تقارير و تحقيقات

“اليوم” يستعرض تاريخ صفقات تبادل الأسرى بين الاحتلال وفلسطين

يشغل الرأي العام في هذا الساعات عملية تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، لاسيما بعدما نجحت الجهود الدبلوماسية في التوصل إلى هدنة إنسانية، وعلى رأسها عملية وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل الأسرى من الجانبين، قد أعادت هذه الصفقة أذهان الكثيرين نحو تاريخ صفقات تبادل الأسرى بين فلسطين وإسرائيل.

وفي هذا الصدد يرصد موقع وجريدة “اليوم” أبرز عمليات تبادل الأسرى بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، وذلك من بداية احتلال القدس الشرقية، والضفة الغربية سنة 1967.

الجبهة الشعبية تختطف طائرة “العال

قامت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 1968 باختطاف طائرة خاصة بشركة ‘العال”، اسمها “بوينغ 707 بلغ عدد الراكببين فيها 100 راكب، جاء من بينهم عدد من الإسرائيليين، وكانت الطائرة تتجه من مطار هيثرو الذي يقع في لندن، إلى مطار ليوناردو دا فينشي في روما، ثم بعد ذلك إلى مطار بت غوريون، وكان اسمه آنذاك “اللد”.

ولم تلبث الطائرة أن تم اختطافها وهي لا زالت في الجو، وتم تحويل مسارها إلى دولة الجزائر، بعد ذلك قامت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بإطلاق سراح الرهائن، وذلك في مقابل تحرير قوات الاحتلال الإسرائيلي بتحرير عدد 73 أسير فلسطيني.

ليلى خالد.. هنا رحلة الجبهة الشعبية

بعد العملية الأولى بعام، وتحديدًا في أغسطس 1969، قامت بتكرار عملية الاختطاف بشكل أشبه ما يكون إعادة لما حدث، حيث كانت طائرة ركاب أميركية تتجه من لوس أنجلوس الأمريكية إلى تل أبيب، فتم اختطافها.
 وما حدث في هذه العملية أثار انتباه الكثيرين آنذاك، ومن ساعتها واسم ليلى خالد محفور في أذهان من تقدم بهم العمر وعاصروا هذه الأحداث، فلقد كانت طائرة تحلق في مكان قريب من اليونان فقامت ليلى خالد عضو الجبهة الشعبية باقتحام مكان القيادة، والتقطت السماعة الخاصة بالطائرة، وقالت هذه الكلمات: “هنا رحلة الجبهة الشعبية… فلسطين حرة عربية» ثم وجهت أمرًا لقائد الطائرة أن يتوجه ناحية فلسطين.

ولما وصلت الطائرة إلى المجال الجوي الإسرائيلي، أحاطت بالطائرة مقاتلات إسرائيلية، وقام خاطفو الطائرة بتوجيهها إلى دمشق عاصمة سوريا، وبعد محاولات نجحت “الجبهة الشعبية” أطلق الاحتلال الإسرائيلي سراح عدد من المعتقلين، وكان من بينهم طائران سوريان.
 
وبعد إبرام الصفقة بنجاح، لم يصمت الاحتلال على ما فعلته ليلى خالد فقامت باعتقالها، وبعد بضعة أشهر قامت بالإفراج عنها، وبعد فترة قامت بعملية أخرى تتعلق بخطف طائرة أخرى، مما جعل قوات الاحتلال تكرر اعتقالها.
وحتى لا تترك المقاومة الشعبية ليلى خالد بيد الاحتلال قررت بالتخطيط لعملية أخرى تضمن تحريرها، فعمدت إلى خطف طائرة بريطانية وأخذتها إلى لبنان، وعلى إثر ذلك تم إطلاق سراحها.

الإفراج عن محمود حجازي في مقابل شموئيل

 كان لحركة فتح جهودات كثيرة ضمن ما تقوم به حركات المقاومة الفلسطينية، ففي عام 19691 نجحت الحركة في اختطاف جندي إسرائيلي يدعى شموئيل فايز، وكانت ذلك خطة للإفراج عن الفلسطيني محمود حجازي، وبالفعل بعد عامين من المفاوضات استطاعت حركة فتح في إبرام صفقة التبادل، وتم الإفراج عن محمود حجازي في مقابل الجندي الإسرائيلي.

صفقة النورس..الإفراج عن 76 أسيرًا فلسطينيا

 في عملية أطلق عليها “عملية الليطاني” نجحت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في أسر الجندي الإسرائيلي أبراهام عمرام.

وحدثت مفاوضات عديدة مع قوات الاحتلال من قبل منظمة التحرير الفلسطينية، والتي كان رئيسها آنذاك الرئيس الراحل ياسر عرفات، وذلك في سبيل عملية تبادل الأسرى، وآلت المفاوضات إلى الإفراج عن الجندي الإسرائيلي في مقابل إطلاق سراح عدد 76 أسيراً فلسطينياً، فيما عرف بصفقة النورس.

حركة فتح تحتفظ بجاسوسة من الموساد

حركة فتح تنجح في إبرام صفقة عملية التبادل الكبرى

 في عام 1983 نجحت فتح في إتمام صفقة كبيرة، كانت هي الصفقة الأكبر والأهم في تاريخ تبادل الأسرى منذ بداية احتلال فلسطين، حيث تم إطلاق سراح 4700 فلسطيني ولبناني كانوا في سجن «أنصار»، الذي قام الاحتلال ببناءه في لبنان الاحتلال هناك، وقد قامت قوات فتح في المقابل بإطلاق سراح 6 جنود إسرائيليين، حيث كان تم أسرهم عام 1982.

خطف 3 جنود إسرائيليين.. في مقابل إطلاق سراح 1155

طالبت حركة فتح قوات الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق سراح الفلسطيني مهدي بسيسو، وذلك في عام 1980، فتدخل الصليب الأحمر لإبرام صفقة تبادل الأسرى، فكانت حركة فتح عندها جاسوسة لجهاز الموساد الإسرائيلي، وهي شابة أردنية من اليمن، وخاض الصليب الأحمر مفاوضاته مع الجانب الإسرائيلي نجحت في النهاية عملية التبادل.

في عام 1985 حصلت الجهود الشعبية على كنز ثمين، حيث اختطفت عدد 3 جنود، وعلى إثر ذلك بدأت المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، وتم حينها إطلاق 1155 أسيراً عربياً.

نتيجة الصفقة.. الإفراج عن زعيم حركة حماس

تعرض رئيس المكتب السياسي لحركة حماس لعملية تسميم على الأراضي الأردنية، وذلك في عام 1977، ولكن بعد جهودات كثيرة من قبل الأمن الأردني استطاع أن يعتقل عدد من الأفراد الذين تبين أنهم من الموساد الإسرائيلي، وبعد مطالبة من قوات الاحتلال برد الأفراد، أبت الأردن إلا أن تأخذ الثمن، فتم الإفراج عن زعيم حركة حماس من السجون الإسرائيلية، وهو الشيخ أحمد ياسين.
 

صفقة وفاء الأحرار..

نجحت «حماس» في يونيو (حزيران) 2006 في خطف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عند حدود قطاع غزة. وعدّت «حماس» وقتها أن لديها «صيداً ثميناً».

ورغم الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة حينها، فإنها لم تتمكّن من الوصول إلى مكان احتجاز شاليط، واضطرت لخوض مفاوضات تبادل مع «حماس» استمرت 5 سنوات. وفي النهاية أفرجت الحركة عن شاليط مقابل 1027 أسيراً فلسطينياً، وأطلقت «حماس» على الصفقة اسم «وفاء الأحرار».

محمود عرفات

محرر ديسك، محرر في قسم الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى