عرب وعالم

٧٨ يوما من صمود القسام أمام “بط” الاحتلال

٧٨ يوما مرت على الحرب التي تدور رحاها في قطاع غزة، المصحوبة بعدوان جوي غير مسبوق من طيران الاحتلال على غزة ومدنييها، في أطول حرب يخوضها الاحتلال منذ اغتصاب الأراضي الفلسطينية عام ١٩٤٨ حتى الآن، ما جعل الأصوات الناقدة لأداء “نتنياهو” وحكومته تتعالي.

ولما كان الهدف المعلن للاحتلال هو “القضاء على حماس” فقد اقتصرت المعركة في عيون قادة العدو ومحلليه على العدو مقابل حماس، وهو ذات المسار الذي سنتبعه في التقرير الحالي حيث سنعرض أداء المعركة بين القسام والعدو، وفيما يلي أهم تفاصيلها.

وركز المحللون العسكريون الصهاينة على الفارق بين توقعاتهم مقابل ما حدث على الأرض، فتحدث “ايريك بربينج” المسؤول السابق للقدس والضفة المحتلتين و”السايبر” في مخابرات الاحتلال “الشاباك” عن سير المعركة ومواجهة القسام على الأرض، فقال: كنا نتوقع أن ترفع حماس “الراية البيضاء” لكن هذا غير واقعي الآن وهي تحاول الاستفادة من “الميزة النسبية” التي تمتلكها لإرهاق الجيش، فحماس تعمل بأساليب مألوفة وفتاكة وتتمتع بمزاياها النسبية، وغالبا ما تعمل قواتها في مجموعات صغيرة وبدون علامات مميزة كالزي الرسمي، مع الاستفادة من معرفتها الممتازة بالجيش.

وأوضح مزايا القسام فقال: “الفضل يعود في ذلك إلى حقيقة أن هؤلاء العناصر وعائلاتهم يعيشون خلال الأيام العادية في الأماكن التي يقاتلون فيها، ومن هنا تستخدم هذه المجموعات المتفجرات والكمائن والفخاخ، حيث يخرجون من الأنفاق التي يعرفونها جيداً والمعدة لهذه اللحظات بالذات”.

وخلص من ذلك إلى نتيجة فقال: “الجيش لا يزال بعيداً عن تحقيق إنجاز واضح في عدة أبعاد، أبرزها: القضاء على القيادة السياسية والعسكرية العليا لحماس، وتحييد الأنفاق والتدمير شبه الكامل لبنيتها التحتية المدنية والعملياتية”.

وقد أكد ذلك التحليل “يحيى السنوار”- رئيس حماس في غزة- في رسالة بعث بها للمكتب السياسي للحركة قال فيها: كتائب عز الدين القسام تخوض معركة شرسة وعنيفة وغير مسبوقة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي التي  تكبدت خسائر باهظة في الأرواح والمعدات، حيث استهدفت كتائب القسام خلال الحرب البرية ما لا يقل عن ٥ آلاف جندي وضابط، قُتل ثلثهم، وأصيب ثلثهم الآخر بإصابات خطيرة، والثلث الأخير بإعاقات دائمة، أما على صعيد الآليات العسكرية، فقد تم تدمير ٧٥٠ منها، بين تدمير كلي وجزئي.

وعرج على المجازر التي يرتكبها الاحتلال في حق أهالي غزة، فقال: الشعب الفلسطيني في قطاع غزة قدم نماذج في التضحية والبطولة والمروءة والتضامن والتكافل عز نظيرها، وواجب القيادة السياسية المسارعة إلى تضميد جراح الناس، وتعزيز صمودهم.

ولعل عنف المعركة والخسائر الفادحة التي يتكبدها العدو فيها وحجم الاحتقان في الشارع السياسي، ما دفع “نير بركات”- وزير الاقتصاد بحكومة الاحتلال- للتعليق الغاضب على رئيس حكومته فقال: نتنياهو يرسل الجنود مثل البط إلى كمائن حماس في مباني غزة، حيث يتم اصطياد الجنود بسهولة بالتفخيخ والاستهداف.

وعلى الرغم من التفوق الكبير للاحتلال في تلك الحرب، لم يجد مفرا من اصطناع النصر أمام ضربات المقاومة الموجعة، ليقنع الرأي العام لديه بجدوى تلك الحرب المليئة بالخسائر، ففي شهادة أحد أسرى غزة المفرج عنهم لشبكة “قدس” قال: إن “قوات الاحتلال اعتقلتنا من بيوتنا ومن بين أهالينا ثم أجبرت شابين على ارتداء زي كتائب القسام وأطلقت عليهما الكلاب والتقطت فيديو ومشاهد لهذه العملية لينشروها على أساس أن الشابين من مقاتلي القسام”.

بدوره كشف “إيتمار بن جفير”- وزير الأمن القومي لدى الاحتلال- عن سعي حثيث من الحكومة لإتمام المفاوضات مع حماس، فقال في تعليق غاضب: ضباطنا في غزة ليسوا هم الذين أرسلوا رئيس الموساد لأوروبا للتوسل لحركة حماس للدخول في مفاوضات.

وبينما يتكبد الخسائر من أكثر من ستة فصائل مقاومة لا يرى الاحتلال سوى حماس، ولا يتحدث وداعميه إلا عنها، في الوقت الذي لا يبحث فيه عن أرواح أسراه ولا يتحدث عنهم، ربما لأن الصفعة التي تلقاها يوم السابع من أكتوبر أفقدته التوازن، فأضحى مترنحا لا يرى سوى حماس ولا يسمع إلا صوت صفعاتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى