غير مصنف

في ذكرى ميلاده.. الراحل نور الشريف يزين محرك بحث “جوجل”

تقديرًا لتاريخه الفني الطويل والمميز، احتفل محرك البحث العالمي “جوجل” بالذكري الـ75 لميلاد الفنان الراحل نور الشريف، التي تحل اليوم الأربعاء.

ورحل الفنان المصري عن عالمنا في 11 أغسطس 2015م بعد صراع مع المرض، وهو يعد  أيقونة فنية متميزة، وصاحب أداءًا مميزًا على مستوى التلفزيون والسينما والمسرح، قدم خلاله تاريخًا حافلاً وبرع فيه في تجسيد الشخصيات التاريخية لتمكنه من تأدية اللغة العربية الفصحي بإنتقان شديد.

كما لُقب بـ”صائد الجوائز”، حيث أُختيرت 7 أفلام له في قائمة أفضل 100 فيلم في ذاكرة السينما المصرية.

**حياة أليمة

دائمًا ما تجد الشخصيات العظيمة ورائها حكايات مؤلمة ساهمت في تجسيد شخصياتها، وبطلنا اليوم عاش يتيم الأب، وبلا أم منذ أعوامه الأولى.

ولد “الشريف” في حي الخليفة بالسيدة زينب في 28 أبريل عام 1946،و تم تسجيله رسميًا باسم محمد جابر محمد عبد الله، توفي والده وهو لم يكمل عامه الأول، وتُرك لعمه إسماعيل عبء تربيته ورعايتها.

ولأن والدته كانت شابه في مقتبل عمرها نصحها المقربون بالبحث عن حياة جديدة تاركة وحيدها لعمه، وبالرغم من أنها كانت تزوره من الحين للحين إلا أنه بدأ برفضها والهروب منها أحيانًا، لتصوره أنها تخلت عنه ولم تكن وفية لوالده.

وبعد أن كبر وفهم الحياة، إلتمس لها العذر وذهب لها معتذرًا، وتقرب منها حتى أنه كان يتعبرها صندوق أسراره ويلجئ إلى نصحها وإرشادها في حياته الشخصية.

**بداية المشوار

منذ نعومة أظافره، اهتم “الشريف” بمجال عمله، حيث اشترك في فريق التميثيل في مدرسته، ولعب كرة القدم في فريق أشبال نادي الزمالك، لكنه لم يكمل مشواره مع الساحرة المستديرة، وبعد الإنتهاء من المرحلة الثانوية دخل كلية التجارة، لكنه تركها بسبب شغفه بالتمثيل.

وإلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية والذي تخرج منه عام 1967م حاصلاً على تقدير إمتياز وكان الأول على دفعته.

أما مسيرته الفنية فبدأت بمساعدة الفنان سعد أردش الذي لمس فيه الموهبة وأسند له دورًا في مسرحية “الشوارع الخلفية”.

كما شارك في مسرحية “روميو وجوليت” والتي خلقت له فرصة التعرف على بعض نجوم المسرح في ذلك الوقت، وكان أبرزهم عادل إمام الذي قدمه للمخرج حسن الإمام فإقتنع بموهبته وأسند إليه دورًا في فيلم “قصر الشوق” لتكون نقطة إنطلاق صناعة تاريخ نجم لن يتكرر.

**صائد الجوائز

حصل الشريف علي أول جائزة وهي شهادة تقديير عن دوره في فيلم “قصر الشوق”، وفاز بجائزة أفضل ممثل في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 1977م.

 وفي عام 1996م أُختيرت 7 من أعماله السينمائية المميزة ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية حسب إستفتاء النقاد، وهي:” زوجتي والكلب، وأبناء الصمت، والكرنك، وأهل القمة، وحدوتة مصرية، والعار، وسواق الأتوبيس”.

كما حصل على جائزة التمثيل الذهبية عن فيلم “سواق الأتوبيس” في مهرجان نيودلهي الهندي، واختار النقاد نفس الفيلم ليكون ترتيبه الثامن ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.

وعن فيلم “دم الغزال” الذي لاقى نجاحًا كبيرًا، حصل من خلاله على 6 جوائز مقدمة من المهرجان القومي للسينما، خلافًا لجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم “بتوقيت القاهرة” في مهرجان وهران الجزائري.

**ضد النسيان

قدم الفنان الراحل، أعمالاً التصقت بالذاكرة الفنية المصرية، وكان من بينها فيلم “حبيبي دائمًا” الذي يصفه نقاد بأنه أفضل فيلم رومانسي، وشارك فيه مع زوجته الفنانة بوسي.

وعادة ما يرتبط الفيلم بعيد الحب، حيث يعاد عرضه كل عام ويحظى بشغف المشاهدين الذين ينتظرون موعد عرضه كأنه طقس من طقوس الحب.

أما في الدراما، يأتي سيد كل عصر بلا منازع ملحمة مسلسل لن أعيش في جلباب أبي، والذي شاركته البطولة عبلة كامل، ويحظى بمشاهدات كبيرة، وخلافًا للعمق المجتمعي وتراجيديا العمل الدرامي، مثَّل في السنوات الأخيرة أحد تيمات “التريندات” و”الكوميكس” الساخرة بعيدًا عن الابتذال، خاصة مشهد “فرح سنية” في أحد حلقاته.

وكان للشريف أعمالاً دينية كبيرة كانت شاهدة على توثيق حياة المسلمين الأوائل، ومن بينها مسلسل “عمر بن عبد العزيز”، الذي كان يعد الأقرب لقلب الفنان الراحل.

وسبق أن طلب نور الشريف، في وصيته الأخيرة أن يتم عرض مشهد موت عمرو بن عبدالعزيز الذي كان يجسد شخصيته  في حالة وفاته لكي يتذكره محبيه في هذا المشهد العظيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى