غير مصنف

البابا تواضروس الثاني للمتفوقين: التفوق هو نور للعالم

قال البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في حفل تكريم المتفوقين الذي اقيم مساء امس في بطريركية الاسكندرية ” في هذه المناسبة واحتفالنا بالمتفوقين في سنوات كثيرة، اليوم هو يوم جميل وأمسية نفرح فيها كلنا والآباء الأساقفة الأجلاء والآباء الكهنة الموقرين وكل الأراخنة وكل الآباء والأمهات في كل أسرة، ونفرح معكم في مناسبة التفوق وتكريم الكنيسة لكم، وفي سنوات كثيرة من أول الإعدادية للثانوية الفنية والعامة للبكالوريوس لليسانس للماجستير وللدكتوراة لقصص النجاح التي سمعناها، وهي كلها صور مفرحة الحقيقة، ونفرح أن الكنيسة تكرّم كل أولادها وبناتها وتفرح بهم، فالشاب الذي قدّم لنا الإحصائيات فهو كان من ٣ سنوات في حفل تكريم له هنا “بيتر” وهو الآن في كلية الهندسة ومن المتفوقين، وهذا شيء جميل جدًا لأنه يعني أن السابقين لكم هم الذين يخدمون الاجتماع اليوم، وطبعًا مجموعة كبيرة من الآباء خدمت هنا ورتبت الأمور ومنهم: أبونا إبرام الوكيل وأبونا داود وأبونا أنطونيوس في مسابقة القراءة أيضًا، وكلها أعمال طيبة تفرّحنا وتصبح هذه الليلة ليلة لا ننساها في فرحتنا كلنا بأولادنا، وأنا معكم الآن وأرى أولادنا وبناتنا المتفوقين وأسأل كل واحد وكل واحدة بعض الأسئلة الصغيرة عن تفوقه ومجاله وأحلامه ومستقبله وكانت جميعها مفرحة جدًا، وسألت نفسي ما معنى تفوق؟ وما معنى تميُّز ؟ . فالناجحين كثير ولكن اليوم نكرّم المتفوقين، فالنجاح حلو وشيء طبيعي، ولكن عندما يكون النجاح رفيع المستوى يصبح شكل من أشكال التفوق والتميز، أن التفوق إكليل، إكليل وتاج على رأسَك ، وبلا شك هذا الإكليل هو إكليل فخر لَكْ ولكِ، وتميّزَك وتميّزِك وهذا التقدم والتفوق كل واحد في مجاله وفي دراسته وفي ترتيب المسئولين “ترتيب المتفوقين في كل مكان وكل كلية وكل جامعة” هذا إكليل، إكليل فخر، والآن كما يراك الناس وأنت تُكرّم من الكنيسة ومن آباءها والكنيسة فرحة بك باعتبارها أمنا كلنا وفرحين بك بالحقيقة، ويمكن لا نعرف عنك الكثير ولكن فرحين، وهذه الفرحة ربنا أنشأها فيك ووضع على رأسك إكليل، وهذا الإكليل كما قلت لك هو إكليل فخر، وطبعًا من الشطارة أن تحافظ عليه، ، وبالرغم أن هذا الإكليل أنت الذي تأخذه ويكتبون لك في الشهادة اسمك ولكن للحقيقة هذا الإكليل يستحقه أيضًا أسرتك، والدك ووالدتك وأخوك وأختك الذين وقفوا بجانبك وساندوك ورتبوا لك أمور كثيرة حتى تستطيع الوصول لهذا التفوق، ويستحقه أيضًا المدرسين الذين تعبوا معك وعلموك وكانوا أمناء وسلّموك العلم بطريقة صحيحة، وأيضًا الأساتذة في الجامعة الذين وقفوا معك وشجعوك أن تستمر، وهكذا تستمر حياة الإنسان وحضارة الإنسان.

واضاف البابا تواضروس الثاني فلماذا هناك حضارة للإنسان ويتقدم ؟ لأنه يوجد جيل يساعد جيل، وجيل صغير يكبر ويساعد الجيل التالي له. أذكر أيام أن تخرجنا من الجامعة هنا في إسكندرية، وقف أستاذ من الدكاترة وكنا نحبه كثيرًا، فقال لنا لقد وصلتوا للتخرج وستأخذون الشهادة وسيكتب بها أسماءكم ولكن رأيي بدلاً من كتابة أسماءكم يجب أن يُكتب أسماء والديكم في كل أسرة، لأن بالتأكيد الوالدين بذلوا كل إمكانية عندهم ليجعلوك أفضل منهم، وهذه سمة الأسرة الجميلة أن أي أب وأي أم يريد أن يكون ابنه أو بنته أحسن منه، ولهذا يبذل كل ماهو ممكن لديه حتى إذا حرم نفسه من لقمة، وحتى لو قلّل مصاريفه لأسباب معينة لأنه يريد أن يراك أنت نجم لامع، وحضورك، ويوم أن يقولوا عنك أنك نجحت وتفوقت وتميزت وأصبحت من الأوائل ما هي مقدار السعادة التي تكون في قلبهم، وكل تعب وكل ألم بذلوه يهون أمام أن يروك بهذا النجاح وهذا التفوق، وكما أن نجاحك هذا هو إكليل وفخر لك كذلك هو هدية كريمة تقدمها لأسرتك التي تعبت معك، فالتفوق ليس مجرد بركة ونعمة من عند ربنا ولا هو إكليل وتاج تأخذه وتضعه على رأسك ونراك العنصر المتميز في مجتمعك ودراستك وكليتك ولكن أيضًا التفوق هو نور للعالم،أنك تكون نور للعالم الذي أنت فيه، فنجاحك أنتَ أو نجاحِك أنتِ ليس لكم فقط ولكن نجاحك هذا وتفوقك نور لكل العالم.

وبعضكم عندما كانوا واقفين بجواري هنا والكنيسة تكرّمهم وسط الآباء وفرحين بهم، سألتهم ومنهم أجاب أن طموحه أن يكون جرّاح في مجال معيّن أو مهندس في مجال معيّن أو مَنْ يريد أن يعمل أبحاث في مجال معيّن، وهكذا نور في العالم، ولاحظوا أن واحد فقط متفوق يصير نور في كل العالم، وأمامنا أمثلة جميلة جدًا مثال دكتور أحمد زويل والذي حصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام ١٩٩٩ وتفوقه، وأيضًا الدكتور مجدي يعقوب، وهي أسماء لامعة جدًا، والدكتور مجدي يعقوب كلنا نعرف قصته ونفتخر بها، وأمامنا الدكتور فاروق الباز، وأيضًا دكتورة صارت وزيرة للبحث العلمي واسمها فينيس كامل جودة وهي كانت إحدي ثلاثة في العالم في موضوع الفلزات، وقيسوا على هذا أسماء كثيرة جدًا، وأثناء هذه التفوق تجعل هذا التفوق أن يكون الإنسان نور للعالم.

شباب وشابات أنا أهنئكم من قلبي بتفوقكم ونحن فرحين أكثر منكم، بالحقيقة الفرح لك وباسمَك وباسمِك ولكن نحن ككنيسة وكآباء فرحين بكم جدًا وفرحين بأسركم التي أعطتكم هذه النعم الكبيرة، ونشكر ربنا على النعم الكبيرة التي أعطاها لنا وقدمها لنا ونعمة التفوق وإكليل نجاحك وأيضًا أنت نور في هذا العالم، ربنا يبارك جهادكم وتعبكم ونجاحكم ودائمًا متفوقين ودائمًا متقدمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى