تقارير و تحقيقات

مات بالتعذيب في السجون الإسرائيلية.. من هو الطبيب الفلسطيني عدنان البُرش؟

أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحرري و نادي الأسير الفلسطيني، استشهاد اثنين من معتقلي غزة في السجون الإسرائيلية، وهما الطبيب عدنان البُرش، 50عامًا، استشاري ورئيس قسم العظام في مستشفى الشفاء في غزة، وإسماعيل خضر،33 عامًا.

وفي بيان مشترك؛ أفادت المؤسستان بأن الجيش الإسرائيلي كان قد اعتقل الشهيد البُرش في يناير 2024، خلال تواجده في مستشفى العودة يساعد مجموعة من الأطباء.

وطبقًا للمعلومات التي حصلت عليها الشؤون المدنية الفلسطينية؛ استُشهد الطبيب المقاوم في سجن “عوفر” في تاريخ 19 إبريل 2024، ولا يزال جثمانه محتجزًا، والشهيد خضر استُشهد بعد عملية اعتقاله، وجرى تسليم جثمانه اليوم مع العشرات من معتقلي غزة، والذين أُفرج عنهم اليوم عبر معبر كرم أبو سالم، بحسب هيئة الحدود والمعابر في غزة.

والبُرش وخضر ارتقيا نتيجة للتّعذيب والجرائم الطبيّة التي يواجهها معتقلو غزة، وفقًا لشؤون الأسرى ونادي الأسير.

البروفيسور عدنان البُرش

البُرش من مواليد مدينة جباليا عام 1974، أنهى دراسته الإعدادية من مدرسة الفالوجا، والثانوية من مدرسة حليمة السعدية، لينتقل بعد ذلك إلى رومانيا وحصل على درجة البكالوريوس في الطب من جامعة ياش.

وحصل البروفيسور، وهو أحد أمهر جراحي العظام في فلسطين، على البورد الأردني والبورد الفلسطيني في جراحة العظام والمفاصل، والزمالة البريطانية في جراحة الكسور المعقدة في لندن، وماجستير علوم سياسية من جامعة الأزهر بغزة.

ومنذ إعلان استشهاده تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو للدكتور البُرش خلال لقاءاته السابقة مع قنوات تلفزيونية، يكشف فيها حقيقة الوضع المأساوي ومعاناة المصابين جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة.

وفي مقطع تم تداولها بكثرة، لقاء مع قناة “الجزيرة” ، قال فيه البُرش، عندما أخرجهم الاحتلال من مستشفى الشفاء متأثراً: “خرجنا من المستشفى بغصة، ولكن الحمد لله أدينا الرسالة وأجرنا على الله”.

اغتيال متعمد

شددت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير على أن ما حدث للطبيب المقاوم، هو عملية “اغتيال متعمدة”، في عمليات استهداف ممنهجة للأطباء وللمنظومة الصحية في غزة، كما حدث من عدوان على مستشفى الشفاء من تدمير كُلي، وتحويلة لمقبرة جماعية، استشهد فيها المئات.

 كما نعت الهيئة والنادي الشهيدين خضر والبُرش، لافتةً أن الطبيب الشهيد بقى حتى آخر لحظة قبل اعتقاله يؤدي واجبه متنقلًا من مستشفى إلى آخرى في غزة.

كما أعلنا أنه بعد استشهاد البُرش وخضر، فإن عدد الشهداء و الأسرى الذين ارتقوا في سجون الاحتلال ومعسكراته نتيجة التعذيب، والجرائم الطبية، وسياسة التجويع، ارتفع إلى 18 شهيدًا، تم إعلان استشهادهم ومعرفة هوياتهم، باستثناء شهيد من عمال غزة، أُعلن استشهاده من دون الكشف عن هويته.

وبحسب المؤسستين؛ المعطيات المتوافرة عن معتقلي غزة ضئيلة، فيما يتعلق بهوياتهم وأماكن احتجازهم، وأعدادهم، فالمعطى الوحيد، الذي أعلنته إدارة سجون الاحتلال، هو من أطلقت عليهم “المقاتلين غير الشرعيين”، وعددهم حتى بداية أبريل 849.

قسم “23”عوفر

 أشارت المؤسستان إلى أنّ مجموعةً من الأسرى، أفرج عنهم الاحتلال من سجن “عوفر”، تحدثوا عن القسم الـ”23″، والذي يحتجز فيه الاحتلال معتقلي غزة، وما يجري بحقّهم من عمليات تعذيب وإذلال، من خلال الأصوات التي تصدر من القسم والاقتحامات المتواصلة من قوات القمع المدججة بالسلاح والكلاب البوليسية.

وجدّدتا مطالبتهما الأمم المتحدة وكل المؤسسات الدولية بتحمّل مسؤولياتها تجاه الجرائم التي ينفّذها الاحتلال بحقّ الأسرى والمعتقلين، وعدم الاكتفاء بنشر التقارير والشهادات وإعلانها والتحذير منها.

واعتقل الجيش الإسرائيلي آلاف الفلسطينيين، منذ اجتياحه لقطاع غزة، بينهم نساء وأطفال وعاملون في الطواقم الصحية والدفاع المدني، أفرج لاحقاً عن عدد ضئيل منهم، فيما لا يزال مصير الآخرين مجهولاً.

والجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر الماضي، يشّن حرباً مدمرة على غزة خلّفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ما استدعى محاكمة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بدعوى “إبادة جماعية” أقامتها جنوب إفريقيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى