تقرير

في ذكرى ميلادها.. هل انتحرت السندريلا أم قُتلت؟

في مثل هذا اليوم ولدت الفنانة سعاد حسني، في يوم 26 يناير 1943، وتعد فنانة متعددة المواهب، ما بين ممثلة ومطربة، هذا بالإضافة إلى قدرتها على تأدية الفن الاستعراضي، وامتدت شهرة الفنانة سعادة حسني إلى الوطن العربي كله، لقبت بلقب سندريلا الشاشة العربية، وحصلت على عدد من الجوائز أبرزها أنها اختيرت كثاني أفضل مطربة في القرن العشرين.

وفي هذا الصدد يستعرض موقع وجريدة “اليوم” تفاصيل حادث انتحار السندريلا، وهل هو انتحار أم مقتل؟

توفت الفنانة سعاد حسني في لندن يوم 21 يونيو سنة 2001، وذلك إثر سقوطها من الدور السادس، وهذا الحدث أثار جدلا وجللا، حيث تباينت الآراء والشكوك حول هذه الحادثة، حيث هناك من يرى أنها ليست عملية انتحار، وإنما توفيت مقتولة.

ما إن وصلت أنباء الحدث إلى مصر، وجه الرئيس محمد حسني طلبًا إلى سفير لندن بضرورة أن يكون هناك سرعة في إنهاء الترتيبات وإعادتها لمصر، بعد ذلك وصل الجثمان من لندن إلى مصر، وكان في انتظارها وزراء وقادة، بالإضافة إلى ممثل عن رئيس الجمهورية، بجانب عدد كبير من الأقارب والأصدقاء والممثلين.

بعد أن تم تشييع الجثمان، بدأت الشكوك تدور حول مقتلها، بين قائل بأنه انتحار أم مجرد سقوط، لم يصل أحد إلى شيء، ولكن بعد مدة بدأت الحقائق تخطو نحو الوضوح، فلم يكن في البداية شيء يكتب إلا أن الفنانة سعاد حسني انتحرت بسبب الأمراض التي كانت تعاني منها، وذلك قبل بدء التحقيقات.

أدى تضارب الآراء حول مقتلها، هل هو انتحار أم مجرد حادث سقوط عادي إلى بلبلة صحفية؛ لكن بعد وفاتها بمدة، بدأت الحقائق شيئًا فشيئًا بالانجلاء، بعد أن بدأت تضعف مزاعم أصحاب الرأي الأوّل المباشر، ولكن كان هناك رأي صرح به الطبيب الخاص بها، والذي كان مكلفا بمتابعة حالتها وهو عصام عبد الصمد الطيب، فقال إنها تعاني في الفترة من زيادة الوزن، فكانت تتعالج من السمنة، وتعالج نقص الوزن بأحد مستشفيات التأهيل، وبعدما مكثت فيها فترة خرجت، وذلك بعد الحادث بأيام، وطيلة هذه الفترة كانت تعاني من اكتئاب، نتيجة تعرضها لضغط شديد كان له تأثيرًا سلبيًّا على نفسيتها.

أكمل أنها كانت تسير على نظام غذائي صعب، ويعقب فترة الريجيم هبوط متكرر، فمن الوارد أنها لم تستطع التحكم في جسدها وهي تنظر من السلم، ولكن هذا الرأي دارت حوله عدد من الردود، وتوصلوا إلى أنه رأي غير سليم، وذلك لأن هناك من قام بفتح ثغرة في الشباك الحديدية التي كانت تحيط بالشرفة التي سقطت منها سعاد حسني، فكيف تكون سعاد تعاني من ضعف بنيوي لا يمكنها من التحكّم بتوازنها، في حين تستطيع صنع ثغرة بقطع الشباك الحديدية المثبتة في الشرفة. كل هذه التناقضات صبّت في اتجاه واحد، وهو أن جهة أمنية قتلتها عن الطريق العمد.

اتهمت عائلة السندريلا أن هناك جهة أمنية كانت تتربص بها، وهي التي تسبب في ذلك، كما اتهمت اعتماد خورشيد صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى الأسبق أنه قام باستئجار مجرمين لقتل سعاد حسني وعمر خورشيد، حيث أنه علم بأن سعاد في لندن بعث مجرمون، وقتلت في شقتها وألقيت من الشرفة في لندن. وتابعت «خورشيد» قائلة، إن سعاد حسني لم تنتحر، بل تم قتلها في لندن.

وأضافت خورشيد: «بعد اتخاذها قرارًا بكتابة مذكراتها، وبيعها، لاحتياجها الشديد للمال، للعلاج، بعد أن طلبت من صفوت الشريف أكثر من مرة إرسال أموال لها، مشيرة إلى أنه لم يكن يرد على مكالماتها أبدًا، مما جعلها تتخذ القرار السابق، وبمجرد علم صفوت الشريف، اتخذ قراره، خاصة بعد علمه باجتماعها مع عبداللطيف المناوي لكتابة المذكرات بشكل جيد، مؤكدة أن سعاد قتلت في اليوم نفسه الذي كانت متوجهه خلاله إلى المطار للعودة إلى القاهرة، بصحبة الشرائط التي سجلت عليها مذكراتها، بعد أن قام المناوي بكتابتها.

ولفتت أن أحد أقاربها ذهب إليها ليصطحبها إلى المطار، لكنه وجد البوليس أمام المبنى، فابتعد قليلًا ووقف على الجانب الآخر يستفسر، فقال له الجيران إنهم سمعوا استغاثة من إحدى الشقق، لكن الاستغاثة انتهت قبل وصول الشرطة. مضيفة: إن في هذه اللحظة، سقطت “سعاد” من شرفتها، أمام أعين قريبها، الذي شاهد كل شيء لكنه يخشى الحديث، والذي أكد لها أن سعاد لم يخرج منها نقطة دم واحدة بعد سقوطها، وهو ما فسرته بأنها قتلت قبل أن يتم إلقاءها، مشيرة إلى أن هذا المبنى ملك المخابرات العامة المصرية، مؤكدة أن نادية يسري إحدى مجندات المخابرات العامة، لافتة إلى أن المتعامل مع المخابرات الذي يفكر في كتابة مذكراته، يجب أن يقتل فورًا مهما كان الثمن، مدللة على حديثها بما حدث لرجل مخابرات مصري شهير، منذ فترة قصيرة، رفضت تسميته، كما رفضت أن يذكر “نيشان” اسمه أيضًا قائلة له “أوعى تقول اسمه حتى لو عرفته”.»

جدير بالذكر أنه قد تم تأخير تشريح جثمانها، وذلك لأن يوم السبت والأحد في لندن هما الإجازة الاسبوعية للأطباء الشرعيين، بعد ذلك تم تشريح الجثمان، ثم أنهت سفارة مصر بلندن الأوراق الخاصة بنقل الجثمان إلى القاهرة يوم الأربعاء، وكان شقيقها، وزوجها ماهر عواد بجانب عدد من أصدقائها المقربين هم الذين نقلوا الجثمان، وكان تاريخ الوفاة 21 يونيو 2001.

محمود عرفات

محرر ديسك، محرر في قسم الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى