غير مصنف

«احموا بناتكم».. برامج الدعارة الإلكترونية قنابل موقوتة

إسراء عبدالفتاح

فجرت قضية الطالبة «حنين حسام» على مدار الأيام القليلة الماضية قضية أكبر و اخطر وهي بيزنيس «الدعارة الإلكترونية»، وذلك بعدما تم القبض عليها بتهمة التحريض على الرذيلة، ونشر الفسق و الفجور، بعد فيديوهات نشرت لها على تطبيق الـ«تيك توك».

و البداية كانت عندما دعت”حنين” الفتيات إلى تسجيل فيديوهات لايف، من خلال برامج و تطبيقات على الهاتف، للحصول على الأموال التي تصل من 80 دولار إلى 3000 دولار شهريًا.

حقيقة تلك التطبيقات 

والذي لا يعرفه كثير من الناس، أن تلك البرامج خصصت هدايا يتم إرسالها للفتيات ، يتم بيعها من خلال تطبيقات البرامج عبر الفيزا كارت أو تحويل رصيد من الموبايل ، وبالطبع هذه الهدايا يتم ترجمتها الى أموال بالدولار يتم تحويلها لحساب الفتاة بالبنك نهاية كل شهر.

ومع إنتشار الطلب على الفيديو لايف أنتشرت البرامج التى تعمل فى هذا المجال، بل إنتشر أيضا وكلاء للفتيات يعملن فى مجال “القوادة الالكترونية” ، من خلال مقابل تحصيل نسبة تصل الى 20% ، ويتم تقسيم الهديا التى يتم ترجمتها الى أموال لتكون 40% لبرنامج اللايف و60% للفتاة.

القوادة الإلكترونية

وإذا كانت الفتاة تعمل من خلال وكيل يتم خصم 20% للوكيل ، والوكيل هو الشخص الذى يدعو الفيات لبث لايف والاشتراك فى هذة البرامج .

ومن أجل تنوع الهدايا فقد تم تسعير عدد من الهدايا بوضع شفرات لها ، وكل شفرة لها سعرها وتبداء من 50 دولار إلى دولار واحد ، فأعلاها سعراً هى الكرة الأرضية والسيارة ، الجوهرة والشامبانيا ، وارخصها القلب والزهرة

ولأن الفسق والفجور هو الذى يحقق أعلى مشاهدة ، والإغراء وإظهار المفاتن هى التى تجعل الشباب متابعين أكثر لبث الفتاة الأكثر إثارة، وكلما زادت الفتاة فى عرض اكبر قدر من مفاتن جسدها والحديث فى أمور غير اخلاقية كلما زاد لديها عدد المتابعين، وزادت نسب مشاهدة من الشباب، لتصبح هذه البرامج سرطان يدمر الفتيات والمراهقين.

وفيما يلي يعرض«اليوم» في التقرير التالي آراء العلماء و المختصين في كيفية ردع تلك الظاهرة:
الأزهر: استخدام وسائل التواصل الإجتماعي في الإنحراف الأخلاقي والسلوكي أمر مرفوض شرعًا

أكد الدكتور عبدالحليم منصور، استاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، على أن وسائل التواصل الإجتماعي قد خلقت كي يتم استخدامها في تقارب الشعوب وليس للإنحراف الأخلاقي، مضيفًا أن حكم أستخدام وسائل التواصل الأجتماعي في مثل هذه الأمور وفي الإنحراف الإخلاقي و السلوكي، هو مرفوض شرعًا.

أضاف منصور خلال حديثه لـ«اليوم» أنه يجب التوعية بخطورة تلك الأمور، من قبل وسائل الإعلام، وتجريم الإنجراف خلفها، ومعاقبة الجاني الأساسي، مشيرًا إلى أنه يجب وقف بث تلك التطبيقات حتى يزداد الخطر على الجيل القادم من الشباب.

استشاري اسري: هناك استغلال سيئ من خلال تلك التطبيقات للمراهقين و الفتيات

قال الدكتور أحمد علام، استشاري اسري، إن تلك التطبيقات لها جانب حسن وهو مجرد التسلية، والتقارب الفكري و المجتمعي بين الشعوب، واصفًا تلك التطبيقات بـ«منتهكة الخصوصية»، وذلك بسبب استخدام الشباب لها من داخل غرف النوم، دون النظر إلى خطورة الأمر.

أشار خلال حديثه لـ «اليوم» إلى أن الأهل يجب عليهم متابعة تصرفات الأبناء، وخاصةً الفتيات فيجب أن تكون هناك رقابة، مضيفًا أن إذا غفل الأهل عن الحظر من تلك التطبيقات، فيستيقظ في يومًا الشعب على كارثة، كـكارثة «الحوت الأزرق».

كما وجه علام نصيحة إلى الفتيات اللاتي تتبع تلك الأمور الغير أخلاقيه أنها سيكون لها عواقب نفسية فيما بعد وخاصةً إذا وصلت تلك الفيديوهات للأهل أو للأقارب.

خبير تكنولوجيا المعلومات: الشباب و الفتيات يستمتعون بالشهرة لجلب الأموال دون تعب لذلك يلجأوا لنشر فيديوهات على هذا التطبيقات

قال الدكتور علاء الجندى خبير تكنولوجيا المعلومات، أن تطبيق “تيك توك” يدعو الشباب والفتيات ممن هما أقل من سن الرشد للخروج عن المألوف في المجتمع المصري من أجل تحقيق الترافيك وأرباح عالية وسريعة.

وأوضح الجندي خلال تصريحات تليفزيونية،  أنه لا يمكن وصف “التيك توك” بأكثر من أنه يقدم ما هو خارج عن المألوف، مضيفًا أن هناك الكثير من الشباب والفتيات يستمتعون بالشهرة لجلب الأموال دون تعب لذلك يلجأوا لنشر فيديوهات على هذا التطبيقات.

وأشار إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى مثل تويتر وانستجرام لها ضوابط وشروط في الاستخدام وإذا خرج أي شخص عن المحتوى  المألوف يتم حذفه مباشرة، إلا أن تطبيق “تيك توك” ليس فيه هذه الشروط ويمكن لأي شخص أن يضع المحتوى الذي يرغب في نشره.

استاذ علم اجتماع المرأة: لا تزرعوا داخل اولادكم الخوف حتى لا يبحثوا على الأمان الوهمي في تلك التطبيقات

أكدت د.أسماء مراد، استاذ علم اجتماع المرأة على أن هناك الكثير من مستخدمي تلك البرامج مصابين بأمراض نفسية لإستعراض قدراتهم الخلقية بإستخدام بعض الكلمات و الأفعال الغير اخلاقية لجذب اكبر عدد من الناس لهم حتى يشبعوا رغباتهم.

و أضافت مراد خلال تصريحات لـ«اليوم» أن للأهل عامل كبير في توجيه الفتيات و الشباب، مشيرًا إلى أنه يجب الحرص على جلسات التحدث مع الفتيات، وعدم زرع الخوف داخلهم حتى يتجهوا لمثل تلك البرامج باحثين عن الأمان المزيف.

برلماني: هناك إجراءات يتخذها جهاز الاتصالات من أجل حجب بعض الفيديوهات التي تتنافى مع تقاليد المجتمع

وفي سياق متصل، قال أحمد بدران، وكيل لجنة الاتصالات والتكنولوجيا بمجلس النواب، إن اللجنة تعمل على إصدار قانون للتحكم في المحتوى الذي يقدم عبر منصات التواصل الاجتماعي، مشيرًا إلى أن الأطفال في سن المراهقة يسيئون استخدام برامج التواصل الاجتماعي في ظل غياب الأسرة.

وأضاف بدران  أن فكرة حجب البرامج نهائيا سيكون صعب تنفيذها، ولكن هناك إجراءات يتخذها جهاز الاتصالات من أجل حجب بعض الفيديوهات التي تتنافى مع تقاليد المجتمع، مشيرا إلى أن الأسرة عليها دور كبير في مراقبة أبنائها حتى لا يقعوا فريسة لبعض الشركات التي قد تستغلهم في أعمال غير أخلاقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى