عرب وعالم

وكالة أمريكية: حديث الرئيس الإيراني لحركة حماس محاولة للهيمنة على القرار الفلسطيني


أثار الخطاب السياسي الذي وجهه الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي إلى قيادات وداعمين لحركة حماس، العديد من التساؤلات حول رغبة إيران، ومعها دول أخرى، لاسيما قطر، الهيمنة على القرار الفلسطيني، ودفع الفلسطينيين إلى مزيد من التصعيد الحربي ضد إسرائيل، كورقة ضغط سياسية يستخدموها في المنطقة.
وكشفت وكالة الأنباء الأمريكية، “اسوشيتد برس” أن الرئيس الإيراني ألقى خلال الجمعة الماضية خطاب غير مسبوق، موجه إلى الفلسطينيين في قطاع غزة بمناسبة الذكرى السنوية للمسيرة الفلسطينية في القطاع، في رسالة موجهة إلى حماس أولا التي تتولى قيادة القطاع.
يشكل الدعم المالي والسياسي الذي توفره دولتي قطر وإيران لحركة حماس الفلسطينية، في قطاع غزة، ضغطا على الفلسطينيين في حقهم في تقرير مصيرهم، إذ تحاول الدولتين، لاسيما إيران إلى جر الحركة الفلسطينية إلى مزيد من التصعيد ضد إسرائيل، لكسب ورقة ضغط سياسية عليها والاستمرار في كونهما الراعيان الأولين لها.

وفي خطبة عبر الفيديو موجهة إلى المئات من الداعمين لحركة حماس، وحليفها في قطاع غزة، حركة الجهاد الإسلامي، خلال تجمعهم في ملعب في مدينة غزة، طالب الرئيس إبراهيم رئيسي بالاستمرار على نهج الضغط في الكفاح ضد إسرائيل.
وبينت الوكالة أن هذا الخطاب، الأول من نوعه بالنسبة للفلسطينيين، حاول خلاله إبراهيم رئيسي في البداية خلق نوع من المصالحة بين حماس وداعمتها إيران، ومدى الخدمات التي تقدمها طهران للحركة، على مدار السنين، بعد نوع من التوتر سببته الازمة السورية.
وبعد الحديث عن استمرار الكفاح المسلح، أكد رئيسي أن مبادرة تقرير المصير هي اليوم في أيدي المقاتلين الفلسطينيين، محتفلا مع مقاتلي الحركة بإطلاق مسلحين موالين لها في جنوب لبنان وغزة وسوريا صواريخ على الأراضي الإسرائيلية.
ومن جانبه، علق زعيم حماس في غزة، يحي السنوار على الضربات الأخيرة التي شنتها إسرائيل على القطاع ردا على هذه الصواريخ، بانها كانت “مثل الصدمة الكهربائية البسيطة”.

قطر وإيران ومحاولة الهيمنة على القرار الفلسطيني
تحاول إيران وقطر من خلال مواقفهما ودعمهما المالي والسياسي لحركة حماس، فرض هيمنتهما على القرار الفلسطيني، وجعل أي تقدمات في هذا الملف يتم من خلالهما، بهدف كسب ورقة سياسية يتم اللعب بها إقليميا ودوليا.
في تقرير لموقع “أوبن ديبلوماسي”، بين أن الدعم المالي والسياسي الذي تقدمه قطر لقطاع غزة وتسلمه في يد حماس، هي محاولة منها لفرض مزيد من المصداقية والنجاح لحركة حماس المتشددة، في مواجهة الأطراف الفلسطينية الأخرى، خاصة حركة فتح والسلطة الفلسطينية، هذا النجاح يشكل ورقة ضغط لقطر أيضا، سياسيا، بجعلها مسيطرة على القرار الفلسطيني وأن أي تصرف تقوده الجماعة الفلسطينية ينبغي أن يأتي من الدوحة.
يبين الموقع أن قطر باتت تسيطر على التعيينات في القيادات الكبرى لحماس، وأنها تحدد الكثير من سياستهم ونشاطهم في قطاع غزة، مشيرا إلى أن قطر تعتمد أكثر على حماس وغيرها من الجماعات الإسلامية في فرض مكانها لها في الدول الإسلامية وعلى رأسها فلسطين.
يشير الموقع إلى أن دفع قطر المساعدات المالية لحركة حماس، يهدف في المقام الأول منع تفاقم السخط وتأكيد فشل حماس في قيادة القطاع، لكنها تبقي الفلسطينيين في حالة خضوع لحماس وسياستها المتشددة مع ظروف معيشية صعبة متمثلة في العيش على الكفاف.
تقرير آخر لصحيفة “ذا أتلانتيك”، الأمريكية أن إيران تفضل تقديم الدعم للمشروع العسكري لحماس، وتلعب دور كبير في إنتاج حماس للصواريخ محليا، ومحاصرة الفلسطينيين في قطاع غزة تحت رحمة مشروع مسلح تقوده حماس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى