تقارير و تحقيقاتعرب وعالم

طوفان الأقصى في اليوم 24… الاحتلال ينفذ محرقة بغزة والمقاومة تؤدبه على الحدود

استمرت جرائم الاحتلال في غزة والضفة الغربية لليوم ٢٤، حيث فرض الاحتلال أحزمة النارية في كل مناطق القطاع، فقصف بوحشية حي تل الهوا و خانيونس والشجاعية ورفح ومناطق متفرقة في قطاع غزة. وتؤكد التقديرات أن كل شبر في غزة تلقى نصيبه من القصف بما يصل إلى نحو ٥٠ طن من المتفجرات لكل كيلومتر منذ بدء العدوان. 

وهو ما رفع أعداد الضحايا بوتيرة متسارعة حيث ارتفعت أعداد شهداء القصف الصهيوني لقطاع غزة إلى ٨٣٠٦، بينهم ٣٤٥٧ طفلاً و٢١٣٦ امرأة، وأعداد الجرحى إلى ٢١٠٤٨.

ولم تسلم الضفة الغربية من التوحش الصهيوني فارتفعت أعداد شهداء الضفة إلى ١٢١ شهيدًا منذ ٧ أكتوبر، بما رفع أعداد شهداء الضفة خلال عام ٢٠٢٣ إلى٣٢٩، وذلك عقب مجزرة ارتكبتها قوات الاحتلال أمس في مخيم جنين، الذي تعاود اقتحامه بآليات كبيرة وقت كتابة هذا التقرير وأعلنت المقاومة التصدي لها بالعبوات الناسفة والأسلحة النارية. 

كذلك قصفت محيط المركز الثقافي الأرثوذكسي الذي هددت بقصفه أمس عدة مرات، على الرغم من أنه يأوي أكثر من ١٠٠٠ نازح، بالإضافة إلى كنيسة الروم التي تأوي أكثر من ٥٠٠ نازح.

ومازالت قوات الاحتلال تكثف قصفها على جميع أنحاء القطاع وخاصة المناطق الشمالية والشمالية الغربية، إذ لم تكتف بعد بما أراقت من دماء، بتأييد مطلق من الولايات المتحدة حيث قال “جون كيربي”- مسؤول مجلس الأمن الأمريكي: لا نؤيد الأصوات التي تطالب بوقف إطلاق النار لأنه سيأتي في صالح حماس، ويمكن الاستعاضة عن ذلك بهدن إنسانية لتمرير المساعدات.

الأوضاع الإنسانية في غزة

وكما تواصل قصفها الانتقامي، تواصل قوات الاحتلال تضييق الأوضاع الإنسانية داخل القطاع، حيث كثفت قصفها اليوم على المستشفيات ومحيطها، فقصفت الدور الثالث من مستشفى الصداقة التركي- المستشفى الوحيد لعلاج السرطان في القطاع- ما نتج عنه أضرارا كبيرة بالمستشفى وأخرج الدور الذي تم قصفه من الخدمة، ويواصل طيران الاحتلال قصف محيط المستشفى حتى وقت كتابة هذا التقرير.

كما استهدفت محيط مستشفى القدس بضربات مكثفة في حي تل الهوى، على الرغم من الاستغاثات والمناشدات التي أطلقتها المنظمات الحقوقية ومدير المستشفى، والتحذير من أن القصف قد يؤدي إلى انفجار خزانات الأكسجين.

كذلك كثف الاحتلال ضرباته على محيط المستشفى الأوروبي شرق خانيونس- وقت كتابة هذا التقرير، وقال مدير المستشفى الإندونيسي في غزة لشبكة الجزيرة الإعلامية: إن المستشفى تعرض للقصف ٣ مرات اليوم، مؤكدًا على أن المستشفى مازال يعمل على الرغم من ضعف طاقته الاستيعابية كما يؤي آلاف النازحين.

وكان مسؤول بوزارة الصحة بغزة قد أعلن خروج ٢٥ مستشفى ومركز صحي عن الخدمة، وقصف ٢٦ سيارة إسعاف. كذلك تحدث عن اقتراب نفاد إمكانيات المستشفيات مع ضعف دخول المساعدات التي تدخل للقطاع مقارنة باحتياجات القطاع. حيث نادت السلطات المصرية بفتح معبر رفح بشكل مستدام لدخول المساعدات الطبية والإغاثية والوقود للقطاع، ونقل المرضى والجرحى للعلاج بمصر.

يأتي هذا بينما حذر المفوض العام الأونروا من التهجير القسري والحصار في غزة، حيث تم طرد أكثر من مليون شخص من الشمال إلى الجنوب في ٣ آسابيع. وحذر مسؤولين في منظمة الصحة العالمية من انتشار الأوبئة بين النازحين مثل الجدير المائي بسبب عدم توفر المياة وأدوات النظافة الشخصية. وعدم كفاية المساعدات التي تدخل القطاع.

معبر رفح

عقب تصريح “بايدن” بالسماح بمرور ١٠٠ شاحنة مساعدات لغزة يوميا، بعد موافقة إسرائيل، دخلت ٦٣ شاحنة مساعدات اليوم عبر المعبر، ليصل مجموع الشاحنات التي دخلت إلى القطاع ١٥٧ شاحنة منذ بداية الحرب. وتحمل الشاحنات أدوية ومواد غذائية ومياه.

وقد تحدث البيت الأبيض ومسؤولون أمريكيون عن ضرورة ضمان إدخال المساعدات بشكل مستدام إلى القطاع، في صرح مكتب رئيس وزراء الاحتلال بأن إدخال المساعدات لقطاع غزة يساعد إسرائيل على إكمال مهمتها فيه.

 وقالت الأونروا: إن النظام المعمول به في معبر رفح مصيره للفشل مالم تتدخل إرادة سياسية لزيادة المساعدات بما يكفي حاجة القطاع، حيث أن المساعدات التي تدخل لا تساوي شيئًا أمام حاجة القطاع.

مسير المقاومة

كانت الحرب البرية نقطة التحول في مسير المقاومة، حيث ركزت قوات المقاومة ضرباتها على ردع قوات الاحتلال، إلى جانب ضرباتها الصاروخية على مستوطنات الاحتلال، وحول الحرب البرية أكد “أبو حمزة”- الناطق باسم سرايا القدس- أن قوات السرايا تواصل المواجهات مع قوات العدو جنبا إلى جنب مع باقي فصائل المقاومة، وأكد أنهم نكلوا بالعدو في مناطق غرب بيت لاهيا وشرق خانيونس وبيت حانون. وقال: إنهم استدرجوا قوات الاحتلال إلى كمائن الموت في حي الزيتون. وأكدت سرايا القدس أنها قصفت تجمعاً لآليات وجنود الاحتلال في موقع تأمين السريج وبوابة السناطي بقذائف الهاون.

وقالت كتائب القسام إنها استهدفت ناقلة جند صهيونية متوغلة شرق حي الزيتون بقذيفة “الياسين ١٠٥”، ومنعت القوات المتوغلة من إتمام التوغل. وأكدت اشتباك قواتها مع قوات العدو المتغولة في محور جنوب غزة بالأسلحة الرشاشة واستهدفوا ٤ آليات بقذائف “الياسين ١٠٥” والعبوات الناسفة. وأعلنت أنها نجحت مع باقي فصائل المقاومة في ردع القوات التي حاولت التوغل في شارع صلاح الدين، حتى لم تلبث القوات التي حاولت التوغل سوى ساعة واحدة وانسحبت بعدها انسحاب سريع دون أن تجني نتائج.

واستمرت كتائب المقاومة في ضرب المعسكرات والمستوطنات الإسرائيلية، فقصفت كتائب القسام تواصل قصف “تل أبيب” وضواحيها والمستوطنات القريبة منها، وضربت سرايا القدس “عسقلان وكيسوفيم ونتيف هعسراه”، وباقي مستوطنات غلاف غزة حتى وصلت الرشقات الصاروخية المستوطنات القريبة من القدس.

كذلك أجابت القدس والضفة الغربية نداء المقاومة في غزة، فاشتعلت المواجهات مع قوات العدو في الكمائن ونقاط التماس في بلدتي الطور والعيزرية في القدس. كما نفذ الشاب “آدم أبو الهوى” عملية طعن لأحد عناصر شرطة الاحتلال في القدس، وارتقى شهيدا بعدما أصاب الجندي واستولى على سلاحه.

وفي رام الله، تم إلقاء حجارة تجاه مركبات مستوطنين في الساعات القليلة الماضية (قرب بلدة سِنجل شمال رام الله، قرب بلدة مردا شمال سلفيت، قرب دير نظام شمال غرب رام الله). وفي نابلس تم تأكيد حدوث إصابات جديدة برصاص الاحتلال خلال المــواجــهات قرب دوار زواتا وعلى شارع بيت إيبا غرب نابلس، وتم تم إلقاء عدد كبير من القنابل محلية الصنع “أكواع” تجاه جيش الاحتلال، واستمرت الاشتباكات مع قوات الاحتلال عند مستوطنة “بات حيفر” في طولكرم، وأوقعت المقاومة (سرايا القدس وشهداء الأقصى) قوة راجلة لجيش الاحتلال في كمين في منطقة “شويكة” في طولكرم- حتى وقت كتابة هذا التقرير. وفي شمال الخليل ألقى شبان زجاجات حارقة تجاه برج لجيش الاحتلال أمام مدخل مخيم العروب.

وتستمر اقتحامات قوات الاحتلال لمخيم جنين، بينما تواصل قوات المقاومة التصدي لها لردعها عن المخيم.

 وفي الشمال دك حزب الله مستوطنات شمال فلسطين المحتلة، واستهدفوا موقع “رأس الناقورة” بالصواريخ الموجهة، واستهدف مقاتلوه التجهيزات الفنية لثكنة “برانيت” وموقع “المطلة” وموقع “بياض بليدا” بالأسلحة، وحققوا فيهما وفي دشم الثكنة وحاميتها إصابات مباشرة.

وقد رد جيش الاحتلال أنه استهدف مواقع ومخازن ذخيرة تابعة لحزب الله في جنوب لبنان ودمرها بالكامل.

واستمرت المقاومة العراقية في استهداف المواقع والقواعد الأمريكية، حيث سمع دوي ٤ انفجارات في قاعدة “عين الأسد”. 

الأسرى

استمرت حملات الاعتقالات الوحشي التي نفذتها قوات الاحتلال في الضفة الغربية، حيث شنت حملة اعتقالات كبيرة في جميع أنحاء الضفة الغربية، ارتفعت بأعداد المعتقلين فيها منذ بدء عملية “طوفان الأقصى” إلى ١٦٠٠ معتقل. بينما اعترف جيش الاحتلال بأن مجموع أسراه في غزة ٢٣٩ أسيرًا.

ونشرت كتائب القسام فيديو لأسيرات لديها، وظهرت الأسيرات في التسجيل بحالة من الغضب بينما يتهمن نتنياهو بالفشل والتخلي عنهم، ورد “نتنياهو”: حماس تمارس دعاية نفسية قاسية ضدنا، ونبذل جهودنا لإعادة الإسرائيليين من غزة، ولم يمض الكثير من الوقت حتى أعلن جيش الاحتلال تحرير مجندة من الأسيرات لدى حماس خلال العملية البرية، الأمر الذي سرعان أثبت نشطاء كذبه بسبب عدم وجود اسم المجندة- المعلن تحريرها- بين قائمة أسماء المعتقلين.

وشددت حركة حماس أن إسرائيل لن تستعيد أسراها إلا بصفقة تبادل تعيد كل المعتقلين الفلسطينيين لدى الاحتلال، وقالت: إن العملية البرية من شأنها تعريض حياة الأسرى للخطر، والأمر نفسه أكدت عليه سرايا القدس على لسان المتحدث باسمها.

الشارع الصهيوني 

زاد فيديو الأسيرات لدى حماس والحديث الغاضب للأسيرة فيه على نتنياهو، من حالة عدم الثقة في الحكومة، حيث قالت مصادر لدى الاحتلال: إن الجيش يقرر تعيين ٢٥٥ مجندة في عمليات الرصد، لكن أكثر من ٢٠ منهن رفضن ذلك خوفاً من عمليات المقاومة.

كما زاد من احتقان أسر الأسرى، الذين تجاهلوا حكومتهم وتوجهوا بخطابهم للرئيس الأمريكي وطالبوه بتحمل مسؤولية إعادة أبناءهم سالمين من القطاع، وبذل الجهود لضمان ذلك.

ونقلت صحيفة “ها آرتس” العبرية أن ٣ من كبار مسؤولي هيئة الأسرى والمفقودين قد استقالوا بسبب خلافات حول التعاون مع “نتنياهو”.

وعلى المستوى الاقتصادي خفضت مؤسسة “ستاندرد آند بورز” توقعاتها نحو الاقتصاد الإسرائيلي خلال الربع الأخير من هذا العام والربع الأول من العام القادم، وذلك بعد استدعاء ٣٦٠ ألف جندي احتياط للحرب بما يوقف عجلة الإنتاج مع انهيار السياحة وانهيار العملة، بما ينذر بتضخم كبير وانكماش اقتصادي عالي خلال الفترة المقبلة حال استمرار الحرب.

الغضب العربي والعالمي

استمرت التظاهرات في معظم العواصم والمدن العربية والعالمية في وقت تتجاهل فيه حكومات تلك الدول صرخات شعوبها ضد العدوان على غزة. ومع أحداث مطار “داغستان” بالأمس، وإيقاف شركة “العال” الصهيونية رحلاتها إلى السعودية، ألغت سلطنة عُمان الموافقة على مرور الرحلات الجوية الإسرائيلية عبر أجوائها.

وبينما يضغط مندوب الاحتلال لدى مجلس الأمن بالمحرقة النازية في استثارة لعقدة ذنب عالمية مصطنعة، يمارس الاحتلال تلك المحرقة دون خطوط حمراء، بما يتوافق مع قول أحد مسؤوليه “لا يوجد أبرياء في غزة فجميعهم إرهابيون يجب إبادتهم”، وقد استدعى لأجل ذلك كل قواة وقوى داعميه بسبب شوكة المقاومة التي تقف في حلقه وتمنعه من ابتلاع غزة. بينما ترنو تلك المقاومة ليوم يقف فيه جنودها الأشاوس على بوابات القدس يفتحونها للعائدين بمفاتيح بيوتهم القديمة، بعدما ينتهوا من ترحيل الصهاينة عن الوطن المحتل منذ ٧٥.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى