حوادث

«التعويذة القاتلة».. 3 ساعات بالغرفة المغلقة كتبت نهاية بشعة لدجال قنا

علاء عبد الحسيب

ماذا حدث داخل الغرفة المغلقة؟.. رائحة البخور النفاذة انتشرت في كل أنحاء المنزل.. أصوات الرعب والضجيج دوت بين جدرانه.. الدخان ملأ جنبات كل شبر فيه.. لقد كان أمرًا مخيفًا يحدث داخل هذا المكان لم يفهمه الزوج، بعد أن انتظر قرابة الثلاث ساعات خارج الغرفة، تلك المدة التي قضاها «الشيخ أحمد» – كما يلقبه أهل المنطقة – البالغ من العمر سبعين عامًا مع الزوجة الشابة، يتلو عليها كلمات غير مفهومة، وينشر بحبات العطور سحاب الدخان الكثيف في سماء الغرفة الضيقة.

طرق الزوج أبواب الأطباء كثيرًا بحثا عن بارقة أمل في علاج العقم الذي قدر الله أن تُصاب به زوجته، وأملًا في أن يرزقهما بطفل يملئ حياتهما ويعوضهما عن قرين الوحدة الذي يلازمهما خاصة وأن الزوجان من ذوي الصم والبكم.. لكن المحاولات كلها فشلت، وعجز الأطباء في علاج الزوجة حتى بدأ المقربين ينصحون الزوجين الاستعانة بطرق أبواب المشعوذين، اعتقادا أن يكون أحدهم سببًا في حل المشكلة، وبالفعل قررا اللجوء إلى «الشيخ أحمد» أشهر دجال في محافظة قنا.. لكن يبدو أن استعانتهما بهذا الرجل السبعيني كتبت سطور النهاية لجريمة قتل بشعة هزت المنطقة بالكامل.

مع غروب الشمس توجه الزوج بصحبة ابن شقيقته إلى حيث يسكن هذا المسن، وبدأ يشرحا له تفاصيل رحلة الزوجة التي استمرت قرابة الخمس سنوات في البحث عن علاج العقم، وفشل محاولاتهم مع الأطباء في حل المشكلة.. هنا قاطع «الشيخ أحمد»، ابن شقيقة الزوج الذي جاء يترجم للشيخ إشارات خاله، وأوهمه بأن الزوجة تعاني من «عمل سفلي»، ولا علاج لها سوى بـ«تعويذة» لفك النحس، وإزالة هذا العمل الذي يعيقها عن الإنجاب.

طلب الزوج من الشيخ المُسن الحضور بمنزله الكائن بمركز قوص بقنا، لإزالة طلاسم السحر من الزوجة كما أدعى الدجال، وإجراء الجلسة في سرية تامة حفاظًا على سمعتهم بين أهل المنطقة، نظير منحه المبلغ المطلوب من المال، وبالفعل وافق على مقترح الزوج، وهناك بدأ في تحضير جرعات غريبة داخل غرفة مغلقة حتى تصاعد الدخان بكثافة، وفاحت رائحة البخور في كل مكان.. طلب الدجال من الزوج مغادرة الغرفة، بحجة إجراء الجلسة، وطرد الجن الذي يسكن الزوجة على حد إدعائه.

ثلاث ساعات قضاها «الشيخ أحمد» مع الزوجة داخل الغرفة المغلقة.. وعقب إنصرافه أخبرت الزوجه زوجها بأن الدجال حاول وضع يديه على مناطق حساسة في جسدها، بعد أن أعطاها مشروبًا مخدرًا أثناء الجلسة، لقد نزل كلامها كالصاعقة على رأس الزوج، خاصة وأنه في مجتمع ريفي تربطه عادات وتقاليد يصعب المساس أو الاقتراب منها.. فقرر الانتقام مما حدث، وتلقين هذا الكهل درسًا قاسيًا عما بدر منه.

جلس الزوج مع ابن شقيقته “أشرف” يقترحان طريقة للانتقام من الدجال العجوز، حتى اتفقا جميعًا على استدراجه بمنطقة السيول بصحراء قرية خزام بمركز قوص جنوب قنا، لتأديبه بالضرب على تصرفات المراهقين التي بدرت منه، وبالفعل نفذا مخططهما سويا على المجني عليه بمسرح الجريمة، ثم ألقياه حيًا على الأرض وغادرا المكان.. ولدى عودتهم إلى المنزل اقترح ابن شقيق الزوج العودة إلى العجوز لتهديده بعدم إبلاغ الشرطة بما حدث.. إلا أنه حدثت بينهما مشادة كلامية هدده فيها المجني عليه بالانتقام منهم جميعا، مما آثار غضب المتهم الذي طرحه أرضًا وواصل تعديه عليه بالضرب، ثم ألقاه في بئر حتى فارق الحياة.

البلاغ الذي تلقته أجهزة الأمن بقنا بإشراف العميد سعيد عابد رئيس مباحث المديرية، والرائد محمد الملقب رئيس مباحث قوص ومعاونه النقيب مصطفي عثمان، كشف عن أن المجني عليه زار مؤخرا الزوج وابن شقيقه لفك سحر لحق بالزوجة على حد ادعائه، وباستدعائهما وتضييق الخناق عليهما اعترفا بارتكابهما الواقعة، والخلاص من الدجال بمسرح الجريمة.

أمام رجال المباحث أرشد المتهمين على جثة الدجال العجوز ويدعى أحمد إبراهيم بالغ من العمر 70 سنة سائق بالمعاش داخل بئر بصحراء قرية خزام، والمقيم بقرية حجازة.. حرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة لضبط باقي المتهمين واستكمال التحقيقات حول الواقعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى