بروفايل

“لن أدخل مبنى التليفزيون إلا كنجم”..تعرف على حياة نور الشريف قبل الاحتراف

يتمتع الفنان نور الشريف بثقافة واسعة، وموهبة كبيرة أصقلها القراءة والمطالعة للكتب الأدبية، فلم يكن مجرد ممثل يتقمص الأدوار فحسب، بل إنه صاحب مكتبة ضخمة للكتب الأدبية والعلمية، بالإضافة إلى أنه صاحب رؤية كبيرة للمشاهد السياسية، اتضحت جليا في لقاءاته التليفزيونة، وهذا ما انعكس بشكل كبير على قدرته الفائقة في إتقان الأدوار التي أداها خلال مسيرته الفنية.

وفي هذا الصدد يسلط موقع وجريدة “اليوم” الضوء على حياة نور الشريف الفنية قبل الاحتراف، وذلك بمناسبة ذكرى ميلاده.

حياته قبل الاحتراف

لم تخل بداية نور الشريف الفنية من عقبات، فمنذ أن كان صغيرا وهو مولع بالفن، وحلمه الأذلي أن يكون فنانا، فألحقه أعمامه بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وذلك على أساس أن يلتحق بقسم الديكور، ولكنه لولعه وشغفه بالفن التحق بقسم التمثيل، ولكنه فوجئ بأن أعمامه يرفضون ذلك فقررا أن يمنعوا عنه المصروف، لكنه ثبت على موقفه، وساعده في ذلك صديقه محمود الجوهري، الذي كان يعطيه ربع راتبه كل شهر.

توجه نور وزملاؤه إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون لإجراء اختبار تمثيلي للشباب الممثلين الجدد، وكانت اللجنة آنذاك مكونة من كبار المخرجين، كالمخرج حافظ أمين، والمخرج نور الدمرداش، وبعد أن بدا النور يسطع أمامه، انقلبت رأسا على عقب، إذ فوجئ أن كل زملاءه نجحوا في الاختبار إلا هو، يقول نور الشريف في مذكراته: “أتى إليّ حافظ أمين، وعرض إني أعيد الاختبار تاني، قلتله لن أمتحن ولن أدخل مبنى التلفزيون إلا كنجم”.

بعد حالة اليأس والخيبة التي تملكته، أعاد التركيز إلى نفسه وعاد إلى المعهد، وعمل ككموبارس في إحدى المسرحيات، وكانوا يتقاضى خمسون قرشا على دوره، وبعد فترة من الدراسة والتعب، التحق باختبار آخر عن دور “أجمانون في مسرحية إفيجنيا في أوليس”، وكانت النتيجة أن كان الأول على دفعته، وتكرر الأمر في الأعوام الثلاثة المتبقية.

في الإجازة الصيفية من العام الثاني وقع نور الشريف عقدا بمبلغ مئة وخمسين جنيها، وذلك عن دور مسرحية روميو وجوليت بترشيخ من الأستاذ نبيل الألفي، وبدأت بروفات المسرحية، وبدأ نجمه يسطع، واختير له اسما فنيا نور الشريف، تيامنًا بالفنان عمر الشريف، وفي أثناء ذهابه للتصوير في مبنى التليفزيون تعرف على الفنانة بوسي، ونشأت بينهم قصة الحب، وبدأت الأدوار تتوالى عليه، وبدأ اسمه ينتشر في الساحة الفنية، وتخرَّج نور من المعهد بتقدير “امتياز”، سنة 1967 بتزامن مع حرب 1967 “النكسة”، ثم عيَّن معيدًا بالمعهد.

وفاته

توفي الفنان نور الشريف يوم الثلاثاء في 11 أغسطس 2015 في القاهرة، وذلك بعد صراع طويل مع سرطان الرئة عن عمر يناهز 69 سنة، وتم تشييع جثمانه يوم الأربعاء 12 أغسطس 2015 من مسجد الشرطة بالسادس من أكتوبر.

محمود عرفات

محرر ديسك، محرر في قسم الأخبار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى