تقرير

تعرف على رأي الدين في حكم عيد الأم

كتب- مصطفى فرغلي

يقبل الآلاف من الشباب من الجنسيين بمختلف الأعمار على شراء الهدايا في كل عام في مثل هذا اليوم من شهر مارس، لتقديمها إلى الأم تكريماً لها على بذلها وعطاياه وحبها اللا محدود لأبنائها، وذلك في ال21 من شهر مارس، وهذا من مظاهر الحب للأم الذي مهما بذلنا لن نوفي حقها.

ويعتبر الاحتفال بعيد الأم حكم من الأحكام الشرعية التي يتساءل عنها الكثير من المسلمين فقد ظهر في الفترة الأخيرة الكثير من الأعياد التي لم تكن موجودة في عهد الرسول صلّى الله عليه وسلم، أو في عهد الخلفاء المسلمين والتابعين، والتي لم يرد ذكرها في الدين الإسلامي، مثل عيد الأم وغيرها من الأعياد التي يحتفل بها المسلمين.

حكم الاحتفال بعيد الأم

قال الداعية الإسلامي ابن باز أن حكم الاحتفال بعيد الأم هو من البدع المستحدثة التي ظهرت مؤخرا، وإن البدع من الضلالة، وهو محرّم شرعًا، وأشار إلى إن عيد الأم هو من الأعياد التي استحدثها الغرب، والتي لم ترد في أي من النصوص الشرعية الإسلامية، وإنَّ أعياد المسلمين معروفة ومحددة وهما عيد الفطر وعيد الأضحى، وقد أوضح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في حديثه الشريف أن عيدا الأضحى والفطر هما عيدا المسلمين فقط، وذلك عندما قدِمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المدينةَ ولهم يومانِ يلعَبونَ فيهما في الجاهليَّةِ، فقال: “إنَّ اللهَ قد أَبدَلَكم بهما خَيرًا منهما: يومَ الفِطرِ، ويومَ النَّحرِ.

ومن جانبه قال الشيخ عطية صقر شيخ الأزهر الأسبق في سؤال وجه له أن عيد الام تقليد جديد اول من دعي إليه في أمريكا “أنا جارسس” التي توفيت والدتها، وتركت لها أخت تعبت في رعايتها، فعرفت فضل الأم في تربية أولادها فدعت إلى تكريمها بعيداً يخصص لها، ثم نقل هذا التقليد إلى بلاد كثيرة بمختلف دول العالم، وتابع أن تكريمنا لامهاتنا لا يختص بيوما معين بل هوا مطلوب في كل يوماً وكل ساعة، والأهم أن لا يكون في هذا العيد التقليدي شيئا خارج عن الشريعة.

وأما عن تكريمه للأم المثالية قال صقر أن الأم المثالية التي تنتخب لسلوكها وآثارها في تربية أولادها، وإسعاد اسريتها فلا مانع من هذا التقليد الجديد لكن لا ننسي بهذه المناسبة أمهاتنا العربيات المسلمات المثاليات مثل أمنا هاجر ام سيدنا اسماعيل عليه السلام التي رضيت بتربيته وحيداً في مكان مقفر حتى كرمها الله وكرم ولدها وكرم المكان الذي ولد فيه فكانت مكة وكان الحج والعمره بهذا البيت المعمور.

وأضاف إلى أن التقصير في بر الوالدين هو العقوق الذي جعله الإسلام من أكبر الكبائر، بينما قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن الاحتفال بعيد الأم أمر جائز شرعًا، لا مانع منه ولا حرج فيه، والفرح بمناسبات النصر وغيرها جائز كذلك، والبدعة المردودة المحرمة إنما هي ما أُحدث على خلاف الشرع، أما ما شهد الشرع لأصله فإنه لا يكون مردودًا، ولا إثم على فاعله.كم عيد في الإسلام؟ نلاحظ في الفتره الأخيرة كثرة الأعياد عند المسلمين مثل “عيد الشجرة”وعيد الجلوس” و “عيد الميلاد” وغيرهما، وكل هذا من اتباع اليهود وغير المسلمين، ولا أصل لهذا في الدين، وليس في الإسلام إلا عيد الأضحى وعيد الفطر كما أخبر الرسول الكريم، فعن أنس بن مالك قال: كان لأهل الجاهلية يومان في كل سنة يلعبون فيهما فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة قال: كان لكم يومان تلعبون فيهما وقد أبدلكم الله بهما خيراً منهما: يوم الفطر، ويوم الأضحى.

بر الأم في الإسلام وأما عن بر الأم في الإسلام فقد حثنا الشرع الحنيف على برها لما جاء في القرآن الكريم حيث الله تعالى: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً .وقال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً .وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك.

وقد بدأت فكرة الاحتفال بعيد الأم العربي في مصر على يد الأخوين “مصطفى وعلي أمين” مؤسسي دار أخبار اليوم الصحفية.

فقد وردت إلى علي أمين ذاته رسالة من أم تشكو له جفاء أولادها وسوء معاملتهم لها، وتتألم من نكرانهم للجميل، وتصادف أن زارت إحدى الأمهات مصطفى أمين في مكتبه، وحكت له قصتها التي تتلخص في أنها ترمَّلت وأولادها صغار، فلم تتزوج، وأوقفت حياتها على أولادها، تقوم بدور الأب والأم، وظلت ترعى أولادها بكل طاقتها، حتى تخرجوا في الجامعة، وتزوجوا، واستقل كل منهم بحياته، ولم يعودوا يزورونها إلا على فترات متباعدة للغاية، فكتب مصطفى أمين وعلي أمين في عمودهما الشهير “فكرة” يقترحان تخصيص يوم للأم يكون بمثابة تذكرة بفضلها.

وأشارا إلى أن الغرب يفعلون ذلك، وإلى أن الإسلام يحض على الاهتمام بالأم، فانهالت الخطابات عليهما تشجع الفكرة، واقترح البعض أن يخصص أسبوع للأم وليس مجرد يوم واحد، ورفض آخرون الفكرة بحجة أن كل أيام السنة للأم وليس يومًا واحدًا فقط، لكن أغلبية القراء وافقوا على فكرة تخصيص يوم واحد، وشارك القراء في اختيار يوم 21 مارس ليكون عيدًا للأم، وهو أول أيام فصل الربيع؛ ليكون رمزًا للتفتح والصفاء والمشاعر الجميلة.

واحتفلت مصر بأول عيد أم في 21 مارس سنة 1956م، ومن مصر خرجت الفكرة إلى البلاد العربية الأخرى.

محمود عرفات

محرر ديسك، محرر في قسم الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى