مقالات

سامح الألفي يكتب/ بلطجة وقتل ورائحة الموت في كل مكان.. من السبب وكيف العلاج؟!

كتب سامح الألفي

تحرك قلمي مرتعدا ومستفزا ولم يستطع أن يتوانى او يغض الطرف عن ما يحدث من جرائم لم نسمع عنها من قبل …. هل نحن حقا في آخر الزمان ؟! وهل ما يحدث حاليا شواهد على نهاية هذا العالم الحزين ؟!

أصبح القتل أمرا سهلا بل وهينا ويأتي من أقرب الأقربين ونسمع عنه يوميا أب يقتل ابنه والآخر يعري ابنته الرضيعة تحت المطر ويشرع في حرقها ويتركها ويهدد من يقترب منها بالقتل وآخر يجد طفلة رضيعة ملقاه عند أحد المساجد وقد نهشت الكلاب نصف جسدها وغيرها الكثير من الجرائم هل هذه هي البلطجة في ابشع صورها؟!!!!.

تضافرت كل جهود الدولة سواء بفرض غرامات وإجراءات احترازية لمواجهة فيروس كورونا وتأجيل دراسة وغلق أماكن تجمعات المواطنين وتجهيز عدد كبير من المستشفيات لإستقبال حالات الإصابة بالمرض ولكن تغافلت عن أكثر الأمراض والظواهر فتكا بالإنسانية والتي تنتشر كالنار في الهشيم في مجتمعنا دون رادع أو اتخاذ تدابير او معرفة منبع الخطورة وسبب الإنتشار وما هي الحلول لمواجهة تلك الظاهرة.

ظاهرة البلطجة من الظواهر التي انتشرت في مجتمعنا في الآوِنة الأخيرة، واتَّخذت صورًا وأشكالاً متنوعة سواء عن طريق أفراد أومؤسسات بل لا أُبالغ إذا قلت أنها انتشَرت حتى في البيوت.

فما تعريف البلطجة ومظاهرها وأسبابها؟ وأهم الطرق علاجها؟

البلطجة هي استخدام القوة لاستغلال الآخرين؛ بهدف تحقيق مصلحة خاصة، وهي نابعة من احتياج صاحب القوة فردًا أو مجتمعًا أو دولة، وفرْض الرأي بالقوة والسيطرة علي الآخرين وإرهابهم والتنكيل بهم.

وجاء تعريف البلطجة في القرآن والسُّنة وهي محاربة الله والرسول والإفساد في الأرض، قال تعالى: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ﴾ وقال تعالى﴿ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ﴾

فآيات وأحاديث كثيرة تحدثت عن هذه الظاهرة على أنها إفساد في الأرض وقتل وتنكيل وسرقه لأرواح الناس وممتلكاتهم.

أما عن أسباب ظاهرة البلطجة فلها أسباب كثيرة من أهمها التنشئة الأسرية الخاطئة، فالأب دائمًا منشغل بحياته العملية والسعي على لقمة العيش، والأم لاتُفتش عن سلوكيات أولادها ولا تقومهم ولا تعرف من يصادقون أو يصاحبون مما جعل أبناءَنا عُرضة لهذه الظواهر، وكذلك انتشار المواد المخدرة التي تذهب العقل والتي أصبحت تباع في كل مكان بالإضافة لإنتشار الخمور التي تباع في أماكن مرخصة.

كما أن وسائل الإعلام المختلفه والأفلام والمسلسلات التي تروج للبلطجه وتظهر أفراد العمل بها أبطالا فيتبعهم الشباب ويعتبرونهم قدوتهم في الحياة.
ولغياب العدالة الإجتماعية دور هام فالظلم أصبح ظاهرةً منتشرة في مجتمعاتنا، حتى أن بعض الحكام يستخدمون البلطجة لحماية عروشهم، فالقوي يأكل الضعيف، والغني يظن أن له حقًّا موروثًا عليه أن يأخذه من الفقراء والمساكين والفقراء يظنون أن الأغنياء أكلوا أموالهم ويجب أن يأخذوها حتى ولو بالقوة ووجَدنا أثرياءَ ثراءً فاحشًا، وفقراءَ لا يجدون لُقمة العيش، ولا مسكنَ يَأْويهم من حرارة الشمس وبرد الشتاء كلها ظروف تساعد على انتشار هذه الظاهرة.

من وجهة نظري يكمن الحل لهذه الأزمة التي يمر بها مجتمعنا هو بناء
مجتمع إسلامي كما بناه نبينا صلى الله عليه وسلم يَمنح أهله مناعة دينيَّة ضد الانحرافات المحرَّمة، والممارسات الخاطئة، والعلاقات المرفوضة، لو تدبَّرنا قصة تحريم الخمر في بداية ظهور الإسلام، لظهَر لنا التطور التدريجي في أخلاقيات المجتمع وكيف تحولوا بتعاليم القرآن من عباد الأصنام إلى قادة للعمران، ومن قُطَّاع للطُّرق إلى قادة للأُمم.

كما تكمن الحلول في سن قوانين وعقوبات رادعة للبلطجة وتكون على مرئى ومسمع الجميع للحد من انتشار الظاهرة، وكذلك لابد من الرقابة الكاملة على وسائل الإعلام ومايبثه التلفاز ويقدم للأسرة، بالإضافة إلى القضاء على ظاهرة أطفال الشوارع التي هي نواة لظاهرة البلطجة في المستقبل، وضرورة التواجد الأمني خاصة في الاماكن التائية التي تعد بيئة خصبة للمخدرات والسرقات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى