عرب وعالم

تفاقم الصعاب وسط الصراع السوري المتجمد

تتفاقم الأزمات الاقتصادية في الداخل السوري، مع الانهيار الاقتصادي الي اجتاح البلاد منذ بداية الحرب عام 2011، الأمر الذي ألقى بظلاله القاتمة على الأحوال المعيشية للمواطنين واللاجئين هناك، حتى مع انخفاض وتيرة العنف والقتال. 

كانت “أمونة بري”… أحد الذين يعانون تلك المصاعب ومثال حي عليها، فمنذ أن توفي نجلها -الذي كان يقاتل في صفوف النظام- عام 2013، بدأت الحكومة السورية في دفع راتبًا شهريًا لها، كان يغطي كل نفقات بيتها بسهولة. لكن اليوم “راتب الشهداء”- الذي كان يمنح لعائلات الأشخاص الذين ماتوا من اجل دمشق خلال الحرب المستمرة منذ 11 عام- بالكاد يغطي ثمن علاج السكري الخاص بها.

ومثل جميع السوريين، تقول “بري”: إن العيش اليوم بهذا الراتب أصعب من أي وقت مضى خلال هذا الصراع، على الرغم من مرور عدة سنوات على آخر معركة كبرى، وسيطرة الرئيس “بشار الأسد” بقوة على معظم أنحاء البلاد.

وأضافت “بري” البالغة من العمر 50 عامًا- وهي تجلس إلى جوار صورة الأسد في منزلها بضواحي مدينة دمشق، حيث تعيش منذ النزوح من حلب خلال فترة القتال منذ قرابة العقد من الزمان: “إن الأمور خلال الحرب كانت أكثر سهولة، فلم تكن الأشياء باهظة الثمن مثل اليوم”.

فهي لا تستطيع تحمل تكاليف تدفئة منزلها، وهو مأوى مؤقت في مبنى غير مكتمل تضع بطانيات على جدرانه. فحين وفاة ابنها كانت الحكومة تدفع لها منحة شهرية تساوي 30 ألف ليرة سورية أي ما يعادل وقتها 150 دولار أمريكي، أما الآن يعادل هذا المبلغ 6 دولارات فقط، فقد انخفضت قيمة الليرة إلى أقل من 2% من قيمتها عام 2011، ما يعكس الانحدار العاصف للوضع الاقتصادي في البلاد. 

واختتمت “بري” حديثها فقالت: “أبكي أحيانًا، وأشعر بالضيق أحيانًا، وأفكر في مغادرة البلاد أحيانًا أخرى، لكن إن عادت فكيف أعيش؟”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى