تقارير و تحقيقات

أهالي الشهداء: الرئيس السيسى رد لنا اعتبارنا.. ومستعدون لتقديم أرواحنا فداء للوطن

يوافق التاسع من مارس من كل عام ذكرى يوم الشهيد.. وهو يوم ذكرى استشهاد البطل عبدالمنعم رياض – رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق – وسط جنوده على الجبهة فى الضفة الغربية لقناة السويس ، وتحديدا فى 9 مارس 1969 ، عند منطقة المعدية نمرة 6 بالإسماعيلية فى أقصى المواقع الدفاعية ، وهو يطبق رؤيته عن تذويب الفوارق بين القادة والجنود لتحقيق معادلة الشرف والنصر .

و يوم الشهيد يؤكد على حقيقة لا جدال فيها هى ذلك العشق الذى يربط المصرى بوطنه، واندفاعه وتضحيته بالنفس والولد لتظل مصر دائمًا مرفوعة راياتها خفاقة هاماتها بين الأمم .

ومن ثم تحرص الدولة المصرية على إحياء هذه الذكرى بكل الإجلال والإكبار، والعرفان لهؤلاء الشهداء الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فكانوا أوفياء ليمين الولاء للوطن، مضحين بأرواحهم ودمائهم الذكية فداءً لهذا الوطن وصونًا لقدسية ترابه.

 موقع “اليوم” يرصد قصص 3 من الشهداء من أبناء محافظة المنيا الذين راحوا ضحية الإرهاب الغاشم خاصة مع أعوام 2016 و2017 و2018 وحتى اليوم حال زيادة العمليات الإرهابية ضد أبطال الوطن الذين حملوا أرواحهم وضحوا بدمائهم الزكية من أجل رفعة الوطن والذود عن كرامته وأرضه.

بطل الواحات محمد وحيد حبشى

هو واحد من الأبطال والشهداء الذين قدموا أرواحهم  فداء للوطن هو المقدم محمد وحيد حبشى، الذى استشهد في حادث الواحات الذى راح ضحيته العشرات من أبناء وزارة الداخلية عام 2018 هو بطل من ذهب ضحى بحياته في سبيل الله وحماية الوطن.

ظل صامدًا مصوبًا سلاحه في وجه أعداء الوطن، دون أن يهتز سائرًا على درب من سبقوه من الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم لأجل تراب الوطن، فاستشهد عن عمر يناهز الـ ٣٥ سنة.

الشهيد من أبناء مدينة المنيا، حيث وُلد المقدم محمد وحيد  في أسرة تنتمى إلى وزارة الداخلية، هو الابن الأكبر لوالده اللواء الراحل وحيد حبشى نائب مدير أمن السويس السابق، وكان متزوجا ولديه طفلان، هما جودى وأحمد، وتوفيت والدته وهو في الثانوية العامة ومرض والده بعد ذلك، وكان نعم الأب ونعم الزوج ونعم الابن والخلق والتدين والذى توفى بعد استشهاد نجله بعدة أشهر.

عمل بعد تخرجه في كلية الشرطة معاون مباحث في قسم شرطة المنيا، ثم انتقل للعمل بوحدة مباحث مركز المنيا وآخر محطاته كانت جهاز الأمن الوطنى في القاهرة، وترقى إلى رتبة مقدم وكان ضمن المأمورية التى استهدفت بؤرة إرهابية خارجة عن القانون في منطقة الواحات البحرية بعد أن خرجت مأمورية من القوات الخاصة التابعة للشرطة لمداهمة بعض العناصر الإرهابية في المنطقة المتاخمة للكيلو ١٣٥ من طريق الواحات حسبما قالت وزارة الداخلية في بيان رسمى.

ويقول المهندس عادل مصيلحى شقيق والد الشهيد، إن حياة محمد كانت رمزا للخلق والشهامة والكرم والأخلاق، وإنه كان محبوبا بين كل جيرانه وأهله وكان محبًا للرياضة.

وأضاف أن محمد تم تعيينه في قسم شرطة المنيا ثم جامعة المنيا ثم جهاز الأمن الوطنى، وأنه كان بارًا بأسرته وأقاربه.

وأشار إلى أن والد الشهيد أصيب بجلطة أدت إلى إصابته بالشلل، وأن محمد كان بارًا بوالده يرعاه باستمرار ويشرف على علاجه، وأنه استشهد ووالده في المستشفى ولم يعلم والده بخبر استشهاد ابنه حتى وافته المنية، وأن الشهيد اشترك في المأمورية بعد عودته من رحلة حج، حيث اشترى كفنا من مكة وغسله بماء زمزم.

وعن آخر لقاء جمعه بالشهيد يقول: «كنت مع محمد قبل استشهاده بثلاثة أيام خلال زيارتى لوالده في المستشفى، وكان يتحدث عن الشهادة والمكانة التى ينالها الشهداء وكان لديه إحساس دوما أنه سيستشهد قريبا ويقدم حياته للوطن، للبلد وفى آخر مكالمة، وكانت آخر مكالمة يوم استشهاده، حيث طلب منى أن أذهب لرؤية شقيقي، وفى الوقت الذى أقيمت فيه جنازة الشهيد ظل والده وطفلاه في القاهرة لا يعلمون خبر استشهاده في معركة الواحات، حيث أخفينا عنهم الخبر لأن والده مصاب بجلطة في المخ».

وتابع: «أنا أول من تلقيت الخبر في اتصال هاتفى مع مسئول من وزارة الداخلية مساء يوم الحادث، وتحولت الجنازة إلى ملحمة عسكرية تلهب مشاعر الوطنية والانتماء للوطن».

وكان آخر ما كتبه محمد على فيس بوك «بسم الله توكلنا على الله» قبل انطلاقه للمشاركة في مأمورية الواحات.

البطل الثانى إسلام مصطفى نجيب
الشهيد إسلام مصطفى نجيب، استشهد وعمره 21 عاما، وهو  من قرية أبو عياد التابعة لمجلس قروى صفط الخمار بمركز المنيا، من أسرة فقيرة، هجرها عائلها الأول بحثا عن لقمة العيش حتى يستطيع تربية أبنائه، كان إسلام مصطفى نجيب يحرس الوطن والأب يسعى جاهدا على لقمة العيش بدولة السعودية.

امتدت يد الإرهاب لتنال من إسلام من بين زملائه ليفارق الدنيا، بمركز القطيم الأمنى بسيناء عام 2019 ويعود إلى قريته محمولا على الأعناق فلا يجد سوى شقيقه الأصغر محمود وعمه وخاله ووالدته، فى انتظاره ليلقون عليه نظرة الوداع، ويبحث الجميع عن الأب لكنه كان قد استقل الطائرة ليقطع المسافات الطويلة حتى يتمكن من الحضور ليحتضن نجله الشهيد بين يده ويودعه إلا أنه لم يتمكن من ذلك.

 يقول محمود 17 عاما بالصف الثالث الثانوى، شقيق الشهيد إسلام، إن الشهيد رحل عن الدنيا وتركنا بمفردنا مروة بالصف الثانى الإعدادي وإسراء 4 سنوات ومروان الشقيق الأصغر الذى لم يرى إسلام.

وأضاف محمود “كان إسلام فى إجازته الأخيرة بالقرية وعاد إلى كتيبته منذ 4 أيام فقط وكأنه جاء يودعنا ويرحل، ولفت إلى أن شقيقه الشهيد حصل على دبلوم زراعة، وكان يتعلم تركيب البلاط حتى يصبح صاحب مهنة يستطيع أن يجد بها فرصة عمل بعد قضاء مدة خدمته، حيث أن والده يعمل بشركة مياه الشرب و”مبلط  ” أيضا.

والد الشهيد إسلام الحاج مصطفى الذى عمل بالسعودية لسنوات قال إن الرئيس السيسى رد لنا اعتبارنا وكرامة المصريين واحنا مستعدين لتقديم أرواحنا فداء للوطن وان الدولة لا تدخر جهدا في تقديم أوجه الرعاية لنا.

الشهيد أحمد إبراهيم عبد الغنى

هو الشهيد أحمد إبراهيم سيد عبد الغنى (25 عاما)، ابن قرية طوخ الخيل بمركز المنيا، بعد أن حصل على الليسانس التحق بالقوات المسلحة وقبل أن ينهى خدمته العسكرية استشهد في أبريل 2019 في كمين بسيناء.

وقال عمه جمال وشقيقه طارق إن أحمد قال آخر مرة زار فيها القرية “يا أبويا متحاولش تفكرنى بالزواج لانى هتزوج في مكان تانى وأنا نفسى في الشهادة”، وقد نالها.

وأضاف أن يوم الشهيد هو يوم العزة والكرامة يوم أن انتصرت مصر على الإرهاب وحاربته حربا شرسة والحمد لله الدولة أعادت لنا الكرامة خلال السنوات الأخيرة من الحرب على الإرهاب.

وأشارا إلى انه كلما مررنا على المدرسة التى أطلق عليها اسمه نتذكر الشهيد أحمد الذى ترك والده المريض وإخوته  ووالدته التى ما زلت تبكى رغم أننا في كل مرة نطمئنها بان ابنها في الجنة وإحنا إن شاء الله مع أحمد في الجنة.

 واختتما حديثهما قائلين:” نشكر الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى لم يتردد لحظة واحدة في تلبية طلباتنا جميعا كل أسر الشهداء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى