تقارير و تحقيقات

«رحيم».. تركته أمه للشارع.. احتضنته القلوب الرحيمة

خلال الساعات الماضية، تصدرت محركات البحث عبر مواقع التواصل الاجتماعي قصة الطفل “رحيم”، وهو الذي يبلغ من العمر خمسة أعوام، أخذته سيدة وذهبت به إلى بيت الحاجة “عفاف” وأخبرتها أنها ستترك الطفل برفقتها، وتعود لتصطحبه بعد وقت قصير، قائلة أنها ستذهب لتشتري بعض المتطلبات، انتظرت الحاجة “عفاف” وقتًا طويلا، ولكن السيدة لم تعد، حتى قامت بتربيته في بيتها عامًا كاملًا.

تواصل موقع وجريدة “اليوم” مع الحاجة عفاف، والتي تسكن في منشأة ناصر فقالت: جاتلي ست معها الولد وقالتلي هجيب طلبات عشر دقايق وهرجعلك، استينت كتير مجتش، من وقت الست دي ما جاتلي، وأنا حسيت إن الولد مش فرحان، ولما عدى وقت كبير سألته بقوله أمك فين يا حبيبي قاللي أمي ماتت.. قلت في نفسي أنا هربيه ورزقي ورزقه على الله”

ذهبت به السيدة عفاف إلى قسم الشرطة، فقالوا لها احتفظي به حتى يظهر له أهل، وسنتواصل معك، ولكنها انتظرت كثيرا لعل أحدا من أهله يتواصل مع القسم، ولكن لم يحدثها أحد؛ فعكفت على تربيته، حتى تعلق بها تعلقا شديدا، وكأنها أمه، في وقتٍ كان بيفتقد إلى الحنان، الذي وجد فيها ضالته.

قصة الطفل رحيم

وتكمل الحاجة عفاف حديثها وتقول إن هناك من قال لي ” هاتيلوا شيبسي وسيبيه أمام أي ملجأ” مشيرة إلى أنها لم تستجب لهذا الكلام، وقامت برعاية الطفل حتى عامًا كاملًا، وتابعت: “جاء موعد دخوله المدرسة، فقررت أن أقدم له، فقالوا لي أنه لا يملك أي أوراق رسمية، ولا أي إثبات، وتقول: ” قالوا أوديه ملجأ، وهما هناك يتصرفوا، الولد صعب يثق عليّ ما رضيتش أعمل كده، قعدته”.

مؤسس مبادرة “أطفال مفقودين” يشعل القضية على مواقع التواصل الاجتماعي

قام أحد الناس بتوصيل قصة الطفل رحيم إلى “رامي الجبيلي” مؤسس مبادرة “أطفال مفقودين” والذي بدوره قام بنشر هذه القضية على موقع التواصل الاجتماعي، وقدم استغاثة إلى المجلس القومي للطفولة والأمومة، والنيابة العامة ووزير التربية والتعليم، وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع هذه القضية تفاعلا كبيرًا.

استجابة في أقل من ساعة من المسؤولين

وقد تواصل مع “الجبيلي” مسؤولون في خط النجدة، والمجلس القومي للطفولة والأمومة، وأخبروه بأنه تم البدأ في استخراج أوراق الطفل رحيم، وتوفير مكان له، وجاء ذلك في وقت يقل عن ساعة من إضافة المنشور، وتلقى الجبيلي بعدها مكالمة من وزير التربية والتعليم أبلغه بأن الطفل رحيم سيدخل المدرسة هذا العام، وعلى إثر ذلك تم نقل الطفل رحيم إلى إحدى دور الرعاية، واستخراج الأوراق الثبوتية له.

وتضيف السيدة عفاف أنها تتمنى لرحيم الهدوء والاستقرار ولكنها تعلقت به تعلقا شديدًا، وكاد قلبها ينفطر عليه وهو خارجًا، وكأنه ابنها.

محمود عرفات

محرر ديسك، محرر في قسم الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى