عرب وعالم

ماذا حدث حينما استخدمت “القسام” الهجوم وسيلة دفاع؟

“ليفهم العدو أنه قد انتهى الوقت الذي يعربد فيه دون محاسب، فإننا نعلن بدء عملية طوفان الأقصى” … بهذه الكلمات أطلق “محمد الضيف”- قائد أركان كتائب عز الدين القسام- عملية عسكرية نوعية على الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم (السبت)، تركزت في المناطق المحتلة بغلاف قطاع غزة والمواقع العسكرية والمستوطنات، كما أطلقت فصائل المقاومة بقيادة القسام رشفة صاروخية طالت قلب تل أبيب وأصابت أهداف داخلها.

“طوفان الأقصى”- التي ضربت عمق القوة الإسرائيلي- شملت داخلها عدة ضربات موجهة كانت أهمها ضرب شبكة الاستخبارات الإسرائيلية، التي تلقت صفعة على وجهها، حيث نفذت كتائب القسام هجوما عجزت عيون العملاء والاستخبارات عن رصد التدريبات التي سبقته، مثلما عجزت عن توقع حجم القوة العسكرية التي استخدمتها فصائل المقاومة.

وكذلك فشلت في توقع احتمال الضربة التي جاءت مباشرة حتى افتقد مواطنوا الكيان الصهيوني لساعات أي تصريح لمسؤول رسمي إسرائيلي.

كذلك شلت الضربة قدرة القبة الحديدية ومقلاع داود عن صد الرشقات الصاروخية للمقاومة التي طالت عمق عاصمتها.

كما شملت الضربة إدخال آليات وأساليب عسكرية جديدة، حيث كانت القسام قد بدأت ضربتها برشقة صاروخية من صواريخ (رجوم)- التي دخلت القتال للمرة الأولى- لتشتت العدو عن عملية الاقتحام البري، التي استخدم فيها المظليات لتنفيذ هبوط جوي داخل المستوطنات والمواقع العسكرية للمرة الأولى في تاريخ القسام، ونشرت الكتائب مقاطع مصورة لإنزال قذائف من طائرة على جنود الاحتلال، كذلك دخلت بعض قوات المقاومة إلى المستوطنات باستخدام الدراجات البخارية.

وقد نجحت الكتائب في العودة للقطاع ببعض المعدات العسكرية من المواقع العسكرية للعدو، لتجوب بها شوارع القطاع، مثلما نجحت في إيقاف اجتماع حكومة العدو بسبب الصواريخ التي ضربت تل أبيب.

وعن الخسائر البشرية، أعلن الكيان الصهيوني- منذ قليل- عن ارتفاع عدد ضحاياه لأكثر من ٣٠٠ قتيل و١٥٩٠ مصاب، حيث لا يزال القتال مستمرًا بين فصائل المقاومة وقوات العدو في مستوطنات كفار عزة وبئيري، كما أعلنت المقاومة أن أعداد أسرى العدو لديها تزيد عشرات الأضعاف عن حسابات رئيس وزراء الاحتلال.

وفيما توعد رئيس وزراء الكيان برد دموي، تزامنا مع إعلان الولايات المتحدة سرعة مد إسرائيل بأسلحة مطورة وقوات لمساعدتها في الحرب، أعلن المتحدث باسم كتائب القسام نجاح ضربتها- التي جاءت محكمة ودقيقة- واستعدادها التام لدخول المواجهة أمام الصهاينة.

بما يعني أن الجولة القتالية التي بدأت اليوم ما زالت مستمرة، ليشهد العالم بأسره كرها وفرها، دون نتيجة مؤكدة، لكن المؤكد فيها هو تلك الضربة المتقنة التي وجهتها الكتائب بأسلحة محلية الصنع للكيان الأعلى تسليحا في العالم، ربما لتمسح عار سنوات من الهزيمة والانبطاح، وربما لتعيد ترتيب مراكز القوى وفقا لمعادلات جديدة تزنها الأيادي الفلسطينية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى