مقالات

محمد السمادوني يكتب/ العالم على صفيح ساخن

هناك حاجة ملحة لمواجهة التغيرات المناخية ، فالذى يدفع الفاتورة المجتمعات النامية أكثر من الدول المتقدمة التى ساهمت بصورة أكبر فى أحداث ثقب الاوزون وتتهرب من مواجهة مسئوليتها بشرف.

عندما اجتمعت خمسون دولة سنة 1945 لتأسيس منظمة الأمم المتحدة المنوط بها تنظيم عالم لا تتكرر فيه اهوال الحرب العالمية الأولى والمحافظة على السلم والأمن الدوليين وشئون البيئة على مستوى العالم لم يدر بخلد هؤلاء المؤسسون العظام أن سنة 2022 ستأتى ويكون العالم على هذه الحالة البائسة من عبث بالبيئة واشتعال الحروب الإقليمية التى تؤثر على الشأن الدولى .

لقد لخصت “لن يتكرر ابدا ” التى وردت فى وثيقة تأسيس الامم المتحدة اهداف مؤتمر التاسيس الذى عقد فى سان فرانسيسكو سنة 1945
فيجب ألا يتكرر ابدا الكساد العالمى ، يجب ألا يتكرر ابدا إخفاق المجتمع الدولى فى مواجهة العدوان ، يجب ألا يتكرر التسامح فى الاعتداء على كرامة المواطنين وحقوقهم الأساسية ، يجب ألا يتكرر ابدا فرص لا تجعل السلام الدائم ممكنا .

ان التحديات التى تواجه العالم اليوم أكثر تعقيدا عن التى كانت موجودة وقت تأسيس الامم المتحده .
اصبحنا فى حاجة لإيجاد نظام فعال يواجه مشكلات العالم الحالية .

لم يحدث من قبل على الإطلاق أن تواجدت أمور مشتركة بين سكان العالم على النحو الموجود الان ، كما أنه لم يحدث من قبل أيضا أن كانت الاشياء التى تفرق بينهم على هذا النحو الصارخ من الوضوح .
كان لمقولة أن العالم أصبح قرية صغيرة أبلغ الأثر فى لفت الإنتباه إلى الغزو الاليكترونى للفضاء.
لقد تم اختصار المسافات والزمن ، أن الحدود الجغرافية بين الدول لم تعد لها نفس الأهمية التى كانت لها فى الماضى ، خرائط جوجل اصبحت ترشد لكل الاماكن والشوارع والحارات داخل أية دولة .

وفى إطار التقارب العالمى المكانى والزمانى ، على المواطنين والدول أن يتعاونوا لخدمة أغراض البيئة العالمية ومواجهة تغير المناخ ، والتصدى للتلوث ، وكافحة الأمراض الوبائية ، ونزع السلاح ، ومنع التصحر ، والمحافظة على التنوع البيئى ، وردع الإرهاب ، وتفادى المجاعات ، ومواجهة الكساد ، والتغلب على شح المياه .
ان نقص المحاصيل فى روسيا يعنى المزيد من الجوع فى أفريقيا ، و تزايد الصراعات والحروب فى أفريقيا يمكن أن تتسبب فى ظاهرة الهجرة غير الشرعية للدول الأوربية ، والنزاع العسكرى فى أوكرانيا يمكن ان يؤثر فى اماكن كثيرة من العالم سواء فى الغرب أو الشرق .
لقد بات من الواجب أن نسأل : عن الدور الذى لعبته الأمم المتحدة فى تحقيق اهداف التأسيس التى وردت في وثائقها الاولى .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى