تقارير و تحقيقات

عملاق الصناعة المهمَل.. فى عيد العمال: قلاع الغزل والنسيج بالمنيا “فى ذمة الله”

رئيس نقابة العمال: رئيس الشركة ضيع على الدولة أكثر من 33 مليار جنيه.

 عامل: بيوتنا خربت ومش لاقيين ناكل إحنا وعيالنا،  وعيدنا تحول لمأتم جماعى كل عام .

  : مصانع المنيا مأوى للكلاب و5 آلاف عامل خارج  نطاق الخدمة.

ما بين قعيد الفراش ومشلول ومريض ومن توفى قبل كمداً، وما بين من أصبح الشارع مكانه، ومن شتت من عمله أو فصل أو يعيش عالة على ملاليم محدودة لا تكفيه وأسرته سوى أيام معدودات، هكذا حال عمال أكبر قلعة للصناعة المصرية فى عهد الذهب الأبيض كما كان يطلقون عليه منذ سنوات مضت.

 مع قانون الخصخصة تحولت تلك القلعة إلى مأوى وسكن للكلاب الضالة بدلاً من إعاشة الآلاف من عمال المنيا على تلك الصناعات التسعة، التى كانت محل أنظار العالم فى سنوات ما قبل تسعينيات القرن الماضى. يتعايش منها العمال ويصدر إنتاجها إلى دول عربية وأجنبية.

عل مساحة 110 فدان: 

هكذا حال مصانع الغزل والنسيج بمحافظة المنيا، والتى تقع على أكثر من 110 فدان بمراكز مغاغة والمنيا، وملوي، وبنى مزار،  وكانت تعد أكثر المصانع التى تنتج أكثر من 7 % من الناتج القومى بالمحافظة.

 ليشهد لها القاصى والدانى بالحسرة على قلاع صناعية أصبحت خاوية على عروشها سوى مبانى متهاكة  ومعدات سرقت ، و كلاب تعيش فيها وعمال مشردون أو ماتوا من الجوع والحسرة  ،على حالهم التى يرثى لها.

الدولة عاجزة عن استرداد أملاكها:

“موقع اليوم” رصدت أحوال عمال حليج الأقطان بالمنيا، والتى وصفها أحد العاملين بأنها انتقلت إلى رحمة الله، وأصبحت الدولة عاجزة عن إسترداد أملاكها وتشغيل مصانعها ، التى سيطر عليها نخبة من المنتفعين  وذوي النفوذ، وأصحاب المال ليحولوا تلك المصانع إلى أشلاء سوى عمال ومهندسين قليلون تحولوا  إلى حراس لتلك المصانع ، بدلاً من تشغليها

 رضا : الحكومة خربت بيتنا ومش لاقيين نأكل

قال رضا قراقوس أحد  العاملين بشركة حليج الأقطان لما أشتكيت وقدمت بلاغ فى شهر مارس الماضى ضد رئيس الشركة  ،لعدم صرف مرتباتنا منذ 4 أشهر  والتى   لا تتجاوز 520  جنيهاً ، فوجئت بقرار نقلى إلى أحد  مخازن الشركة   وبدلاً من أكون عامل منتج حولونى  إلى عامل عاطل.

 وإحنا مش قاردين نأكل عيالنا  ولا قادرين نعيش على 500 جنيه  ،وعيدنا تحول لمأتم جماعى ،  ورئيس الشركة وعصابته حولوا المصانع بالمنيا لخرابة تسكنها الكلاب  ،وشوية خردة من الحديد والمبانى ،  والحكومة رغم أنها حصلت على حكم قضائى بإسترداد مصانع حليج الأقطان منذ أكثر من عام ونصف  ، إلا أنها عايزة كده ، علشان الناس تجوع وتموت من الجوع.

 عبد الاله :  طلبت عوضى على الله فى مرتبى

فيما قال عبد الإله طنطاوى محاسب سابق: “أنا رحلونى معاش مبكر ،   وللأسف لا أتقاضى أي معاش منذ عام  وطلبت عوضى على الله  ، وأشتكيت لطوب الأرض  ولما نسأل يقولو لنا الشركة مفهاش فلوس”.

 وأكد عبد الإله لـ”اليوم” إن المصانع واقفة منذ عام 2008 وحتى اليوم، ومعظم العمال ماتوا واللى عايشين مش لاقيين  حتى الفتات، علشان تعيش عليه

 ومنه لله إللى كان السبب ،  وخصخص الشركة وخرب بيتنا وضيع حقوقنا وإحنا ولادنا مشردين.

محمود : حولونا لحراس بدل من نكون عمال   

 فيما قال محمود سيد أحد العاملين بحليج الأقطان : إحنا تحولنا لحراس بدل ما كنا منتجين ،  وبنقعد من الساعة 9 صباحا وحتى الساعة 2 ظهرا  ،ونروح على أمل أن نصرف مستحقاتنا  ،والشركة منعت عنا الرواتب والجهود والحوافر ، وصفينا على 120 عامل بعد أن كنا حوالى 5 آلاف عامل بفروع الشركة بالمنيا ، فى 3 فروع أصبحنا اليوم ملناش  سعر ولا تمن عند  الحكومة أو رئيس الشركة .

 مرزوق : الشركة ضيعت على الدولة مليارات الجنيهات

غير أن خيرى  مرزوق رئيس اللجنة النقابية للعاملين بحليج الأقطان بالمحافظة ، قال : ذهبنا لرئيس مجلس الوزراء ووزير الإستثمار  ورئيس الشركة القابضة  والتى دفعت حوالى 300 ألف جنيه لأحد المستشارين عن كيفية إعادة الشركة وما عليها للدولة   ، وبعد كتابة التقرير الإستشارى فوجئنا داخل مجلس الوزراء أتغير كل شىء  ، وبدل ما تعود  الشركة وما عليها للدولة  رجعنا إلى نقطة الصفر  ومش واخدين حق ولا باطل مع مجلس ادارة الشركة  ، التى خربت 9 مصانع بالمنيا هى مصنع الزيوت ، والصابون ، وعلف الحيوان  ،وقشر البذرة ، والصفيح  ،والكتان ، و الأوكسجين ،    ومحطات توليد كهرباء ، وخلافه  كل ذلك أنهار بقدرة  فساد مسئولى الشركة.

 وأضاف  مرزوق أن مصانع المنيا كانت تنتج يوميا 50 طن زيوت  ،  و30 طن أعلاف   و75 طن سمن  إلى جانب منتجات أخرى كانت تقدر بملايين الجنيهات  وبجرة قلم بيد مسئولين بالشركة ، ضاع  أكثر من 33 مليار جنيه على الدولة  وكل شىء أهمها حقوق العمال بعد تسريحهم  أو فصلهم أو إحالتهم إلى التقاعد أو نقل المتبقى منهم إلى فروع الشركة بالوجه البحرى .

 وعلق  أحمد عبد  السميع أحد العاملين قائلا :  لم يكن  حال العاملين بالشركة ، فحسب حتى التأمين الصحى والمعاش قطعوه عننا   ، وقدما طلبات بعودة الشركة للدولة ولكن لاحياة لمن تنادى ، كما أشار أحمد إن احنا اليوم عايشين على فيض الكريم وأولادنا أشتتوا ، ومش  قادرين نعيش من 2009 وحتى اليوم ،  وحتى العمالة الموسمية شردوها من المصانع  وبقالنا شهور عديدة لم نصرف مليماً وحداً من المرتبات أو الجهود أو الحوافز.

باتت أثراً بعد عين:

الشركة التى تقع على مساحة 110 فدان بمصانعه فى محافظة المنيا ، كانت من اكبر القلاع الصناعية التى تنتج كل شىء للخارج والداخل  ،حتى نصف مساحة أراضيها أتعرضت للنهب والبلطجة  وأستولى عليها الكثيرون بالبناء وبالشراء بالمخالفة للقانون.

 أسئلة عديدة دارت فى  أذهان عمال المنيا، السابقين والحاليين والدموع تزرف من أعينهم تحسراً وحزناً لما تعرضوا له من جراء  مجلس إدارة الشركة  التى ترفض تسليم الشركة والمصانع إلى الدولة ، فى الوقت الذى تنادى فيه الحكومة بإعادة تشغيل مصانع الغزل والنسيج مرة أخرى، وتعيد القلعة إلى سابق عهدها الذهبى وتفتح مجالات للعمل بعد أن زادت البطالة بمعدل الضعف بين أبناء المنيا .

 ورغم صدور حكم محكمة القضاء الإدارى بعودة الشركة إلى الدولة ، إلا أن المشكلة ما زلت قائمة  والعمال فى الشارع  ، والحقوق ضائعة بين مجلس إدارة الشركة والحكومة ، التى تتقاعس  عن   أسترداد أملاكها مرة أخرى  ، ودفع عجلة الإنتاج لبناء وطن وأجيال جديدة ، تجد ما تقتات عليه ، بدلا من التسول والجوع الذى ساد فئات العمال بالمحافظة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى