أخبار

أزمة تقليد العلامات التجارية ..في مؤتمر دبي

بقلم : أرمنيوس المنياوي

النجاح على وجوه المجتهدين والمقبولين، ومن ثم ليس شرطا أن تحقق النجاح من خلال إجتهادك إذا لم تكن تحظى بقبول المحيطين بك، وبطبيعة الحال لن يكون من كل الناس، فالأنبياء عانوا ممن حولهم وهناك من أختلف عليهم، لكن يكفيك فخرا أن الغالبية معك وتحبك وتساندك والقبول وهذا وضع إلهي وقديما قالوا من أحبه الله أحبب فيه خلقه.
اللواء الدكتور عبد القدوس العبيدلي مساعد القائد العام لشرطة دبي للتميز والريادة ورئيس جمعية الإمارات للملكية الفكرية يتمتع بتلك الخصال والسمات وهذه ليست مجاملة وليس لي في ذلك وإن فعلت ذلك فإن وجههي يفضحني.
شرفت بحضور مؤتمرا يتعلق بالجرائم الماسة بحقوق الملكية الفكرية وهو حسبما جاء في الدعوة الموجهة لي يعتبر المؤتمر الثالث عشر والذي أقامته جمعية الإمارات للملكية الفكرية الإمارات وتحديدا في مدينة دبي برئاسة اللواء عبد القدوس العبيدلي وقد فجر المؤتمر زوايا عديدة تتعلق بتلك القضية الهامة وقد باتت تستحق أن يعطيها العالم أهمية قصوى لما تمثله من خطورة على الإقتصاد العالمي ولاسيما في كل ما يتعلق بجريمة تقليد العلامة التجارية.
حضرت المؤتمر والذي عنون بتلك الكلمات “المؤتمرالإقليمي الثالث عشر لمكافحة الجرائم الماسة بالملكية الفكرية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحت عنوان “الكشف عن القدرات المستقبلية ” شارك في إعداده إلى جانب شرطة دبي الأنتربول الدولي والجمارك ووزارة الإقتصاد بدولة الإمارات، رموز العمل في هذا المجال ولأنهم من العرب فقد أسعدني هذا لأنني شوية بحب كل ماهو مصري وعربي فقد كان على رأس الحضور السيدة ريم الريموني رئيسة الإتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية ، والدكتور عمرو عدلي رئيس الجامعة المصرية اليابانية، والمستشار أسامه البيطار الأمين العام للإتحاد والدكتور ناصر القحطاني مدير المنظمة العربية للتنمية الإدارية بجامعة الدول العربية، و الدكتور علي بن خميس العلوي
رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية للملكية الفكرية والشيخ عبد الوهاب بن ناصر المنذري عضو الإتحاد ونائب رئيس جمعية عمان للملكية الفكرية والسيدة أسماء عبد العزيز النجدي عضو الإتحاد ورئيسة جمعية البحرين للملكية الفكرية ومالك حنوف رئيس مجلس إدارة أصحاب العلامات التجارية، والدكتورة جيهان فرحات
المؤتمر كان على مدار يومين وكان عريس المؤتمر اللواء عبد القدوس العبيدلي وهو بالمناسبة نائب رئيس الإتحاد العربي كريم الحضور والضيافة والجود والكرم ومعه فريق عمل كخلية نحل على رأسهم الفاضلة ٱيه حمدي المدير الإداري لجمعية الإمارات.
المؤتمر وضع يده على العديد من القضايا المتعلقة بالملكية الفكرية، والتي تشكل خطورة على الإقتصاد العالمي بشكل غير مقبول ومزعج، يكفي ما طرحه اللواء عبد القدوس في كلمته وهو كلام بمثابة جرس إنذار عندما أشار في كلمته إن جملة الإقتصاد السري في تلك القضية يصل إلى 43 مليار دولار وهو رقم تجاوز تجارة مافيا المخدرات في العالم والذي حددته بعض الجهات المعنية برصد مثل تلك الظواهر بما يعادل 28 مليار دولار
المؤتمر والذي إختتم بتكريم بعض الشباب الذي حصلوا على شهادات من خلال دورات اقامتها جمعية الإمارات توصل إلى بعض التوصيات والتي تمثل محاذير مجتمعية مالم تجد الإهتمام الكافي من قبل بعض الجهات المعنية المرتبطة بشكل مباشر مع العلامات التجارية.
ولعلني أكون على صواب عندما أقول إن مشاركة الإتحاد العربى في تلك الفاعلية برموزه الممثلة في الرئيس والأمين العام وبعض الأعضاء يعطي أهمية للحدث وأيضا يضع على كاهل الإتحاد مسئولية كبيرة في الدول العربية بتفعيل الأدوات التي من خلالها يمكن الحد من تلك الجرائم المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية، وإن الأتحاد له الدور الأكبر من خلال تنشيط كل الجهات والمؤسسات سواء كانت جمعيات أو مؤسسات خاصة أو حكومية في البحث عن كل السبل المناسبة لتقويض تلك الجريمة التي باتت تهدد أهم أركان الحياة على الأرض وهو الجانب الإقتصادي .
ولعل ماذكر الدكتور ناصر القحطاني في كلمته من أن تلك الجريمة تسارع وجودها بسبب ظهور ما يسمع الذكاء الإصطناعي وهو ما يستوجب على كافة دول العالم ضرورة التعاون المشترك في مكافحتها وحسنا فعلت جامعة الدول العربية بأن أنشأت إدارة خاصة معنية بهذا الأمر وهو ما يبين إلى حد كبير خطورة تلك الجريمة على المجتمع الدولي قاطبة
أتصور أن ما بدأته جمعية الإمارات بمثابة إلقاء حجر في مياه راكدة لتنبيه كل الحكومات العربية والمؤسسات المعنية بمكافحة هذا المرض الموجود من زمن ولكن لم يكن أحد يلتفت إليه ولا تدارك خطورته أحدا ولعل كاتب هذا السطور فأنني أعترف بالفم المليان أنني لم أكن أدرك تلك الصورة عينها وحجم ما يعانيه الإقتصاد العربي على وجه التحديد وفي مصر خاصة من شرور تلك الجريمة ولعل وجود الإتحاد العربي للملكية الفكرية في القاهرة ليكون بداية لمكون عربي قوي تعمل تحت مظلته كل الجمعيات والمؤسسات العامله في هذا المجال و لإشعال الدورات التدريبية لفهم أبعاد تلك القضية.. قضية تقليد العلامة التجارية في غالبية إن لم يكن في كافة المنتجات ومعاناة ضحاياه.
في النهاية ربما قد يكون أصحاب تلك المنتجات الذين يعانون من مشكلة تقليد منتجاتهم قد أصيبوا بحالة من اليأس، ومن هنا فإن الفرصة قد جاءتهم لوضع حد لتلك القرصنة والتعاون مع المؤسسات والهيئات سواء كانت حكومية أو خاصة للوصول لحل أو الحد فيما يسمي بأزمة تقليد العلامات التجارية، لأنها بالفعل تهدد الأقصاد العربي والدولي على حد سواء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى