مقالات

أيمن مدين يكتب: إسرائيل والملف النووي الإيراني

مما لاشك فيه إن صراع التسليح على اشده خاصة إمتلاك قوى الردع النووية والتى تنفرد إسرائيل وحدها بإمتلاكها بمنطقة الشرق الأوسط  مايحقق لها التفوق على كل دول المنطقة هو أمر يثير قلقها خاصة فى ظل تراجع تفوقها النوعى بالنسبه للاسلحة التقليدية عقب تنويع مصر مصادر تسليحها وسعيها لتوطين تكنولوجيا تصنيع بعض الاسلحة . هذا إلى جانب تطوير إيران اسلحة صاروخيه وتنامى قدرات إيران على تصنيع وامتلاك انواع محسنه من الطائرات بدون طيار ( درون ) والتى حققت نجاحات فى اختراق منظومات الدفاع الجوى الامريكية العاملة فى السعودية عبر استهداف قوات الحوثى لاهداف حيوية فى الداخل السعودى مستخدما طائرات بدون طيار إيرانية الصنع . وقد وصلت إيران إلى حد كبير من الطموح حتى وصل هذا الطموح إلى مقربة توصل إيران إلى تصنيع القنبلة النووية وامتلاك سلاح الردع االنووى وهوالامر الذى تسعى إسرائيل بل وحلفائها الامريكان والاوربيون للتصدى له إضافة الى بعض الدول العربية على رأسها السعودية ودول مجلس التعاون الخليجى . لما تمثله لها إيران من تهديدات عبر سعيها الدائم إلى نشر التشيع

خاصة مع تنامى قدراتها وتوسيع تواجدها فى عدد من دول المنطقة العربية عبر وكلائها فى كلا من (لبنان – العراق – اليمن- قطاع غزة ) ويلاحظ هنا ان التواجد الإيرانى فى دول المنطقة العربية يحيط بإسرائيل بشكل ملفت وهو ما تخشاه إسرائيل كونها على يقين من أن دولة إيران تكن لها الحقد والعداء فهى احد الدول الإسلامية التى تنظرإلى إسرائيل نظرة المحتل الغاصب لبقعة مقدسة هى القدس وباقى الأراضى الفلسطينية . ولهذا تعمل إسرائيل جاهدة سواء عبر حلفائها فى الغرب او بتنسيق أحياناً مع روسيا فى الشرق أو حتى بشكل منفرد لوقف امتلاك إيران السلاح النووى بشتى السبل .

مفاوضات النووى الايرانى

سعت بعض الدول الغربية على رأسها الولايات المتحدة الحليف الابرز لإسرائيل إلى التوصل لاتفاق مع إيران بحيث يثنى إيران عن فكرة تصنيع القنبلة النووية مقابل رفع العقوبات عن إيران لكن لم تنجح فى إبرام إتفاق يحقق مصالح جميع الاطراف .ما دفع إيران إلى المضى قدما من أجل الوصول إلى تصنيع القنبلة النووية . وهو الأمر الذى يقلق دولة الاحتلال بل ودول الخليج العربى التى هى على علاقات متوترة بإيران بسبب امورمذهبية ومساعى إيران إلى التمدد ونشر المذهب الشيعى فى الدول ذات المذهب السنى

وقد أدى هذا الفشل المتكرر ولأعوام دون انجاز شئ يذكر فى هذا الملف ( النووى الايرانى ) وعلى الرغم من تشكيل لجنة خمس + واحد والتى تتشكل من إيران إلى جانب  الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن ( امريكا – بريطانيا – فرنسا – روسيا – الصين  )

محاولات إسرائيل عرقلة برنامج إيران النووى

إلى سعى إسرائيل لعرقلة وصول إيران إلى إمتلاك النووى عبر الهجمات الاليكترونية التى إستهدفت إسرائيل من خلالها منظومة التحكم التابعة للمنشأت النووية فى طهران عن طريق فيروس وقد كان ذلك فى سبتمبر عام 2010 كما تعرض البرنامج النووى الإيرانى لفيروس جديد يسمى ( فلايم ) عام 2012 والذى تسبب فى تعطيل منظومات التحكم فى عدد من المنشأت النووية . كما أنه فى عام 2018 تم شن هجوم إليكترونى كبير ضرب البنية الاساسية للإتصالات فى معظم انحاء أيران ومن ثم عادت إسرائيل و استهدفت ايضا مفاعل ( نطنز ) بهجوم سيبرانى عام 2021 .

 ولم تكتفى إسرائيل بهذه الهجمات الاليكترونية بل عمدت إلى إغتيال بعض الشخصيات العلمية البارزة والتى تعمل على تنفيذ المشروع النووى الايرانى مثل ( مسعود على محمدى و مجيد شهريارى )  وقد كان اخرهم ( محسن فخرى زاده ) احد أبرز العلماء المشاركين فى تنفيذ البرنامج النووى الايرانى .

مساعى امريكيه لتشكيل حلف عربى إسرائيلى ضد إيران

ولكن كل ذلك لم يثنى إيران عن عزمها وسعيها المتواصل للحصول على سلاح الردع النووى وتصنيع القنبله النووية وهو ما جعل إسرائيل مؤخرا تهدد بهجوم عسكرى منفرد  ضد إيران عقب فشل مساعى امريكية لتشكيل تحالف دفاعى عربى إسرائيلى تحت مسمى الناتو العربى هذا الخلف الذى كانت تأمل كلا من امريكا وإسرائيل فى تعزيز موقف إسرائيل الأمنى خاصة كونه محاصرة بأذرع إيران من عدة جوانب

( حزب الله فى لبنان – حزب الله فى سوريا – حماس فى قطاع غزة بفلسطين ) مع إمكانية تحرك ميليشيات الحشد الشعبى الشيعيه من العراق والإنضمام لحزب الله بكلا من سوريا ولبنان إذا لزم الأمر وهو ما يزيد الضغط على إسرائيل . لكن رفضت الدول العربية مثل هذا التحالف والذى قد سبق التشاور حوله فى اجتماع النقب والذى ضم انتونى بلينكن ةوير خارجية امريكا ونظرائه فى إسرائيل والدول العربية .

لكنه لم يلقى قبول لدى الدول العربية خاصة وأنه لا يرسى دعائم السلام بالمنطقة كما تذكر امريكا بل انه يشعل المنطقة بل يضع الدول العربية فى مواجهة مباشرة مع إيران وهو الأمر الذى لا طائل منه سوى انه يصب فى مصلحة أمن إسرائيل بحيث ينشغل العرب وإيران فى مواجهات تنهك قوى الطرفين بحيث يصبح كلا من إيران والعرب غير قادرين على استهدافها .

قدرة إسرائيل على شن هجوم ضد إيران

بكل تأكيد تمتلك إسرائيل واحدا من اكثر جيوش المنطقة تطورا وحداثة فهى تنفرد بين دول المنطقة من حيث إمتلاكها طائرات الجيل الخامس الامريكية الشبحية ( إف 35 ) كما انها تمتلك طائرات السيادة الجوية الضاربة ( إف 15 ) كما يشتمل تسليحها على طائرات بدون طيار متطورة وغيرها من الاسلحة التى تضعها ضمن طليعة القوى العسكرية بالمنطقة بل والعالم حيث تأتى فى المرتبة الثامنة عشرعالميا

لكن على الرغم من ذلك تتفوق إيران عليها من حيث الترتيب حيث أتت فى المركز الرابع عشرعالميا  ورغم  تاخر إيران فى سلاح الجو إلا انها تتفوق على إسرائيل من حيث عدد من الاسلحة أبرزها سلاح البحرية . وعلى الرغم من كل ذلك وامتلاك إسرائيل أسلحة متطورة إلا اننا مازلنا نذكر فشل إسرائيل فى حربها ضد حزب الله بلبنان عام 2006 وعلى الرغم من أن إسرائيل كانت فى وضع افضل من الان من حيث التقدم فى التصنيف العالمى عن إيران وإمتلاك اسلحة اكثر تطور عما لدى إيران الان . واضطرت إسرائيل إلى وقف عمليتها العسكرية على الجنوب اللبنانى والانسحاب .

أما عن الاوضاع الان فحسب تصريحات المسئولين الاسرائليين انفسهم فقد تطور تسليح حزب الله كثيرا واصبح يمتلك ترسانة من الاسلحة قادرة على قصف العمق الاسرائيلى بالاف القذائف يوميا . هذا إلى جانب حماس وما تمتلك ايضا هى الاخرى من اسلحة متطورة قد امدتها بها إيران بالإضافة ألى امكانية تحريك إيران قوات الحرس الثورى المتواجدة فى سوريا عبر الجولان لتشكل مثلث يضغط على إسرائيل ويضطرها إلى ما هو أسوء من مجرد شن حرب على جبهة واحده ( جنوب لبنان ) مثلما حدث فى 2006 بل ثلاث جبهات قد تربك الحسابات الاسرائيلية . فى ظل ضعف امريكا واوربا على تقديم دعم اخر لإسرائيل إلى جانب دعمهم لاوكرانيا وفى ظل مرور هذه الدول الحليفة لإسرائيل بأزمات إقتصادية طاحنة ترتب عليها ازمات سياسية منها إقالة رئيس وزراء بريطانيا وتقديم رئيس وزراء إيطاليا استقالته . وفى ظل غضب دافعى الضرائب الامريكين من كم المساعدات الضخمة التى تقدمها أمريكا لأوكرانيا والتى وصلت 40 مليار دولا فى ظل أزمة تضخم تعصف بالاقتصاد الامريكى . وفى ظل دعم روسي لإيران والذى كان له أثر فى تراجع بعض الدول العربية عن قبول تدشين حلف دفاعى مع إسرائيل .

وبناء على كل ما سبق ذكره فإن تهديدات إسرائيل بشن حرب ضد إيران هى مجرد حرب نفسيه او محاولة من رئيس الوزراء الجديد لابيد ان يكسب دعم داخلى خاصة فى ظل ازمة سياسية ومحاولات نتنياهو العودة لمنصب رئاسة الوزراء .أما اى تحرك متهور غير مدروس من جانب إسرائيل سيكون له عواقب وخيمة عليها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى