أخبارفن ومنوعات

شيخ النقاد محمد عبد المطلب لـ”اليوم”: اللغة ترتبط بالهوية وتابعت البابا شنودة سنوات

تحدث الكاتب والأديب الكبير وشيخ نقاد البلاغة الدكتور محمد عبد المطلب، عن ما يعانيه الجيل الجديد من عدم إتقان للغة العربية بل يصل الأمر أن بعضهم لا يجيد القراءة بها وهو أمر يجب أن يراعي فى المدارس.

مؤكدا أن استخدام اللغة الإنجليزية فى التعامل أصبح نوع من التباهي، وحتى فى القنوات التلفزيونية هل عيب أن يقال قناة النيل بدلا من نايل كوميدي وغيرها، كذلك فى الإذاعة  يستخدمون كلمات مثل شوبينج ماذا يحدث أن أستخدمنا كلمة تسوق.

وأضاف الدكتور محمد عبد المطلب فى حديثه لـ”اليوم”: نحن نضرب اللغة العربية بأنفسنا، فالشاعر المخضرم قال: “فإن فى المجد هماتي وفي لغتي .. علوية ولساني غير لحان”، فإنه يفتحر أنه لا يلحن والان الناس تفتخر بعدم قراءة اللغة العربية والتمكن من الإنجليزية فقط.

وتابع: اللغة ترتبط بالهوية فليس هناك لغة تعبر عن هوية شعبها مثل العربية، عندما نهملها نهمل هويتنا الخاصة.

بل أن أكثر ما يحزنني حين أتحدث لطلابي باللغة العربية فلا يفهون ما أقول، والاسوء من ذلك أني اسمع خطب لكبار المثقفين كلها أخطاء نحوية ودعوني أخبركم أني استمعت للبابا شنودة فى خطبة عيد الميلاد وتابعته لمدة عشر سنوات لم اسمعه يلحن مرة واحدة.

فهذا الرجل احترم اللغة العربية وحافظ عليها وأتمنى أن أجد من رجالنا ومثقفينا احترام للغة العربية كما احترمها هذا الرجل، فلا يصح أن يقال المطار الدولي بتثقيل الياء فما العيب أن نقول دولي بدون تثقيل للياء.

واختتم حديثه قائلًا: أحب أن أخبركم عن وصية أعطاها لي الدكتور مصطفى ناصف أحب أن أعطيها لكم حتى تلتزموا بها وأنا أعد الدكتوراة كنت أقرأ فى كتاب مفتاح العلوم للسكاكي وجدت فكرة لم أستطع فهمها فذهبت للمشرف فقال لي سارسلك إلى أعلم أهل الأرض بالبلاغة العربية من هو؟

فقال مصطفى ناصف فذهبت إليه ومعي الكتاب وعرفته بنفسي فقال لي أقرأ فقرأت حينها قال لي لن تفهمها فاجبته لماذا يا أستاذي؟  فكان الجواب إذا أردت أن تفهم شيئا اقرئه بمحبة فأنت تقرأ وأنت رافض فلن تفهم فمن جهل شيئا عاداه.

فأتمنى منكم أن تقرأوا الثقافة الوافدة والتراثية بمحبة حتى تستفيدوا، وأن توفقوا بين الأمرين لا تلفقوا، فالجديد مفيد ولكن يجب أن يتناغم مع النص العربي فلا تنسوا ماقاله سيبويه الكلام خمس أنواع مستقيم حسن ومستقيم قبيح ومستقيم كذب ومستقيم محال وكذب محال وهي خمس أنواع تغطي كل الثروات اللغوية.

محمد عبد المطلب مصطفى هو أديب وكاتب وناقد وأستاذ جامعي وُلد فى مدينة المنصورة عام 1937م، حاصل على جائزة الملك فيصل فى اللغة العربية والأدب تقديراً لإنجازاته فى مجال التحليل التطبيقي للنصوص الشعرية.

وهو واحد من المؤسسين للدرس النقدي البلاغي العربي، من مؤلفاته “البلاغة والأسلوبية”، “البلاغة العربية”، “قضايا الحداثة عند عبد القاهر الجرجاني”، “جدلية الإفراد والتركيب فى النقد العربي القديم”، “قراءة ثانية فى شعر امرئ القيس”.

مرثا مرجان

رئيس قسم الفن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى