تقارير و تحقيقات

الدكتور حسام لطفى في حواره لـ”اليوم”: الأولوية لابد وأن تكون لصنع محتوى عربي يلتف حوله الأطفال

الملكية لفكرية مفهوم يشمل العديد من الحقوق الأدبية والفنية

الاتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية..لديه فرصة ذهبية في نشر الوعي بحقوق الملكية الفكرية في الدول العربية قاطبة المرحلة القادمة

تفعيل دور المجلس المصري لحقوق الملكية الفكرية بات أمرا ملحا

أجرى الحوار- أرمنيوس المنياوي:

الملكية الفكرية بدأت تطفو على السطح وبدأت تكون هي الشغل الشاغل لكافة دول العالم ولاسيما في دول العالم العربي، بعد أن أتسعت وزادت أهميتها بالنسبة لإقتصاديات الدول في السنوات الأخيرة وأيضا بسبب خطورة ما يرتكبه قراصنة حقوق الملكية الفكرية من تقليد علامات وسرقات سواء في القطاع الثقافي أو الصناعي أو التجاري.
وأن الإتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية قد يكون له الدور الأكبر خلال الفترة القادمة في أن يلعب دورا هاما في كيفية نشر الوعي بين المواطنين والمؤلفين والملحنين والمنتجين في كافة المجالات سواء الصناعية أو الفكرية
وهو ما جعلنا نقوم بإجراء حوارا مع أحد أهم خبراء الملكية الفكرية في الوطن العربي قاطبة ألا وهو الدكتور حسام لطفي أستاذ القانون المدني بجامعة بني سويف والمستشار القانوني للإتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية الذي أجاب على كل أسئلتنا ووضع النقاط على الحروف على كل ما يتعلق بتلك القضية دون رتوش.. بماذا أجاب؟

في البداية ماهو مفهوم الملكية الفكرية؟

الملكية الفكرية بدأت عام ١٨٨٣ بهدف حماية الملكية الصناعية ثم في عام ١٨٨٦ كانت لحماية الملكية الأدبية والفنية
المرجعية الدولية عام ١٨٨٣ إتفاقية باريس عام ١٨٨٦ بيرن
الملكية الصناعية هي كل ما يتعلق بالصناعة براء الإختراع ونماذج المنفعة والأسماء والعناوين التجارية، والأصناف النباتية، والمعلومات غير المفصح عنها والتصميمات والنماذج الصناعية والدوائر المتكاملة وهذه عناصرها متعددة وكثيرة والعلامات التجارية وهذه كلها محمية حماية لمدد معينة، وفي المقابل لدينا الملكية الأدبية والفنية بها جزء حق أدبي وجزء حق مالي.
الحق الأدبي هو أن ينسب المصنف إلى صاحبه سواء كان المصنف في مجال الأداب أو الفنون أو العلوم ينسب إلى صاحبه، وتكون ملكيته أدبية أو فنية، وهناك حق مالي وهذا مرتبط بطبيعة المصنف، لو أن المصنف فردي يكون مرتبط بحياة المؤلف بالإضافة إلى مدة معينة بعد وفاته، أما لو كان مصنف مشترك يكون مرتبط بحياة كل المؤلفين المشتركين بالإضافة إلى مدة معينة بعد وفاة ٱخرهم، أما لو كان مصنف جماعي بتوكيل شخص معين أو شخص إعتباري مثل مجمع اللغة العربية أو كتاب سوف يصدر عن وزارة الثقافة أو وزارة الإعلام أو وزارة الداخلية أو محكمة النقض هذه تسمى مصنفات جماعية تحمى مدة معينة من تاريخ النشر الأول .
المصنف الفردي كمؤلف رواية مثلا يبقى حياته بالإضافة إلى خمسين عاما أخرى من بعد وفاته وهذا ما حدده القانون المصري في بعض دول العالم رفع تلك المدة إلى سبعين سنة، وهذا ماحدث في دول مثل الكويت وسلطنة عمان وفي مصر في مشروع القانون الجديد سوف يصل إلى تلك المدة عينها أى 70 سنة.
نضع بجوارها المصنفات المشتركة مثل الأغنية بها ملحن ومؤلف الأغنية وهنا نحسب من منهما أطول حياة وأحسب من ٱخر وفاة واحد فيهما
مثلا بيرم التونسي قام بتأليف أغاني للفنان سيد درويش أعطى حياة للفنان سيد درويش بعد وفاته فمثلا بيرم التونسي توفي عام 1963 ومن هنا فقد أضاف ثلاثون عاما لأغاني سيد درويش ففي أغاني للفنان سيد درويش لم تسقط حقها حتى عام 2013 والتي قام بيرم التونسي بتأليفها، وأيضا يونس القاضي الذي قام بتأليف نشيد بلادي بلادي وقد توفي عام 1958 ومن ثم نشيد بلادي سقط من الحماية عام 2008 أى بعد خمسين سنة رغم أن سيد درويش توفي في أوائل الثلاثينات وهذه تسمي مصنفات مشتركة.

لكن ماهي المصنفات الجماعية؟

المصنفات الجماعية مثل أن تقوم بشراء كتاب تفسير القرٱن لمجمع البحوث الإسلامية وأيضا مجمع اللغة العربية أصدر قاموسا كبير مثلا ..تجميع مثل هذا الأشياء يخرج لنا حاجة أسمها مصنف جماعي ومدة حياته من أول نشر وحاليا يحسب في مصر بخمسين عاما أما بالنسبة للكويت وسلطنة عمان المدة 70 عاما وهذه هي وسيلة الحماية بالنسبة للمصنفات الفنية والأدبية.


البعض عندما يتحدث عن الملكية الفكرية يتحدثون عن الكتب والقصص والأفلام والموسيقى والشعر وخلافه ومن ثم فإن الأمر لا يقتصر على ذلك فقط بل بتدخل في مجال الملكية الفنية والأدبية والذي خرج من رحمها ما يسمي بالحقوق المجاورة لحقوق المؤلف وهي تنتمي إليها ثلاث فئات وهي منتج التسجيل الصوتي وهيئات البث
وفنان الأداء.


منتج التسجيل الصوتي له مدة معينة على التسجيلات حددت بعشرين سنة وهيئات البث الإذاعى حددت بمدة ٥٠ عام على بثه، وفنان الأداء ٥٠ عام على أدائه، ولهم حق أدبي في أن لا ينسب لهم الأداء ولايحور أو يغير أو يوظف في غير السياق، بمعنى لو أنك أحضرت الفنان عبد الفتاح القصري لكى يقوم بعمل إعلانات عن الفول والطعمية لا يصلح هذا الأمر لأنه لو تصور في فيلم سينمائي لايمكن أخذه ووضعه في إعلان وأصبح هذا الأمر غير مصرح به وممنوع تماما أستخدام مشاهد سينمائية أو تأليف ونشر في الإعلانات لكن ممكن الورثة يوافقوا على هذا الأمر ومن هنا لا توجد مشكلة فيما ذكرت في هذا الحق وهنا بيأخدوا الحقوق بالثانية في المشاهدة وقد حصلنا بالفعل على تعويضات لورثة الفنانين نور الشريف وهادي الجيار وأحمد عبد العزيز بسبب إستخدام مقاطع من أدائهم التمثيلي وكانت وظفت في إعلانات لإحدى الشركات.

مدى تفعيل حماية حقوق الملكية الفكرية من الوطن العربي بشكل عام؟


العثمانيون كان لديهم حاجة أسمها حق التأليف العثماني وهذا كان يطبق في معظم البلاد العربية ومصر كان لديها إستقلال تشريعي، وكان أول قانون صدر فى مصر كان عام ١٩٥٤ لكن البلاد العربية الأخرى لها قوانين مختلفة وكان معظم البلاد العربية كانت تخضع لقانون حق التأليف العثماني، ولكن الحماية لم تكن في صالح الوطنيين في ذلك الوقت لأن معظم المؤلفين كانوا أجانب في مصر ومن ثم معظم القضايا كانت تخص الأجانب ولكن بعد فترة ومجيئ بعض العباقرة الذين كانوا يؤلفوا في مجال الموسيقي والأدب والشعر والنثر وهؤلاء أثروا الحياة الفكرية وتأثرت بهم الأجيال اللاحقة فيما بعد وأحرزوا تقدما في مجال العلوم والفكر والأداب.

هذا خاص بحقوق المؤلفين سواء في الموسيقي أو الأدب أو الشعر أو الموسيقي لكن ماذا عن الملكية الصناعية وحمايتها؟


الملكية الصناعية أكبر من كل ذلك لأنها براءة إختراع تمنح لمن يتقدم في كل ما هو جديد وغير مسبوق في أى زمان ومكان في العالم وتمنح براءة الإختراع مدة عشرين سنة لايحق لأى أحد أن ينازعه في إستخدام هذا الحق في إختراعه وله الحق في منع الغير من إستخدام ذلك.


لكن متى يتم تفعيل هذه الحقوق بشكل كامل وهل لدى المواطنين الوعى بتلك الحقوق ؟


بداية تلك الحقوق أثناء الحكومات الأجنبية كان بالفعل مفعل لمصلحة الأجانب وبعد ما تم الإستقلال ظللنا فترة لم يكن الأمر بالشكل المناسب حتى جاءت لحظة فارقة وكانت في عام ١٩٩٥ عندما تم إنشاء منظمة التجارة العالمية و إعتبار الملكية الفكرية عنصرا من عناصرها مما أدي إلى إلتزام الدول بحقوق الملكية والفكرية وحقوق الملكية الصناعية، وبدأت الدول تلتزم وتعاقب كل من لا يلتزم بأداء هذه الحقوق.


هل درجة الوعى فى الوطن العربي تتواكب مع يا يتطلبه هذا الأمر في تحقيق الحماية المنشودة لحماية الملكية الفكرية؟
للأسف درجة الوعي مرتبطة بالوعي الثقافي وأولويات الأمن الاجتماعى والأمن السياسي، وما زال حتى الٱن في كل الدول العربية لايعتبر المعتدى على الحقوق الأدبية والفنية أو سارق الفكر والمحتوى ليس مثله مثل سارق المال فالأخير ينظر إليه على أنه مجرم ويعاقب في الحال عكس الأول ويردد كلام يقال من أهمية ما أرتكبه في الحقوق الأدبية كأن يقال بدلا ما يسرق أموال لكي يعيش بيسرق كتب أو محتوى مؤلف معين وهكذا ينظر إليه وهي مشكلة موجودة لايمكن أن ننكرها وعلى الدول وحكوماتها أن تنظر لسارق الفكر والمحتوى كسارق الأموال حتى يكون هناك ردع ونقلل من تلك الجريمة ونحفظ حقوق الملكية للغير الذي تعب وأجتهد فيها ربما سنوات.
فالعرب زمان كانوا يقولوا سارق الفكر تقطع يده والمصريون القدماء أول من دافعوا عن حقوق المؤلف وهذا موثق في الورق البرديات المصرية القديمة وأن الشخص لابد وأن يؤدي القسم يوم البعث بأنه لم يسلب أو يقتل ولم يسرق أفكار غيره ولو ثبت عكس ذلك أو عكس ما نطق به في القسم يتم طرده خارجا وهناك لوحات قديمة تحكي هذه الوقائع.


ما هي نصيحتكم للعاملين في مجال الملكية الفكرية في منطقتنا العربية ؟


الأولوية يجب أن تكون لصناعة محتوى عربي وصناعة فكر عربي في هذا المجال وليس محاكاة فكر أجنبي حتى يمكننا من وجود بديل متميز لجذب المواطن العربي لصناعة بلده.


هل هناك أمثلة في هذا المجال لأى محتوى ؟


مثال في مجال الملكية الصناعية ، يوجد حركة قوية جداً تسمي فرانشيز( Franchise) وهي عبارة عن إحضار علامة تجارية أجنبية أو أسم أجنبي و إستخدامه وهذا لا يساعد علي ترسيخ فكرة العلامة التجارية العربية
مثال عندما تم تبني فكرة الدينار العرب فشلت وبدأ الإعتماد على فكرة الدولار الأمريكي .
وأنه لو لم يتم تبنى فكرة الفيلم العربى وعمل أفلام عربية أو مسلسلات بإمكانيات عالية جداً وبالأخص مسلسلات الأطفال لأن الطفل لو لم يحصل على الجرعة التي تبين له وجود شخصيات عربية يمكن أن يقتدي بها أو يحاكيها ڤأنه حتما سيذهب ناحية الثقافة الأجنبية.
لدينا عدد الأطفال المتحدثين باللغة العربية لا بأس به، ولكن من يشاهد ويستمتع بالفن العربي الٱن سوف يقل مع مرور الوقت بسبب عدم وجود شخصيات عربية لها منتج بشكل مميز وهو موجود لكن جودة المنتج هي من تفرق في هذا الأمر.
فأنت عند توجيه سؤال إلى طفل عربي عن ممثل عربي ربما لن يعرفه، لكنه يعرف من هو أحسن لاعب كرة في العالم أجنبي حتى الدورى المصرى أصبح غير محط إهتمام أي لم يشاهده أحد، بسبب ضعف المنتج فيه ومن ثم فأن الأطفال يشجعون الٱن الفرق الأجنبية في الدوريات الأجنبية التي هي بدون لاعبين مصريين أو عرب بسبب أن البديل أصبح مستواه متواضع لذلك ذهبوا لمشاهدة الأفضل.


وما هو الحل؟


الحل مثلما ذكرت وهو لماذا لا يوجد بديل عربي متميز ، لماذا لم يتم إنجاز كبير وإحتضانه وتشجيع المواهب الجديدة وهذا دور يمكن للإتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية أن يلعبه ولديه الفرصة في ذلك بأن يكون بمثابة حضانة لهذه المواهب وتشجيعها والتنسيق مع الإتحادات النوعية الأخري مثل إتحاد الموزعين العرب وإتحاد الصناعات الغذائية، وإتحاد المصدرين وهكذا.

ما هي الٱلية التي تحكم حماية حقوق الملكية الفكرية ؟


هناك قوانين في كافة الدول العربية كلها موجودة لهذا الغرض لكن مازال الأمن السياسي يسبق الأمن العام، فالأمن السياسي مهم والأمن الإجتماعي أن الدنيا تكون هادئة وليست بها سرقات، لكن مازال الوعي بقيمة الكلمة والفكر وإن كان بدأ يتنامي مع الوقت وإن كان حتى الٱن لم يصل إلى الصورة الموجودة في أوربا بأن نقول فلان سرق أو أختلس مقطع من هنا أو هناك ليس هذا موجودا بالشكل المناسب لأهمية الأمر.


الملكية الفكرية مفهوم واسع وشامل كيف يمكن للمجتمع العربي أن يقنن قضية الحماية فيه ؟


البداية لابد وأن تكون من المشرع وبعد المشرع نحن نحتاج ظابط شرطة ووكيل نيابة وقاض لديهم الفهم الكامل بكل جوانب القضية، ثم نحتاج إدارة قوية لتنفيذ الأحكام التي تصدر بحق البعض ولمصلحة البعض هذه هي المنظومة التي تؤدي إلى أن تقدر الدولة مفهوم حماية حقوق الملكية الفكرية.


ما هي وضعية تلك المنظومة في الدول العربية في الوقت الحالي ؟


الدول العربية تبذل جهودا كبيرة في هذا الشأن ولكن حتى الٱن لم نصل إلى ما وصلت إليه دول أوربا في كل ما يتعلق بحماية خقوق الملكية الفكرية.

لكن في ظل خبرتك ودراستك لهذا الأمر خلال سنوات ليست قليلة مضت ما هو الذي لفت إنتباهكم في حقوق الملكية الفكرية ؟


لفت نظري إستباحة تلك الحقوق، نحن لدينا مشكلة في التعامل مع هذه الحقوق وعلينا أن ننظر إليها بأنها حقوق مهمة وحقوق لها ثقل ويجب أن يحمى صاحبها لأن أوربا مثلا من غير بيتهوفن بقيت أيه ؟ البلاد العربية من غير ظهور واحد مثل عبد الوهاب أو فريد الأطرش أو عبد الحليم حافظ أو أم كلثوم فهذه كلها علامات فارقة أدت إلى حماية قوية جدا وقد تفرغوا لمهنهم في حين أن هناك الكثير أيضا من الموهبيين الذين كانت لديهم وظائف أخرى وكثير منهم توفي قبل أن يعرف أو أن يكون مشهورا .

دعني أسألك عن حقوق المؤلف وأهميتها في نشر الوعي الثقافي ؟


لابد من إعلاء قيمة الفكر لو فعلنا ذلك سوف نتقدم في كل المجالات أى ينسب الفكر إلى صاحبه وهذا أساس تقدم الشعوب .

كيف ترى وضع الحكومات في مواجهة مثل هذا الأمر ؟
الحكومات أصدرت تشريعات ولكنها لابد وأن تكمل مهمتها بتهيئة البيئة المناسبة لتنفيذ هذه التشريعات وإلا يعتبر كأننا بنحرث في المياه، ولابد وأن يكون هناك صرامة في التطبيق ولابد في سبيل ذلك أن يكون لديها أجهزة لتنفيذ تلك الأحكام.


مع تطور المعايير الدولية في الإنتاج والتسويق كيف ترى تطور الٱليات المعنية في الحفاظ على تلك الحقوق ؟


الٱن الكل يتجه إلى إستخدام تقنيات متقدمة جدا للحفاظ على تلك الحقوق ..لسنا الٱن في حاجة إلى إنشاء إدارة جماعية للحفاظ على حقوق المؤلف لكن يكفي أن لكل أغنية لها بصمة تضع على اليوتيوب واليوتيوب يقرأها ليعرف أن هذه البصمة خاصة بمؤلف معين يقوم بتحويل المقابل المادي له على حسابه في البنك وهو تطور نحن نشعر به في العالم كله ونحن نسعى إليه في مصر بأن تكون الأغاني لها بصمات والبصمات لها حق مالي وكل ذلك يتحول إلى دخل قومي وجزء كبير من ريادة مصر عربيا الفكر ..تصور أن الفكر المصري دون توفيق الحكيم وطه حسين وعباس العقاد وأحمد شوقي ونجيب محفوظ والأدب والشعر والنثر كل هؤلاء كانوا يأتون إلى مصر ومن ثم كانت مصر لها الريادة في أن تكون أسبق إلى حقوق المؤلف والقضاة المصريين في الماضي كانوا يحمون تلك الحقوق بأعتبارها جزء من القانون الطبيعي في تحقيق العدالة إلى جانب إلى أن معظم المؤلفين والملحنين والمفكرين كانوا غالبيتهم يحملون الجنسية الأجنبية فالعرب جاءوا إلى مصر وكانت لديهم حماية فكرية مثل مي زيادة أشتغلت في مصر وكانت شهرتها في مصر وبشارة وسليم تكلا تعلموا في الجامعة الأمريكية في بيروت وجاءوا إلى مصر وأسسوا الأعلام المصري وجورج ابيض تعلم مسرح وجاء إلى مصر وعمل مسرح مصر وهؤلاء بذلوا مجهود كبير جدا ومن غير هؤلاء لم يكن لدينا فنون وثقافة ومن ثم لا أحد يمكنه أن يشك أن جورج أبيض وبشارة تلا وفريد الأطرش وداود حسني ونجيب الريحاني أنهم ليس مصريين ..كنا زمان نتحرك برعاية عثمانية وبالتالي كان من الممكن أن تجد العديد من الجنسيات غير المصرية على أرض مصر ولكنهم تطبعوا بطبع المصريين أى أنهم دخلوا الخلاط المصري فأنصهروا في بوتقة المصريين والمسحة المصرية هي التي شكلت وجدان للشعوب العربية التي تقدر كثيرا الرموز المصرية مثل طه حسين والعقاد وتدرس في المدارس العربية نتيجة أن مصر بدأت حماية الملكية الفكرية نتيجة للقانون الطبيعي ومن ثم كل من يبحث عن الشهرة يأتي إلى مصر سواء كان مؤلف أو مطرب لكي تتبناها وتبحث له عن ناشر وخلافه وعادة ما كان الناشر لبناني وسوري لأنهم كانوا يفهموا في التجارة وهؤلاء من عملوا الإنتاج ومصر كانت لا تفرق بين أحد لدرجة يقال إن عادل خيري كان صديق صدوق للفنان سيد درويش وعندما توفي بديع خيري شقيق عادل خيري ذهب سيد درويش على الكنيسة التي في شارع عادل خيري منتظر الجناز يخرج منها للمشاركة في العزاء وعندما طال إنتظاره ولم ير جناز سأل فقالوا له أن الجنازة تمت الصلاة عليها في المسجد وخرجت منذ أكثر من أربع ساعات ولم يكن يعرف أن عادل خيري مسلم إلا في تلك اللحظة.فالمصريون كانوا يقبلوا أى جنسية والدليل داود حسني كان يهودي وبشارة يواقيم ..مصر مثل الأسفنجه من يدخل إليها تمتصه ويصبر واحدا منها بغض النظر عن ديانته وبلده ..إستيفان روستي كان ابن سفير النمسا في مصر ورفض يرجع بعد ما انتهت مهمة والده في مصر وعاش ومات في مصر وكان مؤلف أغاني وممثل ومخرج وعندما تراه مصري تماما رغم أن أسمه ليس له علاقة بمصر.


تشكلت مؤسسات وهيئات للدفاع عن ما يسمي بحقوق الملكية الفكرية كيف تري تلك المؤسسات والإتحادات ولاسيما الإتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية ؟


لدينا إتحادات دولية مثل إتحاد بيرن وإتحاد باريس في مجال الملكية الفكرية الصناعية ولدينا إتحادات إقليمية مثل الإتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية ولدينا كيانات وطنية مثل الجهاز المصري للملكية الفكرية كلها كيانات تعطي البنية التحتية لحماية قوية جدا لحقوق الملكية الفكرية لكنها حتى الٱن تحتاج إلى أدوات تفعيل والتطبيق يعني الجهاز المصري رغم صدور قانون به إلا أنه حتى الٱن لم يعين له رئيس ولم يشكل مجلس إدارة ولم يباشر بالتالي دوره، أيضا السعودية أسست هيئة وطنية وبدأت تعمل لكنها مازالت حديثة العهد، والبحرين تعمل الٱن هيئة لإدارة جمعية حقوق المؤلف، والإمارات لم يكن لديها هيئة لكنهم بدأوا يهتموا بهذا الأمر من خلال وزارة الثقافة ووزارة الإعلام وأيضا جمعية الإمارات للملكية الفكرية وهناك الجمعية البحرينية لها دورا هاما أي أنها كلها جهود لجمعيات أهلية لكن ما يهمنا هو أن تكون هناك جهات حكومية لها قوة السلطة العامة وقادرة على تطبيق القوانين المعنية بهذا الشأن.

بصفتكم المستشار القانوني للإتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية كيف ترى دور الإتحاد في الفترة القادمة ؟


الإتحاد العربي لديه فرصة ذهبية لأن يحرث في الأرض العربية المهيأ الٱن لقبول الملكية الفكرية كعنصر من عناصر الثروة القومية وأحد عناصر الدخل القومي للبلاد وكعنصر من عناصر تنمية الشخصية العربية.لو أن الإتحاد ركز على هذا الكلام وبدأ بدورات توعية لطوائف الشعب العاديين والأطفال وبدأتا نشتغل على كتب مبسطة وتبسيط المفاهيم على أن تفرض هذه الكتب وتدرس في البلاد العربية ويكون لدينا إمكانيات أننا ندرب رجال الشرطة والقضاة والنيابة العامة والمؤلفين والملحنين والناشرين على هذه الحقوق أعتقد أنه سيكون هناك نهضة قوية جدا لأنه ليس لديه بيروقراطية القطاع الحكومي بالإضافة إلى أنه يملك ٱليه القطاع الخاص ومن ثم فإنه يكون لديه القدرة على التحرك، وهذا يحتاج إلى دعم من الحكومات العربية وتفهم لدوره ووجوده تحت مظلة مجلس الوحدة الإقتصادية وجامعة الدول العربية يعطيه المصداقية أثناء العمل.


لكن كيف يتم إستغلال تلك الفرصة من قبل الإتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية ؟


هناك أكثر من طريقة لذلك كأن تكون هناك جوائز سنوية تمنح لأفضل كتاب في الملكية الفكرية وأيضا يكون لدي الإتحاد مسابقات تنظم تحت رعاية الإتحاد للمبدعين وأن تكون هناك ورش عمل لرعاية المواهب الجديدة وتكثيف الحملات الإعلامية والإعلانية عن نشاط الإتحاد وأن يكون هناك دخل قوي ليمكنه من دفع مبالغ نقدية لدعم الشباب الصغير في المشروعات الصغيرة ورعاية المخترعين الجدد وأن يكون لديه القدرة على دعم فكرة أن يكون لكل تاجر له علامة تجارية وعلامة صناعية وعلامة خدمية لكي يبدأ في التعرف على حقوقه وهو دور يمكن أن يلعبه الإتحاد العربي بالتعاون مع الحكومات والتعاون مع الجمعيات الأهلية والمؤسسات والمنظمات غير الحكومية الموجودة في الدول العربية والتعاون مع المبدعين في كل المجالات.

طالما أن مؤسسة قوية مثل الإتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية والتي تكتسب ثقة العمل من خلال وجودها تحت مظلة مجلس الوحدة الإقتصادية كيف يمكن أن تكون خلية نحل لتؤدي دورها المأمول في هذا الإطار ؟


الإتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية ظل فترة طويلة كان دوره مقتصرا على الدورات التدريبية.
لكن أتصور الٱن أنه في مرحلة جديدة بعد أن أصبح له مقرا وصار له مجلس إدارة من شخصيات محترمة ومتفرغة التنظير وله عمالة دائمة وجهاز إداري وله مستشارا قانونيا ومستشار إعلاميا ومستشارا لقطاع التدريب والتأهيل وتم تأسيس الأكاديمية العربية الدولية معنية بهذا الأمر ” وهي كانت فكرة صائبة وموفقة من المستشار أسامه البيطار الأمين العام للإتحاد وقدمها للإتحاد الذي وافق عليها بالإجماع وصار لها مدير ” وبالتالي صار الإتحاد يعمل كمنظومة متكاملة ومن ثم فأنني أعتقد أننا أمام منظومة لو تم رعايتها بصورة قوية على مدار العامين القادمين سوف يكون لدينا كيان عملاق برعاية من المنظمات الدولية التي ترعى مثل هذا النوع من الكيانات وتشجيعه وتحفزه.

لكن هل القوانين المنظمة لتلك الحقوق كافية لردع قراصنة حقوق الملكية الفكرية؟


مازالت العقوبات الجنائية التي تحكم هذا الأمر في الدول العربية ضعيفة ولابد من إعادة النظر في تلك العقوبات وأيضا يتطلب الأمر تفليظ التشريعات المتعلقة بذلك الأمر .والعقوبات غير رادعة لأن سارق الفكر لا يقل خطورة عن سارق المال وسالب الفكر كسالب روح.


كيف ترون مستقبل الملكية الفكرية في الوطن العربي؟

حقيقي إذا لم ننتبه كدول عربية صانعة ونصنع محتوى عربي متكامل ونلتف حوله بهوية ثقافية عربية ونقدمه للأجيال الجديدة هذا ما لابد وأن تقوم به الدول العربية قاطبة وإلا سوف يكون أبنائها ملقيين في أحضان ثقافات أجنبية بكل تأكبد وتغيب الثقافة العربية لغياب المحتوى العربي المميز ..نحن نرى أطفالنا كعرب البطل التقليدي والمتميز بالنسبة لهم هو سوبرمان وجيمس بوند لأنهم بإختصار شديد لم يجدوا من يضع أمامهم عنتر بن شداد او سيف اليزل أو عمر المختار ومن ثم علينا أن نأتي بشخصيات عربية إستثتائية ونبني عليها محتوى لأطفالنا ونجعله حتى يكون لديهم أمل وطموح أن يكونوا أمثال هؤلاء لا أن يتشابهون بفنان مثل جاكسون ونحن كعرب لدينا نماذج عديدة متميزة في التاريخ العربي يمكن أن نصنع أو نخلق من خلالها محتوى عربي يتجمع حوله أبنائنا ونجنى نحن منه الثمار وليس غيرنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى