تقارير و تحقيقات

الوجه الخبيث للذكاء الاصطناعي: تسريح عمالة وتسريبات ومصائب أخرى

شركات تُسرح موظفيها.. وتقنيات تُزيف الحقائق.. ومخاوف من تدخله في الحروب

لا صوت يعلو فوق نفير الذكاء الاصطناعي في عالم التكنولوجيا المتقدمة، فمنذ بداية العام الحالي وبدأت أدواته وتقنياته تتوغل بسرعة مُريبة في كافة المجالات التي يعمل بها الإنسان.

ورغم تطوير هذه التقنية بواسطة الإنسان، إلا أن اتساع دائرتها المعرفية يضع أمام البشرية مخاوف متعددة كونها أكثر وعيًا وإبداعًا من البشر، لاسيما وأنها تحل محل البشر في كثير.

السؤال المُلح والتصور الذي يخشاه البشر.. ماذا لو احتلت الآلة مكان الإنسان؟.. هذا ما تجدون الإجابة عليه في هذا التقرير المعلوماتي الذي يوضح لكم أبرز مخاطر الذكاء الاصطناعي على البشر في النقاط التالية:

فقدان الوظائف

الوظائف المدعومة بالذكاء الاصطناعي، باتت مصدر قلق بالنسبة لسيناريوهات توغل الذكاء بشكل أكبر، فأصبح اعتماد التكنولوجيا في صناعات مثل التسويق والتصنيع وحتى الرعاية الصحية، أكبر بكثير من السابق، وهو ما يدعو للتخوف من الاستغناء عن كثير من الوظائف التي يشغلها الإنسان، بحسب منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي “OECD”.

تقارير أجنبية قالت: مع حلول عام 2030، بدأ العمل على تقليل عدد لا بأس به من العمالة في كبرى شركات العالم. فقرارات تسريح العمال داخل شركات التكنولوجيا فقط بلغت حوالي 97 ألف وظيفة خلال 2022، ما يعني أن 97 ألف شخصًا استيقظوا من نومهم ووجدوا أنفسهم بدون عمل.

شركة “IBM” الأميركية عملاق تكنولوجيا تصنيع أجهزة الكمبيوتر، من أكبر الشركات اللي اتخذت القرار وفكرت في تسريح حوالي ثلث العمال الموجودين، والسبب هو ان تلك الوظائف أصبحت تعمل بالتقنيات الحديثة متمثلة في الذكاء الاصطناعي.

الرئيس التنفيذي للشركة آرفيند كريشنا، أكد في مقابلة مع وكالة “بلومبرغ”: أن شركته ستصدر قرارات بالاستغناء عن 7800 وظيفة خلال الفترة القادمة، مع وقف الإعلان عن أي وظائف أخرى بداية من الوقت الحالي.

عدد الوظائف التي استغنت عنها شركات جوجل وألفا بت ومايكروسوفت وصلت لحوالي 30 ألف وظيفة خلال يناير الماضي، حتى أن شركة أمازون الرائدة في عالم التجارة الإلكترونية، بدأت في إلغاء عدد كبير من الوظائف منذ عام 2023 إلى أن وصل عددهم لـ 27 ألف وظيفة.

وبحسب أحدث الإحصاءات، فإن شركة “ميتا” المالكة لفيسبوك بوك وانستجرام وواتساب، هي الأخرى عملت على إلغاء حوالي 10 آلاف وظيفة، إضافة إلى إلغاء ما يقرب من 5 آلاف إعلان وظائف.

بينما سرحت شركة مايكروسوفت لوحدها حوالي 10 آلاف موظف في يناير الماضي، بحجة أن الشركة لم تعد في حاجة إلى تلك الوظائف، لأن الذكاء الاصطناعي أصبحت يقوم بها.

حتى أن بنك جولدمان ساكس، يشير في بيان له إلى أن 300 مليون وظيفة بدوام كامل يمكن فقدانها خلال الأعوام القادمة بسبب تطور وتوغل الذكاء الاصطناعي في الحياة العملية.

وبما أن روبوتات الذكاء الاصطناعي أصبحت أكثر ذكاءً وأكثر براعة، فإن نفس المهام سوف تتطلب عددًا أقل من البشر.

وبينما تشير التقديرات إلى أن الذكاء الاصطناعي سيخلق 97 مليون وظيفة جديدة بحلول عام 2025، فإن العديد من الموظفين لن يتمتعوا بالمهارات اللازمة لهذه الأدوار التقنية ويمكن أن يتخلفوا عن الركب إذا لم تقم الشركات بتحسين مهارات القوى العاملة لديها.

تلاعب اجتماعي وفضائح جنسية

يمثل التلاعب الاجتماعي بواسطة الذكاء الاصطناعي خطرًا على البشر، بعدما بدت وسائل الإعلام والأخبار عبر الإنترنت أكثر غموضا في ظل انتشار الصور ومقاطع الفيديو المزيفة التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، ومغيرات الصوت، فضلا عن التزييف الكبير الذي يتسلل إلى المجالات السياسية والاجتماعية.

من خلال المتابعة والبحث أكثر في تقنيات الذكاء الاصطناعي، سنجد أن هذه التقنيات تسهل إنشاء صور أو مقاطع فيديو أو مقاطع صوتية واقعية أو استبدال صورة شخصية بأخرى في صورة أو مقطع فيديو موجود، ما جعل ذلك ملاذ آمنًا لأصحاب النوايا الخبيثة الذين يمكن يمنهم استغلال ذلك في تبادل المعلومات المضللة والدعاية الحربية، ما يخلق سيناريو كابوسي يستحيل فيه تقريبًا التمييز بين الأخبار الموثوقة والأخبار الخاطئة.

بحسب فيديو عبر منصات التواصل الاجتماعي، فإن أحد صناع المحتوى العرب أبرز تقريرًا لموقع يعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي، ولديه القدرة في صناعة صورًا وفيديوهات إباحية لأشخاص بعينهم.

بحيث يمكن للأشخاص استخدام هذا الموقع -مع التحفظ عن ذكر الإسم- ووضع صورًا لأي شخص ذكرًا كان أو أنثى، وتحديد المواصفات من حيث الشكل والطول والعرض وحجم أعضاء الجسد، وانتظر النتيجة في غضون ثوانِ معدودة.

انهيار خصوصية البيانات

إذا كنت من المندهشين بروبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT، وسبق لها التعامل معها، أو جربت بصمة الوجه عبر الإنترنت، فهناك احتمالية إلى أنه تم جمع بياناتك، لتخصيص تجارب المستخدم أو للمساعدة في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي التي تستخدمها، بحسب موقع builtin.

في الحقيقة على الرغم من وجود قوانين لحماية المعلومات الشخصية في بعض الحالات في الولايات المتحدة، إلا أنه لا يوجد قانون فيدرالي واضح يحمي مواطنيها من الأضرار التي يتعرض لها خصوصية البيانات والتي يتعرض لها الذكاء الاصطناعي، وحتى إن استطاعت الولايات المتحدة حماية خصوصية مواطنيها، فإن هذه القوانين بلا شك لن تمنح المستخدمين في الشرق الأوسط سواء الدول العربية أو غيرها، نفس الحماية التي تحافظ على البيانات وتمنعها من التسرّب أو الانتشار.

الذكاء.. محارب بلا إنسانية

كما هو الحال في كثير من المجالات، فقط تم تسخير التقدم التكنولوجي لأغراض الحرب، فلا شك أننا أصبحنا نرى مقاتلات تعمل بدون طيار وأسلحة لا تحتاج إلى الإنسان وتنفذ الهجوم من تلقاء نفسها معتمدة على بعض الأوامر مسبقة الإدخال.

وقد يتطور الأمر ويصل إلى الأنظمة الأكثر فتكًا في الحروب التي تحدد الأهداف وتدمرها بنفسها، ويشكل العديد من هذه الأسلحة الجديدة مخاطر كبيرة على المدنيين على الأرض.

بحسب تقارير إعلامية، يحذر خبراء من تفاقم توغل الذكاء الاصطناعي في مجال الحروب، لأنه في حال إذا لم تتم السيطرة على ذلك، فقد ينتهي الأمر بتطبيق الذكاء الاصطناعي في الحروب بأسوأ النوايا التي تصنع كوارث بشرية.

أزمات مالية

أصبحت الصناعة المالية أكثر تقبلاً لمشاركة الذكاء الاصطناعي في العمليات المالية والتجارية اليومية، ونتيجة لذلك يمكن أن يكون التداول المعتمد على هذه التقنية مسؤولاً عن الأزمة المالية الكبرى القادمة في الأسواق.

ولأن الخوارزميات في هذا المجال تحديدًا لا تتأثر بالحكم البشري أو العواطف، فإنها لا تأخذ في الاعتبار السياقات والترابط بين الأسواق وعوامل مثل الثقة البشرية والخوف، بحيث تقوم بإجراء آلاف الصفقات بوتيرة سريعة بهدف البيع بعد ثوانٍ قليلة لتحقيق أرباح صغيرة.

يقول الخبراء في هذا الشأن: إن القيام بهذا الأمر وبيع آلاف الصفقات قد يخيف المستثمرين ويدفعهم إلى فعل الشيء نفسه، ما يؤدي إلى انهيارات مفاجئة وتقلبات شديدة في السوق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى