مقالات

سعيد فؤاد يكتب : «انتحار النتن ياهو»


حرب العصابات التي تشنها اسرائيل علي المواطنين الابرياء في قطاع غزة ؛ وصمود المقاومة الفلسطينية في الدفاع عن اراضيها رغم استمرار الحرب فترة طويلة ,؛ ورغم صمت العالم عن تلك الجرائم اللاانسانية : ورغم تجاوز اعداد الشهداء في الإقليم ؛ ورغم مايحدث من استهداف الاطفال وقصف المستشفيات .
رغم كل ذلك لم ينتصر العدوان الاسرائيلي بكل الدعم الذي تحصل عليه من الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وعدد من الحكومات الغربية مع التخازل العربي وخاصة السعودية والإمارات العربية .
لم تنتصر اسرائيل وفي كل يوم يخسر رئيس وزرائها نتنياهو الكثير من رصيده حتي بين صفوف شعبه بعد ان دفع بعدد من الجنود غير القادرين علي الاقتحام البري فاحدث خسائر في ارواحهم وتم اسر عدد ليس بقليل .
ولو ان النتن ياهو خاض انتخابات جديد لن يحقق اي نجاحات علي الاطلاق فقد حمله اسر الاسري المسؤلية كاملة عن ذويهم .
ويواجه رئيس وزراء العدو الصهيوني انتقادات حادة من قيادات داخل صفوف حكومته وداخل جيش الاحتلال .
وفي تصورنا إن هذه المرحلة يعيش مجرم الحرب حالة انتحار سياسي غير مسبوقة في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي بعد واقعة مدرسة بحر البقر عام 1967 .
ولم يكن استهداف الاطفال في غزة مجرد صدفة او ضحايا حرب لكنها مقصودة وجزء من مخطط صهيوني هدفه القضاء علي جيل كامل ؛ رضع الكراهية لهذه العمليات الوحشية
فجزء من الفلسطينيين خرجوا من بلادهم واستوطنوا دولا اخري واستثمروا فيها ولم يقدموا لبلادهم اي نوع من التضحية .
لكن الفلسطينيون الحقيقيون هم الذين يرفضون ترك بلادهم مدافعين عنها مضحين بارواحهم ؛ هؤلاء الذين يرهبون العدوان الاسرائيلي ويرعدون فرائسه ومن ثم يسعي النتن ياهو للقضاء علي نسلهم فقتل الاطفال والنساء بكل وحشية .
انتحر رئيس وزراء العدو الصهيوني سياسيا بكل مايحمل من غل وكراهية ؛ ولو ان هناك حمرة خجل في الوجوه لتحرك ضمير العالم للضغط علي هذا الكائن المريض لوقف المجزرة وتقديمه للمحاكمة الدولية كمجرم حرب .
لكن للاسف الشديد حتي المحكمة الدولية نفسها لم يبق في وجدانها احساس نحو مايحدث فوق الاراضي المحتلة .
أالمحكمة هي جزء من منظومة تحركها اجهزة الاستخبارات المعادية والساعية الي تصفية القضية الفلسطينية .
ياسادة القتال سوف يوقف عاجلا ام اجلا لكن التاريخ لن ينسي عار التخازل والتراخي والصمت .
لن ينسي ابدا الموقف الدولي الرسمي وسيذكر التاريخ كل مسؤل تخازل او ساند العدوان الغاشم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى