غير مصنف

اليوم ذكرى ميلاد الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه في جوف الكعبة إجلالاً له وإعلاء لمرتبته وإظهاراً لتكرمته

الكاتب والمؤرخ الإسلامي
عبدالرحيم أبوالمكارم حماد ابو هارون الشريف

13 رجب وقبل ثلاثين عاما قبل عام الفيل، ولد أمير المؤمنين الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه زوج بنت رسول الله السيدة فاطمة الزهراء عليهما السلام وابناؤه السبطين الامامان الحسن والحسين عليهما السلام ورئيسه الديوان عقيله بني هاشم المشيرة السيدة زينب رضي الله عنها وأرضاها وكذا السيدة أم كلثوم عليها السلام ، وفضلا عن ذلك فهو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورابع الخلفاء الراشدين.

هو أحد الصحابة الكرام الذين ساندوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنفسهم وجاهدوا من أجل إعلاء راية الدين ، هو أسد الله الغالب ، وأمير المؤمنين، وزوج البتول، وساقي الكوثر، وصاحب اللواء، وحيدر الكرار، ويعسوب الدين، إنه الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ،

ينتسب سيدنا الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه لبني هاشم بطن من قريش ، وهو أصغر ولد أبوه أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم أحد سادات قريش والمسئول عن السقاية فيها. ويرجع نسبه إلى نبي الله سيدنا إسماعيل بن سيدنا إبراهيم عليهما السلام أحد أنبياء الإسلام. وأمه السيدة فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف قيل أنها أول هاشمية تلد لهاشمي ، وكان والدا سيدنا الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه قد كفلا سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين توفي والديه وجده وهو صغير فتربى ونشأ في بيتهما.

هو أبو الحسن الهاشمي علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم ، وُلد قبل البعثة بعشر سنين على الصحيح، فرُبي في حِجر النبي – صلى الله عليه وسلم – ولم يفارقْه، وكان ممن سبق إلى الإسلام، وصاهر المصطفى – صلى الله عليه وسلم -، وجاهد في الله حق جهاده، وصار من فرسان الإسلام، وشهد مع النبي – صلى الله عليه وسلم – المشاهد إلا غزوة تبوك، فقال له في سبب تأخيره له بالمدينة: (ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟).

نهض بأعباء العلم والعمل، وكان اللواء بيده في أكثر المشاهد، وشهد له النبي – صلى الله عليه وسلم بالجنة -، وقال: “من كنت مولاه فعلي مولاه” رواه الترمذي وابن ماجه، وقال: (لا يحبُّك إلا مؤمنٌ ولا يبغضك إلا منافق) رواه الترمذي والنسائي، ولم يزل بعد النبي – صلى الله عليه وسلم – متصديًا لنشر العلم والفُتيا، وكان أحدُ أصحاب الشورى الذين نص عليهم عمر. ومناقبه كثيرة حتى قال الإمام أحمد: لم يُنقل لأحد من الصحابة ما نقل لعلي.

وقد امتلأت كتب التفسير بمرويات الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه في تفسير القرآن وإبداء الرأي في تأويله.

ويعد الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه من أكابر فقهاء الإسلام، وقد كان من الصحابة الذين أفتوا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم

وروى ابن عباس أن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم جميعا قال: «أقرؤنا أبي (بن كعب) وأقضانا علي»، وقال ابن مسعود: «كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة علي بن أبي طالب». وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أرسله إلى اليمن داعيا وقاضيا.
فصاحته

اتفقت كلمة الأدباء على أن علي بن أبي طالب عَلَم من أعلام البلاغة وإمام من أئمة الفصاحة، وقد أثرى أسلوبَه الخطابي تشبّعُه من القرآن الكريم والبيان النبوي الرفيع، فضلا عما لسليقته العربية التي ارتوت من معين فصاحة الأعراب وبلاغة أهل مكة من فضل وأثر.

وكثيرا ما كان يضمن في خطبه وشعره التعبير القرآني والمفردة النبوية والمثل السائر البليغ، حتى صار موروثه الأدبي مطلبا لكل طالب أدب وبلاغة على مر الدهور.
ومن النماذج العالية من مواعظه، قوله بعد أن صلى بالناس الفجر: «لقد رأيت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فما أرى أحدا يشبههم.. والله لقد كانوا يصبحون شُعْثا غُبرا صُفرا، بين أعينهم مثل رُكَب المِعزى، قد باتوا لله سجّدا وقياما، يتلون كتاب الله يراوحون بين جباههم وأقدامهم، فإذا أصبحوا فذكروا الله مادوا كما تميد الشجرة في يوم ريح، وهملت أعينهم حتى تبُلّ والله ثيابهم..».

جهوده في خدمة السنة النبوية :

كان علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – إمامًا عالما متحريًا مستوثقًا في الأخذ والتحمُّل لحديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، بحيث إنه يَستحلِف من يحدِّثه بالحديث! ويقول في ذلك: “كنتُ إذا سمعت من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حديثًا نفعني الله بما شاء أن ينفعني منه، وكان إذا حدثني عنه غيرُه استحلفته، فإذا حلف صدقته!”.

وقد روى عن النبي – صلى الله عليه و سلم – علمًا كثيرًا، فكان يقول: “سلوني سلوني! سلوني عن كتاب الله تعالى، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أَنَزلت بليل أو نهار!”، ورُوي أن عليًا ذُكر عند عائشة – رضي الله تعالى عنها -، فقالت: “أما إنه أعلم من بقي في السُّنة”.

ومع كثرة علمه الذي تحمله عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فلم يُرْوَ عنه إلا خمسمائة وستة ثمانين حديثًا فقط، وهو أقل مما رُوِي عن بعض الصحابة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – لأسباب منها: انشغاله بالقضاء والإمارة والحروب التي جعلته لا يتفرغ للفُتيا وعقْد مجالس التحديث التي كانت سببًا في انتشار علم بعض الصحابة، كابن مسعود وابن عباس وابن عمر.

منهجه في الرواية والتحديث :

كان من أبرز ملامح هذا المنهج تَوقي الكذب على النبي – صلى الله عليه وسلم – فهو أحد الرواة لقوله – صلى الله عليه وسلم -: (من كذب عليّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار) رواه البخاري ومسلم، وكان يقول: “إذا حدثتكم عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فلأن أخِرَّ من السماء أحبُّ إليَّ من أن أكذب عليه، وإذا حدثتُكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة!” رواه البخاري ومسلم، ولذلك كان ابن عباس يقول: “إذا جاءنا الثبْت عن علي لم نعدل به”.

وكان من منهجه – رضي الله تعالى عنه – أيضا في الرواية؛ عدم رواية المنكر وغير المشهور من الحديث الذي يشتبه على عامة الناس ولا تدركه عقولهم، فقد ورد عنه أنه قال: (حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يكذَّب اللهُ ورسولُه؟!).

وكان – رضي الله تعالى عنه – لا يحدِّث مَن لا يثق به من أهل الأهواء والبدع، فكان يضِنُّ بما عنده من العلم ومن حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عمَّن لا يستحق أن يضع علمه عنده، وفي نصيحته لتلميذه كُميل بن زياد إشارة لذلك، حيث قال له: “إن هاهنا – وأشار إلى صدره – علمًا لو أصبتُ له حَمَلةً!”.

وقد استشهد أمير المؤمنين في سابع عشر رمضان من عام أربعين وسِنُّه ستون سنة أو أقل أو أكثر بسنة أو سنتين رضي الله عنه.

قال الإمام علي رضي الله عنه وأرضاه :(فإنّي ولدتُ على الفطرة وسَبقتُ إلى الإيمان والهجرة) .

ولِد الإمام عليّ (عليه ‌السلام) بمكّة المشرّفة داخل البيت الحرام وفي جوف الكعبة ولم يولد في بيت الله الحرام قبله أحد سواه ، وهي فضيلة خصه الله تعالى بها إجلالاً له وإعلاءً لمرتبته وإظهاراً لتكرمته

روي عن يزيد بن قعنب أنّه قال : كنت جالساً مع العباس بن عبد المطلب وفريق من بني عبد العزّى بإزاء بيت الله الحرام إذ أقبلت فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين(عليه ‌السلام) ، وكانت حاملاً به لتسعة أشهر وقد أخذها الطلق ، فقالت: يا ربّ إنّي مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب، وإنّي مصدّقة بكلام جدي إبراهيم الخليل عليه ‌السلام وإنّه بنى البيت العتيق، فبحقّ الّذي بنى هذا البيت، وبحقّ المولود الّذي في بطني إلاّ ما يسّرت عليَّ ولادتي.

قال يزيد : فرأيت البيت قد انشق عن ظهره، ودخلت فاطمة فيه، وغابت عن أبصارنا وعاد إلى حاله والتزق الحائط، فرمنا أن ينفتح لنا قفل الباب فلم ينفتح، فعلمنا أنّ ذلك أمر من أمر الله عَزَّ وجَلَّ، ثمّ خرجت في اليوم الرابع وعلى يدها أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه ‌السلام) ، وأسرع البشير إلى أبي طالب وأهل بيته فأقبلوا مسرعين والبِشر يعلو وجوههم، وتقدّم من بينهم محمّد المصطفى (صلى ‌الله‌ عليه ‌و آله) فضمّه إلى صدره، وحمله إلى بيت أبي طالب ـ حيث كان الرسول في تلك الفترة يعيش مع خديجة في دار عمه منذ زواجه ـ وانقدح في ذهن أبي طالب أن يسمّي وليده (علياً) وهكذا سمّاه ، وأقام أبو طالب وليمةً على شرف الوليد المبارك ، ونحر الكثير من الأنعام .

و حكي الحافظ الكنجي الشافعي في (الكفاية) من طريق ابن النجار عن الحاكم النيسابوري انه قال: ولد امير المؤمنين علي بن ابي طالب بمكة في بيت الله الحرام ليلة الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب سنة ثلاثين من عام الفيل و لم يولد قبله و لا بعده مولود في بيت الله الحرام سواه إكراما له بذلك، و إجلالا لمحّله في التعظيم.

و تبعه أحمد بن عبدالرحيم الدهلوي الشهير بشاه وليّ اللّه والد عبدالعزيز الدهلوي مصنّف (التحفة الإثني عشرية في الردّ علي الشيعة) فقال في كتابه : تواترات الاخبار أن فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين علياً في جوف الكعبة فإنه ولد في يوم الجمعة ثالث عشر من شهر رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة في الكعبة و لم يولد فيها أحد سواه قبله و لا بعده.

قال شهاب الدين سيد محمود الآلوسي صاحب التفسير الكبير في (شرح الخريدة الغيبيّة في شرح القصيدة العينية) لعبد الباقي أفندي العمري ص ۱۵ عند قول الناظم:

أنت العليّ الذي فوق العلي رفعا **** ببطن مكة عند البيت إذ وضعا

و كون الأمير كرم الله وجهه ولد في البيت أمر مشهور في الدنيا، و ذكر في كتب الفريقين السنة والشيعة إلي أن قال: و لم يشتهر وضع غيره كرّم الله وجهه كما اشتهر وضعه، بل لم تتفق الكلمة عليه، و ما أحري بإمام الائمة أن يكون وضعه فيما هو قبلة للمؤمنين؟ وسبحان من يضع الاشياء في مواضعها و هو أحكم الحاكمين.

و قال في ص ۷۵ عند قول العمري:

و أنت أنت الذي حطت له قدم **** في موضع يده الرحمن قد وضعا

و قيل: أحبّ عليه الصلاة و السلام (يعني علياً) أن يكافئ الكعبة حيث ولد في بطنها بوضع الصنم عن ظهرها فإنها كما ورد في بعض الآثار كانت تشتكي الي الله تعالي عبادة الأصنام حولها و تقول: أي ربّ حتي متي تعبد هذه الأصنام حولي و الله تعالي يعدها بتطهيرها من ذلك .اه..

و إلي هذا المعني أشار العلامة السيد رضا الهندي بقوله:

لما دعاك الله قِدماً لأن **** تولد في البيت فلبّيته‏

شكرته بين قريـش بأن **** طهرت من أصنامهم بيته‏

في حديثنا عن أسد الله الغالب ناصر دين الله ونبيه حاصد صناديل الشرك أمير المؤمنين الإمام علي أبن أبي طالب كرم الله وجهه سوف نتحدث عن أحد الصحابة الذين شاركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في نشر الدعوة الإسلامية، وشارك في العديد من الغزوات الشجاعة وعن القوة وعن العلم وعن الفطنة وعن التضحية، وعن شخصية محبة للدين وحافظه، وسوف نجد عند الإمام علي أبن أبي طالب كرم الله وجهه الطهر والثبات والعفة والحكمة، وهذا هو المثال الجيد لشباب اليوم.

كان أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه رجلاً عظيماً قام بأشياء كثيرة لمساعدة النبي محمد والمجتمع المسلم.

كان من الصحابة المقربين للنبي وكان معروفاً بحكمته وعلمه.
كما كان محارباً عظيماً وخاض العديد من المعارك لحماية المسلمين.

كان الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه رجلاً شجاعاً ودافعاً دائماً عن ما يؤمن به، وكان مؤمناً حقيقياً بالله ورسوله، وعمل بجد لنشر العقيدة الإسلامية.

كان الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه رجلاً عظيماً سيُذكر دائماً لمساهماته العديدة في المجتمع الإسلامي.

كان الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه رجلاً شجاعًا شهدت له الميادين بالبطولة، والتضحية والفداء. كما كان صاحب علم غزير، وفقه عميق بالقران والسنة بما حباه الله من اللسان السؤول، والقلب العقول، وكان رجلا حكيما، وقاضيا عادلا. بفضل دعوة النبي له، أما في مجال الخطابة، فقد كان خطيبا مفوها تقطر عباراته، وكلماته بلاغة وسحرا، وقد تحلى بكثير من الصفات الحسنة كالورع، والتقوى، والحياء، والتواضع، والفقه وغيرها الكثير.

وعلى أية حال يعد الإمام علي بن أبي طالب – رضى الله عنه – من أعظم رجالات الإسلام على الاطلاق وله السبق في الإسلام والنوم مكان النبي (صلى الله عليه وسلم) ليلة الهجرة أداء الأمانات إلى أهله وصهر النبي صلى الله عليه وسلم ومن العشر المبشرين بالجنة وكان فارسًا لا يشق له غبار يكفيه خروجه وهو شابًا لعمرو بن ود أعتى عتاة الأحزاب في غزوة الخندق وتمكن من أن يقتله وكان ذلك بداية النهاية للغزوة.

تكفّل النبي -عليه الصلاة والسلام- ب علي بعد أن أصابت قريش في إحدى السنوات أزمةٌ شديدةٌ تضرّر الناس بسببها، وكان أبو طالب كثير الأولاد، فأتاه النبي مع العباس؛ ليكفل كلٌّ منهما أحد أبنائه، فيُخفّفا عنه ضيقه؛ فكَفِلَ العباس جعفر، وكَفِلَ النبي علياً.

وتربى الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه في بيت النبي صلى الله عليه وسلم وكان مُلازماً له أينما ذهب، فكان يذهب معه إلى غار حراء للتعبُّد والصلاة، كما يُذكر أنَّه كان قبل الإسلام حنفيا لم يسجد لصنمٍ قط طيلة حياته، ولهذا يقول المسلمون “كرم الله وجهه” بعد ذكر اسمه، وقيل لأنَّه لم ينظر لعورة أحد قط.

كان الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه يحب الله تعالى ورسوله، ويحبه الله تعالى ورسوله لما ورد في الأثر الصحيح في يوم خيبر حين قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنه سيعطي الراية لرجل سيكون الفتح على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله.

كانت منزلته لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- كمنزلة هارون من موسى عليهم السلام.

كان قد اختص بقضاء دين الرسول -صلى الله عليه وسلم- بدلًا من رسول الله ؛ أنَّ النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: “عَلِيٌّ مِنِّي وَأَنَا مِنْ عَلِيٍّ وَلَا يُؤَدِّي عَنِّي إِلَّا أَنَا أَوْ عَلِيٌّ”

كان الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه لا يحبه إلا مؤمن، ولا يكرهه إلّا منافق.

قال الإمام علي رضي الله عنه: أنَّ النبي – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قال: “والذي فَلَقَ الحَبَّةَ، وبَرَأَ النَّسَمَةَ، إنَّه لَعَهْدُ النبيِّ الأُمِّيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إلَيَّ: أنْ لا يُحِبَّنِي إلَّا مُؤْمِنٌ، ولا يُبْغِضَنِي إلَّا مُنافِقٌ”

كان أحد العشرة المبشرين بالجنة.

كان الإمام علي عليه السلام شديد التواضع ، سُأل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- من محمد بن الحنفية -ابنه- أيُّ الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأجاب بـ أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- ثم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فقال له محمد بن الحنفية: ثم أنت، فأجابه -رضي الله عنه- بأنه ما هو إلا رجل من المسلمين. كان شجاعًا؛ ومن ذلك موقفه في غزوة خيبر عندما كان يعاني مرضاً في عينيه، وبرأت بعدما تفل النبي -صلى الله عليه وسلم- عليهما ، فتقدم بكل بسالة وأخذ الراية وذهب ليقاتل يهودي يسمى مرحب، والذي بدأ بإنشاد شعر يتفاخر به بنفسه، ليرد عليه علي بن أبي طالب “أنا الذي سمتني أمي حيدره”، وأنشد أبيات في غاية الجمال، ثم أقدم عليه وقتله.

كان الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه عادلًا إذا ما احتكم الناس له؛ وعن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “أرحمُ أمتي بأمتي أبو بكرٍ، وأشدُّهم في دينِ الله عمرُ، وأصدقُهم حياءً عثمانُ، وأقضاهم عليُّ بنُ أبي طالبٍ، وأقرؤُهم أُبيُّ بنُ كعبٍ، وأعلمُهم بالحلالِ والحرامِ معاذٌ ، وأفرضُهم زيدُ بنُ ثابتٍ، ألَا وإنَّ لكلِّ أمةٍ أمينًا وأمينُ هذه الأمةِ أبو عبيدةَ بنُ الجراحِ

كان معروفًا بحرصه -رضي الله عنه- على مال المسلمين، وبرز ذلك عندما دخل عليه الصحابي أبو عبيدة بن عنترة وليس عليه إلا لباس خفيف، وكان يرجف بردًا، فسأله أبو عبيدة لم لا تأخذ من بيت مال المسلمين نصيبك، فقال إنه لا يأخذ من ذلك المال شيئًا، وإن ما عليه من اللباس كان قد خرج فيه من بيته من المدينة المنورة، وكانت هذه الواقعة وغيرها الكثير مما يدل على ورعه الشديد في بيت مال المسلمين، وحرصه على أّلّا يقع في الإثم.

كان الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه كريم الخلق، ومن ذلك؛ جاء له رجل يطلب منه قضاء أمر يحتاجه، فقال له علي -رضي الله عنه- بأن يكتب حاجته على الارض، لئلا يرى مسألته في وجهه.

كان قد بُشر بالشهادة؛ من ذلك أنَّ النبي – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – كان على حراء هو و أبو بكر و عمر و عثمان و علي و طلحة و الزبير -رضي الله عنهم- فتحركت الصخرة، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “اهدأ فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد”

كان الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه كثيرة البلاء، مثل ابتلائه بقوم ادّعوا محبته فألهوه

كان ينكر الإمام على رضي الله عنه وأرضاه من قام بتفضيله على أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- إذ أنّه همّ بقتل ابن سبأ لتفضيله على الشيخين -أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب- كان ينصف خصومه، وذلك حين وصف الخوارج فقال: هم أخواننا بغوا علينا.

كان منصفًا للصحابي الجليل عثمان بن عفّان رضي الله عنه، حيث روي أن رجلًا قال عند علي بأنَّ عثمانًا -رضي الله عنه- في النار على ما أحدث من أمور في خلافته، فرد علي بأنّه يكفيه فضلًا أن يتزوج ابنتين من بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وعُدّ للإمام علي (عليه السلام) فضائل كثيرة، ففي يوم الدار عينه النبي (صلى الله عليه وسلم) وصيه وخليفته، وعندما تآمرت قريش لقتل النبي (صلى الله عليه وسلم) بات الإمام على فراشه حتى لا يتمكن الأعداء من قتل النبي (صلى الله عليه وسلم)، وبالتالي هاجر النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى المدينة خفية، وآخى النبي (صلى الله عليه وسلم) بينه وبين نفسه، وتتحدث مصادر الشيعة، وبعض مصادر أهل السنة أن حوالي 300 آية من القرآن الكريم نزلت في فضائله، ومنها: آية المباهلة، وآية التطهير، كما تدل بعضها على عصمته أيضاً.

مرقد الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه في النجف الأشرف

شارك علي (عليه السلام) في جميع غزوات الرسول (صلى الله عليه وسلم)، ما عدا غزوة تبوك حيث استخلفه النبي (صلى الله عليه وسلم) على المدينة. فمن مواقفه أنه قتل في غزوة بدر عددا كبيرا من المشركين، وفي غزوة أحد دافع عن النبي (عليه السلام) من أن يصل إليه سوءا، وفي غزوة خندق قتل عمرو بن عبد ود وانتهت المعركة بمقتله، وفي غزوة خيبر قلع باب الحصن، وحسمت المعركة.

وبعد أن أنهى النبي (صلى الله عليه وسلم) حجه الوحيد، وبناء على آية التبليغ أمر الناس أن يجتمعوا في منطقة غدير خم، ثم ألقى خطبة الغدير، ورفع يد الإمام علي (عليه السلام)، وقال: «من كنت مولاه، فهذا علي مولاه. اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه»، وهنأ بعض الصحابة كـعمر بن الخطاب الإمام علي (عليه السلام) بإمرة المؤمنين (عليه السلام) بعد هذه الخطبة، ولقبوه بـأمير المؤمنين (عليه السلام)، ويرى مفسرو الشيعة وبعض أهل السنة أن آية الإكمال نزلت في هذا اليوم، ويستدل الشيعة معنى الخلافة بعد النبي (عليه السلام) من عبارة “من كنت مولاه فعلي مولاه” والتي نطق به النبي (صلى الله عليه وسلم) يوم الغدير، وبناء عليه، ترى الشيعة أن هويتها وما يميزها عن سائر الفرق هو اعتقادها بانتصاب الإمام علي (عليه السلام) من قبل الله خليفة للنبي (صلى الله عليه وسلم)، في قبال رأي أهل السنة الذي يقول أن الخليفة النبي (صلى الله عليه وسلم) يأتي من خلال اختيار الناس.

وبايع جماعة من الناس بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم) مع أبا بكر في سقيفة بني ساعدة، فنزاعات القبلية، والأحقاد والحسد تعد من الأسباب التي حالت من وصول الإمام علي (عليه السلام) إلى الحكم بعد النبي (عليه السلام) واستخلافه، فلم يبايع الإمام علي (عليه السلام) أبا بكر، كما أن هناك خلاف بشأن أصل هذه البيعة وزمنه بين المؤرخين، فأرودت الأخبار أن الإمام علي (عليه السلام) وفي مناظرة صريحة مع أبي بكر ندد بإغماض أبي بكر حق أهل بيت النبي في أمر الخلافة وتخلفه عنهم في السقيفة، وكان يذكرهم بأن الخلافة كان حقه بعد النبي (صلى الله عليه وسلم)، ومن أشهرها ما ورد في الخطبة الشقشقية.

وكان الإمام علي (عليه السلام) في فترة خلافة الخلفاء الثلاثة عادتا بعيدا عن شؤون السياسة والحكومة، ومنشغلا بتقديم الخدمات العلمية والاجتماعية، منها جمع القرآن الكريم والذي اشتهر بمصحف الإمام علي (عليه السلام )، وتقديم النصيحة للخلفاء في مختلف الشؤون كـالقضاء والإنقاق إلى الفقراء، وشراء ألف عبد وتحريرهم، والزراعة والتشجير، وحفر القنوات، وبناء المساجد، ووقف الأماكن والممتلكات والتي بلغت مواردها ربما إلى أربعة آلاف دينار.

قبل الإمام علي (عليه السلام) بـالخلافة والحكم بعد الخليفة الثالث، وذلك بإصرار الناس، وكان يولي اهتماما بالغا للعدالة في زمن خلافته، ووقف أمام تقسيم بيت المال والتي كان بناء على سابقة الأشخاص كما فعلوه الخلفاء من قبله، فأمر بتوزيع بيت المال بين العرب والعجم وبين جميع المسلمين من أي قبيلة كانوا على السواء، كما أمر بإرجاع جميع الأراضي إلى بيت المال، والتي منحها عثمان إلى مختلف الشخصيات في عهده.

وكان الإمام علي (عليه السلام) جادا وغير متسامح في تنفيذ الشريعة الإسلامية، والتطبيق الصارم للقانون، والأسلوب الصحيح لإدارة الدولة، الأمر الذي جعل البعض أن لا يطيقوه، وكان شديدا في منهجه هذا حتى مع أقرب أصحابه، وكان يعتقد الإمام علي (عليه السلام) أن حق الحاكم على الناس وحق الناس على الحاكم هو أكبر حق وضعه الله تعالى وذو اتجاهين تماما، ومراعاة الحقوق المتبادلة بين الحاكم والناس لها ثمرات كثيرة، وعندما عيّن مالك الأشتر لولاية مصر أمره بحسن الخلق إلى الناس سواء المسلم وغير المسلم والتعامل بالإنسانية مع الجميع، ونشبت ثلاث حروب في فترة حكمه القصيرة وهي معركة الجمل، وصفين والنهروان.

وكان ختام عمر الإمام علي (عليه السلام) أنه استشهد في محراب مسجد الكوفة وهو يصلي، على يد أحد الخوارج باسم ابن ملجم المرادي، ودفن في النجف خفية، وحرمه من الأماكن المقدسة لدى الشيعة، كما يعتنى بزيارته أيضا، ودفنت شخصيات بارزة إلى جواره في الحرم، وذكرتهم الكتب تحت عنوان المدفونين في حرم الإمام علي (عليه السلام).

ويعود تأسيس معظم العلوم لدى المسلمين كـالنحو والكلام، والفقه والتفسير إلى الإمام علي (عليه السلام)، ويعتقد مختلف فرق التصوف أنهم يصلون إلى الإمام علي (عليه السلام)، ولعلي بن أبي طالب كان وما زال مكانة سامية وشأن رفيع بين الشيعة، وهو أفضل، وأتقى، وأعلم شخصية بعد النبي (صلى الله عليه وسلم)، وخليفته حقا، فهناك من الصحابة من تبع الإمام علي (عليه السلام) منذ حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) وعرفوا بشيعته، وكتاب نهج البلاغة مختارات من كلامه وخطبه، وهناك مكتوبات نسبت إليه وهي بخطه ومما أملى عليه الرسول (صلى الله عليه وسلم)، كما ألّفت حول شخصيته كتب عديدة وبمختلف اللغات.

شعر الإمام علي عليه السلام في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم

خليليَّ ما أُذْني لأوَّلِ عاذلِ* بِصَغْواءَ في حقٍّ ولا عند با طل خليليَّ إنَّ الرأيَ ليسَ بِشِركة ٍ ولا نَهْنَهٍ عندَ الأمورِ البَلابلِ ولمّا رأيتُ القومَ لا وُدَّ عندَهُمْ وقد قَطَعوا كلَّ العُرى والوَسائلِ وقد صارحونا بالعداوة ِ والأذى وقد طاوَعوا أمرَ العدوِّ المُزايلِ وقد حالَفُوا قوما علينا أظِنَّة ً يعضُّون غيظا خَلفَنا بالأناملِ صَبرتُ لهُمْ نَفسي بسمراءَ سَمحة ٍ وأبيضَ عَضْبٍ من تُراث المقاوِلِ وأحْضَرتُ عندَ البيتِ رَهْطي وإخوتي وأمسكتُ من أثوابهِ بالوَصائلِ وثَوْرٍ ومَن أرسى ثَبيراً مَكانَه وعَيْرٍ ، وراقٍ في حِراءٍ ونازلِ وبالبيتِ رُكنِ البيتِ من بطنِ مكَّة ٍ وباللَّهِ إنَّ اللهَ ليس بغافلِ وبالحَجَرِ المُسْودِّ إذ يَمْسَحونَهُ إذا اكْتَنَفوهُ بالضُّحى والأصائلِ ومَوطِىء إبراهيمَ في الصَخرِ رَطَبة َ على قَدميهِ حافياً غيرَ ناعلِ وأَشواطِ بَينَ المَرْوَتَينِ إلى الصَّفا وما فيهما من صورة ٍ وتَماثِلِ ومن حجَّ بيتَ اللَّهِ من كلِّ راكبٍ ومِن كلِّ ذي نَذْرٍ ومِن كلِّ راجلِ وبالمَشْعَرِ الأقصى إذا عَمدوا لهُ إلالٍ إلى مَفْضَى الشِّراج القوابلِ وتَوْقافِهم فوقَ الجبالِ عشيَّة ً يُقيمون بالأيدي صُدورَ الرَّواحِلِ وليلة ِ جَمعٍ والمنازلُ مِن مِنى ً وما فَوقَها من حُرمة ٍ ومَنازلِ وجَمعٍ إذا ما المَقْرُباتُ أجزْنَهُ سِراعاً كما يَفْزَعْنَ مِن وقعِ وابِلِ وبالجَمْرَة ِ الكُبرى إذا صَمدوا لها يَؤمُّونَ قَذْفاً رأسَها بالجنادلِ وكِنْدَة ُ إذْ هُم بالحِصابِ عَشِيَّة ً تُجيزُ بهمْ حِجاجَ بكرِ بنِ وائلِ حَليفانِ شَدَّا عِقْدَ ما اجْتَمعا لهُ وردَّا عَليهِ عاطفاتِ الوسائلِ وحَطْمُهمُ سُمْرَ الرِّماحِ معَ الظُّبا وإنفاذُهُم ما يَتَّقي كلُّ نابلِ ومَشئْيُهم حولَ البِسالِ وسَرْحُهُ وشِبْرِقُهُ وَخْدَ النَّعامِ الجَوافلِ فهل فوقَ هذا مِن مَعاذٍ لعائذٍ وهَل من مُعيذٍ يَتَّقي اللَّهَ عادِلِ؟

يُطاعُ بنا الأعدا وودُّا لو أنَّنا تُسَدُّ بنا أبوابُ تُركٍ وكابُلِ كذَبْتُمْ وبيتِ اللَّهِ نَتْركَ مكَّة ً ونظعَنَ إلاَّ أمرُكُم في بَلابلِ كَذَبْتُم وبيتِ اللَّهِ نُبَزى محمدا ولمّا نُطاعِنُ دونَهُ ونُناضِلِ ونُسْلِمَه حتى نُصَرَّعَ حَوْلَهُ ونَذْهُلَ عن أبنائِنا والحَلائلِ وينهضَ قَومٌ في الحديدِ إليكُمُ نُهوضَ الرَّوايا تحتَ ذاتِ الصَّلاصِل وحتَّى يُرى ذو الضِّغْنِ يركبُ رَدْعَهُ منَ الطَّعنِ فِعلَ الأنكَبِ المُتَحامِل وإنِّي لعَمرُ اللَّهِ إنْ جَدَّ ما أرى لَتَلْتَبِسَنْ أَسيافُنا بالأماثلِ بكفِّ امرئٍ مثلِ الشِّهابِ سَمَيْدَع أخي ثِقَة ٍ حامي الحقيقة ِ باسلِ شُهورا وأيّاما وحَولاً مُجرَّما عَلينا وتأتي حِجَّة ٌ بعدَ قابلِ وما تَرْكُ قَومٍ ، لاأبالك ، سَيِّدا يَحوطُ الذِّمارَ غَيرَ ذَرْب مُواكلِ؟ وأبيضَ يُسْتَسْقَى الغَمامُ بوجههِ ثِمالُ اليتامى عِصْمة ٌ للأراملِ يلوذُ به الهُلاّكُ من آلِ هاشمٍ فهُم عندَهُ في نِعمة ٍ وفَواضلِ لعَمري لقد أجرى أُسَيْدٌ ورهطُهُ إلى بُعضِنا وجزَّآنا لآكلِ جزَتْ رحِمٌ عنَّا أُسَيداً وخالداً جزاءَ مُسيءٍ لا يُؤخَّرُ عاجِلِ وعثمانُ لم يَرْبَعْ عَلينا وقُنْفُذٌ ولكنْ أطاعا أمرَ تلك القبائلِ أطاعا أُبيّا وابنَ عبدِ يَغوثِهم ولم يَرْقُبا فينا مقالَة َ قائلِ كما قَد لَقِينا من سُبَيعٍ ونَوفَلٍ وكلُّ تَوَلَّى مُعرضاً لم يُجاملِ فإن يُلْقَيا أو يُمكنَ اللهُ منهما نَكِلْ لهُما صاعاً بكَيْلِ المُكايلِ

قصائد شعرية في يوم ميلاد أسد الله الغالب حيدرة أمير المؤمنين الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه .

أبا حسن أنت ذخري غداً

وإن لم تكن أنت ذخري فمن

ولست بذي عمل صالح

بلى أنا أذنب أهل الزمن

ولكن وكلت ذنوبي إلى

حلولي وحبّك وسط الكفن


أبا حسن واليتك اليوم راضياً

بما أنت فيه ليس لي عنك معزل

فلو أنّ ربّي في القيامة قال لي

دع المرتضى أو تدخل النار أدخل


مولد المرتضى (عليه السلام)

بسناكَ تبتهجُ السماءُ وتَسطَعُ

ألَقاً على طولِ المدى يترفَّعُ

تمضي السنونُ وفجرُ مجدِكَ مشرقٌ

شمساً تلألأَ من بهائِكَ يسطعُ

يشتاقُكَ التأريخُ أروعَ صورةٍ

عصماء زُفَّ بها الكمالُ الأروعُ

أنتَ التجلّي بالمبادئ لوسمت

ترقى بها نهجاً وفكراً يُبْدَعُ

دنيا العروشِ تمزَّقتْ أركانُها

وعُلاكَ باقٍ أنتَ فيهِ الأرفعُ

إنَّ الحياةَ كرامة وهداية

فيها الخلودُ مرتَّلٌ ومُرجَّعُ

كمْ حاولَ الباغونَ طمسَ فضائلٍ

للحقِّ فجَّرها الحضورُ الأوسعُ

فلأنتَ قرآنٌ ونهجُ رسالةٍ

يهدي إلى درب الرشاد ويدفعُ

قد فاضَ بحرُكَ في عظيمِ عطائهِ

شعلاً بأنوار المبادئِ يَصْدَعُ

أنتَ البيانُ وما أرقَّكَ نَغمةً

بفمِ القوافي تستطابُ وتُسْمَعُ


يا مولداً قد خُصَّ في إعجازِهِ

مأوىً ببيتِ اللهِ وهو الأنزعُ

وإذا بفاطمةٍ تحومُ ببابهِ

ترجوهُ يُسراً للولادةِ يُسرعُ

وقفتْ تُديرُ الطرفَ في أعتابهِ

فانشق من عليائهِ يتوسعُ

وضعتْ بداخلهِ الوليدَ تكرُّماً

بدراً أضاءَ رحابَهُ يتربّع

سمَّتهُ حيدرَ أمُّهُ لما رقى

فرسَ البطولةِ وهُوَ غَضٌّ أينعُ

لعلاهُ كبَّرَتِ السّماءُ وهللت

زمرُ الملائِك للبشائرِ ترفعُ

فلئن تغنيتُ القصيدَ بمزهري

فهو النشيدُ بعشقِ حُبكَ يُطْبَعُ

فلقدْ تعطَّرتِ القوافي وازدهى

وحيُ الشعورِ فتاهَ فيهِ المطلعُ

أنا ضامئٌ ما أرتجي غيرَ الولا

ظلاً يقي لهبَ الهجيرِ ويشفعُ

فالدهرُ يزهو بالعظيم لأنَّهُ

ملكَ الدُنا عزاً يطولُ ويرفعُ

ولقد سما التأريخُ في ترتيلهِ

ألقاً يشيّدُ للحياةِ ويُبدِعُ

شطآنُ نهجِكَ للخلودِ قواعدٌ

حَفِلَتْ لقاموسِ الكرامةِ تَجْمَعُ

شتموكَ في أمدِ السنينِ نكايةً

فسَمَوْتَ في دنيا المعالي تسطعُ

عشقوا ملذات الحياةِ ولونَها

فغدتْ لدنياهم تروقُ وتلمعُ

لكنهم شَرِبوا السراب توهماً

واستنفروا الدنيا لتبني الأذرُعُ

فمضوا على وترِ الخيالِ متاهةٍ

جوفاء صوَّرها المصيرُ المفجِعُ

وغَدى عليٌّ للتلاوةِ آيةً

يهفو لها شغفُ الشعورِ ويُجْمَعُ


يا شعلةَ الإيمانِ يا نجمَ التقى

قد كانَ ليلُكَ من نهاركَ يخشعُ

قد صاغكَ اللهُ العظيمُ بلطفهِ

فأجادَ صنعاً في صفائك يُبدِعُ

من بعدِ أحمد يصطفيك لأمرهِ

حَكَماً بآياتِ الكتابِ يشَعْشِعُ

قد كنتَ سيفاً للنبي وساعداً

وفتىً إلى نهجِ الهدايةِ يُسْرِعُ

فركبت في سفنِ الجهاد ملاحماً

بالنصرِ فهي لدى البطولةِ مرجعُ

قد كنتَ بركاناً يصُبُّ جَحيمَهُ

بغى الضلالِ فراح لاسْمِكَ يفزعُ

فأريتها كُلّ النجوم ظهيرةً

وغدتْ حصونُ قلاعها تَتَصدَّعُ

فانهارَ وجهُ الشِرْكِ مسود الحشا

وغدى لدستورِ النبوةِ يخضعُ

ونصرتَ باسمِ اللهِ خيرَ رسالةٍ

بالحقِ جاءَ بها الرسولُ الأرفعُ

فاهنأ أبا حسنٍ بخيرِ مثوبةٍ

حفلت لأنوارِ المكارمِ تجمعُ


إيهٍ فتى الإسلامِ أيَّةُ مِدّحَةٍ

تشدو عُلاك تُراكَ منها أرفعُ

هذي قوافي الشعرِ في حلباتها

نغمٌ يُصاغُ بهِ الولاء ويطبعُ

أنا إنّما أشدوكَ باللحنِ المبا

ركِ فهو فيك له الشعور الأروعُ

ولأنكَ الذهبُ المُصفَّى بالشذى الــ

ـــفوّاح والدرُّ المنقى الأنصعُ

علمٌ وتقوىً في صفاءِ عقيدةٍ

وإمامُ زهدٍ للمبادئِ مرجعُ

في الحقِ ما أخذتهُ لومَةَ لائمٍ

في اللهِ تهواه النفوسُ الخُشَّعُ

أعطت له الدنيا قيادةَ طَيِّعٍ

فَيُغضُّ عنها طرفهُ المُتورّعُ

فاختارَ دارَ اللهِ أرفعَ منزلٍ

تشتاقَهُ فيها الجنانُ الأوسعُ

أأبا الحسين فما أرقَّكَ نغمةً

في سحرِها لحنُ الخواطرِ يُجْمَعُ


في مدح آل البيت و أمير المؤمنين (عليهما السلام)
{ عبد المحسن البلادي }

بآل محمد عرف اليقين

وفي ابياتهم نزل الامين


ولا سيما ابيهم ذو المعالي

علي التبر والدر الثمين


ففي الهيجاء خواض المنايا

ويوم السلم عد مستكين


هم الامراء على كل البرايا

بأمر الله والحصن الحصين


لهم خلق الاله الخلق حتى

عليهم انزل الذكر المبين


وهم باب النجاة لكل عامر

وعقدة حبهم حسبي وديني


هم السر الخفي بلا خفاء

ووجه الحق والبلد الامين


توسل آدم فنجا ونوح

كذاك الطهر يعقوب الحزين


تضمن حبهم جنات عدن

وقد فاز المضمن والضمين


وما يهواهم الا تقي

وما يقلدهم الا خؤون


اعد نظراً فما في الكون منهم

وما قد كان منهم او يكون


هم العلل التي لا ريب فيها

وكنز العرش والسر المصون


يا منكرا فضل إمام الهدى

وجاحدا جحدا تزياه


سل (هل أتى) من هل أتى مدحه

ومن به الجبار حياه


فانصر الهي ناصر المرتضى

وعاد من بالطيف عاداه


ويل لمن ابغض حامي الحمى

فالنار يوم الحشر مثواه


مولى براه الله من نوره

من عالم الذر فزكاه


أيها المرتضى المبجّلُ شأناً


كَلَّ حرفي وقبلُ كلَّ لساني
عن مديحٍ يصوغُ حُلْوَ المعاني

في إمامٍ سمَا بكلِّ ائتلاقٍ
فتجلَّى على امتدادِ الزمانِ

واستُهيمتْ بهِ القلوبُ حبيباً
دامَ مستأثِراً بأعظمَ شانِ

وتعاطى حروفَهُ كلُّ فِكرٍ
دانَ للعلم والنهى والبيانِ

وتمنّى عبيرَهُ كلُّ حُرٍّ
يستقي مِن نقائهِ بامتنانِ

إنّه كوكبُ الخُلُودِ انتصاراً
لعذاباتِنا وغوثُ المُعاني

وهو اُعجُوبةُ الإلهِ فداءً
مستخفّاً بزمرةِ الشيطانِ

إيهِ يا أحرُفي أبيني هياماً
بإمامٍ يُجلُّهُ الثّقَلانِ

طِبتُ عهداً بهِ مُذ كنتُ غَضّاً
أحتسي مِنْ هَواهُ كأسَ الجِنانِ

سيدي الفذُّ أنتَ أعظَمُ قدراً
مِن قصيدي وما يَخُطُّ بَناني

يا إمامَ التقاةِ جئتُكَ أسعى
باشتياقٍ إلى مَعينِ الجَنانِ

يا قسيمَ الجِنانِ والنارِ طُرّاً
يا وليداً بكعبةِ الرّحمنِ

جُدْ على عَبدِك المُحبِّ بِوَصْلٍ
عَلويٍّ يضُوعُ بالريحانِ

فأنا المغرمُ الوَصيلُ انتهالاً
مِن غديرٍ سخا بأغلى الجُمانِ

يا ابنَ عمِّ الهادي كفاكَ اغتباطاً
أنَّ منكَ إنطلاقةَ الإنسانِ

أيها المُرتضى المبجّلُ شأناً
إنّ ذكراكَ مَبلَغٌ للأماني

نعُمَتْ أعيُنٌ رأتكَ اصطِحاباً
واستنارتْ بقِبلةِ الإيمانِ

ذا عليٌّ ميلادُهُ جاءَ بِشراً
وهو منهاجُ عزةٍ وتفانِ

كعبةَ اللهِ هلِّلي من بعيدٍ
يومَ جاءَ الوليدُ بِاستيقانِ

صلواتُ الإلهِ تغشاهُ طُهراً
ذابَ في اللهِ فارتقى بالمكانِ

وليد الكعبة وإمام المتقين

أهلاً بميلادِ الفَتى المَحمودِ
في كعبةٍ ثُنِيَتْ لِخَيرِ وليدِ

هو ذا الوَصيُّ الفذُّ جاءَ مُهَلِّلاً
في قلبِ بَيتٍ طابَ بالصِنديدِ

كانتْ ولادتُهُ تُجلجِلُ آيةً
وعلامَةً مِنْ ربِّنا المَعبُودِ

أكرِمْ بهِ سنَدَاً لدينِ محمدٍ
ومَعينَ تضحيةٍ وخيرَ عَضيدِ

وَلَوالِدَاهُ هما الأصالةُ مَنبَتاً
وكَفالةٌ تدعو الى التمجيدِ

فأبوهُ شيخُ الذائِدين مُدافِعاً
عن دَعوةِ الهادي إلى التوحيد

والاُمُّ راشِدةٌ أطاعَتْ ربَّها
قَبْلَ الرسالةِ زوجةً لرشيدِ

طافتَ ببَيتِ اللهَ تُكْبِرُ قدْرَهُ
رَبَّاً حَباها بالعَطا المَمدُودِ

فانشقَّ رُكنٌ قد تصدَّعَ سالماً
وأتى المخاضُ هناكَ بالمَوعُودِ

في مَعْلَمِ التوحيدِ صاحَ وليدُها
لبيكَ ربَّ العرشِ أنتَ مُعِيدِي

أعظَمْتُ طلعتَهُ البهيّةَ ساجِداً
للهِ في وَلَهٍ سُجُودَ مجيدِ

هو ذا الوَصِيُّ البَّرُ دامَ بَنَسلِهِ
نسْلُ النَبيِّ وذا أميرُ حُشُودِ

أنعِمْ بهِ شَأْناً ومظهرَ رِفعَةٍ
طُهْراً تقلَّبَ في هُدىً وسُجُودِ

في يوم مولدِكَ العجيبِ مكانُهُ
أُزجيكَ حُبَّاً من صميم وُجُودي

أذْ أنتَ في الأمجادِ شاغِلُ فِكرِنا
تمضي الدهورُ وأنتَ في تخليدِ

لكنَّنا وعُلاكَ تغبِطُهُ المُنى
خَجْلى عزائمَ صُنتَها بَسديدِ

وشهامةِ المتوسِّلينَ بِخالقٍ
مَحَصَ العبادَ بواعدٍ وشديدِ

مانحنُ في جنبِ الوصيِّ مكانةً
وهوُ المحَجَّةُ في التُّقى والجُّودِ

حاشا عَليّاً لا يُريدُ مُحامياً
يعلُو بصوتِ مُناصرٍ ومُرِيدِ

تاللهِ قد عَرِفَ الجُفاةُ بفضلِهِ
وحقيقةٍ حُجبَتْ غَداةَ جُحُودِ

لكنّه – روحي فِداهُ – يُريدُنا
آياتِ إيمانٍ وعزمَ اُسُودِ

نروي الحياةَ بكلِّ خيرٍ نافعٍ
ونُغِيثُ مَقهوراً طريدَ مُبيدِ

ونذودُ عن وطنٍ أُضِيعَ بخائنٍ
ونُبيرُ ظُلمَ مُدمِّرٍ وحَقُودِ

ونقدّمُ الإسلامَ عَدْلاً واضحاً
قِسطاً يباركُ بالقُرى والبِيدِ

هو ذا مَرامُ وليدِ كعبةِ ربِّنا
لا خيرَ في وُدٍّ بغيرِ جُهُودِ

يا اُمّةَ القُرآنِ تلكَ ربُوعُنا
بُلِيَتْ بويلاتٍ وجُرمِ لَدُودِ

فالمَسْجدُ الأقصى أسيرُ صهايِنٍ
واُخُوَّةُ الاسلامِ في تَبديدِ

ودواعشٍ جعلوا البلادَ حرائقاً
لِتفُوقَ سلطةُ فاسِدٍ ويَهُودِ

منّا السلامُ على حبيبِ محمدٍ
ووصيِّ أحمدَ بل وفَخْرِ شهيدِ

لو أنّهُ شَهِدَ المهانةَ وَصمةً
تعلُو الجِباهَ وغَطرساتِ عنيدِ

لأشاحَ بالوجهِ الكريمِ تعفُّفاً
عنْ قادةِ العَوراتِ والتقريدِ

عُبّادِ ضيعاتٍ لهُم ومصايفٍ
وقصورِ حفلاتٍ ولَذّةِ غِيدِ

هذا عليٌّ طلَّقَ الدُّنيا تُقىً
ما كانَ يَشبَعُ رحمةً بشريدِ

أو عائلٍ حُرِمَ الطعامَ لعُسْرةٍ
او مُفجَعٍ بِأعزَّةٍ وفقيدِ

صلى عليهِ اللهُ نهجَ نُبُوَّةٍ
جعلَ العدالةَ غايةَ المَقصُودِ

أعظِمْ بهِ رمزاً لكلِّ مُرُوءَةٍ
وبطولةٍ وشهامةٍ وصُمُودِ

بدأ الحياةَ بقلبِ مكةَ ساجِداً
ختَمَ الحياةَ شهادةً بسُجُودِ

حُجّةُ اللهِ للبرايا عليٌّ

يا عليَّ المَقامِ فخْرُكَ بادِ
والورَى شُهَّدٌ وربُّ العبادِ

يا وليدَ البيتِ العتيقِ مكاناً
لم يزَلْ ذِكرُهُ حديثَ المِدادِ

كبَّرَ الرُّكنُ والمَقامُ ابتهاجاً
بوليدٍ أتى بِخَيرِ المِهادِ

كعبةُ اللهِ يومَ ذاكَ استنارَتْ
واستطابتْ بطاهرٍ سَجَّادِ

فهُوَ نَفْسُ الأمينِ طه عَليَّاً
خَصَّهُ الله بالنُّهى والسَّدادِ

واجتباهُ الهُدى البَشيرُ وزيراً
وهو غَضٌّ مُؤَهَّلٌ للرِّيادِ

سنَّةُ اللهِ في البَرايا لِزَامٌ
أنَّ هذا الوليدَ رَمزُ الرَشادِ

مَن تَولّاهُ أدرَكَ الفَتْحَ حتماً
مَنْ تحاشَاهُ ضَلَّ نهْجَ الوِدادِ

سيدُّ المُتّقينَ نُبْلٌ عَميمٌ
وحليفُ الفِدا بكلِّ اجتهادِ

وأَخُو أحمدٍ بيومِ التآخي
وبليغُ البيانِ في كلِّ وادِ

وقرينُ البتولِ زهراءِ طهَ
وأميرُ (الغديرِ) يومَ السِّنادِ

أسندَ الله للوَصيِّ مَقاماً
باجتماعِ الرسولِ والأشهادِ

يومَ نادى محمدٌ وهو نورٌ
وعليٌّ بدا بجنبِ الهادي

أطرَقَ الجمعُ للأمينِ سَماعاً
فرسولُ الإلهِ نِعمَ المُنادي

: ذا عليٌّ لهُ الولايةُ بعدي
وبهِ الحقُّ يَقتدي بانشِدادِ

وأَبُو الأوصياءِ حصنُ البرايا
ومُبيرُ العِدى وأَهلِ العِنادِ

ربِّ والِ وَليَّهُ باصطبارٍ
ربِّ عادِ عدُوَّه المُتَمادي

أرهقَتْني الحُروفُ أَعْيَتْ ثناءً
في جَنابٍ يَفيضُ بالأمجادِ

فلَعَمْرُ الوَصيِّ إنّي جَريءٌ
بامتداحٍ يَكِلُّ فيه اجتهادي

حُجَّةُ اللهِ للبَرايا عليٌّ

وصَريخُ الوَفاءِ يومَ المَعادِ

وشَفيعُ المُستمسكِينَ بِصَبْرٍ
إذْ عَتى ظالِمٌ وجارَ مُعادِ

إخوتِي في الوَلاءِ هُبُّوا كِرامَاً
وبيومِ الوليدِ شُدُّوا الأيادي

ذا عليٌّ إمامُ عدْلٍ تجلَّى
كلُّ حقٍّ بهِْ بِفَخرِ امتدادِ

فسلامٌ على عليٍّ وليداً
وهُماماً مُجاهداً للأعادي

وسلامٌ على عليٍّ إماماً
ووَصيّاً لم يُعْيِهِ قطُّ عادِ

وسلامٌ على عليٍّ شهيداً
في خُشوع ِالسُّجُودِ والأورادِ

أنت الحقيقة يا علي ونهجنا

?? ??? ? ?? ??? ??? ????? ????? ??????

يا خالداً أبَدَ الزمانِ مقاما
لكَ يومَ سُدْتَ تحيةٌ تتنامى

لكَ في الغديرِ كرامةٌ موسومةٌ
في يومِ عيدٍ أبهجَ الإسلاما

يا حيدرُ الكرارُ جئتُ مُبايِعاً
بوَلاءِ حقٍّ يستفيضُ قَواما

هوَ طُهْرُكَ الزاهي ومُنقذُ أُمّةٍ
بِهُدى سبيلِكَ لن تُطأْطِئَ هاما

فأقبلْ مُبايعتي وصِدْقَ مودَّتي
يا سيداً قد حطّمَ الأصناما

وأَغِثْ أمينَ اللهِ عبدَكَ عاشقاً
فلقد عشقتُكَ حُجَّةً وإماما

يا بيرقَ الهادي الأمينِ محمدٍ
وأبا الأئمةِ طاهرينَ كِراما

يا أيها الكرّارُ في لُجَجِ العِدى
أشهِرْ ثباتَكَ واْمحَقِ الآثاما

بظهورِ منتظَرٍ يُوَحِّدُ صفَّنا
ويحقِّقُ الآمالَ والأحلاما

ويُزيلُ حُكمَ الظالمينَ وفتنةً
نشرَتْ بأرضِ المسلمينَ ظَلاما

فهمُ امتدادُ تواطُؤٍ رفضَ الهدى
وولايةَ المولى الأميرِ خِصاما

رَضعوا مكائدَهم وفاقُوهم أذىً
فاليومَ زادَ حريقُهم إضراما

أسعِفْ أمينَ الله اُمّةَ أحمدٍ
واجبُرْ خواطرَ صابرينَ عِظاما

يتصارعونَ مع النوائبِ شدةً

نزلَتْ بهم ويكافحونَ لِئاما

ويسدِّدونَ إلى الغزاةِ عقابَهم
ويطارِدونَ الحقدَ والإجراما

في عيدِكِ الميمونِ نطلُبُ اُلفَةً
للمسلمينَ ووحدةً وسلاما

وتعاضُداً يحمي البلادَ وأهلَها
وتراحُماً كي نستزيدَ ووئاما

عيدُ الغديرِ لنا بشيرُ تحرُّرٍ
ولِنهضةٍ تستدفِعُ الآلاما

هي نهضةٌ بِلِواءِ صاحبِ أمرِنا
سبطِ النبيِّ مُجاهِداً ظُلّاما

ربّاهُ أَسعِدْنا برؤيةِ وجهِهِ
فهو الغديرُ مُجدِّداً إسلاما

وهو الخَلاصُ لِمنْ توخّى عِزَّةً
عبر السنينَ وعدَّدَ الأيّاما

لكَ يا أميرَ المؤمنينَ تحيةٌ
وقلوبُنا بكَ تستنيرُ هَياما

ونفوسُنا بكَ تستطيبُ شغوفَةً
بعبيرِ نفسكِ مُكرماً مِنعاما

وعيونُنا ترنو إليكَ مُجاهداً
فذّاً نقيّاً لم تُرِدْ أصناما

للهِ درُّكَ مِنْ إمامٍ طاهرٍ
يا نفسَ أحمدَ قائداً مقداما

لن نستعيضَ بِذا (الغديرِ) ولايةً
أبداً ولنْ نتَتَبَّعَ الأوهاما

أنتُ الحقيقةُ يا عليُّ ونهجُنا
نهجٌ تعمَّدَ بالفداءِ وقاما

مقاطع شعرية

ميلادُكَ المَيمونُ طابَ مُعَطَرَّا
طُهْرَاً وأَسْمَتْكَ الجليلةُ حَيدرَا

فالمَهْدُ بالبيتِ العتيقِ كرامَةٌ
ودَليلُ إكبارٍ يَدُومُ تذكُّرا

ومَقامُكُ السّامي يُشَعْشِعُ آيةً
للمؤمنينَ ومَنْ لِقَدْرِكَ أبصَرَا

هوَ ذا وَليدُ البيتِ كعبةِ ربِّنا
وأبُو المُرُوءَةِ قد أهَلَّ مُطهَّرَا

سمّاهُ والدُهُ (عليّاً) فَرْحَةً
بوليدٍ افتَرَشَ العَلاءَ مُكبِّرا

في يومِ مولدهِ المجيدِ بشائرٌ
ملأتْ قلوبَ العارفينَ تبصُّرا

ولَنهجُ حيدرةَ اليقينُ مسيرةً
تُفضي لمكرمةٍ بها خيرُ الورى


حبَّ التزوُّدُ مِن شذا كلِمِهْ
نهجاً يقرِّبُنا إلى هِمَمِهْ

صحِبَ الأمينَ وكانَ مؤنِسَهُ
والجهلُ معتكِفٌ على ظُلَمِهْ

فخرُ الورى فَذٌّ يجلِّلُهُ
طهْرٌ بَدا والنبلُ مِن شِيَمِهْ

هو أحمدٌ في كلِّ منقبةٍ
صلى عليه اللهُ في حرَمِهْ

بدأ الحياةَ موحّدا طَهِراً
ختم الحياةَ مضرّجاً بدمِهْ


فيكِ يا كعبةُ الوصيُّ تَوَلَّدْ
مستعِدّاً أتى لينصُرَ احمدْ

ضمَّهُ البيتُ فاستبانَ بهاءاً
طالِبيَّاً يمتاحُ نورَ محمدْ

كعبةَ الخيرِ قد عَظُمْتِ مكاناً
خصّهُ اللهُ بالوليدِ المُؤيَّدْ

صاحبُ المجدِ والعدالةِ فذّاً
ذابَ في المصطفى وصلّى ووحَّدْ

مَن سِواهُ الذي يُحصِّنُ ديناً
باجتهادٍ وبالحسامِ المهنّدْ

يا وليداً حباهُ ربُّ البرايا

بمقامٍ حديثُهُ قد تخلّدْ

ليسَ يمحوُهُ مَن تنكّرَ بُغضاً
لعليٍّ أو مَن عليهِ تمرَّدْ


ياقالع الباب الذي عن هزّها
{ ابن ابي الحديد المعتزلي }

قد قلت للبرق الذي شـقَّ الدجـى

فــــكأن زنجيـا هنـاك يجـــدَّعُ


يا برق إن جئتَ الغـريَّ فقل لـه

أتراك تعلم من بأرضـك مـودعُ


فيك ابنُ عمران الكليـمِ وبعــدهُ

عيـسى يُقـــفِّيـهِ وأحـمد يتبــــعُ


بل فيكَ جبـريلٌ وميكالٌ وإسـرا

فيـلُ والمـلأُ المـُـــقـدَّس أجـمع


بل فيكَ نـورُ الله جــــلَّ جـلالُـه

لذوي البصائر يُستشـفُّ ويلمـعُ


فيكَ الإمام المرتضى فيك الوصي

المجـتبى فيـــــــكَ البطـين الأنـزعُ


الضَّاربُ الهامِ المقنعُ في الوغـى

بالخـوفِ للبـهم الكمــــــاة يُقنّـعُ


والسمـــــهريةُ تستقيم وتنـــــــحني

فكــــأنها بيـــــن الأضالع أضـــــلع


والمترع الحوض المدعدع حيث لا

واد يفيـــــضُ ولا قُليــــــــبٌ يترع


ومبددُ الأبــــطالِ حيثُ تألـــــــــبوا

ومــــفرقُ الأحزابِ حيثُ تجـــــمع


والحبر يصــــدع بالمواعظ خاشعاً

حتى تكاد لــــها القلوبُ تصــــدع


حتى إذا اسـتعر الوغـى متلظياً

شَــــرب الدمـاء بغـلةٍ لا تنقـعُ


متجـــلبــــباً ثوباً من الدّم قانـــــياً

يعلوهُ من نـــــقعِ الملاحـــــمِ برقع


زهدُ المسيـــــــحِ وفتكةُ الدهرِ الذي

اودى بــهِ كســـــرى وفوز تبــــــع


هذا ضمــــيرُ العالمِ الموجود عـــن

عدمٍ وســرُ وجـــــوده المســـــــتوع


هـذي الأمـانة لا يقـوم بحملها

خـلقاءُ هابطـة وأطـلس أرفـعُ


تأبى الجبالُ الشـمُّ عن تقليـدها

وتضـجُّ تيـهاءٌ وتشفــق برقـعُ


هـذا هو النـورُ الذي عـذباتـِــه

كـانـت بجـبــهـةِ آدم تـتطـلّــــعُ


وشهابُ موسى حيث أظـلمَ ليـلُه

رُفـعـت لـــه لألاؤه تتشـــعشـعُ


يامن ردت لـــــه ذكاءَ ولم يــــــفز

لنــظيــــرها من قبل ألا يوشــــــع


يا هازمَ الأحــــزابِ لا يثنـــيهِ عن

خوضِ الحِمــــامِ مـــدججٌ ومدرع


يا قالـــــعَ البابِ الذي عـَـــن هَزِهِ

عَجـــزَت أكفٌ أربعــــــونَ وأربع


لولا حُدُوثكَ قلـــــــــتُ أنّكَ جاعلُ

الأرواحِ في الأشبــــاحِ والمُستنزِع


لولا ممـــــاتكَ قلتُ أنّــكَ باســط

الأرزاقِ تُقدرُ في العطاءِ وتُوسِع


ما العالـــــمُ العـــلويُ إلا تـــربة

فيـــها لجثتكَ الشَريفةِ مَضــــجع


ما الدهرُ إلا عــبدك القــن الذي

بنــــفوذِ أمرِك في البريةِ مولع


أنا في مديحكَ ألكنٌ لا أهتـــدي

وأنا الخطيبُ الهزبريُ المصقع


أأقول فـــــيكَ سميدعٌ كـــلا ولا

حاشا لمِثلكَ أن يُقال ســـــميدع


بل أنـــــتَ في يومِ القيامةِ حاكم

في العالمـــــــين وشافعٌ ومشفع


ولقد جهـــــلتُ وكنتُ أحذقٌ عالم

أغرارُ عزمـــكَ أم حسامكَ أقطع


وفقدتُ مَعـــــرفتي فلستُ بعارفٍ

هل فضـــلُ عِلمكَ أم جنابكَ أوسع


لي فيكَ معتَقدٌ سأكشــــــــفُ سِره

فليصغِ أرباب النهــــــى وليسمعوا


هي نفثة المصدور يطــــفئ بردها

حرُ الصبابةِ فاعذلـــوني أو دَعوا


والله لـــــــولا حـــــيـدر ما كانــت

الدنيا ولا جــــمعَ البـــــــريةِ مجمع


من أجـــله خُلــــق الزمان وضوئت

شــهبٌ كـــنسن وجـــــن ليــل أدرع


علـــــم الغيـــــوب إليه غيــر مدافع

والصبـــــــح أبيض مسفر لا يدفـــع


وإليهِ في يــــومِ المعـــــــــادِ حسابنا

وهــــو المـــلاذُ لنـــا غداً والمفــزعُ


هذا اعتقادي قــــد كشــــفتُ غطاءَه

سيــضـــرُ معـــتقداً له أو يـنـــفـــع


يامـــــــن له في أرض قلبــــي منزل

نعم المراد الرحب والمســــــــــتربع


أهـــواك حتى في حشاشـــــة مهجتي

نار تشــــب على هــــــــواك وتلذع


وتكاد نفـــــــــسي تذوب صـــــبابة

خلــــــقاً وطبـــــــعاً لا كمن يتطبع


ورأيــــتُ دينَ الإعتــــــــزال وإنني

أهوى لأجـــلكَ كل من يــــــــــتشيعُ


ولــــــقد علمــــتُ بأنــــــــه لابد مِن

مـــهديـكــــم وليـومه أتوقـــــــــــــع


يحمــــــيهِ من جنـــــــــدِ الإلهِ كتائبٌ

كاليمِ أقبــــــــــلَ زاخـــــــــــراً يتَدفعُ


عشقت علياً
{ الشاعر علي العراقي }

عشقت علياً أميرا عليا

فصار هواه أميرا عليا


يسد علي دروب ضلالي

فأسلك فيه (صراطا سويا)


وأظفر منه (بصك نجاتي)

وأسقى شراباً به كوثريا


وأولد حيا وأدفن حيا

وأبعث بعد وفاتي حيا


فمذ كنت في نطفة مستكيناً

عقدت وحبك عقداً وفيا


وحين ولدت ولدت بسمعي

أذانا تردد من والديا


ولما استبينا عن اسمي قالا

على اسم (الأمير) يسمى (عليا)


فصرت معي مشعلا لدروبي

وحيث رجوتك القاك فيا


ولما بلغت وجدتك شرعاً

لكل قويم وحقا جليا


قرأتك في (الذاكر) ذكراً صريحاً

رأيتك في (النهج) نهجاً (رضيا)


عرفت الجنان لحبك وقفا

تكفر من لا يراك وليا


واني (برفضي) سأدعى اليها

ومنها سأجني قطافاً جنيا


فرحت أناجيك في كل هم

وأسمع منك (نداء خفيا)


تفكرت فيك وما أنت فيه

تمعنت فيك مليا مليا


فأيقنت أنك صنو النبي

وأنك لولاه كنت النبيا


هواك بصلب كياني مقيم

وأقرب مني مراراً اليا


تشيعت فيك ولولاك فيه

نفضت التشيع من راحتيا


ولو جئت أمعن فيك خصالاً

لأفنيت عمري وما جئت شيا


فسيفك لا سيف إلاه، نادى

بذلك (جبريل) صوتاً عليا


ولولاه ما ظل للدين ذكر

ولا ذكر الخلق طه النبيا


أبى العلم إلاك بابا اليه

فقلت ادخلوا بسلام عليا


وقلت (سلوا قبل أن تفقدوني)

فكل علوم البشير لديا


وراية خيبر لم تعل حتى

تكفلتها فارسا حيدريا


فما احتملت غير كفك كفا

ولا افترشت غير فيئك فيا


ومن باب خيبر فردا دحاها

ومن ذا طواها بكفيه طيا


وذاك فراش النبي المفدى

وقد بات فيه ونام هنيا


وأسياف غدر على الباب تجثو

تراه طعاما اليها شهيا


ومن ذا سواه له الشمس ردت

وصار له غربها مشرقيا؟


ولدت بكعبة ربك طهراً

(وأشرقت الأرض) نورا بهيا


وفيها رقيت على كتف طه

وحطمت أصنام من ضل، غيا


(من المؤمنين رجال) ومن ذا

عداه تسيدهم هاشميا


(يجاهد في الله حق جهاد)

ويؤتي الزكاة ركوعاً أبيا


على حبه يطعم الزاد زلفى

فتى (يقرض الله قرضاً) سخيا


فتى (يقرض الله قرضاً) سخيا

وخلصه الرب طهراً نقيا


وفي (قل تعالوا) بأمر القدير

غدا و(محمد) في النفس سيا


ويوم (الغدير) تعالى إماما

وأضحى على كل عبد وليا


وجاء النداء لأحمد (بلغ)

فبلغ أمر الإله جليا


فيا مؤمنون اتقوا الله حقاً

(وكونوا مع الصادقين) سويا


فهذا (علي) مع الذكر يتلى

فما قوله أين نلقى عليا؟!


بمدحك نصا فم الذكر فاه

فكنت المصب لمجرى ثناه

ترى ما برى الله فيما يراه

«أبا حسن أنت عين الإله»

«فهل عنك تعزب من خافيه»


بك اجتمع الدين بعد الشتات

ولان لك الشرك لين القناة

ولاك المعاد فأنت النجاة

«وأنت مدير رحى الكائنات»

«وانت شئت تسفع بالناصية»


وأنت المصرف مجرى القضاء

فتمحو وثبت انى تشاء

وأنت المشفع يوم الجزاء

«وأنت الذي أمم الأنبياء»

«لديك اذا حشرت جاثية»


بك الحق أسس بنيانه

وعنك الهدى شع برهانه

معاد الورى أنت عنوانه

«فمن بك قد تم ايماننه»

«يساق إلى جنة عالية»


شهيد الصلاة

يا سيوف الاحرار في قبضة المجد، تهاوي – رغم الحفاظ – فلولا


والفي غمدك المخضب بالعار، تصوني فخارك المطلولا


واخرسي، لا صليل كالرعد ينصب بأذن الكمي لحنا جميلا


واحمدي لا بريق يجرح بالنور ظلام القتام فجرا صقيلاِ


واخمدي لا بريق يجرح بالنور ظلام القتام فجرا صقيلا


واكهمي لا غرار كالقدر المحتوم، إن صال تنحني الهام ميلا


إن سيف ابن ملجم يرشح العار على صفحتيك جيلا فجيلا


طأطي الهام يا عروبة حتى

ترفعي بالظبا جبينا ذليلا


وتعيدي بنجدة الثأر مجدا

لم يزل بادي الشحوب عليلا

                                        ***                   

وتشدي بعزمه الحق كفا

هجر السيف فارتمى مشلولا


واطرحي البيض يا سواعد قحطان، وسلي عنها العصي بديلا


فالعصار تعرف الحمية – خير

من حسام يكون وغدا دخيلا


يا حسام ابن ملجم لم لم ترع

لا قرانك السيوف اصولا


شرف السيف ان يقارعه السيف فان فاز كان نصرا نبيلا


ليرى المجد – والقراع امتحان –

ايها كان ملحقا ام اصيلا


أمن النبل يا الصيق المواضي

غدرة الليل فجأة وذهولا


وعلي نشوان من خمرة النجوى مع الله حسبة ومثولا


كهربت حسه الصلاة فلا يألف إلا التكبير والتهليلا


ثم سرعان ما يخر وليد البيت في البيت ساجدا وجديلا


فاذا بالصلاة في المسجد المحزون ثكلى تنعى أبا وكفيلا


وتردت من بعده ليلة القدر ثياب الحداد عمرا طويلا


فاهتدينا لغامض السر: ان القدر والجرح توأمان قبيلا


واضافت لمجدها ليلة القدر بفضل الامام مجدا اثيلا


فاستطالت على الليالي بفخر ينضح الحمد بكرة واصيلا


أية اشقى الورى أما يستحي سيفك أن يشهد الامام سليلا


والمواضي كانت متى شاهدته لم تبارح اغمادها تبجيلا


حيث كانت ترى بعينيه وقد العزم يذوي حديدها المصقولا


وعلى فيه من فحيح البطولات لظى يترك البصائر حولا


هكذا الحق يصلت العزم سيفا عبقريا وساعدا مفتولا


إيه اشقى الأنام، هلا تراجعت لدى هيبة الامام خجولا


كيف مدت منك اليمين وكانت تستقي من ندى الامام سيولا


أفهل جفت الصلات فجاءت تبتغي من صلاته التنويلا..؟


لا – وحاشا نداه – وهو غمام – أن يرى ساعة المحولا بخيلا


لكن النفس إن زكت تخصب الخير إلى الناس روضة وحقولا


ومتى ساء غرسها تنبت الشر – برغم الوجدان – مرعى وبيلا


لست أرثيك – يافقيد البطولات – بحفل يلوك معنى ملولا


إنما يعقد الرثاء لميت يرشح الدمع ماتما وعويلا


لست ارثيك –يافقيد البطولات – بحفل يلوك معنى ملولا


إنما يعقد الرثاء لميت يرشح الدمع ماتما وعويلا


أنت اسمى من أن تموت وهذا نهجك الحي يعضد التنزيلا


أنا أرثي لمدلجين أضاعوا هدف السير مقصدا ومقيلا


وزعوا بين فكرتين: فقوم ألفوا في اليمين ظلا ظليلا


فاستطابوا النعيم، وليمت المسكين، ما دام عيشهم معسولا


ولو أن الجميع ساروا على نهجك، واستهدفوا خطاك دليلا


لاستراحوا من حبره الفكر فالاسلام أرسى قواعدا وأصولا


انه يرشد الأنام إلى الخير، ويوحي الهدى، ويغدو العقولا


يا صريع ابن ملجم، لم تكن وحدك في مذبح الصلاة قتيلا


ولو أن الخصام بينكما – حسب – فهيهات يستقيم طويلا


إنما تلك قصة العدل والظلم، وهيهات دورها أن يزولا


لم تزل والزمان في مسرح التأريخ عذراء تصرع المستحيلا


إن سيفا ارادك في ساحة الرحمة ما زال فوقنا مسلولا


والدماء التي استقى ريها المحراب لا زال جرحهن خضيلا


فصراع ابن ملجم وعلي يتخطى التأريخ جيلا فجيلا

السلام عليك يا أمير المؤمنين.
السلام عليك يا يعسوب الدين، وقائد الغر المحجلين.
السلام عليك يا باب الله، السلام عليك يا عين الله الناظرة، ويده الباسطة وأذنه الواعية، وحكمته البالغة، ونعمته السابغة، السلام على قسيم الجنة والنار، السلام على نعمة الله على الأبرار ونقمته على الفجار.
السلام على سيد المتقين الأخيار.
السلام على أخي رسول الله وابن عمه، وزوج ابنته والمخلوق من طينته.

السلام على الأصل القديم والفرع الكريم.
السلام على الثمر الجني.

السلام على أبي الحسن علي.
السلام على شجرة طوبى وسدرة المنتهى. السلام على آدم صفوة الله، ونوح نبي الله، وإبراهيم خليل الله، وموسى كليم الله، وعيسى روح الله، ومحمد حبيب الله، ومن بينهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

السلام على نور الأنوار وسليل الأطهار وعناصر الأخيار. السلام على والد الأئمة الأبرار. السلام على حبل الله المتين، وجنبه المكين ورحمة الله وبركاته.

السلام على أمين الله في أرضه وخليفته في عباده، والحاكم بأمره، والقيم بدينه، والناطق بحكمته، والعامل بكتابه، أخي الرسول، وزوج البتول، وسيف الله المسلول.

السلام على صاحب الدلالات والآيات الباهرات والمعجزات القاهرات، والمنجي من الهلكات الذي ذكره الله في محكم الآيات، فقال تعالى:﴿وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم﴾

السلام على اسم الله الرضي، ووجهه المضيء، وجنبه العلي ورحمة الله وبركاته.

السلام على حجج الله وأوصيائه، وخاصة الله وأصفيائه، وخالصته وأمنائه، ورحمة الله وبركاته، قصدتك يا مولاي يا أمين الله وحجته زائرا عارفا

إبن أمير المؤمنين الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه
قلم وصوت ومحام لدى آل البيت
الكاتب المصري والمؤرخ الإسلامي
عبدالرحيم أبوالمكارم حماد عبده ابو هارون الشريف
إبن السلطان محمد شمس الدين ابوهارون الشريف
الإدريسي الحسني العلوي الهاشمي القرشي العدناني

قلم وصوت ومحام لدى آل البيت
الكاتب المصري والمؤرخ الإسلامي
عبدالرحيم أبوالمكارم حماد ابو هارون الشريف
إبن العارف بالله السلطان محمد شمس الدين ابوهارون الشريف
الإدريسي الحسني العلوي الهاشمي القرشي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى