو النصارى وكل الأمم .

صحيح إن منطق التاريخ يقول إن الإمام الحسين عليه السلام سقط شهيداً على أرض الشهادة أرض البطولة والعطاء وأسيل دمه على الرمال اللهبه في يوم العاشر من محرم إلا إن منطق العقل والعبرة يقول إن الإمام الحسين ولد في هذا اليوم لان الإنسان حين يموت يخرج من الدنيا ويخرج من مشاعر ذويه وينسى لكن الحسين والى الآن لم يخرج من المشاعر وبقيت المبادئ والشعارات التي استشهد من أجلها عليه السلام وبقيت ثورة الإمام الحسين مدرسه نتعلم منها الفضيلة ومكارم الأخلاق وستبقى الثورة خالدة وستبقى كربلاء كعبة القلوب إلى ظهور صاحب الزمان .

لقد قوضت شوكة بني أمية. وبات الإمام الحسين عليه السلام رمزا للفضيلة. فيما بات الأمويون رمزا للفساد. وكل هذا بفضل الحسين. فهو الذي أوقف التّاريخ الإسلامي وجعله عضين: تاريخ جبّارين وتاريخ مستضعفين. وهو من أزال القدسية عن التاريخ وجعله مجالا للصراع بين الحق والباطل.لمقتله تذرف دموع المستضعفين على إمام الأحرار والمستضعفين. يبكي الكبار ليكسروا بذلك شوكة جبن جبّار ونفاق عنيد. يكتشفون في أنفسهم البراءة الأولى. يكتشفون الطفل.. ذلك الطفل الذي لن ندخل الجنة حتى نحييه فينا. هذه الدموع لا تستثني أحدا. لتنشئ رائعة حزن، هي وحدها من كرّست تراجيديا كربلاء في سائر العصور وأقامت لها ذكرى خالده في العقول والقلوب .

السلام عليك يا ابا عبدالله يا شهيد يا سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن أمير المؤمنين الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه والسيدة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين
السلام عليك يا سيدنا الإمام الحسين عليه السلام

السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفوَةِ الله ِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ نوحٍ نَبِيِّ الله ِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ إبراهيمَ خَليلِ الله ِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ موسى كَليمِ الله ِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ عيسى روحِ الله ِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ حَبيبِ الله ِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ عَلِيٍّ أميرِ المُؤمِنينَ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ الحَسَنِ الشَّهيدِ سِبطِ رَسولِ الله ِ، السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ رَسولِ الله ِ، السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ البَشيرِ النَّذيرِ، وَابنَ سَيِّدِ الوَصِييّنَ، السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمينَ.

السَّلامُ عَلَيكَ يا أبا عَبدِ الله ِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا خِيَرَةَ الله ِ وَابنَ خِيَرَتِهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا ثَأرَ الله ِ وَابنَ ثَأرِهِ، السَّلامُ عَلَيكَ أيُّهَا الوِترُ المَوتورُ، السَّلامُ عَلَيكَ أيُّهَا الإِمامُ الهادِي الزَّكِيُّ وعَلَى الأَرواحِ الَّتي حَلَّت بِفِنائِكَ، وأقامَت في جِوارِكَ، ووَفَدَت مَعَ زُوّارِكَ، السَّلامُ عَلَيكَ مِنّي ما بَقيتُ وبَقِيَ اللَّيلُ وَالنَّهارُ، فَلَقَد عَظُمَت بِكَ الرَّزِيَّةُ، وجَلَّ المُصابُ فِي المُؤمِنينَ وَالمُسلِمينَ، وفي أهلِ السَّماواتِ أجمَعينَ، وفي سُكّانِ الأَرَضينَ، فَإِنّا للهِ وإنّا إلَيهِ راجِعونَ، وصَلَواتُ الله ِ وبَرَكاتُهُ وتَحِيّاتُهُ عَلَيكَ وعَلى آبائِكَ الطَّيِّبينَ المُنتَجَبينَ، وعَلى ذَرارِيِّهِمُ الهُداةِ المَهدِيّينَ. السَّلامُ عَلَيكَ يا مَولايَ وعَلَيهِم، وعَلى روحِكَ وعَلى أرواحِهِم، وعَلى تُربَتِكَ وعَلى تُربَتِهِم، اللّهُمَّ لَقِّهِم رَحمَةً ورِضوانا ورَوحا ورَيحانا.

السَّلامُ عَلَيكَ يا مَولايَ يا أبا عَبدِ اللهِ، يَابنَ خاتَمِ النَّبِيّينَ وَابنَ سَيِّدِ الوَصِيّينَ يَابنَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمينَ، السَّلامُ عَلَيكَ يا شَهيدُ يَابنَ الشَّهيدِ، يا أخَا الشَّهيدِ، يا أبَا الشُّهَداءِ، اللّهُمَّ بَلِّغهُ عَنّي في هذِهِ السّاعَةِ وفي هذَا اليَومِ، وفي هذَا الوَقتِ وفي كُلِّ وَقتٍ، تَحِيَّةً كَثيرَةً وسَلاما، سَلامُ الله ِ عَلَيكَ ورَحمَةُ الله ِ وبَرَكاتُهُ، يَابنَ سَيِّدِ العالَمينَ، وعَلَى المُستَشهَدينَ مَعَكَ، سَلاما مُتَّصِلاً مَا اتَّصَلَ اللَّيلُ وَالنَّهارُ.

السَّلامُ عَلَى الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ الشَّهيدِ، السَّلامُ عَلى عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ الشَّهيدِ، السَّلامُ عَلَى العَبّاسِ بنِ أميرِ المُؤمِنينَ الشَّهيدِ، السَّلامُ عَلَى الشُّهَداءِ مِن وُلدِ أميرِ المُؤمِنينَ، السَّلامُ عَلَى الشُّهَداءِ مِن وُلدِ الحَسَنِ، السَّلامُ عَلَى الشُّهَداءِ مِن وُلدِ الحُسَينِ، السَّلامُ عَلَى الشُّهَداءِ مِن وُلدِ جَعفَرٍ وعَقيلٍ، السَّلامُ عَلى كُلِّ مُستَشهَدٍ مَعَهُم مِنَ المُؤمِنينَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وبَلِّغهُم عَنّي تَحِيَّةً كَثيرَةً وسَلاما.

السَّلامُ عَلَيكَ يا رَسولَ الله ِ، أحسَنَ الله ُ لَكَ العَزاءَ في وَلَدِكَ الحُسَينِ، السَّلامُ عَلَيكِ يا فاطِمَةُ، أحسَنَ الله ُ لَكِ العَزاءَ في وَلَدِكِ الحُسَينِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ، أحسَنَ الله ُ لَكَ العَزاءَ في وَلَدِكَ الحُسَينِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا أبا مُحَمَّدٍ الحَسَنِ، أحسَنَ الله ُ لَكَ العَزاءَ في أخيكَ الحُسَينِ، يا مَولايَ يا أبا عَبدِ الله ِ، أنَا ضَيفُ الله ِ وضَيفُكَ، وجارُ اللّه ِ وجارُكَ، ولِكُلِّ ضَيفٍ وجارٍ قِرىً، وقِرايَ في هذَا الوَقتِ أن تَسأَلَ الله َ سُبحانَهُ وتَعالى أن يَرزُقَني فَكاكَ رَقَبَتي مِنَ النّارِ، إنَّهُ سَميعُ الدُّعاءِ، قَريبٌ مُجيبٌ.

السَّلامُ عَلَيكَ يا صَريعَ العَبرَةِ السّاكِبَةِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا قَرينَ المُصيبَةِ الرّاتِبَةِ، بِالله ِ اُقسِمُ لَقَد طَيَّبَ الله ُ بِكَ التُّرابَ، وأعظَمَ بِكَ المُصابَ، وأوضَحَ بِكَ الكِتابَ وجَعَلَكَ وجَدَّكَ وأباكَ، واُمَّكَ وأخاكَ وأبناءَكَ، عِبرَةً لِاُولِي الأَلبابِ، أشهَدُ أنَّكَ تَسمَعُ الخِطابَ وتَرُدُّ الجَوابَ.

فَصَلَّى اللهُ عَلَيكَ يَابنَ المَيامَينِ الأَطيابِ، وها أنَا ذا نَحوَكَ قَد أتَيتُ، وإلى فِنائِكَ التَجَأتُ، أرجو بِذلِكَ القُربَةَ إلَيكَ، وإلى جَدِّكَ وأبيكَ، فَصَلَّى الله ُ عَلَيكَ يا إمامي وَابنَ إمامي، كَأَنّي بِكَ يا مَولايَ في عَرَصاتِ كَربَلاءَ، تُنادي فَلا تُجابُ، وتَستَغيثُ فَلا تُغاثُ، وتَستَجيرُ فَلا تُجارُ، يا لَيتَني كُنتُ مَعَكَ فَأَفوزَ فَوزا عَظيما.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى روحِهِ وجَسَدِهِ، وبَلِّغهُ عَنّي تَحِيَّةً وسَلاما، ورَحمَةً وبَرَكَةً ورِضوانا، وخَيرا دائِما وغُفرانا، إنَّكَ سَميعُ الدُّعاءِ قَريبٌ مُجيبٌ.

بِأَبي أنتَ واُمّي يَابنَ رَسولِ الله ِ، يا أبا عَبدِ الله ِ، لَقَد عَظُمَتِ المُصيبَةُ، وجَلَّتِ الرَّزِيَّةُ بِكَ عَلَينا، وعَلى أهلِ السَّماواتِ وَالأَرضِ، فَلَعَنَ الله ُ اُمَّةً أسرَجَت وألجَمَت وتَهَيَّأَت لِقِتالِكَ، يا مَولايَ يا أبا عَبدِ الله ِ، قَصَدتُ حَرَمَكَ، وأتَيتُ مَشهَدَكَ، أسأَلُ الله َ بِالشَّأنِ الَّذي لَكَ عِندَهُ، وبِالمَحَلِّ الَّذي لَكَ لَدَيهِ، أن يُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وأن يَجعَلَني مَعَكُم فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ.

السَّلامُ عَلى مَنْ أَطاعَ اللهَ في سِـرِّهِ وَ عَلانِـيَـتِـهِ ،
السَّلامُ عَلى مَنْ جَعَلَ اللهُ الشّـِفآءَ في تُرْبَتِهِ،
أَلسَّلامُ عَلى مَنِ الاِْجابَـةُ تَحْتَ قُـبَّـتِهِ،
السَّلامُ عَلى مَنِ الاَْئِـمَّـةُ مِنْ ذُرِّيَّـتِـهِ ،
السَّلامُ عَلَى ابْنِ خاتَِمِ الاَْنْبِيآءِ ،
أَلسَّلامُ عَلَى ابْنِ سَيِّدِ الاَْوْصِيآءِ ،
السَّلامُ عَلَى ابْنِ فاطِمَةَِ الزَّهْرآءِ ،
السَّلامُ عَلَى ابْنِ خَديجَةَ الْكُبْرى،
أَلسَّلامُ عَلَى ابْنِ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى،
السَّلامُ عَلَى ابْنِ جَنَّةِ الْـمَـأْوى،
السَّلامُ عَلَى ابْنِ زَمْـزَمَ وَ الصَّـفا،
السَّلامُ عَلَى الْمُرَمَّلِ بِالدِّمآءِ،
السَّلامُ عَلَى الْمَهْتُوكِ الْخِبآءِ ،
السَّلامُ عَلى خامِسِ أَصْحابِ الْكِسْآءِ،
السَّلامُ عَلى غَريبِ الْغُرَبآءِ ،
أَلسَّلامُ عَلى شَهيدِ الشُّهَدآءِ ،
السَّلامُ عَلى قَتيلِ الاَْدْعِيآءِ ،
السَّلامُ عَلى ساكِنِ كَرْبَلآءَ ،
السَّلامُ عَلى مَنْ بَكَتْهُ مَلائِكَةُ السَّمآءِ،
السَّلامُ عَلى مَنْ ذُرِّيَّتُهُ الاَْزْكِيآءُ ،
السَّلامُ عَلى يَعْسُوبِ الدّينِ ،
السَّلامُ عَلى مَنازِلِ الْبَراهينِ ،
السَّلامُ عَلَى الاَْئِمَّةِ السّاداتِ ،
السَّلامُ عَلَى الْجُيُوبِ الْمُضَرَّجاتِ ،
السَّلامُ عَلَى الشِّفاهِ الذّابِلاتِ والْجُسُومِ الشّاحِباتِ،
السَّلامُ عَلَى الدِّمآءِ السّآئِلاتِ ،
السَّلامُ عَلَى الاَْعْضآءِ الْمُقَطَّعاتِ،
السَّلامُ عَلَى الرُّؤُوسِ الْمُشالاتِ ،
السَّلامُ عَلى حُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ وابن حجته ورحمة الله وبركاته .

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وصَلِّ عَلَى الحُسَينِ المَظلومِ الشَّهيدِ، قَتيلِ العَبَراتِ، وأسيرِ الكُرُباتِ، صَلاةً نامِيَةً زاكِيَةً مُبارَكَةً، يَصعَدُ أوَّلُها ولا يَنفَدُ آخِرُها، أفضَلَ ما صَلَّيتَ عَلى أحَدٍ مِن أولادِ الأَنبِياءِ وَالمُرسَلينَ، يا رَبَّ العالَمينَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى الإِمامِ الشَّهيدِ، المَقتولِ المَظلومِ المَخذولِ، وَالسَّيِّدِ القائِدِ وَالعابِدِ الزّاهِدِ، الوَصِيِّ الخَليفَةِ، الإِمامِ الصِّدّيقِ، الطُّهرِ الطّاهِرِ، الطَّيِّبِ المُبارَكِ، وَالرَّضِيِّ المَرضِيِّ، وَالتَّقِيِّ الهادِي المَهدِيِّ، سِبطِ الرَّسولِ وقُرَّةِ عَينِ البَتولِ صَلَّى الله ُ عَلَيهِ وآلِهِ وسَلَّمَ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى سَيِّدي ومَولايَ كَما عَمِلَ بِطاعَتِكَ، ونَهى عَن مَعصِيَتِكَ، وبالَغَ في رِضوانِكَ، وأقبَلَ عَلى إيمانِكَ، غَيرَ قابِلٍ فيكَ عُذرا، سِرّا وعَلانِيَةً، يَدعُو العِبادَ إلَيكَ، ويَدُلُّهُم عَلَيكَ، وقامَ بَينَ يَدَيكَ، يَهدِمُ الجَورَ بِالصَّوابِ، ويُحيِي السُّنَّةَ بِالكِتابِ، فَعاشَ في رِضوانِكَ مَكدودا، ومَضى عَلى طاعَتِكَ وفي أولِيائِكَ مَكدوحا، وقَضى إلَيكَ مَفقودا، لَم يَعصِكَ في لَيلٍ ولا نَهارٍ، بَل جاهَدَ فيكَ المُنافِقينَ وَالكُفّارَ.

اللّهُمَّ فَاجزِهِ خَيرَ جَزاءِ الصّادِقينَ الأَبرارِ، وضاعِف عَلَيهِمُ العَذابَ، ولِقاتِليهِ العِقابَ، فَقَد قاتَلَ كَريما، وقُتِلَ مَظلوما، ومَضى مَرحوما، يَقولُ: أنَا ابنُ رَسولِ الله ِ مُحَمَّدٍ، وَابنُ مَن زَكّى وعَبَدَ، فَقَتَلوهُ بِالعَمدِ المُعتَمَدِ، قَتَلوهُ عَلَى الإِيمانِ، وأطاعوا في قَتلِهِ الشَّيطانَ، ولَم يُراقِبوا فيهِ الرَّحمنَ.

اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى سَيِّدي ومَولايَ صَلاةً تَرفَعُ بِها ذِكرَهُ، وتُظهِرُ بِها أمرَهُ، وتُعَجِّلُ بِها نَصرَهُ، وَاخصُصهُ بِأَفضَلِ قِسَمِ الفَضائِلِ يَومَ القِيامَةِ، وزِدهُ شَرَفا في أعلى عِلِّيّينَ، وبَلِّغهُ أعلى شَرَفِ المُكَرَّمينَ، وَارفَعهُ مِن شَرَفِ رَحمَتِكَ في شَرَفِ المُقَرَّبينَ فِي الرَّفيعِ الأَعلى، وبَلِّغهُ الوَسيلَةَ وَالمَنزِلَةَ الجَليلَةَ، وَالفَضلَ وَالفَضيلَةَ، وَالكَرامَةَ الجَزيلَةَ.

اللّهُمَّ وَاجزِهِ عَنّا أفضَلَ ما جازَيتَ إماما عَن رَعِيَّتِهِ، وصَلِّ عَلى سَيِّدي ومَولايَ كُلَّما ذُكِرَ وكُلَّما لَم يُذكَر.

يا سَيِّدي ومَولايَ، أدخِلني في حِزبِكَ وزُمرَتِكَ، وَاستَوهِبني مِن رَبِّكَ ورَبّي، فَإِنَّ لَكَ عِندَ الله ِ جاها وقَدرا ومَنزِلَةً رَفيعَةً، إن سَأَلتَ اُعطيتَ، وإن شَفَعتَ شُفِّعتَ، الله َ الله َ في عَبدِكَ ومَولاكَ، لا تُخَلِّني عِندَ الشَّدائِدِ وَالأَهوالِ، لِسوءِ عَمَلي وقَبيحِ فِعلي وعَظيمِ جُرمي ؛ فَإِنَّكَ أمَلي ورَجائي، وثِقَتي ومُعتَمَدي، ووَسيلَتي إلَى الله ِ رَبّي ورَبِّكَ، لَم يَتَوَسَّلِ المُتَوَسِّلونَ إلَى الله ِ بِوَسيلَةٍ هِيَ أعظَمُ حَقّا، ولا أوجَبُ حُرمَةً، ولا أجَلُّ قَدرا عِندَهُ، مِنكُم أهلَ البَيتِ، لا خَلَّفَنِيَ الله ُ عَنكُم بِذُنوبي، وجَمَعَني وإيّاكُم في جَنَّةِ عَدنٍ الَّتي أعَدَّها لَكُم ولِأَولِيائِكُم، إنَّهُ خَيرُ الغافِرينَ، وأرحَمُ الرّاحِمينَ.

اللّهُمَّ أبلِغ سَيِّدي ومَولايَ تَحِيَّةً وسَلاما، وَاردُد عَلَينا مِنهُ السَّلامَ، إنَّكَ جَوادٌ كَريمٌ، وصَلِّ عَلَيهِ كُلَّما ذُكِرَ السَّلامُ وكُلَّما لَم يُذكَر، يا رَبَّ العالَمينَ.

السلام عليك يا بنت حبيب الله محمد المصطفى سيد المرسلين وصفوة الله من الخلائق أجمعين ورحمة الله وبركاته.

السلام عليك يا بنت ولي الله علي المرتضى سيد الوصيين وناشر لواء الحمد في السموات والأرضين ورحمة الله وبركاته.

السلام عليك يا بنت الطاهرة خديجة الكبرى سيدة أمهات المؤمنين والمخصوصة بالتحية والسلام من رب العالمين ورحمة الله وبركاته.

السلام عليك يا بنت صفية الله وأم أولياء الله، الكريمة في الملأ الأعلى الصديقة الزهرا سيدة النساء ومن جعل في رضاها رضاه وفي غضبها غضبه ولظاه مولاتنا فاطمة شفيعة يوم الجزاء ورحمة الله وبركاته.

السلام عليك يا أخت السبط الأكبر الحسن المجتبى صاحب حوض المصطفى وكنز الجود والعطا، كريم آل الفضل والندى، حليم الطيبين وسؤدد الطاهرين ورحمة الله وبركاته.

السلام عليك يا أخت الحسين المصفّى سيد الشهدا ومصباح الهدى شفيع المذنبين وعبرة المؤمنين ورحمة الله وبركاته.

السلام عليك يا فرع الدوحة المحمدية والشجرة العلوية والكرامة الفاطمية والسماحة الحسنية والشجاعة الحسينية ورحمة الله وبركاته.

السلام عليك يا منار القدس المحمدي والإخلاص العلوي والطهر الفاطمي والحلم الحسني والإباء الحسيني ورحمة الله وبركاته.

السلام عليك يا وارثة معالي أهل الكساء وعلوم أهل العباء وعبادة قطب التوحيد والإيمان والولاء، حليفة التهجد والذكر والدعاء في الرخاء والبلاء والقوامة لله بالحمد والشكر والثناء في السراء والضراء ورحمة الله وبركاته.

السلام عليك يا وارثة معالي أهل الكساء وعلوم أهل العباء وعبادة قطب التوحيد والإيمان والولاء، حليفة التهجد والذكر والدعاء في الرخاء والبلاء والقوامة لله بالحمد والشكر والثناء في السراء والضراء ورحمة الله وبركاته.

السلام عليك يا بنت سلطان الانبياء، السلام عليك يا بنت صاحب الحوض واللواء، السلام عليك يا بنت فاطمة الزهراء، السلام عليك يا بنت خديجة الكبرى، السلام عليك يا بنت سيد الاوصياء وركن الاولياء أمير المؤمنين، السلام عليك يا بنت ولي الله، السلام عليك يا أم المصائب يا زينب بنت علي ورحمة الله وبركاته.

السلام عليك أيتها الفاضلة الرشيدة، السلام عليك أيتها العاملة الكاملة، السلام عليك أيتها الجليلة الجميلة، السلام عليك أيتها التقية النقية، السلام عليك أيتها المظلومة المقهورة،السلام عليك أيتها الرضية المرضية،السلام عليك يا تالية المعصوم، السلام عليك يا ممتحنة في تحمل المصائب بالحسين المظلوم، السلام عليك أيتها البعيدة عن الآفاق، السلام عليك أيتها الاسيرة في البلدان، السلام على من شهد بفضلها الثقلان، السلام عليك أيتها المتحيرة في وقوفك في القتلى وناديت جدك رسول الله(صلى الله عليه وسلم) بهذا النداء: صلى عليك مليك السماء هذا حسين بالعراء مسلوب العمامة والرداء مقطع الاعضاء وبناتك سبايا.

السلام على روحك الطيبة وجسدك الطاهر، السلام عليك يا مولاتي وابنة مولاي وسيدتي وابنة سيدتي ورحمة الله وبركاته، أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر وأطعت الله ورسوله وصبرت على الاذي في جنب الله حتى أتاك اليقين، فلعن الله من جحدك ولعن الله من ظلمك ولعن الله من لم يعرف حقك ولعن الله أعداء آل محمد من الجن والانس من الاولين والآخرين وضاعف عليهم العذاب الاليم.

أتيتك يا مولاتي وابنة مولاي قاصدا وافدا عارفا بحقك فكوني شفيعا إلى الله في غفران ذنوبي، وقضاء حوائجي، واعطاء سؤلي وكشف ضري، وأن لك ولابيك وأجدادك الطاهرين جاها عظيما وشفاعة مقبولة، السلام عليك وعلى آبائك الطاهرين المطهرين وعلى الملائكة المقيمين في حرمكِ الشريف المبارك.

سَلامُ اللهِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ وَأَنْبِيائِهِ الْمُرْسَلِينَ، وَعِبادِهِ الصّالِحِينَ وَجَمِيعِ الشُّهَداءِ وَالصِّدِّيقِينَ، وَالزَّاكِياتُ الطَّيِّباتُ فِيـَما تَغْتَدِي وَتَرُوحُ عَلَيْكَ يَابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، أَشْهَدُ لَكَ بِالتَّسْلِيمِ وَالتَّصْدِيقِ وَالْوَفاءِ وَالنَّصِيحَةِ، لِخَلَفِ النَّبِيِّ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) الْمُرْسَلِ، وَالسِّبْطِ الْمُنْتَجَبِ، وَالدَّليلِ الْعالِمِ، وَالْوَصِيِّ الْمُبَلِّغِ، وَالْمَظْلُومِ الْمُهْتَضَمِ، فَجَزاكَ اللهُ عَنْ رَسُولِهِ وَعَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنينَ وَعَنْ فاطمةَ والْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ(صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمْ) أَفْضَلَ الْجَزاءِ، بِما صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ وَأَعَنْتَ فَنِعْمَ عُقْبَى الدّارِ، لَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ وَلَعَنَ اللهُ مَنْ جَهِلَ حَقَّكَ وَاسْتَخَفَّ بِحُرْمَتِكَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ حَالَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ مَاءِ الْفُراتِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قُتِلْتَ مَظْلُوماً، وَأَنَّ اللهَ مُنْجِزٌ لَكُمْ مَا وَعَدَكُمْ، جِئْتُكَ يَابْنَ أَمِيرِ اْلُمْؤْمِنينَ وَافِداً اِلَيْكُمْ، وَقَلْبِي مُسَلِّمٌ لَكُمْ وَتابِعٌ، وَأَنَا لَكُمْ تابِـعٌ وَنُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ، حَتّى يَحْكُمَ اللهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ عَدُوِّكُمْ، إِنّي بِكُمْ وَبِإيابِكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنينَ، وَبِمَنْ خالَفَكُمْ وَقَتَلَكُمْ مِنَ الْكافَرينَ، قَتَلَ اللهُ أُمَّةً قَتَلَتْكُمْ بِالأَيْدِي وَالأَلْسُنِ.

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْعَبْدُ الصّالِحُ الْمُطِيعُ للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَميرِ الْمُؤْمِنينَ وَالْحَسَنِ والْحُسَيْنِ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِمْ وَسَلَّمَ)، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، وَمَغْفِرَتُهُ وَرِضْوانُهُ وَعَلَى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ، أَشْهَدُ وأُشْهِدُ اللهَ أَنَّكَ مَضَيْتَ عَلَى مَا مَضَى بِهِ الْبَدْرِيُّونَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبيلِ اللهِ الْمُناصِحُونَ لَهُ فِي جِهادِ أَعْدائِهِ، الْمُبالِغُونَ فِي نُصْرَةِ أَوْلِيائِهِ، الذّابُّونَ عَنْ أَحِبّائِهِ، فَجَزاكَ اللهُ أَفْضَلَ الْجَزاءِ، وَأَكْثَرَ الْجَزاءِ، وَأَوْفَرَ الْجَزاءِ، وَأَوْفَى جَزاءِ أَحَدٍ مِمَّنْ وَفَى بِبَيْعَتِهِ، وَاسْتَجابَ لَهُ دَعْوَتَهُ، وَأَطاعَ وُلاةَ أَمْرِهِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بالَغْتَ فِي النَّصِيحَةِ وَأَعْطَيْتَ غايَةَ المَجْهُودِ، فَبَعَثَكَ اللهُ فِي الشُّهَداءِ، وَجَعَلَ رُوحَكَ مَعَ أَرْواحِ السُّعَداءِ، وَأَعْطاكَ مِنْ جِنانِهِ أَفْسَحَها مَنْزِلاً وَأَفْضَلَها غُرَفاً، وَرَفَعَ ذِكْرَكَ فِي عِلِّيِّينَ، وَحَشَرَكَ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفيقاً، أَشْهَدُ أَنَّكَ لَمْ تَهِنْ وَلَمْ تَنْكُلْ، وَأَنَّكَ مَضَيْتَ عَلَى بَصِيرَةٍ مِنْ أَمْرِكَ مُقْتَدِياً بِالصّالِحِينَ، وَمُتَّبِعاً لِلنَّبِيّينَ، فَجَمَعَ اللهُ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ رَسُولِهِ وَأَوْلِيائِهِ فِي مَنازِلِ الْمُخْبِتِينَ، فَإِنَّهُ أَرْحَمُ الرّاحِمِينَ.

اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَلا تَدَعْ لي فِي هذَا الْمَكانِ الْمُكَرَّمِ وَالْمَشْهَدِ الْمُعَظَّمِ ذَنْباً إِلَّا غَفَرْتَهُ، وَلا هَمّاً إِلَّا فَرَّجَتَهُ، وَلا مَرَضاً إِلَّا شَفَيْتَهُ، وَلا عَيْباً إِلَّا سَتَرْتَهُ، وَلا رِزْقاً إِلَّا بَسَطْتَهُ، وَلا خَوْفاً إِلَّا آمَنْتَهُ، وَلا شَمْلاً إِلَّا جَمَعْتَهُ، وَلا غائِباً إِلَّا حَفِظْتَهُ وَأَدْنَيْتَهُ، وَلا حَاجَةً مِنْ حَوائِجِ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ لَكَ فيها رِضَىً وَلِيَ فِيهَا صَلاحٌ إِلَّا قَضَيْتَها يا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ.

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبَا الْفَضْلِ الْعَبّاسَ ابْنَ أَميرِ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ أَوَّلِ الْقَوْمِ إِسْلاماً، وَأَقْدَمِهِمْ إِيْمَاناً وَأَقْوَمِهِمْ بِدينِ اللهِ، وَأَحْوَطِهِمْ عَلَى الإِسْلامِ، أَشْهَدُ لَقَدْ نَصَحْتَ للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَخيكَ فَنِعْمَ الأَخُ الْمُواسي، فَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً اسْتَحَلَّتْ مِنْكَ الْمَحارِمَ، وَانْتَهَكَتْ حُرْمَةَ الإِسْلامِ، فَنِعْمَ الصّابِرُ الْمُجاهِدُ الْمُحامِي النّاصِرُ، وَالأَخُ الدّافِعُ عَنْ أَخيهِ، الْمُجيبُ اِلى طَاعَةِ رَبِّهِ، الرّاغِبُ فيـما زَهِدَ فيهِ غَيْرُهُ مِنَ الثَّوابِ الْجَزيلِ وَالثَّناءِ الْجَميلِ، وَأَلْحَقَكَ اللهُ بِدَرَجَةِ آبائِكَ فِي جَنّاتِ النَّعيمِ، اَللّـهُمَّ إِنّي تَعَرَّضْتُ لِزِيارَةِ أَوْلِيائِكَ رَغْبَةً فِي ثَوابِكَ، وَرَجَاءً لِمَغْفِرَتِكَ وَجَزيلِ إِحْسانِكَ، فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطّاهِرينَ، وَأَنْ تَجْعَلَ رِزْقِي بِهِمْ دارّاً وَعَيْشِي بِهِمْ قارّاً، وَزِيارَتِي بِهِمْ مَقْبُولَةً وَحَياتِي بِهِمْ طَيِّبَةً، وَأَدْرِجْنِي إِدْراجَ الْمُكْرَمِينَ، وَاجْعَلْني مِمَّنْ يَنْقَلِبُ مِنْ زِيارَةِ مَشاهِدِ أَحِبّائِكَ مُفْلِحاً مُنْجِحاً، قَدِ اسْتَوْجَبَ غُفْرانَ الذُّنُوبِ وَسَتْرَ الْعُيُوبِ وَكَشْفَ الْكُرُوبِ، إِنَّكَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ.

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ نَبِيِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ أَميرِ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الْحُسَيْنِ الشَّهيدِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الشَّهيدُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمَظْلُومُ وَابْنُ الْمَظْلُومِ،

لَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضَيِتْ بِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ وَابْنَ وَلِيِّهِ، لَقَدْ عَظُمَتِ الْمُصيبَةُ وَجَلَّتِ الرَّزِيَّةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَميعِ الْمُسْلِمينَ، فَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَاَبْرَأُ إِلَى اللهِ وَإلَيْكَ مِنْهُمْ.

السَّلاَمُ عَلَى عَبدِ اللهِ بنِ اَلحُسَينِ، الطِفلِ الرَّضِيعِ والمَرمِيِّ الصَّرِيعِ، المُتَشَحِّطِ دَماً، المُصَعَّدِ دَمُهُ فِي السَّمَاءِ، المَذبُوحِ بِالسَّهمِ فِي حِجرِ أبِيهِ، لَعَنَ اللهُ رَامِيه حَرمَلَةَ بنَ كَاهِلِ الأسَدِيَّ وذَوِيهِ.

السَّلامُ عَلَيكُم يا أولِياءَ اللهِ وأحِبّاءَهُ، السَّلامُ عَلَيكُم يا أصفِياءَ اللهِ وأوِدّاءَهُ، السَّلامُ عَلَيكُم يا أنصارَ دينِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيكُم يا أنصارَ رَسُولِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيكُم يا أنصارَ أميرِ المُؤمِنينَ، السَّلامُ عَلَيكُم يا أنصارَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمينَ، السَّلامُ عَلَيكُم يا أنصارَ أَبي مُحَمَّد الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ الوَلِيِّ النّاصِحِ، السَّلامُ عَلَيكُم يا أنصارَ أبي عَبدِ اللهِ، بِأبي أنتُم وَأُمّي طِبتُم وَطابَتِ الأرضُ الَّتي فيها دُفِنتُم وَفُزتُم فَوزاً عَظيماً، فَيا لَيتَني كُنتُ مَعَكُم فَأفُوزَ مَعَكُم.

الكاتب المصري والمؤرخ الإسلامي
قلم وصوت ومحام آل البيت
إبن وليد الكعبة وشهيد المحراب أبا السبطين الكرار
أمير المؤمنين الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه
وإبن السلطان محمد شمس الدين ابوهارون
الإدريسي الحسني العلوي الهاشمي القرشي
الشريف عبدالرحيم أبوالمكارم حماد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى