تواصل قوات الاحتلال غاراتها الوحشية المتكررة على قطاع غزة، مكثفا ضرباته على مدينة الزهراء الذي دمر أبراجها السكنية وحولها إلى ركام، وزادت الوحشية على حي تل الهوا ومحيط شارع ٨، وسقط عدد من الشهداء بفعل قصف شقة سكنية في برج فلسطين بشارع النخيل بدير البلح، كما طالت غاراته حي الجنينة شرقي رفح وحي الشيخ ناصر بخان يونس. وعدد من المجمعات الطبية وأماكن الرعاية.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة: سقوط ٤١٣٧ شهيد وما يربو على ١٣ ألف مصاب، وتضرر ٢٥ منشأة صحية، كذلك قالت الصحة في غزة: تلقينا ١٤٠٠ بلاغ عن مفقودين تحت الأنقاض في غزة منهم ٧٢٠ طفلاً.
ومع تفاقم الأوضاع الإنسانية مع استمرار القصف ونقص الطعام والمياة والوقود اونقطاع الكهرباء وتدمير مخابز والقصف الإسرائيلي، لجأت إحدى العائلات لطهو الخبز على نار الحطب في إحدى مدارس الأونروا في رفح.
وأطلقت جمعية الهلال الأحمر استغاثة للعالم قالت فيها: تلقينا قبل قليل تهديداً من قوات الاحتلال بقصف مستشفى القدس بقطاع غزة، ومطالبة بالاخلاء الفوري للمستشفى الذي يضم أكثر من 400 مريض وحوالي 12 ألف نازح من المدنيين، ونطالب العالم بالتدخل الفوري لمنع وقوع مجزرة جديدة مثل مجزرة مستشفى المعمداني.
وأطلق الصليب الأحمر الدولي استغاثة أخرى قال فيها: المستشفيات في غزة على وشك الانهيار.
وفي الضفة الغربية والداخل الفلسطيني شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات كبيرة، حيث اعتقلت القيادي في حركة حماس “فايز وردة” من منزله في عين مصباح بمدينة البيرة، واعتقلت القيادي في حركة الشبيبة الطلابية بجامعة فلسطين الأهلية “محمد رحال” و القيادي “نضال صومان” من منازلهم في بيت لحم، والطالب الأسير المحرر “إبراهيم الخراز”، بالإضافة لمجموعة كبيرة أخرى من المعتقلين.
واقتحمت قوات الاحتلال بلدة الرام شمال القدس المحتلة. وبالمثل منطقة بطن الهوا في رام الله، ونتج عن تلك الاقتحامات عدة مواجهات مع شبان من المقاومة. كذلك اشتبكت قوات الاحتلال مع مقاومين في شارع القدس في نابلس تجاه حاجز حوارة انتهت بانسحاب قوات الاحتلال. ونتيجة لتلك الاقتحامات والاشتباكات ارتفع عدد شهداء الضفة إلى ٨١ شهيد و١٤٠٠ مصاب.
وعلى الرغم من كل ذلك التنكيل الذي يحظى بالتأييد الأمريكي الكامل، انتصرت المقاومة للقيم الإنسانية فقال الناطق العسكري باسم كتائب القسام، “أبو عبيدة” في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي (إكس): إن المقاومة استجابت للوساطة القطرية وأطلقت سراح محتجَزتَيْن أمريكيتَيْن (أُم وابنتها) لدواعٍ إنسانية، ولنُثبِت للشعب الأمريكي والعالم أن ادعاءات “بايدن” وإدارته الفاشيّة هي ادعاءاتٌ كاذبةٌ لا أساس لها من الصحة.
مسير المقاومة
استمرت ضربات المقاومة للاحتلال في عدة جبهات شمال وجنوب ووسط فلسطين، فمع استمرار هجوم الاحتلال على مخيم نور شمس وأعمال التخريب والقتل التي ارتكبها في المخيم، استهدف مقاومون من كتيبة طولكرم قوات الاحتلال بعبوة ناسفة في جيب عسكري في محيط المخيم، مؤكدة وقوع عدد من المصابين في صفوفه. كذلك استمرت مواجهات المقاومة مع قوات الاحتلال خلال الاقتحام المستمر لمخيم نور شمس ومحيطه، ما أسفر عن انسحاب قوات الاحتلال بعد سقوط عدد من الإصابات لدية، و بعد أن دمر البنية التحتية والشوارع وعدة منازل في المخيم، وأسقط ١٣ شهيداً من أهالي المخيم.
وقالت كتيبة طولكرم في سرايا القدس: نتحدى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ورقابتها العسكرية بالكشف عن عدد القتلى والجرحى من الاحتلال خلال المعركة في مخيم نور شمس.
وأشادت حركة حماس بتصدي المقاومين البطولي لعدوان الاحتلال على مخيم نور شمس، ودعت إلى النفير العام اليوم الجمعة والاثخان في العدو ومستوطنيه.
وقالت كتيبة طولكرم : استهدف مجاهدونا حاجز سناعوز الساعة ١:٣٠ بصليات كثيفة من الرصاص والعبوات المتفجرة. وأعلنت كتيبة طوباس في سرايا القدس عن استهداف قوات الاحتلال في أكثر من منطقة بالمدينة فجر اليوم. وبالمثل خاضت كتيبة أريحا اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال التي اقتحمت المخيم واستهدفوها بصليات كثيفة من الرصاص،كما خاضوا اشتباكات على محور سوق المخيم وحارة مطير ضمن معركة “طوفان الأقصى”. وكذلك حدثت مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال في رام الله فجر اليوم. واندلعت مواجهات في حي بطن الهوى في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى وبلدة العيزرية شرقي القدس المحتلة.
وفي الشمال اخترق مقاوم الحدود من جنوب لبنان، وخاض اشتباكاً مسلحاً في مستوطنة “مرجليوت”، فأصاب حارس المستوطنة وأصاب جندي آخر إصابات خطيرة بطلقات النيران وانسحب، ونجح في الوصول إلى لبنان قبل أن يرتقي برصاص الاحتلال.
وأعلنت كتائب القسام عن قصف مستوطنة “سديروت”، ما أدى إلى تضرر مركبات ومبان فيها. كما قصفت أسدود وعسقلان ومستوطنات القدس المحتلة و “بيت شيمش” بين القدس وتل أبيب برشقات صاروخية رداً على استهداف المدنيين. وأكدت القسام استهداف تجمع للجنود في “كفار عزة” بقذائف الهاون. واستهدفت مجموعة من ألوية الناصر صلاح الدين وكتيبة جنين في سرايا القدس مستوطنة “دوتان” صباح اليوم. كما قصفت كتائب المقاومة الوطنية موقع “كيسوفيم” العسكري بعدد من قذائف الهاون.
وعلى الجبهة الشمالية أعلن حزب الله: استهداف مواقع العدو في مزارع شبعا المحتلة وتلال كفرشوبا بالصواريخ الموجّهة والأسلحة المناسبة- ظهر اليوم، وهي مواقع:الرمثة، زبدين، الرادار، رويسات القرن، ورويسات العلم والسماقة.
كذلك أطلق حزب الله صاروخا مضاد للدروع على موقع عسكري للاحتلال في مستوطنة “يفتاح” في الجليل الأعلى شمال فلسطين المحتلة. وأطلق قذائف هاون من لبنان تجاه “كيبوتس دان” لجيش الاحتلال في مزارع شبعا المحتلة.
وكان الاحتلال الصهيوني قد استهدف أحد المنازل في بلدة طير حرفا بجنوب لبنان بقذيفة مدفعية، فجر اليوم. كما قصفت مدفعيته أطراف قرى في جنوب لبنان. كما استهداف خلية تابعة لحزب الله على الحدود مع لبنان عبر طائرة مسيرة، وكذلك أطلق قناصته النار تجاه مقاومين مسلحين اقتربوا من الحدود اللبنانية مع فلسطين.
وعن خسائره قالت إذاعة جيش الاحتلال: إن ١٥٠١ إصابة وصلت المستشفيات منذ بداية الحرب بينها ٤٨ في حالة خطرة. وقال رئيس أركان جيش الاحتلال السابق، “دان حالوتس”: في عملية حماس خسرنا ضابطين برتبة قائد لواء، وهذه أول مرة تجند فيها “إسرائيل” كل احتياطها من العسكريين.
وبالمثل أعلن مسؤول بالبنتاجون عن حادث إطلاق صاروخين تجاه قوات الجيش الأمريكي قرب مطار بغداد.
ومع تصاعد ضربات المقاومة على المستوطنات نقلت وكالة “رويترز” للأنباء خبر الإعلان عن خطة لإخلاء مستوطنة “كريات شمونة” شمال فلسطين المحتلة. وقالت شبكة الجزيرة: إن حافلات إسرائيلية وصلت إلى “كريات شمونة” لبدء إخلاء المستوطنين بالكامل. وخلال رشقات المقاومة على إسدود أصيبت مستوطنة بسكتة قلبية، أثناء هروبها عند انطلاق صفارات الإنذار، ووضعها الصحي خطير.
وفي الداخل المحتل انطلقت تظاهرة لأهالي الأسرى لدى حماس، أمام مقر وزارة جيش الاحتلال في “تل أبيب” للضغط على الحكومة للسعي للإفراج عن الأسرى في غزة.
طوفان الغضب
دعت فصائل المقاومة جميعها للمشاركة في التصدي لما وصفته “بالحرب الصهيوغربية” المعلنة ضد مقاومة فلسطين من خلال الخروج بمسيرات ومظاهرات حاشدة في كل شارع وحي ومكان، ونادت جماهير الشعب الفلسطيني فقالت: أنتم اليوم قادرون أن توقفوا مخططات القتل والتهجير لإخوانكم في غزة، وقادرون على نصرة أهلكم الصامدين من خلال هبات غاضبة نسمع فيها صرخاتنا للعالم بأسره.
وقد استجابت الضفة والقدس للنداء فانتفضتا إسناداً لغزة عقب صلاة الجمعة في دوار الشهداء وسط نابلس، كما دوت الهتافات للمقاومة والقسام والقائد “محمد الضيف” خلال مسيرة انطلقت من مسجد النصر في نابلس، وهبت كل مناطق رام الله الخليل ومدينة يطا و قلقيلية وبيت لحم وسلفيت دعماً للمقاومة ونصرة لغزة. لكن السلطة الفلسطينية قمعت مسيرة على دوار المنارة وسط رام الله، واعتقلت عدة نشطاء بينهم أسرى محررون.
طوفان العرب
أعلن أهالي العراق الزحف نحو الحدود الفلسطينية لدخول فلسطين، ومع ظهر اليوم انطلقت الجماهير العراقية إلى معبر “طريبيل” الحدودي واستمرت في الوافد على المعبر وانضم إليهم وفد من دار الافتاء العراقية وأعلنوا فيه اعتصامٌا مفتوحًا نصرة لغزة والمقاومة. كما خرجت مسيرات حاشدة في بغداد و قرب الجسر المعلق في بغداد و في الجامعة المستنصرية و بابل.
وفي الأردن خرجت الجماهير الأردنية في مسيرات نحو الحدود مع فلسطين المحتلة، هاتفين “احنا للأقصى حراس”، وأقاموا صلاة الغائب على أرواح شهداء فلسطين، وانطلقت حشودات في العديسة في لواء الأغوار الشمالية قرب الحدود مع فلسطين المحتلة وسط انتشار للأمن الأردني.
وفي مصر انطلقت تظاهرة حاشدة في الأزهر بالقاهرة دعماً لفلسطين وغزة، ونظم طلاب في مدينة البعوث الاسلامية مسيرة داعمة لفلسطين ومنددة بجرائم الاحتلال، واحتشدت مظاهرة في ميدان التحرير وفي ميدان الحصري و مدينة الإسكندرية وجميع المدن والمحافظات المصرية.
“بالروح بالدم نفديك يا أقصى”.. كان ذلك هتاف مسيرة حاشدة باتجاه السفارة الأميريكية في العاصمة الماليزية، إسناداً لغزة والمقاومة الفلسطينية وتنديداً بمجازر الاحتلال والدعم الأمريكي له.
وخرجت تظاهرة كبيرة في قطر، إسناداً لغزة وتنديداً بمجازر الاحتلال. كما نظمت الجاليات العربية والهندية في قطر تظاهرة دعماً للمقاومة وفلسطين. وبالمثل خرجت المسيرات في سلطنة عمان، و إدلب ومدينة اعزاز في ريف حلب بسوريا، وفي تونس خرجت التظاهرات في قفصة في الجنوب ومدن أخرى. وبالمثل خرجت المظاهرات في العاصمة الصومالية مقديشو، و في باكستان.
وكذلك خرجت التظاهرات في لبنان- التي تشتبك قوات حزب الله جنوبها مع الاحتلال- فخرجت مسيرة في مدينة صيدا اللبنانية تلبية لنداء المقاومة، وكذلك في بيروت ومخيم البص.
وفي اليمن خرجت التظاهرات في عدة مناطق منها العاصمة صنعاء؛ وعدن وتعز.
تُمنع الصلاة
منعت قوات الاحتلال الفلسطينيين في القدس من أداء الصلاة في المسجد الأقصى منذ فجر اليوم، ما اضطرهم لأداء صلاة الفجر في مقبرة المجاهدين، وأدى بعضهم صلاة الجمعة في شارع الزهرة بالقدس المحتلة.
واعتدت قوات الاحتلال على المصلين في واد الجوز بالقدس المحتلة. كما اعتدت على المصلين في حي راس العامود بالقدس المحتلة بعد منعهم من الوصول إلى المسجد الأقصى.
وفي غزة قصفت قوات الاحتلال المساجد، فأدى فلسطينيون صلاة الجمعة داخل أحد مدارس الأونروا في دير البلح.
معبر رفح
أزالت حراسة معبر رفح الحواجز الأسمنتية عن معبر رفح، ودخلت بعض الفرق والمعدات المصرية لإزالة الأنقاض وآثار القصف عن طرق المعبر في الجانب الفلسطيني تمهيدا لدخول المساعدات. ثم أعادت الحواجز بعد انتهاء عملها.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد زار معبر رفح، وقال: “لدينا الكثير من الشاحنات محملة بالوقود والطعام والمياه وهي عالقة هنا..كل ما نحتاجه هو أن نجعلها تمر إلى غزة بأسرع وقت ممكن”. وأوصى بضرورة فتح المعبر.
