تقارير و تحقيقات

من هو الملثم الذي أرعب إسرائيل وينتظر العالم بياناته؟

«أجلبوا بخَيلكم ورَجلكم برًا وبحرًا وجوًا، فقد أعددنا لكم أصنافًا من الموت».. هكذا توعد أبو عبيدة، قوات الاحتلال التي تواصل ارتكاب المجازر بين المدنيين في قطاع غزة.

وزادت شهرة الناطق باسم كتائب القسام، مؤخرًا بين الشعب العربي والغربي بشكله الملثم، منذ بدء عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023.

البيانات التي يلقيها أبو عبيدة على مسامع العالم أجمع، أصبح ينتظرها العرب في كل مكان، لاسيما وأنها تكشف خبايا ما يحدث على الأرض ولم تتناقله الصحافة على أرض القتال.

وباتت تلك الرسائل شوكة في ظهر جيش الاحتلال الذي يتنصت هو الآخر على تلك التسجيلات الصوتية أو المرئية.. وهنا يأتي التساؤل عن هوية الملثم الذي تنتظر بيانته إسرائيل والعالم؟

من هو أبو عبيدة؟

كوفية حمراء تغطي وجه شاب فلسطيني ملثم، يظهر برأس معصوب بشريط ملون مكتوب عليه “كتائب القسام”.. لم يستطع أحد التعرف على هويته أو أي معلومات تخص حياته الشخصية، سوى أنه فقط “أبو عبيدة”.

المتحدث الرسمي لكتائب القسام إحدى الأجنحة العسكرية لحركة حماس، يعد بمثابة الأيقونة الإعلامية للحرب التي تخضوها المقاومة منذ بدء عملية طوفان الأقصى، لذا فإن أبو عبيدة من أوائل الأشخاص المدرجة أسماءهم في قوائم الاغتيال الإسرائيلية.

لا شك في أن اسم أبو عبيدة ما هو إلا كنية تغطي الاسم الحقيقي لهذا المجاهد، لكنه كُنيّ بذلك نسبة إلى الصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجراح، الملقب بـ”فاتح القدس”، في عهد عمر بن الخطاب.

الملثم الذي أحرج إسرائيل أمام العالم وفضح أكاذيبهم خلال الحرب، لم يظهر للمرة الأولى في عملية طوفان الأقصى، بل كان أول ظهور له عام 2006، عندما فاجئ جيش الاحتلال بخبر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.

المنصات شاهدة على شهرة “أبو عبيدة”

«المتحدث باسم القسام.. أبو عبيدة.. الرجل الفلسطيني الملثم».. كلها أسماء ارتفعت في محرك البحث “جوجل” خلال الأيام الأخيرة، لمتابعة بيانات أبو عبيدة التي تكشف آخر تطورات الوضع في ساحة القتال، حتى أن عمليات البحث وصلت إلى أكثر من 7 مليون نتيجة.

أيضًا مواقع التواصل الاجتماعي باتت مليئة بالتغريدات والمنشورات التي تتباهي وتتفاخر بأيقونة المقاومة الفلسطينية والرمز الإعلامي للقسام، حتى أن موقع الفيديوهات الشهير “يوتيوب” يحتوي على أكثر من 50 ألف مقطع فيديو تتحدث عن أبو عبيدة.

وبحسب تقارير فلسطينية، فإن وجه أبو عبيدة لم يتمكن أحد من معرفته سوى قليلون، إذ أنه لم يفكر إطلاقًا في الظهور على وسائل الإعلام، نظرًا لسرية وخطورة المهمة التي يحملها على عاتقة.

أما جيش الاحتلال فيسعى جاهدًا منذ 2006، إلى اغتيال أو اعتقال أبو عبيدة بشتى الطرق، إلا أنه لم يفلحوا ذلك، فعملوا على إحداث البلبلة وإشاعة نبأ مقتل أسرة أبو عبيدة خلال القصف على قطاع غزة، وهو ما نفت صحته المقاومة.

رمز.. وكابوس

أيقونة المقامة الفلسطينية تحول إلى رمز للنضال والجهاد في سبيل الله ورفعة الوطن وإعلاء راية الحرية، فبات الشارع العربي يتغنى بإسمه الذي أصبح مقترنًا بالأنباء السارة التي تشفي صدور العرب، وتبث فيهم الروح المعنوية والحماس.

لكن على الجانب الإسرائيلي، فلقب أبو عبيدة، يُشكل رعبًا وكابوسا يصعب الإفاقة منه للقيادة السياسية والعسكرية وحتى أفراد الشعب، الذي يعيش بعضهم على أمل إفراج أبو عبيدة عن ذويهم المحتجزين لدي كتائب القسام.

مقاطع الفيديو التي يظهر فيها الملثم المجهول، تكون متشابه في مجملها، بخلفيتها الموحدة “تهديدية” الشكل، وفي أحيان أخرى يكون واقفًا أمام عدد المقاتلين المقنعين.

أبو عبيدة يحرص دائمًا على افتتاح كلمته بـ”بسم الله”، ويختمها بجملة “وإنه لجهاد نصر أو استشهاد”، سالكًا بهذا نهج الشهيد عز الدين القسام، خلال مقاومته البريطانيين، وعندما وصل إلى الحصار الأخير في عام 1935، ظل صامدًا وسط رفاقه لقرابة الست ساعات في أحراش “يعبد” قرب جنين وهو يردد هذه الكلمات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى