تقارير و تحقيقات

باب المندب في أفريقيا يرعب إسرائيل وأمريكا

يعد مضيق باب المندب واحداً من أهم الممرات الملاحية على مستوى العالم، تتشارك فيه قارتا أفريقيا وآسيا، ويربط بين البحر الأحمر والمحيط الهندي والخليج العربي والقرن الأفريقي، وتمر عبره ناقلات بترول تمثل 40 في المئة من التجارة العالمية في النفط، حيث يتسع المضيق بمساحة إجمالية 30 كيلومتراً، وتفصله جزيرة بريم التابعة سيادياً لليمن إلى قناتين، قناة صغيرة تعرف بباب الاسكندر، وأخرى متسعة تعرف بدقة المايون، وتتيح القناتان عبور السفن الضخمة وناقلات البترول في الاتجاهين.

يعتبر المضيق مياهاً إقليمية بالكامل لكلٍ من اليمن وإريتريا وجيبوتي، والدول الثلاث لم توقِّع اتفاقيات لترسيم الحدود فيما بينها، لذلك فالمضيق يخضع لاتفاقية الأمم المتحدة لترسيم البحار لعام 1982 والقوانين الدولية الأخرى.

لماذا باب المندب معطل ؟

أشار اللواء سمير فرج المفكر الاستراتيجي خلال مداخلة متلفزة لبرنامج على مسؤليتي المذاع على فضائية صدى البلد  ” أن حوالي 40% من صادرات العالم يمر عبر مضيق باب المندب، ومع وجود 4 أزرع عسكرية لإيران في المنطقة؛ حزب الله في جنوب لبنان وحزب الله في العراق وسوريا، بينما أهم زراع عسكري لإيران أصبح اليوم في اليمن، حيث الحوثيين وسيطرتهم على باب المندب، وبالتالي بوابة التجارة العالمية في باب المندب مهددة من قبل الحوثيين.

لماذا تريد إيران السيطرة على باب المندب؟

وأضاف السيادة لليمن ” الحوثيين” بطول 12 ميلاً بحرياً، وهي بذلك تسيطر على “باب الاسكندر” وجزيرة “بريم”، وتشترك في إدارة المضيق إقليمياً في قناة دقة المايون.

باب المندب.. ورقة ضغط على أمريكا وإسرائيل

  ردة الفعل الإسرائيلية على الهجمات اليمنية في البحر الأحمر جاءت متناقضة، خصوصاً وأن جميع الواردات من آسيا وتحديداً الصين والهند وكوريا الجنوبية تصل إلى كيان الاحتلال عبر البحر الأحمر، وهذه الواردات لا يمكن الاستهانة بها أبداً، فالولايات المتحدة تصنع في آسيا وتعتمد عليها في كل شيء، فكيف بكيان الاحتلال، وبالتالي يؤكد الخبراء العسكريين ما يفعله اليمن الآن بكل تأكيد هو أداة من أدوات الضغط على إسرائيل على جميع الأصعدة، لا سيما الاقتصادية والدولية، وذلك لأن التجارة التي سوف تتأخر والتكاليف التي سوف ترتفع، ومن هنا يتسائل البعض عن الدول التي تتعاون مع إسرائيل في آسيا هل ستستمر في ذلك ام ستضغط على إسرائيل بإنهاء حربها في غزة.

مع توتر التصاعد في البحر الأحمر، خاصة بعد قيام طائرات البحرية الأمريكية بإغراق 3 قوارب حوثية وقتلت طواقمها، وذلك بعد هجوم شنته المليشيات على سفينة تابعة لشركة ” ميرسك ” الدنماركية، وهذا زاد من حدة التوتر، ونتيجة لذلك عبرت المدمرة “إيران البرز” لمضيق باب المندب رفقة السفينة العسكرية “بوشهر” المزودة بصواريخ كروز البحرية بعيدة المدى، حيث يأتي عبور المدمرة بعد إنشاء الولايات المتحدة الأمريكية تحالف ” دعم الازدهار ” لحماية الملاحة بالبحر الأحمر، وذلك بعد هجمات عدة نفذتها مليشيات الحوثي على سفن تابعة لشركات غربية داعمة لدولة الاحتلال الاسرائيلي في حربها على غزة، هذا وقد اتهمت أميريكا إيران بالتورط في التخطيط مما جعل الحرث الثوري الإيراني إلى التهديد بإغلاق ممرات مائية والبحر المتوسط.

ويرى محللون إن إيران غير قادرة على خلق توازن عسكري في المنطقة المشتعلة، حيث قال مسعود الفك المختص في الشأن الإيراني إن “إيران لا يمكنها أن تمنع أي عملية أميريكية عسكرية ضد الحوثيين، إلا اذا أرادت أن تفتح جبهة واسعة من القتال” موضحاً ذلك بأن كافة المؤشرات تؤكد بأن إيران تتعامل بشكل براغماتي، ولو فكرت بفتح جبهة واسعة.

بدوره أكد العميد يحيى سريع المتحدث العسكري باسم الحوثيين في اليمن، على استمرار عمليات استهداف السفن حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي على غزة.

وأضاف سريع في كلمة مسجلة، أنهم لن يترددوا في توسيع عملياتهم “لتشمل أهدافا لا يتوقعها العدو الإسرائيلي في البر أو البحر”، مشددا على استمرار ملاحقة السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر.

حارث الازدهار في البحر الأحمر

الدول العربية وموقفها تجاة تحالف ” دعم الازدهار “

أُثيرت تساؤلات كثيرة حول أسباب عدم انضمام مصر والسعودية والإمارات إلى تحالف «حارس الازدهار»؛ لتأمين الملاحة في المدخل الجنوبي للبحر الأحمر،وبينما لم تعلن مصر رسمياً موقفها من التحالف، تحدّث خبراء مصريون عن أن القاهرة «رفضت» الانضمام إلى التحالف، وأشاروا إلى أسباب عدة للقاهرة لعدم مشاركتها، من بينها «حماية الأمن القومي المصري».

وأكد الخبير العسكري المصري، سمير فرج، «رفض» القاهرة الانضمام لتحالف «حارس الازدهار»،وقال فرج في تصريحات تلفزيونية، مساء الأربعاء، إن «مصر ترفض الانضمام لأي تحالفات عسكرية؛ لأن ذلك يُشكّل خطراً على الأمن القومي للبلاد، لا سيما مع احتمال دخول أسطول بحري، تابع للتحالف، إلى الموانئ المصرية».

حارس الازدهار مهدد بالانهيار

أكثر من 20 دولة تنضم لتحالف “حارس الازدهار”

انضم إلى التحالف الدولي الجديد بقيادة الولايات المتحدة لحماية حركة التجارة في البحر الأحمر من هجمات الحوثيين اليمنيين أكثر من 20 دولة، حسب ما أعلن البنتاغون، وتفضل ثماني دول على الأقل من البلدان المنضوية تحت هذا الحلف، والذي أطلق عليه “حارس الازدهار”، عدم الكشف عن أسمائها للحساسيات السياسية للعملية مع تصاعد التوتر بالمنطقة وتوسعه، نتيجة الحرب بين إسرائيل وحماس والغارات العنيفة لتل أبيب على غزة، رغم الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار.

ومع تفاقم الأزمة في البحر الأحمر، يستمر تصاعد الحرب في غزة، والتي أدت إلى مقتل ما يزيد عن 21 ألف فلسطيني، وذلك وفقا لمسؤولي الصحة في القطاع، كما أن هجمات الحوثيين عطلت طريقا تجاريا رئيسيا يربط أوروبا وأمريكا الشمالية بآسيا عبر قناة السويس، وتسببت في ارتفاع تكاليف شحن الحاويات بشكل حاد مع سعي الشركات لشحن بضائعها عبر طرق بديلة أطول بتكلفة أكبر ووقت اطول في كثير من الأحيان.

محمود حسن محمود

صحفي بجريدة اليوم- قسم الأخبار والمتابعات حاصل على بكالوريوس الإعلام وتكنولوجيا الاتصال من جامعة جنوب الوادي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى