مقالات

الإعلامية هيام أحمد تكتب: «أنا مستأجر للألم »

يوجد في العالم ما يكفي من القسوة ،الألم النفسي هو إحساس فعلي بالألم دون وجود سبب عضوي،ينتج عن معايشة الأنسان لمواقف وأحداث مؤلمة وحزينة أو اضطرابات نفسية, قد ينتج الألم النفسي لدى الإنسان بسبب خذلان من الآخرين وشعور الندم، و الفقد والخسارة،أو قد يكون ناتج بسبب مشكلة نفسية مثل الاكتئاب والقلق، أسوأ ما قد يحدث للإنسان هو أن ينكسر من المكان الذي آمن به الألم يسبب خسائر نفسية كبيرة في علم النفس ،ويعد من أفضل سبل تخطي الألم النفسي هو تجنب الأفكار السلبية ومحاولة تشتيت الذهن عنها والتفكير بشكل منطقي وواقعي،حيث أن التفكير السلبي وتوقع سيناريوهات سيئة يؤدي إلى زيادة الألم النفسي،وربما يتطور الأمر إلى اكتئاب ونصيحة عزيزي الآنسان عندما يعطيك الله بداية جديدة لا تكرر نفس الأخطاء القديمة،و‏يقاس الألم بأثره لا بسببه، و أتعجب كيف يجرؤ إنسان أن يقول لآخر أن الأمر لم يكن يستحق، أحيانًا بعض الأوجاع لا تتحمل الإفصاح عنها ليس لقلة من يستوعبها بل الحديث عنها هو بحد ذاته قمة الألم، إن التسبب بالألم سهل ولكن إدراك تبعاته وآثره على الآخرين قد يكون صعب جداً، فالملاقي ليس كالمتلقي، دائماً ضع نفسك مكان الآخرين وعايش الالم هل بإمكانك التحمل؟ التعامل مع الالم النفسي اما أن يكون حزن على ماضي أو خوف من المستقبل،و من الطبيعي أن الإنسان يتألم لانه بشر وهذا الشيء في طبيعه تكوينه، وهذه هي الحياة ،يجب على الإنسان تقبل الألم النفسي والآثار السلبية التي يخلفها في حياته على جميع الأصعدة،لا بأس بفشل مؤلم وموقف لم تستطع التعبير عن نفسك لتأخذ حقك،وعلاقة أنت مظلوم بها، وقرار غلطت بالتأخر في اتخاذه لا عليك هكذا هي مدرسة الحياة، نخطأ لنتعلم،وبحجم الألم الذي نتذوقه سنسطر أعظم الدروس، ونصنع منها شخصيتنا التي تستطيع أن تتعامل معها، وهكذا نتميز عن غيرنا لذلك تعد خطوة التقبل من أهم الخطوات التي تساعد على البدء بحل المشكلة، ولابد ان نتعلم كيف نتخطى و نتأقلم و نرضى بالمكتوب علينا ‏. العطاء ما أجمل أن تعطي وأنت تعلم أن المقابل ليس من الناس بل من رب الناس،لكل شدة مدة وكل ضيقٍ له متسع، هكذا هي الحياة يتعاقب فيها نهار مضيء وليل مظلم، مره يخالجك الألم ومره يصالحك الأمل والله دومًا في هذه وفي تلك معك، فالحمد لله في السراء وإن قصرت والحمد لله في الضراء وإن طالت (فإن مع العسر يسرًا إن مع العسر يسرًا)

نحن نفتقد النسخة القديمة من أنفسنا رغم أنها كانت أضعف وأقل نضجًا ولكنها كانت أكثر سعادة وراحة، تظل دائمًا الطمأنينة أغلى شعور للإنسان ردد مع نفسك لا يمكن أن أتورط مجددًا في الألم الذي نازعت روحي لأنجو منه، إن قدرتك على تحمل الألم وصبرك عليه تحدد بشكل كبير درجة تعافيك وسرعة شفاءك منه،وأخيراً مرونتك العقلية و العاطفية تزداد أسرع وبأقل الخسائر عندما تخوض أنت التجارب التي اخترتها بنفسك وليست تلك التي تفرض عليك من الآخرين ,أن تبدأ عندما تتردد، وتتقدم عندما تخاف و تبادر عندما يكتفي غيرك بالسكوت،أن تبتسم و تصبر رغم الألم،وتضحك و بداخلك هم ، تلك هي الحياة مغامرة في وسط بحر متلاطم الأمواج ،لا شيء مضمون لا بأس ان نتألم قليلًا لأن الألم أحيانًا يعيدنا للطريق الصحيح ،فاعطي لقلبك فسحة للسعادة والفرح ولو كنت في وسط الألم هذا هو عيدك كم من مشاعر ماتت من من قلة الإهتمام وسوء الظن ‏وكم من العلاقات انقطعت لأسباب خاطئة ،لا تنظروا بأعينكم ومشاعركم فقط انظروا بعقولكم ,الإنسان غالبًا لا يفعل ما يحبه ولا ما يريده ولا ما يفكر به، بل يفعل ما اعتاد عليه، فمن إعتاد القلق يسيطر عليه الخوف دائمًا، ومن إعتاد الطمأنينة لزمته السكينة،الألم لا يغير شيء والحياة لا تنتظر والعمر مرة واحده، والسعادة حق لنفسك عليك لاتسمح بالتنازل عنها لانك تستحق ،والحياة تحتاج إلى قوة هائلة من الصبر والرضا إلى إحساس لا يتزلزل،إلى طاقة جبارة تعين المرء لاحتمالها، ولا شيء كاليقين بأن الله يفعل ذلك ،سيستجيب سيكرمك ،سيجبرك .. لأنه الله .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى