أيام قليلة تفصلنا عن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، والذي يصادف 27 سبتمبر. وفي هذا اليوم يقيم المصريون احتفالات خاصة احتفالا بذكرى ميلاد الحبيب، حيث يقيمون أجنحة كبيرة حول المساجد والميادين في جميع أنحاء مصر، خاصة في القاهرة، حيث يوجد بيت المساجد، منها: مسجد الإمام الحسين، والسيدتان زينب. ونفيسة. ومن طقوس الاحتفال أن يردد المنشدين في مدح الرسول «صلى الله عليه وسلم»، ويوزعون الحلويات والطعام.
ومن أهم ما يفعله المصريون للاحتفال بالمولد النبوي هو شراء حلويات عيد الميلاد والعرائس للفتيات والخيول للصبيان، وهو ما يتزامن مع الاحتفال بالمولد النبوي. تبدأ القصة منذ أكثر من 1000 عام عندما أضافت الدولة الفاطمية عنصراً جديداً للاحتفال بمولد النبي «صلى الله عليه وسلم» باختراع «حلويات المولد» التي بدأت تزين المحلات التجارية والشعبية الشوارع في كل مكان. ويعد شهر ربيع الأول أهم احتفال لإحياء هذا اليوم المميز.
وتشير أغلب الروايات إلى أن صانعي حلويات المولد استوحوا فكرة وشكل مواكب الخلافة الفاطمية، الذين كانوا يجوبون الشوارع في المولد النبوي ويوزعون كميات كبيرة من الحلويات على الأهالي والجنود، من الدولة الفاطمية دخلت القاهرة سنة 973 هـ. مع مرور الوقت، أصبحت صناعة الحلوى جزءًا من التاريخ والثقافة والفولكلور المصري، وعلى الرغم من أنها كانت تُشكل في الأصل على شكل حصان أو عروس وتُوزع على الأطفال، إلا أن المصريين قاموا بتعديلها وأضافوا الألوان لتناسب جميع الجماهير.
السمسم والحمص
حيث تعد السمسمية و الحمصية والفول والملبن من أشهر حلويات المولد على الإطلاق. ومع مرور الوقت، تطورت الصناعة، كما ظهرت أصناف جديدة تحتوي على المكسرات مثل البندق والفستق والكاجو، أو إضافة قمر الدين والمشمش المجفف والكرز والخوخ، بهدف الحصول على ألوان زاهية وطعم رائع يجذب المستهلكين.
وتوضح هذه الروايات أن المصريين أدخلوا بعض التعديلات على حلوى المولد، من خلال صناعة الملبن بألوانه الأحمر والأصفر وكذلك الحمصية والسمسمية والنوجا والفولية، ثم أضافوا إليه بعض الحشوات. كما أن هناك بعض الحلويات التي تضاف إلى الحلويات التقليدية مثل الكمارين المحشي ومعجون جوز الهند وغيرها من المكسرات مثل الكاجو وغيرها من الأنواع التي لا تضاف إلى الحلويات أبداً.
ويعتبر شارع باب البحر بقلب القاهرة قلب صناعة حلويات المولد النبوي بالعاصمة، حيث يوجد به العديد من المصانع والورش المتخصصة في إنتاج هذه الحلويات، والتي تشمل أيضاً حلويات الزفاف التقليدية.
العروسة والحصان
وتشير القصة إلى أنه من أجل تشجيع جنوده على هزيمة العدو، كان الخليفة الفاطمي يزوجهم عرائس جميلات، وعند الاحتفال بالنصر كل عام، كان مكتب حلوى الخليفة يصنع دمى جميلة من الحلوى ويقدمها لهم، وقد أصبح هذا الأمر نوع من التقليد العرف كهدية للقادة المنتصرين والناس العاديين والأطفال.
وتقول رواية أخرى أن الحاكم بأمر الله كان يحب أن تخرج معه إحدى زوجاته في المولد النبوي متباهية في الموكب وعليها ثوب أبيض ناصع وعلى رأسها تاج من الياسمين، رسم الصانع الأميرة والحاكم على شكل عروس جميلة في قالب حلوى، وحصل الحاكم على لقب فارس، وهو يمتطي حصانًا.
كما توضح الرواية أن الحاكم بأمر الله أصدر أمراً بأن تتزامن جميع أفراح الزواج وميثاق الزواج مع المولد النبوي، وهو ما يوضح سر موسم ميلاد العروس بشكلها الرشيق وألوانها الرائعة. تطور أسلوب الزفاف وفي العصر الفاطمي، كان يتم تجميل العروس بالأصباغ، وتوضع يديها على خصرها، ويزين ظهرها بأوراق الشجر والمراوح الملونة، ومنذ ذلك الحين أصبحت الحلويات من سمات عيد ميلاد النبي المصري. إظهار التغييرات
وفى الوقت الحالى، ترتبط عروسة المولد بفلسفة خاصة عند المصريين، حيث تنتشر فى جميع محال الحلوى والشوادر لتتنوع في أشكالها بين العروس في شكلها التقليدي مرتدية فستان زفاف أبيض، أو تتخذ أشكال مستوحاة من أفلام الرسوم المتحركة، و تم تبديل الحصان من شكله التقليدي إلى بعض الشخصيات الكرتونية للولاد خاصة الأبطال الخارقين أو لاعبي كرة القدم ومنهم محمد صلاح.
